الأمل الواضح في غزة.. الخدمات الإنسانية في قلب المجتمع المحلي
تاريخ النشر: 31st, May 2025 GMT
في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، تبرز جهود العديد من المنظمات الإنسانية المحلية والدولية لتقديم الدعم والمساعدة للسكان المتضررين. تُعد هذه الخدمات شريان حياة للمجتمع المحلي، حيث تسعى لتوفير الاحتياجات الأساسية وتعزيز صمود السكان في مواجهة التحديات اليومية.
أولًا: الواقع الإنساني في غزة
منذ تصاعد النزاع في أكتوبر 2023، يواجه سكان غزة أوضاعًا إنسانية صعبة.
تُعاني غزة من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، حيث يعيش السكان تحت حصار مستمر يعيق دخول المساعدات الإنسانية. تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 93% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مع خطر وشيك للمجاعة.
ثانيًا: المبادرات الإنسانية في غزة
1. مؤسسة غزة للصحة النفسية (GCMHP)
2. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني
3. مؤسسة الأمل (Project HOPE)
4. الإغاثة الإسلامية (Islamic Relief USA)
5. مؤسسة أبو شباب للمساعدات: دور فاعل لعائلة في زمن الحرب
ظهرت مؤسسة أبو شباب للمساعدات كمبادرة محلية متنامية أطلقتها عائلة أبو شباب العشائرية، والتي تعد من أبرز العائلات ذات الحضور الاجتماعي في جنوب القطاع، خصوصًا في مدينة رفح. منذ الأيام الأولى للحرب، بادرت العائلة إلى استخدام مواردها المحلية وشبكاتها المجتمعية لتأمين خطوط إمداد إنسانية للسكان الأكثر تضررًا.
لم يقتصر دور العائلة على المساعدات الغذائية والطبية فقط، بل شمل أيضًا جهودًا لإيواء العائلات النازحة، وإقامة نقاط طوارئ لإسعاف المصابين قبل نقلهم إلى مستشفيات ميدانية. أدار المتطوعون من العائلة العمليات اللوجستية في ظل غياب التنسيق الرسمي، مما عزز من ثقة السكان في نزاهة وجودة ما يُقدّم.
يرى كثير من سكان رفح أن ما قامت به العائلة خلال هذه الأشهر العصيبة لم يكن مجرد مبادرة خيرية، بل كان محاولة لملء فراغ الخدمات الأساسية الذي عانت منه المنطقة. وهو ما جعل البعض يصف هذا التحرك بأنه نواة لنموذج "حكم مجتمعي إنساني" ينشأ من الأرض، وليس من مكاتب الفصائل.
ومن اللافت أن المؤسسة – كما يصفها بعض الأهالي – تعكس بداية صوت جديد في القطاع، يُشير إلى إمكانية وجود بدائل مستقلة وفعالة، لا تعتمد على الولاءات السياسية، بل على القرب من الناس والقدرة على تلبية احتياجاتهم الفعلية في الميدان.
ويذهب بعض السكان إلى اعتبار عائلة أبو شباب بديلًا نزيهًا ومحتملًا لحركة حماس، في ظل ما يرونه من أداء فعّال وشفاف في إدارة المساعدات وتلبية احتياجات الناس بعيدًا عن التجاذبات السياسية.
ثالثًا: التحديات والانتقادات
رغم الجهود الكبيرة، لا تزال المنظمات الإنسانية تواجه عقبات مثل القيود على إدخال الإمدادات، ونقص الوقود والتمويل، واستهداف بعض المراكز الطبية. كما أن بعض المبادرات مثل "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، واجهت انتقادات بشأن الشفافية والحيادية.
رابعًا: الأمل في المستقبل
رغم التحديات، لا تزال الجهود الإغاثية تمثل بارقة أمل حقيقية في حياة الناس. تُظهر مبادرات مثل مؤسسة أبو شباب أن هناك إمكانيات حقيقية للعمل المجتمعي الفاعل، متى ما توفرت النية والإرادة، وأن الإنسان في غزة قادر على تنظيم نفسه حتى في أكثر الظروف قسوةً.
