السفير محمد حجازي لـ «الأسبوع»: واشنطن لم تعد تثق في إسرائيل.. وترامب يريد وضع حد للصراع
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في يناير الماضي، والعالم أجمع يتفاجأ بالقرارات والتصريحات غير المنطقية أحيانا، انتشرت حالة من الاندهاش والقلق وأثيرت التساؤلات بسبب الخطوات غير المتوقعة، هل دونالد ترامب يضع أسسا جديدة للنظام العالمي؟ أم أن الولايات المتحدة على وشك السقوط وهو يفعل كل ما بوسعه لتثبيت قيادتها للعالم؟ لم يتخيل أي أحد أن تقدم واشنطن على الاتفاق بشكل مباشر مع جماعة الحوثي لوقف إطلاق النار، والذي لم يشترط فيه وقف الهجمات على تل أبيب، فهل من الممكن أن الأمن الإسرائيلي لم يعد ضمن الاعتبارات الأساسية للولايات المتحدة؟ وكانت المفاجأة بالنسبة لإسرائيل نفسها هو اتفاق واشنطن بشكل مباشر أيضا مع حركة حماس، والذي نتج عنه إطلاق سراح المحتجز الأمريكي عيدان ألكسندر، فهل يعد ذلك دليلا على تزعزع الثقة بين ترامب ونتنياهو؟
تعليقا على ذلك، أكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن إجراء واشنطن محادثات مباشرة مع حركة حماس يأتي بسبب عدم ثقة الرئيس ترامب في أن نتنياهو يريد وضع حد لهذا الصراع، أو سعيه بجد في تحرير المحتجز الأمريكي، عيدان ألكسندر.
وأوضح السفير محمد حجازي في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، أن السياسية بالنسبة للولايات المتحدة ولمعظم الدول هي لعبة المصالح، وبالتالي كانت المصلحة الأمريكية تكمن في هذا الوقت في الاتفاق المباشر مع حماس بدون علم إسرائيل، مضيفا أن ذلك يتضح أيضا في إعلان ترامب عن وقف إطلاق النار مع الحوثيين الذي لم يشمل وقف توجيه الضرباتٍ لإسرائيل.
وأشار «حجازي» إلى أن ذلك يؤكد أن أمريكا تكسر مبادئها السابقة، وتتخذ مسارا جديدا لتحقيق مصالحها.
وأضاف السفير «حجازي» أن ترامب في الفترة الحالية يشعر بإحباط متزايد من تعامل إسرائيل مع صراعها في غزة، ولذلك جاءت المحادثات المباشرة التي يهدف ترامب من خلالها إلى التعرف بشكل أوضح على موقف حماس.
وأشار إلى أن ذلك يوحي بأنهم يعتقدون أن لديهم القدرة على تجاوز القضايا والعوائق في المفاوضات بشكل أكثر فعالية، وأنهم يستطيعون التأثير على حماس، لافتا إلى أنه من الواضح أن الرئيس ترامب يريد التوصل إلى اتفاق.
وبشأن تأييد واشنطن للهجمات الإسرائيلية قال «حجازي» إنه من الواضح أن ثقة أمريكا في إسرائيل تتزحزح يوما بعد يوم، ويتضح ذلك من عدم زيارة نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس لإسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع عقب زيارته لإيطاليا، بعدما استأنفت إسرائيل لهجماتها على غزة، أي أنها رسالة تنفي التأييد الدراماتيكي لهذه الهجمات.
ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أنه مع ذلك فإحباطات ترامب لا تغيّر من موقف الولايات المتحدة الداعم لإسرائيل، فهي ستظل أقوى حلفاء أمريكا، ولكنه أظهر استعداده للتعامل مع تحركات السياسة الخارجية الأمريكية دون التزام مباشر بإسرائيل في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك إعلان وقف إطلاق النار مع الحوثيين - والذي لم يشمل توجيه ضرباتٍ لإسرائيل، واستمرار محادثات الاتفاق النووي مع إيران، بينما ضغطت إسرائيل لتوجيه ضرباتٍ للبرنامج النووي الإيراني.
وأشار إلى أن التحركات الأمريكية الأخيرة تعكس أن ترامب سيفعل ما يعتقد أنه في مصلحة الولايات المتحدة، وأن الاعتبارات الإسرائيلية ليست في مقدمة اهتماماته، مضيفا أن هذا لا يعكس بالضرورة قطيعته مع إسرائيل، ولكنه يريد وضع حدٍّ للصراع.
