لماذا يخشى قادة العالم زيارة البيت الأبيض ويتطلعون للصين في عهد ترامب؟
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
شدد تحليل نشرته شبكة "سي أن أن" الأمريكية على موقعها، على أن زيارة البيت الأبيض لم تعد رحلة مرغوبة من قادة العالم خلال رئاسة دونالد ترامب بقدر خوفهم من أن تكون فخا سياسيا.
وبحسب التحليل الذي أعده الصحفي في الشبكة الأمريكية ستيفن كوليسون وترجمته "عربي21"، فإن قادة الجنوب مثل جنوب أفريقيا يتطلعون إلى الصين بدلا من الولايات المتحدة.
وجاء تعليق كوليسون بعد مفاجأة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضيفه من جنوب أفريقيا، سيريل رامافوسا، بعرض فيلم احتوى مزاعم عن تعرض البيض الأفريكان في جنوب أفريقيا للإبادة.
وقال الكاتب إنه نظرا للمخاطر السياسية المتزايدة للظهور في المكتب البيضاوي، لن يكون من المستغرب أن يعيد بعض القادة النظر فيما كان في السابق دعوة مرغوبة، ولكنها أصبحت مواجهة بعواقب دبلوماسية.
وأشار إلى أن رئيس جنوب أفريقيا كان يعرف ما يحضر له، حيث أحضر معه وزير الزراعة الأبيض ووفدا متعددا الأعراق من حكومته.
وتم إحضار صديقي ترامب في جنوب أفريقيا لاعبي الغولف إيرني إيلس وريليف غوسين، لكن هذا لم يمنع الرئيس الأمريكي من إطفاء الأنوار وعرض فيلم للدعاية اليمينية عن جنوب أفريقيا. وقال وهو يعرض مقالات عن قتل البيض الأفريكان: "الموت، الموت، الموت".
وتعد مسألة ملكية الأراضي العادلة من أكثر مخلفات سنوات حكم الأقلية في جنوب أفريقيا تعقيدا. ولكن كما أوضح رامافوسا، لا توجد محاولة منهجية للقضاء على مجتمعٍ على أساس العرق أو الإثنية، وهو تعريف الإبادة الجماعية. وأكد رامافوسا أن معظم ضحايا جرائم العنف هم من السود.
وقال الكاتب إن كل لقاء في البيت الأبيض بات يخيم عليه شبح اللقاء الكارثي في شباط /فبراير بين ترامب ورئيس أوكرانيا، فولديمير زيلينسكي والذي تعرض لهجوم من ترامب ونائبه، جيه دي فانس.
ويبدو أن رامافوسا قد تعلم من الدرس، فهو وإن بدا مرتبكا حاول بأناة أن يشرح لترامب الحقائق، لكن هذا كان مصمما على أن المزارعين "يعدمون وهم بيض ومعظمهم مزارعون. لا أعرف كيف تفسر ذلك".
وقال الكاتب إن التقاط الصور في جلسة البيت الأبيض تعتبر بالنسبة للكثير من الرؤساء مملة، ويسرع الصحافيون إلى المكتب البيضاوي لسماع كل زعيم وهو يلقي عبارات مبتذلة حول العلاقة الوثيقة بين البلدين. وفي بعض الأحيان يسمح لهم بطرح بعض الأسئلة قبل أن يدفعوا إلى الخارج لانتظار مؤتمر صحافي رسمي في وقت لاحق من اليوم.
ولكن الأمر تغير في ولاية ترامب الثانية، فقد زالت حواجز اللياقة التي تميز بها في ولايته الأولى، وأصبح المكتب البيضاوي الآن أكثر ازدحاما وصخبا.
وعادة ما يجلس فانس على أريكة البيت الأبيض مع بقية أفراد الحكومة منتظرا فرصته للقفز، وهذا دور غير عادي لنائب الرئيس. وخلال إدارة باراك أوباما، غالبا ما كان نائب الرئيس آنذاك، جو بايدن، يتجنب الأضواء ويقف في الجزء الخلفي من الغرفة.
أما اليوم فيضطر زوار ترامب إلى مواجهة وسائل الإعلام التي تروج لشعار "ماغا" أو "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، حسب التحليل.
وخلال زيارة زيلينسكي، سأل أحد هؤلاء المراسلين الرئيس، الذي يرتدي سترة ميدانية عسكرية تكريما لجنود الخطوط الأمامية، لماذا لا يرتدي بدلة لإظهار الاحترام للرئيس واللقاء.
ورغم أن الكثير من المشاكل في جنوب أفريقيا بعد مرحلة الفصل العنصري لا تزال قائمة، حيث لم تساعد سنوات حكم المجلس الوطني الأفريقي الذي تزعمه نيلسون مانديلا مرة في هذا، من انتشار الفساد والخلل الوظيفي، لكن هذه ليست مشكلة ترامب، فقراره الحديث عن إبادة البيض وعرض فيلم يقوم على مزاعم وادعاءات كان يهدف لمخاطبة قاعدته من "ماغا"، وهي ماركة تقوم على العرقلة والتعطيل وبالنسبة لترامب لعب دور الشخص القادم من الخارج.
فقد عاد مرة ثانية للبيت الأبيض بهدف تمزيق التقاليد السياسية الدولية والأعراف التجارية التي يقول إنها تسرق أمريكا، القوة العظمى. ولا توجد طريقة لإظهار هذا للأمريكيين أفضل من مواجهة زواره والتقليل من قيمتهم أمام عدسات التلفزيون.
وربما كان الخطاب من ترامب موجها لصالح شخص واحد وهو إيلون ماسك، المولود في جنوب أفريقيا والملياردير الذي كان حاضرا يوم الأربعاء في المكتب البيضاوي، وبعدما اشتكى على منصته "إكس" من التمييز ضد البيض الأفريكان من جنوب أفريقيا، وفقا للكاتب.
كما وجدت أفكار ماسك اهتماما أثناء زيارة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للمكتب البيضاوي، عندما اشتكى فانس مما وصفه بحملات قمع حرية التعبير في بريطانيا ضد شركات التكنولوجيا المملوكة لأمريكا. لكن ستارمر، الذي استلهم أفكاره من المواجهة الأسبوعية مع المعارضة في البرلمان رد باختصار على شكوى فانس وقال: "لقد تمتعنا بحرية التعبير في المملكة المتحدة لفترة طويلة جدًا، وستستمر لفترة طويلة جدا".
ويرى الكاتب أن محاولة ترامب التقليل من قيمة ضيوفه، تضعهم أمام مشكلة وعليهم تجهيز أنفسهم والتحضير للمواجهة. كما وعليهم التفكير بكيفية الظهور أمام ناخبيهم في الوطن. فإن فشلوا في الوقوف في وجه ترامب، فسيبدون ضعفاء، أما إن ردوا بقوة، فقد يحصلون على دعم شعبي، مثل زيلينسكي، لكنهم قد يضرون بمصالحهم الوطنية إذا خرجوا من اللقاء وقد أغضبوا ترامب الذي لا ينسى الضغينة.
كما ويجب على القادة أن يحاولوا تجنب الوقوع في فخ الكاميرات بينما يقول ترامب أو يفعل شيئا يؤكد ضعفهم النسبي مقارنة بالولايات المتحدة. وفي شباط/ فبراير، على سبيل المثال، بدا الملك عبد الله ملك الأردن منزعجا للغاية عندما ضغط عليه ترامب لقبول لاجئين من غزة. ويعرض تهجير سكان غزة ونقلهم إلى الأردن التوازن السياسي الهش للبلاد والنظام الملكي نفسه. ومع ذلك، كان عبد الله يعلم أيضا أن بلاده تعتمد على المساعدات الأمريكية للأمن، لذلك لم يحاول الوقوف في وجه مضيفه، على حد قول الكاتب.
