الخليل- لم يستسلم عشرات الفلسطينيين من سكان خلة الضبع، وهو تجمع صغير أقصى جنوبي الضفة الغربية، للمحاولات المتكررة لتهجيرهم، وكانت النتيجة نصرا، وإن كان محفوفا بالمخاطر.

ومنذ سنوات طويلة تستمر محاولات تهجير سكان التجمع الواقع في مَسافِر يطا (جنوب مدينة الخليل) والبالغ عددهم اليوم نحو 115 فردا من 16 أسرة -بينهم 38 طفلا- بملاحقة البناء وهدم المساكن تارة، واعتداءات المستوطنين من سكان البؤر الاستيطانية المحيطة والمتكررة تارة أخرى.

لكن التصعيد اللافت كان في 5 مايو/أيار الماضي، فقد مسحت آليات الاحتلال القرية عن الوجود بهدم 25 منشأة هي أغلب مساكنها وكهوفها وآبارها، وكانت عملية الهدم الثانية خلال شهرين، لكن سكانها لم يرحلوا وأصروا على البقاء بإمكانيات بسيطة فوق ركام منازلهم.

أما التطور الثاني فكان يوم 26 مايو/أيار حيث هاجم المستوطنون التجمع واستولوا على أحد الكهوف المتبقية ويعود للمواطن عبد الله الدبابسة، وأقاموا فوقه بؤرة استيطانية واعتدوا على سكانه وطردوهم، ثم جاء الجيش الإسرائيلي واعتقل صاحب الكهف بدل أن يخرج المستوطنين.

كهف المواطن عبد الله الدبابسة بعد إخلائه من المستوطنون أمس الأحد (الجزيرة) فرج وخطر

لم يستسلم سكان خلة الضبع للأمر الواقع فتحركوا في اتجاهين: الأول إلى القضاء والمحاكم الإسرائيلية، والثاني إصدار بيان مناشدة عاجلة للمنظمات الحقوقية والدولية وسفارات وقنصليات الدول الكبرى ودعوتها للتدخل وحماية التجمع.

إعلان

وعلى الصعيد القضائي، حصل السكان على قرار بإخلاء المستوطنين وهو ما رأوا فيه نصرا ومكسبا مهما، وفق ما صرح به للجزيرة نت محمد ربعي رئيس مجلس محلي قرية التوانة التي يتبعها تجمع خلة الضبع.

وأوضح ربعي أن جيش الاحتلال أعلن أمس الأحد التجمع منطقة عسكرية مغلقة، وأخرج منه جميع من هم من غير سكانه بمن فيهم متضامنون أجانب وصحفيون، لكن المتضامنين عادوا لاحقا، كما أخرج المستوطنين الذين استولوا على الكهف.

وقال رئيس المجلس إن تخوفات السكان من تجدد اعتداءات المستوطنين ما زالت قائمة، خاصة من 4 بؤر استيطانية محيطة بهم تم استحداثها بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وبدء حرب الإبادة على غزة والتصعيد في الضفة.

قيود الاحتلال على الحركة لم تشمل المستوطنين في محيط تجمع خلة الضبع (الجزيرة) مخاوف قائمة

على الجانب الآخر، يوضح رئيس المجلس أن تحركات المجلس المحلي ومناشداته أسفرت عن وصول عدة وفود تمثل 15 وسيلة إعلامية عالمية ومنظمات إغاثية وإنسانية وصحية وحقوقية محلية وعالمية صباح اليوم إلى القرية، لكنها اصطدمت بحاجز لقوات الاحتلال يعترض طريقها ويمنعها من وصول قرية التوانة حيث كان من المقرر توجهها إلى خلة الضبع.

وأضاف أن قوات الاحتلال أغلقت قرية التوانة بالكامل، وعشرات الضيوف خارج مدخل القرية لم يسمح لهم بالدخول حتى سيرا على الأقدام.

ومن جهته يقول جابر الدبابسة، أحد سكان تجمع خلة الضبع، الذي طال الهدم مسكنه 8 مرات منذ 2018، إن السكان تنفسوا الصعداء بعد قرار المحكمة بإخراج المستوطنين، موضحا أنهم غادروا كهوفهم وجلسوا فوق ركام مساكنهم وما تبقى منها بعد 7 أيام قاسية نتيجة وجود المستوطنين.

ووصف قرار المحكمة الإسرائيلية بإخراج المستوطنين بأنه "عظيم، وجاء نتيجة صمود السكان وبقائهم من جهة، وجهود المجلس المحلي ومتضامنين من جهة ثانية".

لكنه أن أضاف -في حديثه للجزيرة نت- أن المخاوف ما زالت قائمة "فقد استيقظنا على إغلاق القرية مجددا ومنع الدخول إليها أو الخروج منها، حيث كان من المقرر وصول وفود حقوقية وإعلامية للاطلاع على ظروف السكان".

