«إكس» و«تيك توك» البيئة الأكثر خصوبة للأخبار المضللة

رأس الخيمة: «الخليج»
اختتمت جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة، النسخة الخامسة من برنامج «مرصد»، تحت شعار «الشباب والوعي لبناء مستقبل مستدام»، بمشاركة فاعلة من أكثر من 500 شاب وشابة من مختلف إمارات الدولة، مثلوا مختلف البيئات المجتمعية والثقافية في دولة الإمارات.
يعد البرنامج إحدى أبرز المبادرات الفكرية لجمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، ويصنف كأول برنامج نوعي من نوعه يُعنى برصد وتحليل السلوكيات والظواهر المجتمعية الإيجابية والسلبية، بهدف فهمها وتقييمها ووضع الحلول الاستباقية، ضمن إطار علمي ومنهجي يعكس طموحات المجتمع الإماراتي في الوصول إلى جودة حياة مستدامة.

وسلط البرنامج الضوء هذا العام على ظاهرتين ترتبطان بشكل وثيق بمستقبل الوعي الشبابي وتماسك القيم المجتمعية، وهما: ظاهرة انتشار الأخبار المضللة وتأثيرها على الوعي المجتمعي، وظاهرة الشهرة وتأثيرها على الهوية والقيم لدى الشباب، من خلال دراسات تحليلية ومناقشات تفاعلية وتوصيات عملية نابعة من الواقع الإماراتي.
كشفت الدراسة الأولى، عن إدراك واسع النطاق (بنسبة 75.8%) من المشاركين لخطورة هذه الظاهرة، وصنف 41.8% من الشباب المشاركين خطرها بأنه كبير جداً، وبينت النتائج أن منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها منصة «إكس» (تويتر سابقاً) و«تيك توك»، تمثلان البيئة الأكثر خصوبة لتفشي الأخبار المضللة، بنسبة 50.2% و27.1% على التوالي.
وفي ضوء هذه النتائج، دعت الدراسة إلى تعزيز التوعية الإعلامية والرقمية في المجتمع، وتفعيل التشريعات الرادعة، وتطوير المنظومة الإعلامية الرسمية، إلى جانب إنشاء آليات وطنية متقدمة لرصد المحتوى الرقمي والتعامل معه بفعالية.
أما الدراسة الثانية، التي حملت عنوان «الشهرة وتأثيرها على الهوية والقيم لدى الشباب»، فقد ناقشت تأثير المنصات الرقمية في دفع عدد متزايد من الشباب إلى اعتبار الشهرة هدفاً بحد ذاته، بغض النظر عن الوسائل أو الأثر المجتمعي، حيث أشار المشاركون إلى أن الرغبة في كسب المال، وتحقيق المكانة الاجتماعية، وإثبات الذات تمثل أبرز الدوافع وراء هذا السعي.
وأظهرت نتائج الدراسة أن القيم الأخلاقية والاجتماعية هي الأكثر تراجعاً في ظل هذا السلوك، لا سيما بين مستخدمي «تيك توك» و«إنستغرام»، حيث أصبح جزء من المحتوى المتداول يعتمد على الإثارة، والمخالفة، والسطحية لجذب المتابعين.
وخلصت الدراسة إلى جملة من التوصيات، أبرزها: دمج مفاهيم الهوية والقيم في المناهج التعليمية، وتنفيذ برامج توعوية عبر الإعلام ومواقع التواصل، وتشجيع إنتاج محتوى رقمي إيجابي ومؤثر، وتفعيل دور المؤسسات التربوية والدينية في توجيه الشباب نحو النجاح الأصيل لا المزيف.
مجتمع واعٍ
أكد خلف سالم بن عنبر، مدير عام جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، أن برنامج «مرصد» في إصداره الخامس يترجم توجهات دولة الإمارات نحو ترسيخ مجتمع أكثر وعياً ومناعة فكرية، في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، مشيراً إلى أن حماية منظومة القيم في المجتمع الإماراتي مسؤولية وطنية تتطلب تضافر الجهود المؤسسية والمجتمعية. وأضاف أن النتائج تعكس مستوى وعي الشباب الإماراتي وإدراكه للمخاطر التي تحيط به في الفضاء الرقمي، واختتم حديثه بتأكيد أن دولة الإمارات، بقيادتها الملهمة ومجتمعها المتلاحم، قادرة على مواجهة هذه التحديات بقوة المعرفة.

المصدر: صحيفة الخليج