مبعوث أمريكا يكشف سياسة جديدة في سوريا وخطة دمج المقاتلين تعيد تشكيل المشهد العسكري!
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
كشف المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، في مقابلة مع قناة NTV، عن توجه جديد في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، مشيراً إلى أن “بلاده تتجه نحو سياسات مختلفة عما كان متبعا خلال المئة عام الماضية، إذ فشلت السياسات السابقة في تحقيق نتائج إيجابية”.
وأكد باراك أن الولايات المتحدة تعتبر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حليفاً رئيسياً، وأن الدعم المقدم لها يأتي ضمن هذا الإطار، مشدداً على ضرورة توجيه الدعم لدمج مقاتلي “قسد” في الجيش السوري المستقبلي، مع تأكيده على أهمية الواقعية في توقعات جميع الأطراف.
وفيما يخص الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، أعلن باراك عن خطة لتقليص القواعد الأمريكية من 8 إلى قاعدة واحدة فقط، في خطوة تعكس إعادة تقييم واشنطن لتواجدها في المنطقة.
وأشار المبعوث الأمريكي إلى تعاون ملموس بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان، معرباً عن دهشته من منح الحكومة السورية الجديدة فرصة غير متوقعة سابقاً.
كما أكد أن ترامب يعتزم قريباً إزالة سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، في محاولة لدعم الحكومة السورية الحالية.
وأضاف باراك أن الجيش الأمريكي أنجز 99% من مهمته ضد تنظيم “داعش” في سوريا ببراعة، مؤكداً رغبة واشنطن في السعي نحو سلام شامل بين سوريا وإسرائيل، واقترح أن يبدأ هذا السلام باتفاق على عدم الاعتداء وترسيم الحدود.
وفي تطور بارز، أعلن باراك موافقة الولايات المتحدة على خطة القيادة السورية الجديدة للسماح باندماج نحو 3500 مقاتل أجنبي، أغلبهم من الإيغور، ضمن الجيش الوطني السوري، شريطة تحقيق الشفافية في هذا الدمج، واعتبر أن إبقاء هؤلاء المقاتلين ضمن الدولة أفضل من تركهم عرضة للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية مثل “القاعدة” أو “داعش”.
وفي نفس السياق، أكد وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا خلال اجتماع وزاري لمجلس التعاون الخليجي أن دول الخليج تخطط لدعم سوريا بشكل مشترك، مشيراً إلى أن السفارة السورية في الكويت ستفتح قريباً عقب زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع الأخيرة.
وتعكس هذه الخطوات الجديدة تحولاً دبلوماسياً وإقليمياً مهماً، مع تعزيز التعاون بين دمشق والكويت، وفتح آفاق لإعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي، كما تجسّدها جلسة المباحثات الرسمية بين أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح والرئيس السوري أحمد الشرع.
وتأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه المجتمع الدولي التأكيد على أهمية وحدة سوريا واستقرارها، وتوسيع أطر التعاون العربي لدعم جهود السلام والتنمية في البلاد.
آخر تحديث: 2 يونيو 2025 - 20:28المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الرئيس السوري أحمد الشرع سوريا حرة سوريا وأمريكا
إقرأ أيضاً:
قطر وخطة الكهرباء في سوريا: رهانات الإصلاح الشبكي
دمشق (رويترز) –
تعهدت قطر بالمساعدة في إعادة إعمار سوريا التي مزقتها الحرب، إلا أن خططها لإنشاء محطات جديدة لتوليد الكهرباء بما يقدر بسبعة مليارات دولار لن تعني الكثير ما لم تسرع حكومة دمشق المتعثرة ماليا في منع العصابات المسلحة من نهب كابلات التيار وإصلاح الشبكة.
تتضمن صفقة أعلنها تحالف دولي بقيادة شركة أورباكون القابضة القطرية الأسبوع الماضي خططا لتوسيع قدرة سوريا على توليد الكهرباء بشكل هائل.
وتمثل الصفقة أكبر استثمار أجنبي في سوريا يكشف عنه منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نحو مفاجئ الشهر الماضي رفع العقوبات الأمريكية عن دمشق.
