إنزاجي على مشارف مجد أوروبي ومكانة أسطورية في الإنتر
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
ميلانو (إيطاليا) «أ.ف.ب»: يقف المدرب سيموني إنزاجي على مشارف أن يصبح أسطورة حقيقية في تاريخ نادي إنتر الإيطالي، عندما يقوده في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد باريس سان جرمان الفرنسي بعد غدٍ السبت، في محاولة لتعويض فقدان لقب الدوري الإيطالي لصالح نابولي، وأصبح إنتر أحد أفضل الفرق في أوروبا بقيادة إنزاجي، والوصول إلى نهائي المسابقة القارية الرائدة للأندية للمرة الثانية في ثلاثة مواسم هو شهادة على العمل الرائع الذي قام به منذ توليه منصبه عام 2021.
حيث اضطر المدرب البالغ من العمر 48 عاما إلى التعامل مع الاضطرابات خارج الملعب والمشاكل المالية الخطيرة التي تركت إنتر بميزانية انتقالات لا تمثل سوى جزءا بسيطا مما تمتلكه أندية ثرية جديدة مثل باريس سان جرمان منافسه في النهائي.
لكنه يخوض مباراة القمة ضد فريق العاصمة الفرنسية المملوك لقطر بفرصة أفضل للفوز بدوري أبطال أوروبا مما كان عليه في إسطنبول عام 2023، عندما خسر أمام مانشستر سيتي الإنجليزي 1 - صفر.
وبعد نجاح إنزاجي في قيادة فريقه إلى إحراز لقب الدوري الموسم قبل الماضي، وهو الأول له في مسيرته التدريبية، استحوذت عليه شركة الاستثمار الأميركية أوكتري بعد فشل الملاك السابقين، سونينج الصينية، في سداد دين بقيمة حوالي 395 مليون يورو (448 مليون دولار)، ولم يكن هناك الكثير من الاستثمارات الصيفية لفريق متقدم في السن يضم لاعبين مخضرمين مثل المدافع فرانتشيسكو أتشيربي (37 عاما) والأرميني هنريك مخيتاريان، الذي يصغر أتشيربي بعام واحد.
كان كل من البولندي بيوتر جيلينسكي والإيراني مهدي طارمي انتقالين حرين، بينما كلف حارس المرمى الثاني الإسباني جوزيب مارتينيس حوالي 13 مليون يورو، وجاء البولندي الآخر نيكولا زاليفسكي الذي تم التعاقد معه في يناير، على سبيل الإعارة من روما.
لم يكن أي من هؤلاء الأربعة الخيار الأول لإنزاجي، حيث سجل طارمي هدفين طوال الموسم كلاهما من ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة خلال فوزين بنتيجة 4- صفر على النجم الأحمر الصربي وليتشي، وأدى افتقار الفريق إلى الجودة على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين، لا سيما في الهجوم، والحملة الشاقة في دوري أبطال أوروبا، إلى ترك اثر سلبي على التشكيلة لا سيما من الناحية البدنية.
حيث ستحتل كأس دوري الأبطال مكانة مرموقة بين الألقاب التي حققها إنزاجي مع إنتر (لقب واحد في الدوري الإيطالي، وثلاثة في كأس إيطاليا، وثلاثة في الكأس السوبر الإيطالية)، في حال قدر لفريقه التتويج بها.
كانت مسيرة إنزاجي كلاعب أقل شهرة من مسيرة شقيقه الأكبر فيليبو الذي كان هدافا بالفطرة في صفوف ميلان ويوفنتوس، وبطلا لأوروبا مرتين وفائزا بكأس العالم، حيث أمضى إنزاجي الأصغر، وهو أيضا مهاجم، معظم مسيرته مع لاتسيو حيث يحظى بحب الجماهير على الرغم من سجله التهديفي المتواضع ولقب الدوري الوحيد الذي فاز به عام 2000 كلاعب.
أما في مجال التدريب، فإن سيموني يتفوق على شقيقه على رأس أحد أقوى الأندية الأوروبية التقليدية، بينما سيقود فيليبو فريق بيزا في أول موسم له في الدوري الإيطالي منذ 1990-1991 بعد أن قاد النادي التوسكاني إلى الصعود هذا الموسم.
وبدأ سيموني مسيرته التدريبية مع لاتسيو قبل تسع سنوات، بعد أن شق طريقه في صفوف الشباب، وأحدث تأثيرا فوريا، حيث أعاد نادي العاصمة الى المسابقات القارية والى نهائي كأس ايطاليا حيث خسر أمام يوفنتوس.
وعموما، يحجب روما الضوء عن لاتسيو الذي يعاني من ميزانيته المحدودة مقارنة بعمالقة الدوري الايطالي يوفنتوس وإنتر وميلان، وقد لا يبدو إحراز كأس إيطاليا 2019، والكأس السوبر مرتين (كلاهما ضد يوفنتوس) والتأهل إلى دوري أبطال أوروبا في 2020 إنجازا كبيرا، لكنه كان كافيا لقيام إنتر بالحصول على خدمات إنزاجي بعد رحيل أنتونيو كونتي، الفائز بلقب الدوري الإيطالي.
ووصل إنزاجي إلى إنتر في وقت كان فيه النادي على وشك الدخول في أزمة حقيقية عقب رحيل كونتي وبيع نجمي موسم الفوز بالسكوديتو وهما الهداف البلجيكي روميلو لوكاكو والظهير المغربي أشرف حكيمي الذي سيشارك ضد إنتر في صفوف سان جرمان في النهائي، وبعد أن تمكن من تحقيق نجاحات كبيرة مع لاتسيو بموارد شحيحة وخلافا لما كان يقوم به كونتي، تعاقد إنزاجي مع بدلاء أرخص ثمنا من النجوم المغادرين بدلا من التذمر من بيعهم.
