أهالي غزة يجابهون الحرب بالموسيقى وسط الدمار والحصار
تاريخ النشر: 31st, May 2025 GMT
وسط دمار الحرب وقصف الطائرات، يُمسك أهالي غزة بالآلات الموسيقية ليعبروا عن صمودهم ورفضهم للاستسلام. في مخيمات النزوح وزحام المعاناة، تصبح الموسيقى لغة الأمل، حيث يعزف الأطفال والشباب النغمات بين الخيم، ليصنعوا من الألم جسرًا نحو الحياة. اعلان
وسط دمار الحرب وقصف الطائرات، تبقى الموسيقى صوتًا للأمل في قلب غزة.
ساحة الجندي المجهول، القلب النابض لمدينة غزة التي فقدت صخبها وعاد إليها الوجع بصمت. هنا، حيث تحولت الساحة إلى مخيم مؤقت للنازحين، تجمع مئات العائلات تحت خيم ممزقة، وسط نقص حاد في أدنى مقومات الحياة، يعيش أحمد أبو عمشة، معلم الموسيقى، مع عائلته، بعد أكثر من 19 شهرًا من النزوح المستمر.
أبو عمشة ليس مجرد مدرس جيتار، بل هو رجل الرسالة، يحمل بين يديه آلة موسيقية بدل البندقية، ويرسم بالأوتار لوحة الأمل على خلفية الدمار. كان يسكن في بيت حانون، قبل أن تدمر الحرب كل شيء، وتطرده وزوجته وأطفاله من منزلهم. لكنه، وفي كل مرة اضطروا فيها للفرار، لم ينسَ أن يحمل الآلات الموسيقية معه. يقول: "إنها الشيء الوحيد الذي يمنحنا الأمل".
رحلة النزوح والبقاءلم تكن حياة أبو عمشة سهلة منذ اندلاع الحرب. تعرضت عائلته للنزوح 12 مرة، قبل أن تستقر بهم الحال في مخيم ساحة الجندي المجهول. الطريق كان طويلًا ومليئًا بالمعاناة، لكنه ظل يحمل موسيقاه معه، كأنها جزء من نفسه.
وسط مشهد اليوميات الصعبة، من البحث عن المياه وتأمين لقمة العيش، يشق أبو عمشة طريقه عبر الزقاق الضيق في المخيم، ويحمل على كتفه زجاجات المياه، وعلى ذراعه جيتاره. وخلفه، يتبعه مجموعة من الأطفال الذين حولهم إلى طلاب، يتعلمون منه العزف، ويستعيدون من خلال الموسيقى شيئًا من براءتهم المفقودة.
Relatedاليونيسف: أكثر من 50 ألف طفل قُتلوا أو جُرحوا في غزة منذ 7 أكتوبر... والأهوال تتجاوز الوصفغزة: جوع وطوابير ولا حل في الأفق.. الآلاف يتجمعون أمام مركز جديد للمساعدات في رفحالجيش الإسرائيلي يقترب من السيطرة الكاملة على خان يونس وسط تصاعد وتيرة التصعيد في قطاع غزةطيور غزةفي إحدى محطات النزوح، في منطقة الماويسي بمدينة خانيونس، ولدت فكرة جديدة. شعر أبو عمشة أن الموسيقى يمكن أن تكون جسرًا يعبر به الأطفال فوق مأساتهم، فأسس مجموعة موسيقية أسماها "غناء طيور غزة" (GBS)، وتضم الأطفال المشردين الذين تميزوا بموهبتهم في الغناء والعزف.
قدمت المجموعة عدة عروض في مخيمات النازحين، واستقبلتها وسائل التواصل الاجتماعي باهتمام واسع، كصوتٍ يتعالى من تحت الركام، ليذكّر العالم بأن الإنسان الفلسطيني لا يموت، وأن الفرح يمكن أن ينبض حتى في أشد الظروف قسوة.