وتابع أنه مقابل إغلاق القرية يتمتع المستوطنين بحرية الحركة في البؤر المجاورة، بل ويحتشدون فيها بالعشرات دون معرفة نواياهم.

الاحتلال دمر في 5 مايو/أيار أغلب مساكن وكهوف تجمع خلة الضبع (مواقع التواصل) سيطرة على الأرض

ويعمل سكان القرية في الزراعة وتربية الماشية، وقليل منهم موظفون، ونظرا لملاحقة وتكرار الاعتداءات ومنعهم من دخول مساحات شاسعة من الأراضي اضطر بعضهم لبيع أغنامه ومع ذلك تمسكوا بالبقاء في أملاكهم.

إعلان

ووفق ربعي فقد سيطر المستوطنون على أكثر من 95% من الأراضي الزراعية في المنطقة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرا إلى تصاعد سياسة هدم المساكن والمنشآت، والتي طالت 72 منشأة خلال نفس الفترة، مقابل نشر 9 بؤر استيطانية سيطرت على كافة التلال المحيطة بالقرى والتجمعات الفلسطينية.

وتقع قرى مسافر يطا في منطقة صنفها الاحتلال منطقة "إطلاق نار" ويحاول تهجير سكانها الفلسطينيين.

ووفق تقرير لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، نفذ المستوطنون 341 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية خلال أبريل/نيسان الماضي بينها هجمات مسلحة وتخريب وتجريف أراض واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

اعتقالات واقتحامات بنابلس والخليل وتصاعد اعتداءات المستوطنين

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الاثنين- عددا من الفلسطينيين بينهم أسرى محررون خلال اقتحامها مدينتي نابلس والخليل بالضفة الغربية، في حين تصاعدت اعتداءات المستوطنين في أعلى معدل منذ 20 عاما وفق الأمم المتحدة.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قوات الاحتلال اعتقلت 9 فلسطينيين بينهم أسرى محررون خلال اقتحامها لمدينة دورا جنوب الخليل.

وأضافت أن قوات الاحتلال دهمت منازل المعتقلين وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، كما اقتحمت بلدات الظاهرية، والسموع، وبيت أمر، وعدة أحياء من مدينة الخليل.

وأفادت مصادر إعلامية فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 3 سيدات وشابا من عائلة صنوبر بعد اقتحام منازلهم في زواتا غرب مدينة نابلس.

كذلك دهمت فجر اليوم عدة منازل خلال اقتحامها بلدة سالم شرق نابلس، وزواتا ومخيم العين غربي المدينة.

وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت سالم وسط انتشار واسع ودهم لعدة منازل، في حين اقتحمت زواتا ودهمت منزلا.

وأضافت أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم العين، وسط انتشار فرق المشاة ودهم منازل عدة.

اعتداءات المستوطنين

وفي سياق آخر، قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 220 فلسطينيا أصيبوا على يد مستوطنين منذ بداية العام، في أعلى معدل منذ 20 عاما.

إعلان

وأضافت أن أكثر من 33 ألف فلسطيني لا يزالون نازحين وغير قادرين على العودة لمخيمات جنين ونور شمس وطولكرم.

وأفادت مصادر محلية بأن مستوطنا اعتدى فجر اليوم بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي على مواطنين وناشطين في عزبة أبو همام جنوب قرية المغير شمال شرق رام الله.

وقبل أيام أحرق مستوطنون أرضا تتجاوز مساحتها 200 متر مربع في منطقة سهل "مرج سيع" بين قريتي المغير وأبو فلاح، بحماية قوات الاحتلال.

ويهاجم المستوطنون منطقة السهل باستمرار، ويحرقون أراضي المواطنين وممتلكاتهم ويخربونها، خاصة بعد إقامتهم بؤرة استيطانية في المنطقة مؤخرا.

ونفذ المستوطنون خلال شهر أبريل/نيسان الماضي 231 عملية تخريب وسرقة لممتلكات المواطنين، طالت مساحات شاسعة من الأراضي، وكذلك تسببت اعتداءات المستوطنين في اقتلاع 1168 شجرة زيتون، توزعت في محافظات: رام الله بـ530 شجرة، ونابلس بـ300، وسلفيت بـ298.

وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد 972 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسط حراسة شرطة الاحتلال
  • اقتحامات واعتقالات بأنحاء الضفة وعشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى
  • القسام تستهدف تجمعًا لجنود الاحتلال وموقعاً عسكريًا في خان يونس
  • مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى وقرية خلة الضبع تخلو من سكانها
  • اعتقالات واقتحامات بنابلس والخليل وتصاعد اعتداءات المستوطنين
  • مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى مجددًا
  • مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • سكان الضفة يشعرون باهتزازات نتيجة غارات الاحتلال العنيفة على غزة