واعتماد إنزاجي على بناء روح جماعية في مختلف الفرق التي اشرف عليها، قد يمنحه الجائزة الكبرى وتدوين اسمه في خانة المدربين الاسطوريين لإنتر وهما الاسباني-الفرنسي هيلينيو هيريرا (قاده الى دوري الابطال عامي 1964 و1965) والبرتغالي جوزيه مورينيو الذي قاده الى اللقب القاري العريق عام 2010.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: دوری أبطال أوروبا الدوری الإیطالی
إقرأ أيضاً:
توجه أوروبي للاعتراف بفلسطين| بريطانيا تدرس الخطوة.. وفرنسا تمهّد الطريق
وسط أجواء سياسية مشحونة ومشهد إنساني مأساوي في غزة، تبرز تحركات أوروبية جديدة قد تُحدث تغييرًا جذريًا في مواقف بعض الدول تجاه القضية الفلسطينية. فبحسب تقارير نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، تدرس بريطانيا بجدية الاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما يعكس ليس فقط تبدّلًا في الموقف الرسمي، بل استجابة مباشرة لضغط شعبي متزايد بفعل صور المجاعة والموت البطيء الذي تعانيه غزة منذ أشهر.
ضغط شعبي يعيد تشكيل موقف لندنأوضح مسؤولان بريطانيان رفيعا المستوى تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما أن رئيس الوزراء كير ستارمر بات يواجه ضغوطًا شديدة من داخل حزبه (العمال)، بالإضافة إلى ضغط جماهيري بسبب الصور المؤلمة للأطفال الجائعين في غزة. هذه التطورات دفعت الحكومة إلى مراجعة موقفها من الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وعلى الرغم من أن ستارمر لم يُعلن عن نية فورية للاعتراف بدولة فلسطين كما فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد أشار إلى أن الاعتراف يجب أن يكون جزءًا من "خطة شاملة تؤدي إلى حل الدولتين وتحقيق الأمن للطرفين"، في محاولة للموازنة بين الضغوط الداخلية والتحفظات السياسية.
أكثر من 250 نائبًا يدعمون الاعتراففي تحرّك لافت، وقّع أكثر من 250 نائبًا من تسعة أحزاب من بينهم نواب من حزب العمال رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء ووزير الخارجية ديفيد لامي، يطالبون فيها بالاعتراف بدولة فلسطين، تزامنًا مع مؤتمر أممي يُعقد هذا الأسبوع لمناقشة حل الدولتين.
ورغم إقرارهم بأن المملكة المتحدة لا تملك بمفردها القدرة على تحقيق الدولة الفلسطينية، شدّد النواب على أن لبلادهم مسؤولية تاريخية، نظراً لدورها في تأسيس دولة إسرائيل، وأن خطوة الاعتراف سيكون لها أثر سياسي وأخلاقي كبير.
السعودية ترحّب وتدعو لتحرّك دوليفي موازاة التحركات البريطانية، رحّب مجلس الوزراء السعودي بموقف فرنسا، مؤكدًا ضرورة أن تحذو بقية الدول حذو باريس في الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأكد وزير الإعلام السعودي سلمان بن يوسف الدوسري، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (واس)، أن المملكة تتطلع إلى أن يسهم المؤتمر الدولي الذي ترعاه المملكة وفرنسا في تسريع الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتفعيل مسار حل الدولتين، بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
رأي استراتيجي بداية لموجة أوروبية جديدةيرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، ان هذه التحركات بوادر موجة أوروبية جديدة تتبلور حول دعم الحقوق الفلسطينية. ويشير إلى أن المواقف البريطانية والفرنسية قد تفتح الباب أمام دول أخرى مثل ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا للحاق بالركب، خاصة في ظل تزايد الضغط من المجتمعات الأوروبية والمنظمات الحقوقية على حكوماتها.
السيد يلفت النظر إلى أن المشهد الأوروبي يتغير، وأن دعم القضية الفلسطينية لم يعد حكرًا على الحركات اليسارية أو المنظمات غير الحكومية، بل أصبح جزءًا من الحوار السياسي الرسمي.
اعتراف سياسي أم ورقة ضغط دبلوماسية؟اضاف السيد أن الاعتراف الأوروبي المرتقب بدولة فلسطين ليس مجرد تصرف رمزي، بل يحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية، يمكن أن تُستخدم كورقة ضغط على إسرائيل لإجبارها على إعادة النظر في سياساتها، خصوصًا تجاه المدنيين في غزة والضفة الغربية.
ويضيف أن مثل هذا الاعتراف، إذا صاحبه تحرك جماعي من الاتحاد الأوروبي، قد يصل إلى مستوى فرض عقوبات اقتصادية أو مراجعة للاتفاقيات مع تل أبيب، مما يعيد خلط الأوراق في الشرق الأوسط.
غزة في قلب الضمير العالميالقضية الفلسطينية تقف اليوم أمام فرصة تاريخية لاستعادة الزخم الدولي الذي فقدته في السنوات الأخيرة. وبينما تتحرك بعض العواصم الأوروبية نحو الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، يواصل الشارع الأوروبي لعب دور محوري في دفع هذا المسار إلى الأمام.
ربما لم يعد العالم ينظر إلى فلسطين كملف سياسي فقط، بل كرمز لمعركة ضمير إنساني، تتجاوز الحدود الجغرافية وتصل إلى عمق الوجدان العالمي. والمشهد الآن يحمل كل مقومات التغيير.. فهل يتحقق؟