مولع، نجل أحمد، يبلغ من العمر 14 عامًا، وهو أحد أعضاء المجموعة. يعزف على آلة الناي، ويقول بكل ثقة رغم ما مرّ به: "لقد تم نزحنا أكثر من 11 مرة، وكنت دائمًا أحمل نايي معي. إنه الشيء الوحيد الذي يساعدني على نسيان صوت القصف". ويضيف أنه من الصعب العثور على مكان هادئ للعزف وسط الضوضاء، ولكنهم يحاولون التدرب داخل خيمة خاصة، بعيدًا عن ضجيج الألم.
أما الطفلة يارا، ذات العشر سنوات، فتتعلم العزف على الكمان. تعبر عن خوفها من كل عملية نزوح جديدة، لكنها تؤكد: "كلما شعرت بالخوف، ألتجئ إلى الموسيقى. فالموسيقى تجعلني أشعر بالأمان."
عزف الأمل تحت الخيمداخل المخيم، تتجمع المجموعة يوميًا، وتبدأ الحكاية من جديد. الأطفال والشباب يعزفون مختلف الآلات الموسيقية تحت خيم ممزقة، في منظر قد يبدو غريبًا لمن لا يعرف المعنى الحقيقي للحياة. لكن هنا، في قلب غزة المنكوبة، أصبحت الموسيقى لغة جديدة، تتحدث بها الجيل الجديد عن الأمل، وعن الوطن، وعن الرغبة في العيش.
ويصر أحمد أبو عمشة، وهو ينظر إلى طلابه، على مواصلة رسالته الإنسانية. يقول بهدوء، بينما يعلو صوت العود في الخلفية: "نغني من أجل السلام، نغني من أجل الحياة، نغني من أجل قطاع غزة".
وفي ظل نقص الغذاء والماء والكهرباء، يبقى هذا المعلم يزرع الأمل، ليس بالكلمات فقط، بل بالأوتار، وبكل نغمة تُعزف في وجه القصف، وترتفع فوق دمار الأرض لتلامس سماء الإرادة والإنسان.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة فرنسا إيران أوكرانيا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة فرنسا إيران أوكرانيا قصف غزة إسرائيل هجمات عسكرية موسيقى وسائل التواصل الاجتماعي إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة فرنسا إيران أوكرانيا دونالد ترامب إيمانويل ماكرون قطاع غزة ضحايا الضفة الغربية بنيامين نتنياهو أبو عمشة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تهدد بوقف عمليات إسقاط المساعدات خشية توثيق الدمار بغزة
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الأربعاء، أن السلطات الإسرائيلية منعت القوات الجوية الأجنبية المشاركة في عمليات إسقاط المساعدات الإنسانية فوق قطاع غزة من السماح للصحفيين بتوثيق حجم الدمار الهائل في القطاع.
وأفادت الصحيفة بأن إسرائيل وجّهت تحذيرات مباشرة للقوات المشاركة، مهددة بوقف التنسيق لعمليات الإسقاط الجوي في حال تم نشر أي مقاطع فيديو أو صور تُظهر حجم الدمار الذي خلفته الحرب في غزة.
وتأتي هذه الإجراءات في وقت تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بسبب الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، وسط تحذيرات من مجاعة واسعة النطاق ونقص حاد في الإمدادات الأساسية للسكان المدنيين.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية تصريحات وزير إسرائيلي تثير غضب عائلات الأسرى: "فشل أخلاقي" انخفاض أسعار الوقود في إسرائيل بدءًا من فجر الجمعة الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن الأكثر قراءة في غضون 24 ساعة: وفاة 10 أشخاص بسبب المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة العمل تعلن صرف دفعة مالية جديدة لمساعدة عمال غزة في الضفة التعليم تدعو الطلبة لتوخي الحذر عند التسجيل في المُؤسسات التعليمية المالية: نتوقع صرف 35% من الرواتب خلال الأسبوع المقبل عاجل
جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025