وبالنسبة للإسلاميين الذين أطاحوا بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر كانون الأول، فإن هذه خطوة أساسية باتجاه تشييد البنية التحتية في سوريا في وقت يسعون فيه إلى إنعاش الاقتصاد وبث روح الأمل في السكان المنهكين من صراع دام 14 عاما.
وحتى يشعر السوريون بثمار تلك الجهود، يتعين على الحكومة أولا إصلاح شبكة نقل الكهرباء. فقد أدت سنوات الإهمال لأضرار هائلة بشبكة مترامية الأطراف من محطات المحولات والأبراج، فيما يواصل اللصوص سرقة الكابلات وغيرها من المكونات.
وأصبح ثلثا الشبكة إما مدمرا بالكامل أو بحاجة إلى إصلاحات كبيرة، وقدّرت وزارة الطاقة فاتورة الإصلاح حاليا بما يصل إلى 5.5 مليار دولار، وهي أموال لا تملكها الدولة مما يعني أن هناك حاجة للبحث عن استثمار خاص أو مانحين آخرين.
وقال وزير الطاقة محمد البشير لرويترز إن المشاريع التي تقودها قطر هي “أربع محطات غازية بقدرة 4000 ميجاوات ومحطة طاقة شمسية بقدرة ألف ميجاوات. المدة المقدرة للمشروع بالنسبة للسولار (المحطة الشمسية) حوال سنة وثمانية أشهر أما بالنسبة للمحطات الغازية فالمدة المتوقعة والمدة المتفق عليها ثلاثة سنوات ونصف”.
وأضاف لرويترز أن الحكومة ربما تستكمل إعادة تأهيل الشبكة خلال تلك الفترة.
وقبل عام 2011، كانت الشبكة تغطي 99 بالمئة من السوريين. أما اليوم، فهي تولد أقل من خُمس إنتاج ما قبل الحرب، ويتعرض معظمه للسرقة. وبالإضافة إلى سرقة الكابلات والمكونات الأخرى، يسرق أفراد التيار أيضا.
وبذلك يحصل السوريون على الكهرباء من الشبكة لساعات قليلة فقط يوميا حتى في دمشق التي يمتلئ هواؤها برائحة العوادم الناتجة عن مولدات الكهرباء.
ووسط محدودية تغذية الكهرباء، يعمل السوريون على تكييف نشاطاتهم اليومية بما يتوافق مع جدول تقنين الكهرباء، وغالبا ما يستيقظون مبكرا لغسل الملابس عندما تكون الكهرباء متوفرة على سبيل المثال، قبل أن يعودوا للنوم.
وبدون إمدادات كهربائية يمكن الاعتماد عليها، يمثل تبريد الطعام مشكلة أخرى مما يجبر الأسر على شراء وطهي ما يكفي من الطعام الطازج يوما بيوم.
وهذه المشكلة واحدة من أبرز المشكلات التي تؤرق الرئيس الانتقالي أحمد الشرع في سعيه لإنعاش الاقتصاد. وتواجه الحكومة، التي ظلت تقوضها العقوبات حتى الشهر الماضي، صعوبة في إحكام قبضتها على الأوضاع مع انتشار الجماعات المسلحة في أنحاء البلاد.
وخلال الفوضى التي أعقبت سقوط الأسد، أسقط لصوص أبراجا لنقل التيار في أنحاء البلاد وسرقوا الكابلات من أجل بيع النحاس والألمنيوم في السوق السوداء.
وبالقرب من محطة دير علي الواقعة جنوبي دمشق والتي تعد أكبر محطة لتوليد الكهرباء في سوريا، تتدلى الكابلات المقطوعة من أبراج نقل التيار التي أصبحت مفصولة حاليا.
وقال خالد أبو دي مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء لرويترز “بدأنا بصيانة تسعة أبراج مدمرة بشكل كامل لحين الانتهاء من نصب الأبراج، تفاجأنا بحصول سرقة على بعد مسافة 20 كيلومترا أو 30 كيومترا من مكان العطل الأول والتعدي على خط النقل. أصرينا على عملية صيانة هذا الخط. بدأنا بصيانة هذا الخط لم نشارف على الانتهاء إلا وتم التعرض لسرقة من مكان يبعد بمسافة تقريبا 40 أو 45 كليومترا. حتى تاريخ اليوم لم نتمكن وضعه بالخدمة نتيجة إنه ورشتنا تعمل في مكان والتعدي على الخط يكون في مكان آخر”.
وأضاف أن كابلات تمتد لأكثر من 80 كيلومترا في جنوب سوريا تعرضت للنهب منذ سقوط الأسد، مشيرا إلى أن أعمال النهب في شرق سوريا أحبطت جهودا لاستعادة خط نقل رئيسي.
وذكر أن قوات الأمن تساعد الآن في تأمين الخط. ومضى يقول “لكننا نتحدث عن 280 كيلومترا من الخطوط” ومن ثم لا يمكن توفير تأمين لكل هذه الخطوط الممتدة.
وقال أحمد الأخرس، الذي يقود جهود ترميم الشبكة في الجنوب، إن فرقه كثيرا ما تشهد عمليات نهب لكنها تعجز عن التدخل لأن اللصوص عادة ما يكونون مسلحين.
وأضاف لرويترز أن المستودعات شبه فارغة موضحا أنه جرت سرقة 130 طنا من موصلات الألمنيوم عالي الجهد خلال الأشهر الماضية بين مدينتي السويداء ودرعا.
* مقومات غائبة
يقول غياث بلال الخبير في قطاع الكهرباء في البلاد إن سوريا بالطبع تخطو خطواتها الأولى في التعافي من الحرب، وبالتالي تظل وجهة عالية المخاطر للمستثمرين، وتفتقر إلى مقومات أساسية مثل العملة المستقرة والقطاع المصرفي الفعال والأمن.
وأضاف أن اضطراب الأمن وضعف السيطرة على الأراضي يعرقلان محاولات الحكومة لإصلاح الشبكة.
وقال البشير وزير الطاقة إن الحكومة تعول على القطاع الخاص للاضطلاع بدور ريادي في إصلاح الشبكة مع إمكانية دخول الشركات في شراكة مع الدولة كمتعاقدين.
وبموجب مثل هذه الشراكات، يمكن أن تبيع هذه الشركات الطاقة للمستهلكين وتسترد استثماراتها.
ومنذ إعلان ترامب عن رفع العقوبات، أبدت شركات صينية وأمريكية وقطرية وتركية اهتماما بالاستثمارات المحتملة في الشبكة، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الطاقة أحمد سليمان.
وأضاف أن خطط الحكومة تتضمن قيام مستثمرين من القطاع الخاص باستئجار محطات محولات وخطوط نقل للجهد العالي حتى يستردوا استثماراتهم.
ومن بين أكبر التحديات التي تواجه المستثمرين في سوريا هو أن الكهرباء كانت مدعومة بشكل كبير منذ فترة طويلة، ولم يكن المستهلكون في ظل حكم الأسد يدفعون إلا جزءا يسيرا من التكلفة الفعلية.
ويقول سامر ضاحي الباحث في قطاع الكهرباء في المعهد اللبناني لدراسات السوق إن أي رفع للدعم سيكون تدريجيا مع وجود 90 بالمئة من السوريين تحت خط الفقر.
ويتوقع رجل الأعمال السوري ضياء قدور، الذي يخطط لاستثمار 25 مليون دولار في الشبكة في شمال سوريا، أن يقدم أسعارا أقل بكثير من المستويات التي يدفعها المستهلكون المعتمدون حاليا على بدائل مثل المولدات.
ومن خلال شركته المرخصة في تركيا (الشركة السورية التركية القابضة)، قال قدور إن خطته الأولية تتمثل في تزويد ما يصل إلى 150 ألف منزل بالكهرباء في ريف حلب بالاعتماد على الكهرباء من الجارة تركيا.
ويبدي قدور تفاؤلا رغم التحديات، ويرجع هذا إلى خبرته في العمل بالشمال حيث تتمتع تركيا منذ فترة طويلة بنفوذ كبير كداعم رئيسي للمعارضة التي كانت مناهضة للأسد.
وقال “أفضل ما نتمتع به هو أننا موجودون على الأرض منذ خمس سنوات”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق عربي ودوليقيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...
It is so. It cannot be otherwise....
It is so. It cannot be otherwise....