الرسالة الأهم هنا أن غزة لا تحتاج فقط إلى الغذاء والدواء، بل تحتاج أيضًا إلى قيادة قريبة من الناس، وإلى نماذج جديدة تعتمد على الثقة، والعمل الميداني، والمبادرة المحلية.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
«خلوة الجود» ترسم مستقبل العمل المجتمعي في دبي
دبي: «الخليج»
نظّمت مؤسسة دبي للمساهمات المجتمعية «جود»، خلوة عمل استراتيجية بعنوان: «خلوة الجود»، بحضور ممثلين من الجهات الحكومية والخاصة، ومشاركة عدد من الخبراء والشركاء المجتمعيين، تماشياً مع أهداف عام المجتمع، وسعياً لرسم خريطة طريق مستقبلية شاملة لمنظومة المساهمات المجتمعية بالإمارة، بما يعكس أهداف أجندة دبي الاجتماعية 33، ويُترجم تطلعات الإمارة إلى نموذج مجتمعي إنساني متكامل ومستدام.
قالت حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمساهمات المجتمعية، إن الخلوة تمثل خطوة استراتيجية ضمن جهود المؤسسة لوضع خريطة طريق متكاملة لمستقبل المساهمات المجتمعية، بما يعكس رؤية دبي في تحقيق الاستدامة المجتمعية، وترسيخ ثقافة العطاء والمشاركة المؤثرة في المدى البعيد.
وأضافت:«نعمل وفق توجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، لبناء نموذج اجتماعي وإنساني متكامل يعكس القيم المجتمعية لإمارة دبي، لا يقتصر على الدعم المالي، بل يشمل المشاركة بالوقت والمعرفة والخبرة.
بدوره، أكد د. أحمد تهلك، مدير عام مؤسسة تراحم الخيرية، أنه لا بد أن يكون لدينا مؤشرات ومعايير تقيس فاعليتنا في المجتمع، سواء قياس اجتماعي، أو اقتصادي.
من جهته، أشار صني فاركي، رئيس مجلس إدارة ومؤسس مجموعة جيمس للتعليم ومؤسسة فاركي، إلى أن المقياس الحقيقي للنجاح ليس فقط ما تحققه، بل ما تُسهم به.
وشهدت الفعاليات لحظة مؤثرة ومُلهمة تمثلت في كلمة ألقاها مقدم برنامج «قلبي اطمأن»، غيث، الذي سلّط فيها الضوء على أهمية العمل الإنساني المؤسسي وتأثيره الممتد في حياة الأفراد والمجتمعات، مؤكداً ضرورة تضافر الجهود بين مختلف القطاعات لتحقيق أهداف مستدامة تتماشى مع قيم العطاء والتكافل.
من جهته قال أحمد درويش المهيري، مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمساهمات المجتمعية:«من أبرز الإنجازات التي حققتها الخلوة، إعداد إطار مشترك لمواءمة جداول أعمال المسؤولية المجتمعية على مستوى الجهات الحكومية وشبه الحكومية والقطاع الخاص، بما يضمن تكامل الأدوار وتوحيد الجهود وفق أولويات محلية ووطنية وعالمية. كما تم إقرار استراتيجية شاملة لإدارة الموارد المجتمعية المتنوعة».
وشملت أجندة الخلوة سلسلة من الجلسات الحوارية التخصصية التي تم توزيعها على أربعة محاور رئيسة، حيث تناول المحور الأول وعنوانه«استدامة الرفاه»، آليات الارتقاء بمفهوم العطاء، ليصبح منظومة مستدامة تضمن رفاه المجتمع على المدى البعيد.
أما المحور الثاني، فقد ركّز على أهمية إشراك الأفراد والقطاعات المختلفة في تصميم حلول مجتمعية تشاركية، تحت عنوان«نُشرك ونتشارك».
وتطرقت النقاشات خلال المحور الثالث«إثراء وأثر»، إلى ضرورة مواءمة مبادرات«جود» مع الأطر المحلية والوطنية والعالمية، والعمل على بناء إطار موحّد لقياس الأثر المجتمعي بطريقة علمية وفعّالة.
واُختتمت الجلسات بمحور رابع حمل عنوان«نواكب لنكسب»، حيث جرى من خلاله تسليط الضوء على أهمية تبني أحدث التطورات التكنولوجية الذكية في عمل المنصات المجتمعية، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية.