منتجات تجميل الصغيرات.. متى يتحول الاهتمام إلى خطر؟
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
تحوّلت روتينات العناية بالبشرة للفتيات الصغيرات في الآونة الأخيرة إلى ما يشبه موضة رائجة، تتبناها الأمهات كجزء من تربية الفتيات على "العناية الذاتية". ومع تصاعد تأثير خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي التي تدفع بمحتوى تجميلي إلى شاشات الأمهات والأطفال على حد سواء، امتلأت أرفف المتاجر بمنتجات موجّهة للأطفال: من العطور وملمعات الشفاه، إلى كريمات الترطيب ومعطرات الشعر.
تروي جيهان مصطفى، وهي أم لطفلتين صغيرتين، للجزيرة نت أنها تحرص على غرس روتين يومي في العناية الذاتية لدى ابنتيها. "أردت أن تحاكيا روتيني اليومي"، تقول، مضيفة إنها جهزت لكل منهما حقيبة صغيرة تحتوي على ملمع شفاه، وعطر خاص، وكريم مرطب، ومشط، وواقي شمس. تؤمن جيهان بأن التأسيس المبكر لهذا السلوك سيحوله إلى عادة دائمة مستقبلا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"لإخفاء التبغ" من أمام الأطفال.. فرنسا تحظر التدخين جزئيا في الأماكن العامةlist 2 of 26 خطوات كفيلة بإعادته.. لماذا يتجنب طفلك المراهق التواصل معك؟end of listأما رغدة علي، فتمضي في الاتجاه ذاته، رغم أن ابنتها الكبرى لم تتجاوز الثامنة والصغرى لم تُكمل عامها الأول والنصف. تقول: "أبحث باستمرار عن منتجات آمنة يمكن أن تستخدمها ابنتي يوميا لتعتاد النظافة الشخصية وتُحب العناية بذاتها. فوجئت بوجود مزيلات عرق وأحمر شفاه على هيئة زبدة كاكاو، وعطور مخصصة للفتيات الصغيرات، وحتى معطرات للشعر. لكني في حيرة: هل هي آمنة فعلا لمجرد أنها مخصصة للأطفال؟".
يحذر الأطباء من الاستخدام العشوائي لمستحضرات العناية بالبشرة لدى الأطفال دون وعي أو إشراف طبي. أستاذ طب الأطفال ورئيس القسم في جامعة كونيتيكت الدكتور خوان سي. سالازار، يشير إلى أن استخدام مستحضرات التجميل قد أصبح شائعا حتى لدى من هم دون السادسة من العمر. ويرى أن هذا التوجه يحمل أبعادا صحية مقلقة، لأن بشرة الأطفال أكثر حساسية، مما يجعلها أكثر عرضة للتهيّج والاحمرار ومضاعفات طويلة الأمد، خاصة إذا استُخدمت منتجات مخصصة للكبار تحتوي على مكونات نشطة مثل الريتينول وأحماض ألفا هيدروكسي.
إعلانويؤكد سالازار، في مقال بموقع مستشفى كونيتيكت للأطفال، أن تلك المنتجات –وإن بدت غير ضارة– قد تُلحق أذى دائما ببشرة الطفل التي لم تكتمل بعد، مشددا على ضرورة تفادي استخدام أي تركيبات "مخصصة للبالغين" على الأطفال بأي شكل.
أضرار نفسية كامنة على الأطفالالبُعد الجمالي ليس وحده محل الجدل، بل إن تأثير هذه الظاهرة على الصحة النفسية لا يقل أهمية. كولمات نوكتور، المعالج النفسي للأطفال، يروي في مقال له بموقع "آيرش إكزامينر" كيف شعر بالصدمة عندما طلبت ابنته ذات الـ11 عاما في رسالة إلى "بابا نويل" مجموعة كاملة من منتجات التجميل باهظة الثمن. ويحذر من أن تعريض الأطفال لهذه المفاهيم في وقت مبكر قد يُخلف آثارا سلبية على وعيهم وصورتهم الذاتية.
يقول نوكتور إن الأطفال يجب أن يتعلموا العناية بمظهرهم فقط عندما ينضجون عاطفيا وجسديا. وأضاف أن ضغط المجتمع ومؤثري الجمال قد يخلق شعورا مبكرا بالنقص أو عدم الرضا عن الذات. وقد لاحظ -من خلال تجربته التي تمتد لـ25 عاما- ازدياد اضطرابات الأكل لدى الفتيات الصغيرات في سن المرحلة الابتدائية، وهو ما كان في السابق محصورا بين أعمار 14 إلى 18.
ويؤكد: "من الضروري ألا يُعرض الأطفال لرسائل مفادها أنهم يجب أن يكونوا بمظهر معين، بل يجب أن نُغذي لديهم القبول الذاتي والانشغال بالصحة قبل الجمال الخارجي".
