أمين الأعلى للثقافة: المجلس منصة مهمة لدعم الإبداع والتبادل الفكري
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
أكد أمين عام المجلس الأعلى للثقافة الدكتور أشرف العزازي، أهمية دور المجلس في رسم السياسات الثقافية، وتعزيز الحركة الثقافية والفكرية في مصر، باعتباره إحدى الركائز الأساسية التي تساهم في حفظ الهوية الوطنية، ويشكل منصة مهمة لدعم الإبداع والتبادل الفكري.
وقال أمين عام المجلس، في حواره مع وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الأربعاء/، إنه يسعى إلى تطوير دور المجلس الرائد في تعزيز الفكر المستنير تجاه قضايا الثقافة والفنون، قائلا "إن المجلس هو المسئول عن وضع السياسة الثقافية للدولة المصرية من خلال الأنشطة المختلفة التي يقدمها، فنحن نختار موضوعات محددة تهم الدولة المصرية، ويتم تنظيم ورشة عمل أو موائد مستديرة أو عقد مؤتمرات يشارك فيها علماء أجلاء على مستوى مصر كلها وليس القاهرة فقط، وكل يدلوا بدلوه ويتم الخروج بتوصيات تُرفع إلى وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو وهو بدوره يرفعها للجهات المعنية للاستفادة منها".
وأضاف "لدينا في المجلس 24 لجنة تتناول جميع مناحي الحياة الأدبية والثقافية والاجتماعية، والفكرة تكون في كيفية اختيار الموضوع وكيفية العمل عليه وهو الفارق في الموضوع..هذه اللجان تعمل في هذا الاتجاه فمثلا تتم حاليا دراسة موضوعات الدراما، الذكاء الاصطناعي، التغيرات المناخية، الطاقة الجديدة والمتجددة، والمدن النظيفة".
وتابع قائلا: "الأنشطة ليست مقتصرة على المجلس فقط، ولكن يتم تنظيم أنشطة في جامعة القاهرة وكلية الإعلام والمكتبة المركزية وكذلك في مكتبة الإسكندرية وجامعتي دمياط والمنصورة، فنحن نجوب جامعات مصر كلها وأحيانا نستعين بقصور الثقافة المصرية، وهذه ميزة تحقق الانتشار، ويتم إيصال صوت المجلس الأعلى للثقافة ليس فقط على مستوى المثقفين، ولكن كل من يقرأ ويكتب تصل إليه معلومة أن هناك مجلسا أعلى للثقافة يقوم بأنشطة وفعاليات تخدم الثقافة المصرية".
ووجه العزازي رسالة لكل المهتمين بالشأن الثقافي والإبداعي، قائلا: "أبواب المجلس الأعلى للثقافة مفتوحة على مدار الساعة لكل طوائف المجتمع بشكل عام"، معربا عن ترحيبه بأي صاحب فكرة لعرضها، ولكن بشرط عدم ضياع الوقت وأن تكون الفكرة مرضية وقابلة للتنفيذ حتى نخرج بفكرة تفيد الدولة لأن البلد تحتاج إلى الشغل العملي وليس الشو الإعلامي.
وفيما يتعلق بنشاط إدارة الشئون الأدبية والمسابقات ومنح التفرغ، قال أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، "بدأنا ننظم موسما ثقافيا بهدف أن نجوب به محافظات مصر كلها عن طريق تنظيم الأنشطة والفعاليات المختلفة"، مشيرا إلى اهتمامه بالمحافظات الحدودية والمدن النائية، حيث قام بزيارة للعريش وبئر العبد، ومؤخرا قام بزيارة إلى حلايب وشلاتين، وسيذهب إلى مطروح ثم الداخلة والخارجة في الوادي الجديد، مستهدفا المحافظات الحدودية والمدن النائية لإيصال صوت الدولة لأهالي هذه المحافظات والمدن وخاصة شمال سيناء".
وعن أبرز المشاريع الثقافية التي يعملون عليها حاليا في المجلس، أوضح العزازي "أن كل ما نفعله هو مشاريع جديدة، وعندما ننظم أنشطة وفعاليات في المحافظات الحدودية والمناطق النائية فهذا جديد، وسيتم تنظيم العديد من الفعاليات خلال فترة عيد الأضحى وموسم الصيف المقبل في العديد من المدن منها العلمين، والداخلة والخارجة بتكليف من وزير الثقافة".
وبشأن أبرز الجوائز في المجلس وهل هناك جائزة جديدة استحدثت لتكريم المثقفين العرب، قال "أبرز الجوائز هي جائزة المبدع الصغير التي تم الإعلان عنها منذ أيام قليلة بالإضافة إلى جائزة الدولة التشجيعية، جائزة الدولة التقديرية، وجائزة النيل التي بها المبدعون العرب والمصريون".
وعن أهم لجان المجلس، والاهتمام بالجانب الثقافي في الصعيد ودعم المواهب هناك، أكد أن لدينا 24 لجنة تغطي جميع مناحي الحياة المصرية الثقافية والاجتماعية والأدبية، ونهتم بالمحافظات الحدودية والمناطق النائية ولدينا أنشطة عديدة في الصعيد، كما في المنيا وسوهاج وأسيوط، ولم نترك محافظة في الصعيد إلا وفيها نشاط ثقافي بالتعاون مع قصور الثقافة.
وعن دور المجلس في دعم الشباب والمواهب الشابة، قال أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، "نحن ندعم ليس فقط الشباب ولكن ندعم ذوي الهمم أيضا وعقدنا لهم ندوة الأسبوع الماضي في المجلس، بناء على طلبهم بعنوان (مشروع حلم) وكانت ندوة عظيمة جدا، وهناك جوائز للشباب الجامعي في جميع التخصصات الأدبية والثقافية تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي، ونحن نهتم بالشباب اهتماما بالغا لأنهم بذرة البلد التي يجب الاهتمام بها".
وبشأن الشراكات مع الجهات المعنية مثل وزارات التربية والتعليم، التعليم العالي، الشباب والرياضة، الاتصالات، والأزهر الشريف، لوصول المنتج الثقافي إلى أكبر عدد من المتلقين، أوضح أن هناك شراكات موجودة بالفعل مع هذه الجهات، وهو هدف من أهداف المجلس الأعلى للثقافة لأن وزارة التربية والتعليم بها 25 مليون طالب، ووزارة التعليم العالي بها حوالي 5 ملايين طالب، مستهدفا حوالي 30 مليون طالب، وهم خيرة شباب البلد ومستقبله، وتم تدشين مبادرة الــ"مليون كتاب"، والتي دشنها وزير الثقافة، وتم إرسال الكتب إلى الوزارات والجهات المستفيدة، والتي تشمل وزارات التربية والتعليم والتعليم الفني، الشباب والرياضة، التضامن الاجتماعي، التعليم العالي، جامعة الأزهر، الكنيسة المصرية، وغيرها.
ولفت إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى إهداء "مليون كتاب" للجهات المشاركة، كخطوة جادة لنشر الثقافة وتعزيز الوعي المعرفي في جميع المجالات، بما في ذلك الأدب والفكر والفن والعلوم والترجمة، مشيرا إلى أن التركيز سيكون على الكتب التي تسهم في بناء الإنسان وتطوير قدراته، وهذه المبادرة تأتي انطلاقًا من إيمان الدولة المصرية العميق بأن الثقافة هي أساس بناء المجتمعات المتقدمة، وأن الكتاب هو الركيزة المهمة والمُلهمة لاحتضان العلوم وترسيخ الأفكار والارتقاء بالعقول.
وعن تعامل المجلس مع القامات الثقافية المصرية، قال العزازي "كل قامة أدبية وثقافية تحصل على حقها، ويأتي الاحتفاء في إطار توجه أوسع تتبناه وزارة الثقافة لتكريم القامات الوطنية وتوثيق منجزاتها، بما يعزز من حضور الرموز الثقافية في الوعي العام، ويحفّز الأجيال الجديدة على مواصلة مسيرة الإبداع والتميّز، وأبرز مثال على هذا الاحتفاء تكريم الكاتب الكبير محمد سلماوي منذ أيام في المجلس بحضور وزير الثقافة الذي أعلن عن اختيار أحد أعمال سلماوي المسرحية لإنتاجها وعرضها في المحافظات المختلفة احتفالا بثمانينية الأديب الكبير".
وبشأن مستقبل الثقافة في مصر، أشار العزازي إلى أن أنشطة المجلس التي يتم تنظمها هي التي تبرهن على مستقبل الثقافة في مصر، فإدارة مركزية واحدة في المجلس عقدت أكثر من 180 نشاطا خلال 6 أشهر، مؤكدا أن مستقبل الثقافة في مصر بخير، فمصر هي الثقافة والتراث والتاريخ.
يذكر أن الدكتور أشرف العزازي، هو أستاذ بكلية الدراسات الإفريقية العليا، وتقلد العديد من المناصب الدبلوماسية منها: "الملحق الثقافي المصري - ومدير المركز الثقافي المصري - سفارة جمهورية مصر العربية - بنيجيريا، الملحق الثقافي المصري ـ ومدير المركز الثقافي المصري - سفارة جمهورية مصر العربية - نواكشوط عام 2015، المستشار الثقافي المصري - مدير المكتب الثقافية المصري - رئيس البعثة التعليمية المصرية - سفارة جمهورية مصر العربية - المملكة العربية السعودية في عام 2016، كما تم تكليف العزازي بالإشراف على المركز الثقافي المصري بنواكشوط - بجانب عمله الأصلي كمستشار ثقافي مصري ومدير للمكتب الثقافي والتعليمي بالسعودية، وتم تكليفه بتقييم وضع المكتب الثقافي المصري بأبو ظبي بالإمارات عام 2019، بجانب عمله الأصلي كمستشار ثقافي بالمكتب الثقافي المصري بالرياض.
ووضع العزازي، الخطة التنفيذية للمراكز الثقافية في نيجيريا وموريتانيا والسعودية، ونجح في تطوير الخدمة الإلكترونية لجميع الطلاب والطالبات المصريين من أبناء الجالية المصرية بالسعودية، المقدمة إلى جميع أنواع وفئات التعليم المختلفة لعدد يتجاوز 2.5 مليون مواطن مصري بالمملكة، كما حصل على العديد من الدروع والتكريمات بالعديد من المحافل محليًا وإقليميًا ودوليًا.
وكان العزازي رئيسا لقطاع الشؤون الثقافية والبعثات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ثم مستشارا ثقافيا بسفارة مصر بالسعودية مرة أخرى، ثم أمينا عاما للمجلس الأعلى للثقافة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المجلس الأعلى للثقافة حفظ الهوية الوطنية المجلس الأعلى للثقافة المحافظات الحدودیة أمین عام المجلس التعلیم العالی الثقافی المصری وزیر الثقافة العدید من فی المجلس فی مصر
إقرأ أيضاً:
محمد مندور يكتب: ثقافة الإصغاء وتحقيق العدالة الثقافية
في خطوة مهمة تعكس روح الشفافية والمسؤولية المجتمعية، أطلقت وزارة الثقافة مبادرة "أنت تسأل ووزير الثقافة يُجيب" وهي منصة رقمية تتيح للمواطنين توجيه أسئلتهم ومقترحاتهم مباشرة إلى الوزير والحصول على إجابات واضحة في نهاية كل شهر.
قد تبدو الخطوة بسيطة في ظاهرها لكنها في جوهرها تحمل معاني عميقة تتجاوز قطاع الثقافة لتصل إلى جوهر علاقة المواطن بالحكومة .
هذه المبادرة ليست مجرد وسيلة تواصل بل هي ممارسة إدارية حقيقية تعيد تعريف مفهوم الخدمة العامة من كونها علاقة عمودية إلى علاقة أفقية تقوم على الحوار والمساءلة والشفافية.
والمثير للتساؤل هنا: لماذا لا تطبق هذه المبادرة في سائر الوزارات؟
فقد اعتدنا في الإدارات الحكومية سواء وزارات او محليات على نهج أحادي الاتجاه، الوزارة تقرر وتخاطب الجمهور، بينما تبقى أصوات المواطنين وملاحظاتهم وتطلعاتهم في الزاوية. لكن فكرة هذه المنصة تقلب المعادلة. فحين يسأل المواطن ويجاب عليه يشعر أنه شريك لا متلق فقط، وأن صوته ضرورة لاكتمال الخدمة الحكومية .
والأهم أن هذا النوع من التفاعل يخلق سجلا عاما من القضايا المطروحة، ويساعد على رسم خريطة اهتمام الناس وتحديد أولويات السياسات من منظور القاعدة لا القمة.
لكن السؤال .. لماذا وزارة الثقافة تحديدا؟
ربما لأن وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو يدرك أن الثقافة لا تبنى بقرارات فوقية أو فعاليات نخبوية فحسب بل تنمو حين يشعر الناس أنهم جزء من المشهد الثقافي.
والحقيقة أن هذه الرؤية تواكب متطلبات "العدالة الثقافية" التي تقتضي توزيعا عادلا للفرص والموارد والخدمات واستماعا حقيقيا لتجارب المواطنين في المدن والمراكز والنجوع والقرى لا فقط في العواصم.
وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال آخر .. ماذا لو طبقت هذه المبادرة في وزارات أخرى؟
تخيل لو طبقت وزارات مثل التعليم والصحة والنقل والزراعة مبادرة مشابهة. ما النتيجة لو استمعت وزارة التربية والتعليم إلى أسئلة أولياء الأمور؟ أو فتحت وزارة النقل باب الحوار بشأن الطرق ووسائل المواصلات العامة؟
سنكون أمام تحول جذري في علاقة المواطن بالدولة، من مواطن يتلقى الخدمة إلى مواطن يشارك في صياغتها ، ومن بيروقراطية منفصلة عن الناس إلى منظومة تصغي وتستجيب وتتطور .
قد يقال إن بعض الوزارات تواجه ملفات أكثر تعقيدا و أن الأمور لا تسمح بمثل هذا الانفتاح. لكن الواقع أن التحدي الحقيقي ليس في التقنيات بل في الإرادة الإدارية. وزارة الثقافة أثبتت أن الإرادة وحدها كفيلة بفتح الأبواب وأن بناء الجسور مع الناس لا يتطلب ميزانيات ضخمة بل نوايا صادقة.
مبادرة "أنت تسأل ووزير الثقافة يُجيب" ليست حدثا عابرا بل دعوة لنموذج جديد للإدارة يقوم على المشاركة والشفافية. نتمنى لها النجاح وان تحقق أهدافها نحو التواصل الفعال مع الجمهور .
فمن يريد النجاح يدرك جيدا أن التواصل مع الناس ليس عبئا بل فرصة لتنمية حقيقية وتحسين الخدمة، فالادارة الرشيدة تقاس بقدرتها على الاستماع لا على إصدار البيانات فقط .