وبالنسبة لزيلنسكي، فقد حاول مواجهة الرئيس ونائبه وطرد من البيت الأبيض لأنه رد بغضب على مطلب فانس إظهار الامتنان على الدعم الأمريكي لأوكرانيا. وقد قضى زيلينسكي أسابيع وهو يحاول إصلاح الخطأ.
ولعل أنجح الزعماء هم الذين يخرجون أنفسهم من المأزق بدون الظهور بمظهر المبتذل، فقد حمل ستارمر معه دعوة من الملك تشارلس الثالث لزيارة بريطانيا بشكل رسمي، قائلا إن هذا شرف لبريطانيا وبخاصة أن ترامب تلقى دعوة مماثلة من الملكة الراحلة إليزابيث الثانية في ولايته الأولى. ولا يعرف عن ستارمر بالشخص الطبيعي في أدائه لكنه حظي على ثناء بسبب ذكائه في التعامل مع الموقف.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد حاول تصحيح كلام الرئيس وزعمه أن أوروبا لا تنفق الكثير على أوكرانيا، ولكن بلمسة بدت عفوية و"عزيزي دونالد"، خفف من حدة تصحيح الخطأ. واعتمدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي تريد أن تلعب دور الجسر بين ترامب وأوروبا على التقارب في الأفكار من ناحية تزعمها لحزب يميني شعبوي وزارت ترامب في السابق بمقره في مار إي لاغو بفلوريدا وتعتبر نفسها من بين أصدقائه.
وفي أثناء الزيارة الأخيرة لها، حاولت التأكد من أن مترجم كلامها ينقله بدقة، ولهذا قاطعته، كما ولعبت عن فكرة ترامب لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، حيث قالت أنها والرئيس يستطيعان جعل أوروبا عظيمة مرة أخرى.
ولم يواجه أي زعيم أجنبي، بحسب التحليل، ضغطا محليا في المكتب البيضاوي بقدر ما واجه رئيس الوزراء الكندي مارك كارني. ففي النهاية، كان قد فاز لتوه في انتخابات هيمن عليها العداء لمطالب ترامب بضم كندا من خلال لف نفسه بعلم كندا.
وحاول كارني التحدث إلى ترامب بلغة يفهمها قطب العقارات الذي أصبح رئيسا. قال: "هناك أماكن لا تباع أبدا وبعد لقائي بمالكي كندا خلال الحملة الانتخابية قالوا إنها ليست للبيع، ولن تباع أبدا".
وعندما رد ترامب قائلا "لا تقل أبدا" أكد كارني "أبدا أبدا". لكن ترامب كانت له الكلمة الأخيرة، حيث شن خطابا لاذعا عن مدى الظلم الذي تتحمله الولايات المتحدة من خلال دفعها جزءا كبيرا من تكلفة الدفاع عن كندا عسكريا، ثم طلب من الصحافة المغادرة ولم يستطع كارني أن ينطق بكلمة واحدة.
وفي النهاية، لا يعرف القادة ماذا سيحصل معهم في حضرة ترامب. وهو ما يقودنا إلى ليو الرابع عشر بابا الفاتيكان الجديد. وكان فانس في الفاتيكان نهاية الأسبوع الماضي لحضور قداس تنصيب البابا، وسلم مظروفا أبيض ضخما يحمل الختم الرئاسي، ويحتوي على دعوة لزيارة البيت الأبيض. وسمع ليو وهو يقول "في مرحلة ما"، ربما في إشارة إلى نيته قبول العرض.
لكن روبرت بريفوست، الذي كان يشغل منصبا سابقا في شيكاغو، لم يبد على عجلة من أمره. ربما يعود ذلك إلى أنه من غير المعقول تقريبا تصور الرجل الذي يعتبره الروم الكاثوليك ممثلا لله على الأرض، وهو يخضع طوعا لضغوط المكتب البيضاوي وخطاب ترامب العلماني نوعا ما.
ومن المرجح أن تتبع أي زيارة مفاوضات مكثفة مع الفاتيكان بشأن البروتوكول. لكن مشهد أشهر أمريكيين على وجه الأرض في المكتب العريق سيكون أمرا لا يصدق، كما يقول الكاتب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية البيت الأبيض ترامب الولايات المتحدة زيلينسكي الولايات المتحدة البيت الأبيض ترامب زيلينسكي صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المکتب البیضاوی فی جنوب أفریقیا البیت الأبیض فی المکتب
إقرأ أيضاً:
الغارديان: البيت الأبيض يواصل دعمه للحرب ضد غزة رغم الشجب الأوروبي
هدد حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في الغرب "إسرائيل" بالتحرك ضدها وفرض عقوبات عليها إن لم توقف حربها ضد قطاع غزة وسط صمت أمريكي، تزامنا مع طلب جيش الاحتلال من الفلسطينيين في غزة الإخلاء، ووسط استمرار صمت البيت الأبيض.
وقالت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها إن مطالب الجيش من سكان خانيونس، جنوبي القطاع الجلاء تحسبا لما أطلق عليه "هجوما غير مسبوق، رغم التقارير حول الضغط من إدارة دونالد ترامب على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع الذي يقف على حافة المجاعة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جيمس هيويت في بيان: "رفضت حماس كل مقترحات وقف إطلاق النار، وتتحمل والحالة هذه المسؤولية عن هذا النزاع"، وهو ما يشير إلى الموقف الذي ورثته الإدارة عن إدارة بايدن ورغم الأدلة المتزايدة عن الكارثة الإنسانية.
وقد أمر جيش الاحتلال الإثنين الماضي سكان خانيونس الجلاء عن المدينة "فورا" حيث يحضر لـ "تدمير قدرات المنظمات الإرهابية" كما زعم، فيما يشير إلى خطة لتكثيف القصف الذي أدى لاستشهاد أكثر من 53,000 فلسطينيا، حسب تقديرات السلطات المحلية في القطاع.
ورغم التعهدات الإسرائيلية بـ"تدمير" غزة، إلا أن معارضة الكونغرس - والديمقراطيين عموما – كانت صامتة وضعيفة إلى حد كبير. وبينما يواجه القطاع المحاصر ما وصفته منظمة الصحة العالمية "إحدى أسوأ أزمات الجوع في العالم"، ظهر قبل أيام أكثر من ثلاثين عضوا في الكونغرس من كلا الحزبين في فيديو للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) احتفالا بالذكرى السابعة والسبعين لـ"قيام إسرائيل".
وفي نيويورك، رفع أندرو كومو، المرشح الأبرز لمنصب عمدة المدينة، العلم الإسرائيلي في مسيرة "يوم إسرائيل" السنوية التي أُقيمت في المدينة الأحد.
وقال التقرير إن "هذا الركوع السياسي يأتي في الوقت الذي أظهر فيه استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب في آذار/ مارس انخفاض الدعم الأمريكي لإسرائيل إلى 46 بالمئة وهو أدنى مستوى له منذ 25 عاما، بينما ارتفع التعاطف مع الفلسطينيين إلى مستوى قياسي بلغ 33 بالمئة".
وعبر الديمقراطيون الذين شاركوا في الاستطلاع عن تعاطفهم مع الفلسطينيين ضد الإسرائيليين بنسبة ثلاثة إلى واحد، في حلقة حديثة من برنامج "ذي ليت شو" (البرنامج الأخير) مع ستيفن كولبير، قال السناتور المستقل بيرني ساندرز: إن تردد واشنطن في تغيير مسارها على القوة المالية لجماعات الضغط.
وأضاف ساندرز: "إذا تكلمت بصراحة عن هذه القضية، فستلاحقك لجان العمل السياسي الكبرى مثل آيباك"، مشيرا إلى حملة آيباك القياسية التي بلغت 14.5 مليون دولار لإزاحة النائب الديمقراطي جمال بومان بعد أن اتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية.
وأوضحت الصحيفة أنه "وسط الإجماع العام من الحزبين على دعم إسرائيل، إلا أن هناك مجموعة من النواب التقدميين في الحزب الديمقراطي والتي أستبعدت إلى حد كبير من الخطاب العام في واشنطن، فقد أدانت النائبة ديليا راميريز "الثنائي المتطرف القاتل وغير المسؤول" المتمثل في رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب".
ونقلت الصحيفة قول راميريز: "أكد الأمريكيون أنهم لا يريدون التواطؤ في حملاتهم البربرية. لقد حان الوقت لنا في الكونغرس لممارسة سلطتنا واتخاذ الإجراءات اللازمة. لا سنت واحد إضافي، ولا قنبلة واحدة إضافية، ولا ذريعة واحدة إضافية".
وبالمثل، شجبت النائبة إلهان عمر الفصل الأخير من الحرب غير المتوازنة على غزة، واصفة إياه بأنه "وصمة عار أخلاقية أخرى لا تغتفر"، قائلة: "رغم رحلة دونالد ترامب [إلى الشرق الأوسط في الأسبوع الماضي] فلا نزال بعيدين عن وقف إطلاق النار".
وأضافت: "من العار استمرار المدنيين الأبرياء دفع الثمن". وقبل فترة قاد السناتور الديمقراطي عن ولاية فيرمونت، بيتر ويلتش 29 من زملائه لتقديم قرار يدعو إدارة ترامب إنهاء الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأوضحت "مضى أكثر من شهرين ومنذ استخدام الحكومة الإسرائيلية قوتها لمنع الطعام والدواء والعلاج الذي ينقذ مرضى السرطان ونظام غسيل الكلى وحليب الأطفال وأكثر عن العائلات الجوعى حول غزة".
وأشارت الصحيفة إلى أن المشرعين قد يعربون عن مخاوفهم، إلا أن تأثيرهم على السياسات يبقى محدودا. وهو ما يجسد الفجوة المتزايدة بين صناع القرار في واشنطن والمشاعر العامة. كما أن تراجع حدة الحركة الشعبية الداعمة لحقوق الفلسطينيين في الولايات المتحدة، وهذا بسبب حملة القمع الشرسة التي شنتها إدارة ترامب على الجامعات التي شهدت احتجاجات العام الماضي، قد يخفف بعض الضغط عنهم للتحرك.
وأخبر مصدر مطلع على المناقشات بين الولايات المتحدة وإسرائيل صحيفة "واشنطن بوست" أن الأمريكيين شددوا موقفهم تجاه إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن هناك ضعوطا أمريكية متزايدة على إسرائيل للموافقة على إطار عمل لوقف إطلاق نار مؤقت. وقال المصدر: "يقول فريق ترامب لإسرائيل: سنتخلى عنكم إذا لم تنهوا هذه الحرب". وقد تجاهل كل من ترامب ونائبه جيه دي فانس إسرائيل في رحلاتهما الخارجية الأخيرة، وهو ما فسر على نطاق واسع على أنه تجاهل لنتنياهو.
وأعلن نتنياهو عن السماح بدخول المساعدات الإنسانية ولكن في "الحد الأدنى" إلى غزة، وأعلنت الأمم المتحدة يوم الاثنين أن السماح لتسع شاحنات مساعدات بالدخول إلى غزة، وهو ما يعتبر "نقطة ماء في بحر" بالنظر إلى حجم اليأس الذي تعيشه غزة.
وختمت الصحيفة البريطانية بالقول: "سيتضح في الأيام المقبلة ما إذا كانت الأصوات الأمريكية الداعية إلى تغيير السياسة الأمريكية وإنهاء الحرب الكارثية مجرد صرخات في الفراغ أم لا".