اقرأ أيضاًالسفير محمد حجازي: الدول العربية تبنت خطة واقعية وعملية لإعمار غزة دون تهجير
السفير محمد حجازي: قمة الدول الثمانِ جاءت في توقيت بالغ الخطورة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي
السفير محمد حجازي: مصر تبذل كل الجهود لوقف الحرب في غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل واشنطن ترامب دونالد ترامب حماس مساعد وزير الخارجية الأسبق حركة حماس نتنياهو السفير محمد حجازي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السفیر محمد حجازی الولایات المتحدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
قمة "بريكس" تنتقد سياسات واشنطن دون أن تسميها وترامب يُهدّد دول المجموعة برسوم جديدة
القمة شهدت غياب الرئيسين الصيني والروسي، فيما شارك بوتين عبر الفيديو مؤكداً أن "زمن القطب الواحد انتهى". اعلان
صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من لهجته تجاه مجموعة "بريكس"، التي تضم 11 دولة كبرى من الاقتصادات الناشئة، ملوّحًا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على أي دولة تتبنى سياسات اعتبرها "معادية لأميركا". وفي منشور له عبر منصته "تروث سوشيال" الأحد، أعلن ترامب أن لا استثناءات ستُمنح ضمن هذه السياسة، وأنه سيبدأ ابتداءً من الاثنين بإرسال رسائل إلى عدد من الدول لحضها على التوصل إلى اتفاقات تجارية ثنائية، وإلا ستواجه "رسوماً باهظة على صادراتها".
وتزامنت تهديدات ترامب مع انطلاق قمة "بريكس" السنوية في مدينة ريو دي جانيرو، وسط إجراءات أمنية مشددة، بمشاركة قادة من البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا، إلى جانب دول منضمة حديثًا. وقد انتقد القادة في اليوم الأول من القمة بشدة السياسات التجارية الأميركية، لا سيما الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على شركائها، ونددوا كذلك بالهجمات العسكرية الأخيرة على إيران.
وفي بيان مشترك، أعربت المجموعة عن "قلقها العميق من تزايد الإجراءات الجمركية وغير الجمركية التي تعيق التجارة"، معتبرة أن هذه السياسات تُقوّض النمو العالمي وتهدد استقرار سلاسل التوريد. وأكدت أن هذه الرسوم "تعسفية وغير قانونية"، وتُدخل الاقتصاد الدولي في حالة من عدم اليقين.
ورغم هذا الموقف الجماعي، حرصت الدول المشاركة على تجنّب التسمية المباشرة للولايات المتحدة أو لرئيسها، نظراً لانخراط بعضها في مفاوضات تجارية قائمة مع واشنطن. في السياق نفسه، أعلن وزير الخزانة الأميركي سكوت بينسنت أن الرسوم الجديدة ستدخل حيز التنفيذ مطلع آب/أغسطس، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقات مع شركاء من تايوان إلى الاتحاد الأوروبي.
وكان ترامب قد أعلن في أبريل/نيسان الماضي عن حزمة رسوم جمركية واسعة طالت جميع شركاء الولايات المتحدة، تراوحت بين 10% و50%، لكنه علّق تنفيذها مؤقتاً حتى التاسع من تموز/يوليو، لإتاحة المجال أمام مفاوضات ثنائية.
Related5 سنوات على بريكست: بريطانيا دولة ذات سيادة مسؤولة عن مصيرها أم منقوصة ومعزولة أوروبياقمة بريكس تدعو في بيانها الختامي إلى وقف إطلاق نار "غير مشروط" في غزةاتفاق جديد بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي يرسم مرحلة ما بعد بريكستأزمة الشرق الأوسط على جدول أعمال القمةتناولت القمة أيضًا النزاعات الإقليمية، وعلى رأسها الحرب في قطاع غزة. وفي كلمته الافتتاحية، هاجم الرئيس البرازيلي بشدة ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين في غزة، معتبراً أنه "لا شيء يبرر الأعمال الإرهابية، لكن تجاهل المجازر والجوع كسلاح حرب هو أمر غير مقبول".
ودعا الإعلان الختامي إلى "وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار"، مطالبًا بـ"انسحاب كامل" للقوات الإسرائيلية من غزة. كما شدد قادة المجموعة على ضرورة التوصل إلى حل يقوم على أساس دولتين، كطريق وحيد لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، نددت الدول المشاركة بالضربات العسكرية التي استهدفت إيران، ووصفتها بأنها "انتهاك للقانون الدولي"، دون أن تسمي بشكل مباشر الولايات المتحدة أو إسرائيل.
غيابات لافتة ورسائل من موسكوتميزت القمة بغياب بارز للرئيسين الصيني والروسي، وهي المرة الأولى منذ 12 عاماً التي لا يحضر فيها الزعيم الصيني شخصياً. أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فشارك عبر تقنية الفيديو، واعتبر أن "زمن القطب الواحد قد انتهى"، مشيراً إلى أن "بريكس باتت مركزًا محوريًا في النظام العالمي الجديد".
أما الرئيس البرازيلي، فحذر في كلمته من "انهيار غير مسبوق للنهج التعددي" في العلاقات الدولية، داعيًا إلى استعادة التوازن العالمي عبر مؤسسات أكثر تمثيلاً للدول النامية.
الذكاء الاصطناعي والمناخ في البيان الختامي للقمةإلى جانب الملفات الجيوسياسية، دعت القمة إلى صياغة قواعد تنظيمية تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي، مؤكدة ضرورة ألا تكون هذه التكنولوجيا حكرًا على الدول الغنية. كما عبّرت عن أملها في التوصل إلى توافق دولي بشأن مكافحة التغير المناخي خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 30) الذي تستضيفه البرازيل في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة