بين الخيمة وأسرة المرضى: عن تجربة طبيبة طوارئ
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
على موقد النار، ومع بداية بزوغ شمس ربيعٍ أشعتها حارقة، تقف الطبيبة “منال فايز” ذات الثلاثين عامًا، تُقلّب أرغفة الخبز على صاجٍ مهترئ. ومع اختلاف روتين حياة المرأة العاملة في غزة التي كانت تستيقظ لتعد وجبة الإفطار قبيل دوامها الصباحي في نصف ساعة، الآن باتت تعده قبل ثلاث ساعاتٍ لمحاولةِ إنجاز مهامها الأسرية وتعويض غيابها الطويل عن أسرتها بلقمةٍ ساخنة وحضنٍ مؤقت.
منال، وهي أم لثلاثة أطفال، وزوجة مدرس فيزياء اضطر لعمل كبائع على بسطة صغيرة للمنظفات قسرًا، تقول وهي تَدُسُ الورق تحت الصاج المهترئ: “طفلي عمر لا يعي طبيعة عملي، ولم يتعود بعد على اختفائي المتكرر… رغم أنه تجاوز الرابعة، إلا أنه في كل مرة يسألني عند خروجي: ماما وين رايحة؟ وكأن الجواب لا يقنعه أبدًا.”
تعمل منال في قسم الطوارئ بمستشفى ناصر بمدينة خانيونس، وهي إحدى المنشآت القليلة التي لا تزال تعمل جزئيًا وسط انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة. تمتد منوابتها أحيانًا إلى 36 ساعة متواصلة، تنقطع فيها عن أطفالها وزوجها، وتواجه يوميًا مشاهد يصعب وصفها، من أجساد مبتورة إلى أطفال يحتضرون دون توفر علاج مناسب.
بينما كانت ترتب مدخل الخيمة، حيث أكياس الرمل تحل محل الأبواب، وبينما الأطفال يتقافزون ويلهون دون وعي بما يجري، كانت منال تحاول إيجاد موطئ قدم للجلوس معنا. تحرك الكراسي البلاستيكية بعجلة، تتوقف لتُسكِت صراخ طفل، ثم تعود إلينا مبتسمة على استحياء، كأنها تقول: “اعذروا الفوضى… هذه عيادتي الأولى”.
أنها طبيبة طوارئ عاملة في القطاع الحكومي، تتقاضى راتبًا بالكاد يُصرف على فترات، وغالبًا لا يتجاوز 800 شيكل (ما يعادل 200 دولار)، وهو راتب لا يغطي حتى تكلفة المواصلات من وإلى مكان عملها، ولا وجبات الطعام الضرورية خلال المناوبة.
“في الوقت السابق كان يتم توزيع رغيف خبزٍ خلال مناوبة تمتد ل١٢ ساعة، وكان لا يسد رمق جوعي، فألجأ لشراءِ طعامًا يكفيني، ولكن الآن مع ارتفاع الأسعار، وقلة المنتجات السريعة التي كنت أتناولها، أفضل الصوم في بعض الأحيان، أو اقتص لي حصة بسيطة من ما أعده لأطفالي بدل شراء شيء رديء ومرتفع السعر”.
تسكن عائلة منال في أحد أحياء "مواصي خانيونس"وهي منطقة ساحلية لجأ إليها آلاف النازحين بعد تدمير بيوتهم، ومنها بيت منال وسط خانيونس، يقول زوجها، وهو ينظم البضائع على البسطة، "إن وجود منال في السلك الطبي كان مصدر فخرٍ لي، ولكن مع هذه الظروف الراهنة أفضل جلوسها بيننا على عملها" بكون بالي مشغول عليها دايمًا، خصوصًا هاي الفترة مع تكرار استهداف مشفى ناصر، وخوفي عليها بزيد وهي مروحة من دوامها ومرورها بجوار الخيم"
حيث يتداخل صوت الأطفال الصاخبة في المخيم التي تعيش به منال، وأصوات الباعة المتجولين تتحدث منال ، أن من أسمى المهام في حياتها أنها طبيبة طوارئ على وجه الخصوص، وأنها أم لثلاثة أطفال، رغم تعبها الجسيم في محاولة التنظيم والتوفيق بين المهمتين في ظل ظروف غير عادية يمر بها قطاع غزة، في كل مرة تتجه فيها إلى المستشفى، تترك عقلها مع أطفالها، وتجرّ جسدها إلى عملها حيث “لا يوجد وقت للبكاء أو التعب”، كما تصف.
تقول منال إن أكبر ألم يواجهها ليس فقط في استقبال عشرات الإصابات دفعة واحدة، بل في لحظة النظر في عين طفل مصاب، وهي تعلم أن لا مسكّن ولا وقت ولا فرصة تكفي لنجاة
عدا عن نقص المستلزمات الطبية التي تجبر الأطباء في المستشفى على الاكتفاء بما هو موجود، وتقول منال" حاليًا أغلب الحالات التي نقابلها في قسم الطوارئ نعتمد بها على التقييم الإكلينيكي (السريري) في تشخيص الحالات أكثر من اعتمادنا على نتائج المختبرات، ومعرفة الأعراض التي يعاني منها المصاب"
الضغط النفسي الذي تعيشه منال ينعكس على أطفالها، لا سيما في ظل الغياب المتكرر. تؤكد المختصة النفسية عروب الجملة أن “الغياب الطويل للأم، خاصة في سنوات الطفولة المبكرة، يزرع مشاعر قلق عميقة لدى الطفل، ويخلق نوعًا من الانفصال العاطفي”، وتوضح أن هذه المشاعر قد تظهر عبر سلوكيات مثل نوبات الغضب، أو التعلق الشديد بالراعي البديل، أو حتى اضطرابات النوم.
تضيف الجملة أن ما يضاعف الأثر هو بيئة الحرب والقلق الدائم على حياة الأم: “الطفل لا يفهم التفاصيل، لكنه يشعر بالخطر. لذا من الضروري أن تُهيئ الأم طفلها نفسيًا قبل مغادرتها، بالكلمة واللمسة”. وتنصح بتوديع الطفل بطريقة هادئة، دون إخافته، مع كلمات تطمئنه كأن تقول الأم: “أنا رايحة أساعد ناس بالمستشفى، وبرجع أول ما أقدر”.
مع استهداف المستشفيات، ونفاد الأدوية، واستشهاد العشرات من الكوادر الطبية، لم يعد في مستطاع منال وزملائها أخذ استراحة نفسية أو جسدية، تقول:
“في اليوم الواحد، أُسعف عشرات الجرحى، ثم أخرج لأبحث عن وسيلة للعودة إلى الخيمة التي لا أعرف إن كانت ستبقى قائمة عند عودتي"
هكذا تمشي منال، كل صباح، بين لهب الصاج وصفارات الإسعاف، تحمل على كتفيها قصةً عن نساء يطهون الأمل في زمنٍ ضاق فيه كل شيء، إلا قلوب الأمهات.
ملاحظة : هذا النص مخرج تدريبي لدورة الكتابة الإبداعية للمنصات الرقمية ضمن مشروع " تدريب الصحفيين للعام 2025" المنفذ من بيت الصحافة والممول من منظمة اليونسكو.
المصدر : وكالة سوا - عبير صالحة اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين عن تجربة معالجة نفسية في غزة كيف اختفت أعياد الميلاد في غزة؟ حماس: ننتظر الرد النهائي على ما تم الاتفاق عليه مع ويتكوف الأكثر قراءة سفارة فلسطين بالقاهرة تعلن استئناف معاملات تقديم طلبات جوازات السفر البيومترية سفير فلسطين بالقاهرة يكشف عن عدد الغزيين الذين استقبلتهم مصر منذ بدء الحرب إدانات دولية واسعة لاستهداف الاحتلال وفدا دبلوماسيا في جنين العليا الإسرائيلية: قرار إقالة رئيس الشاباك غير قانوني وشابه تضارب مصالح عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
إعلان حالة طوارئ مائية فورية في هذه المنطقة
أعلن رئيس بلدية القاع المحامي بشير مطر حال طوارئ مائية، وقال في نداء إلى أهالي ومزارعي البلدة: "نحن اليوم أمام مرحلة دقيقة ومفصلية في تاريخ بلدتنا الزراعية، حيث يهدد الشح، والجفاف، والتعديات موردنا الوحيد للحياة والإنتاج: المياه. فلا بحر عندنا لتحلية المياه ولا مياه صرف صحي لتكريرها".
أضاف: "لقد بات واضحا أن نبع اللبوة، الذي يُفترض أن يغذي قسما من سهل القاع، يتعرض لتعديات وسرقات شبه يومية، وينقطع عن المنطقة لأسابيع في عز الصيف. الآبار الارتوازية التي تغذي باقي المناطق العقارية بدأت تجفّ أو ينخفض منسوبها بشكل خطير. المساحات الزراعية المروية لم تعد تكفيها المياه ويجب تقليصها إلى الحدود الدنيا، والخطر يزداد عاما بعد عام".
وتابع: "كما أن شبكات الري ومياه الشفة مهترئة، والهدر كبير، والتوزيع غير عادل. السحب العشوائي من الآبار يهدد ما تبقى من المياه الجوفية المخزّنة منذ مئات السنين، بفعل التشغيل العشوائي على المازوت والضخ المتواصل لساعات طويلة، دون أي ضوابط أو رقابة. المردود الاقتصادي والاستراتيجي لزراعة هذه الكميات من الخضار اقل بكثير من الضرر الذي يصيبنا من جراء شح المياه وكلفة سحبها والاستعانة بآبار اخرى وتشغيلها على المازوت".
وقال: "هذا الواقع القاسي يفرض علينا جميعا، بلدية وأهال ومزارعين، أن نعلن حال طوارئ مائية فورية، ونتصرف بمسؤولية عالية، قبل أن نجد أنفسنا بلا ماء، ولا زرع، ولا بقاء في أرضنا".
اضاف: "المطلوب اليوم:
1- استدعاء خبراء وذوي اختصاص لوضع خطة علمية لإدارة الموارد المائية في البلدة وفق أسس علمية واستدامة طويلة الأمد.
2- اعتماد سياسات تقنين صارمة في استعمال المياه، سواء في الري أو في مياه الشفه .
3- ترشيد الري عبر تركيب شبكات تنقيط وخزانات صغيرة، ووقف الهدر في الأقنية المفتوحة والمتهالكة.
4- صيانة وإصلاح شبكات المياه القديمة لتحسين الكفاءة والحد من الضياع.
5- التعاون مع البلدية والأجهزة المختصة لضبط أي سرقة أو تعد على مياه البلدة.
6- إيصال مياه نبع اللبوة عبر أنابيب مغلقة، للحد من الهدر، والتعديات، والتلوث، وضمان العدالة في التوزيع.
7- وضع روزنامة زراعية مدروسة بالتعاون مع الدولة وأجهزتها، لتنظيم استعمال المياه الجوفية، والحفاظ على حق الجميع فيها، دون تفرّد أو استئثار.
8- مراقبة الآبار الارتوازية وتنظيم عملها ومنع الضخ العشوائي الذي يهدد بنفاد المياه الجوفية.
9. ايجاد زراعات بديلة تتآلف مع الواقع المائي الجديد".
وختم: "السكوت لم يعد خيارا، والتقاعس خيانة للأرض وللمستقبل. لنحافظ على ما تبقى من مياهنا، ولننقذ زراعتنا، ولنحم حق أولادنا في البقاء في هذه الأرض المباركة. القاع أمانة، وماؤها مسؤولية، ومعا ننقذها". (الوكالة الوطنية) مواضيع ذات صلة حالة استعداد في السعودية لمواجهة أي طوارئ نووية وإشعاعية محتملة Lebanon 24 حالة استعداد في السعودية لمواجهة أي طوارئ نووية وإشعاعية محتملة 29/07/2025 19:28:39 29/07/2025 19:28:39 Lebanon 24 Lebanon 24 "واشنطن بوست": السفارات والقواعد الأميركية بالشرق الأوسط في حالة طوارئ Lebanon 24 "واشنطن بوست": السفارات والقواعد الأميركية بالشرق الأوسط في حالة طوارئ 29/07/2025 19:28:39 29/07/2025 19:28:39 Lebanon 24 Lebanon 24 منظمة الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا Lebanon 24 منظمة الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا 29/07/2025 19:28:39 29/07/2025 19:28:39 Lebanon 24 Lebanon 24 مجلس التعاون الخليجي يؤكد أهمية الحفاظ على الأمن الجوي والبحري والممرات المائية في المنطقة والتصدي للأنشطة المهددة لأمن واستقرار المنطقة والعالم Lebanon 24 مجلس التعاون الخليجي يؤكد أهمية الحفاظ على الأمن الجوي والبحري والممرات المائية في المنطقة والتصدي للأنشطة المهددة لأمن واستقرار المنطقة والعالم 29/07/2025 19:28:39 29/07/2025 19:28:39 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً الحجار يستقبل مسؤولًا كويتيًا ويبحث تنظيم ألواح الطاقة الشمسية Lebanon 24 الحجار يستقبل مسؤولًا كويتيًا ويبحث تنظيم ألواح الطاقة الشمسية 19:21 | 2025-07-29 29/07/2025 07:21:29 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل: لن نسمح بالفتنة وندعو لفك الحصار عن السويداء Lebanon 24 شيخ العقل: لن نسمح بالفتنة وندعو لفك الحصار عن السويداء 19:18 | 2025-07-29 29/07/2025 07:18:55 Lebanon 24 Lebanon 24 البزري يودع دبور ويشيد بدوره في تعزيز العلاقات الثنائية Lebanon 24 البزري يودع دبور ويشيد بدوره في تعزيز العلاقات الثنائية 19:02 | 2025-07-29 29/07/2025 07:02:29 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد استغلال اسمها في مجال البورصات المالية... قناة لبنانية توضح! Lebanon 24 بعد استغلال اسمها في مجال البورصات المالية... قناة لبنانية توضح! 19:01 | 2025-07-29 29/07/2025 07:01:53 Lebanon 24 Lebanon 24 جلستان لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل.. وهذا جدول أعمالهما Lebanon 24 جلستان لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل.. وهذا جدول أعمالهما 18:44 | 2025-07-29 29/07/2025 06:44:56 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة خبر سار.. هذا ما فعله مصرف لبنان Lebanon 24 خبر سار.. هذا ما فعله مصرف لبنان 22:19 | 2025-07-28 28/07/2025 10:19:15 Lebanon 24 Lebanon 24 عمَّا سألت فيروز في عزاء "زياد"؟ Lebanon 24 عمَّا سألت فيروز في عزاء "زياد"؟ 21:47 | 2025-07-28 28/07/2025 09:47:49 Lebanon 24 Lebanon 24 غياب لافت في الوداع Lebanon 24 غياب لافت في الوداع 08:45 | 2025-07-29 29/07/2025 08:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وضعه خطير جدّاً... نقل فنان معروف إلى العناية المركّزة بعد تدهور حالته الصحيّة Lebanon 24 وضعه خطير جدّاً... نقل فنان معروف إلى العناية المركّزة بعد تدهور حالته الصحيّة 15:10 | 2025-07-29 29/07/2025 03:10:55 Lebanon 24 Lebanon 24 فرحة تحوّلت إلى مأساة... هكذا خسر محمد حياته بعد نجاحه في الإمتحانات Lebanon 24 فرحة تحوّلت إلى مأساة... هكذا خسر محمد حياته بعد نجاحه في الإمتحانات 13:24 | 2025-07-29 29/07/2025 01:24:40 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 19:21 | 2025-07-29 الحجار يستقبل مسؤولًا كويتيًا ويبحث تنظيم ألواح الطاقة الشمسية 19:18 | 2025-07-29 شيخ العقل: لن نسمح بالفتنة وندعو لفك الحصار عن السويداء 19:02 | 2025-07-29 البزري يودع دبور ويشيد بدوره في تعزيز العلاقات الثنائية 19:01 | 2025-07-29 بعد استغلال اسمها في مجال البورصات المالية... قناة لبنانية توضح! 18:44 | 2025-07-29 جلستان لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل.. وهذا جدول أعمالهما 18:42 | 2025-07-29 برنامج جديد لمساعدة العائلات السورية على العودة والاستقرار في وطنها فيديو كاتب مصري يكشف مُفاجأة جديدة عن عادل إمام.. هذا ما قاله (فيديو) Lebanon 24 كاتب مصري يكشف مُفاجأة جديدة عن عادل إمام.. هذا ما قاله (فيديو) 09:26 | 2025-07-28 29/07/2025 19:28:39 Lebanon 24 Lebanon 24 "تربّيت على ايدي".. بسمة بوسيل توضح حقيقة عودتها لتامر حسني وتفجّر مفاجأة عن شيرين عبد الوهاب! (فيديو) Lebanon 24 "تربّيت على ايدي".. بسمة بوسيل توضح حقيقة عودتها لتامر حسني وتفجّر مفاجأة عن شيرين عبد الوهاب! (فيديو) 08:59 | 2025-07-28 29/07/2025 19:28:39 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: الكارثة المؤجلة.. أبنية مُهددة بالإنهيار في لبنان Lebanon 24 بالفيديو: الكارثة المؤجلة.. أبنية مُهددة بالإنهيار في لبنان 20:14 | 2025-07-26 29/07/2025 19:28:39 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24