يضع الدكتور سالازار قائمة بسيطة لروتين عناية بالبشرة آمن للأطفال والمراهقين:
منظف لطيف للبشرة واقٍ من الشمس مرطب خفيف الوزن خالٍ من الزيوتلكن هذا لا يعني أن المنتجات المعتمدة آمنة دائما. الدكتورة كارلي ويتينغتون، طبيبة الأمراض الجلدية في جامعة إنديانا، توصي باختبار المنتج على جزء صغير من بشرة الطفل قبل الاستخدام، تحسبا لأي رد فعل تحسسي.
وتوضح أن الأعراض التحذيرية تشمل:
احمرار الجلد الحكة أو الحرقة تقشر أو وخز ظهور بقع أو نتوءاتوتشدد على أن أي منتج يُظهر مثل هذه الأعراض يجب التوقف عن استخدامه فورا.
في عالم باتت فيه القيم الجمالية تُبث عبر كل شاشة وهاتف، أصبحت الفتيات الصغيرات في مرمى مؤثرات كثيرة، قد تكون ناعمة الشكل لكنها عميقة التأثير. لذا، فإن الموازنة بين تعليم العناية بالنفس والحفاظ على البراءة الجسدية والنفسية للطفولة، تمثل مسؤولية تقع على عاتق الأهل، وتبدأ من الاختيارات الصغيرة. العناية الذاتية قيمة مهمة، لكن الأهم أن تأتي في وقتها الصحيح، وبالطريقة السليمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العنایة بالبشرة
إقرأ أيضاً:
جامعة بني سويف تحتفي بالموهبة وتُطلق ندوة توعوية عن الالتهاب الرئوي للأطفال
نظّمت جامعة بني سويف فعاليتين مميزتين في إطار دورها المجتمعي والتنموي، شملت احتفالية باليوم العالمي للموهبة بكلية علوم ذوي الاحتياجات الخاصة، وندوة توعوية عن الالتهاب الرئوي للأطفال بكلية التمريض، وذلك تحت رعاية الدكتور طارق علي، القائم بأعمال رئيس الجامعة، وإشراف الدكتور أبو الحسن عبد الموجود، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
ففي كلية علوم ذوي الاحتياجات الخاصة، أُقيمت احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للموهبة، بإشراف الدكتورة هبة أبو النيل، عميد الكلية، وبمشاركة الدكتور هيثم ناجي وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور محمود الشهاوي وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور حمد عزازي وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا، والدكتورة ناهد مكاري رئيس قسم الموهبة.
وأكد الدكتور طارق علي أن الاحتفالية شهدت عرض نماذج مضيئة من الابتكار والإبداع لطلاب الكلية، موضحاً أن الجامعة تولي اهتماماً كبيراً برعاية الموهوبين وتحفيزهم على تطوير مهاراتهم، بما يسهم في إعداد جيل قادر على تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع.
ومن جانبها، أعربت الدكتورة هبة أبو النيل عن سعادتها بنجاح الاحتفالية، مؤكدة أن دعم الموهبة مسؤولية مشتركة وواجب وطني لتحقيق التنمية المستدامة، مشيدة بمستوى المواهب التي قدمها طلاب الكلية.
وفي سياق متصل، نظم قسم تمريض الأطفال بكلية التمريض ندوة تثقيفية بعنوان "الالتهاب الرئوي عند الأطفال" بمناسبة اليوم العالمي للالتهاب الرئوي، تحت إشراف الدكتورة حنان الزبلاوي حسن عميد كلية التمريض، والدكتورة شيرين شريف وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة سحر صدقي فهيم رئيس قسم تمريض الأطفال، وحاضرت فيها الدكتورة تحية طه بمشاركة عدد من الطلاب.
وأوضح رئيس الجامعة أن هذه الندوات تمثل ركيزة أساسية في رفع الوعي الصحي، خاصة فيما يتعلق بأمراض الأطفال، مؤكداً أن التعاون بين الأقسام العلمية والطلاب يسهم في نشر الثقافة الصحية والوقاية من الأمراض الموسمية والخطيرة.
وتناولت الندوة شرحاً وافياً لمرض الالتهاب الرئوي، وطرق حدوثه، وأحدث أساليب العلاج المتاحة، إلى جانب التركيز على وسائل الوقاية الفعالة لحماية الأطفال.
وأكدت الدكتورة حنان الزبلاوي أن الكلية تحرص على دمج التوعية المجتمعية بالجانب الأكاديمي، بما يسهم في إعداد كوادر تمريضية قادرة على خدمة المجتمع بكفاءة، ونشر المعلومات الطبية الصحيحة لحماية صحة الأطفال.