الثورة نت:
2025-07-31@07:23:17 GMT

نفط العرب يحرق غزة

تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT

حين تتساقط القنابل على غزة، تُشغَّل مصانع الأسلحة الغربية بوقودٍ عربي يُصدَّر إلى دولٍ تدعم الاحتلال الإسرائيلي سياسيًا وعسكريًا. النفط العربي، الذي كان يُفترض أن يكون سلاحًا بيد الأمة، بات أداة تُستخدم ضدها؛ تُضيء به مدن الغرب وتُظلِم به فلسطين.

من مشتقات النفط تُنتَج القنابل، وتُشحذ الآلات العسكرية التي تحصد أرواح الأطفال والنساء.

ومن عائداته تُمنح المليارات كهبات وصفقات لواشنطن، بينما تُسحب استثمارات العرب من فلسطين، ويُحاصر الشعب المقاوم بجدران من الخذلان والتواطؤ.

في عام 1973، استخدم العرب سلاح النفط للضغط على الدول الداعمة لإسرائيل، مما أدى إلى أزمة طاقة عالمية وأجبر الغرب على إعادة النظر في سياساته. لكن اليوم، وفي خضم حرب الإبادة التي تُشن على غزة، حيث تُسحق العائلات تحت الركام وتُقطع أوصال الحياة، لم يُستخدم هذا السلاح من جديد. بل العكس، تصاعدت وتيرة التطبيع، وتكاثرت المصالح، فيما تُزهق أرواح الأبرياء على مرأى من الأمة.

ألم يسأل الحكام أنفسهم: كم من طفل قُتل بصاروخ صُنع ببترولنا؟ كم من أم دفنت أبناءها وكان النفط العربي وقود آلة القتل؟ لماذا تحوّلنا من قوة ردع إلى خزانات تمويل لصالح من يحتلّنا ويهين مقدّساتنا؟

إن استمرار تصدير النفط العربي إلى الدول التي تموّل وتسلّح الاحتلال يُعدّ تواطؤًا غير مباشر في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني. لا مفرّ من الاعتراف بأن هذه السياسة أفقدت الأمة ورقة ضغط حقيقية، كانت قادرة على قلب الموازين لو تم تفعيلها بجدية وإخلاص.

بعض الأصوات الحرة، في أوساط الشعوب والنخب، دعت إلى وقف تصدير النفط والغاز كأضعف الإيمان، كصرخة في وجه هذا الطوفان من الظلم. لكنها صرخات تُقابل بالتجاهل أو التخوين، لأن الإرادة السياسية العربية رهنت نفسها للمصالح الضيّقة وضيّعت البوصلة.

دماء أطفال غزة أغلى من براميل النفط، والصمت العربي أمام استخدام ثرواته في دعم آلة القتل يُعدّ خيانة صريحة للقضية الفلسطينية. آن الأوان أن يتحرك الضمير العربي، لا بالشعارات، بل بالقرارات الجريئة. فليس من المعقول أن نغذّي عدونا ونبكي ضحايانا في الوقت ذاته.

إن غزة لا تحتاج إلى دموعنا بقدر ما تحتاج إلى مواقفنا. والنفط ليس سلعة فقط، بل سلاح يجب أن يُستخدم في معركة الوجود والكرامة. والتاريخ لن يرحم من صمت أو ساهم أو تواطأ، وسيكتب أن بعض الحكام أحرقوا غزة بنفط بلادهم.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

سلاح التجويع

سلاح التجويع

مقالات مشابهة

  • “لن نترك غزة تموت جوعاً”… مسيرات ووقفات جامعية حاشدة تجدد التفويض للمرحلة الرابعة وتفضح الصمت العربي
  • تقوية المناعة.. ماذا يحدث لجسمك عند تناول الكريز؟
  • الورداني: المقارنة بين الوطن والأمة فكرة شيطانية لهدم البلدان
  • دراسة تؤكد خطورة استخدام مستحضرات التجميل للأطفال ومغردون يدعون لمنعها
  • سلاح التجويع
  • قوات اللواء الرابع مشاة تحبط محاولة تخريب وسرقة نفط خام في شبوة
  • ساكاليان لـ سانا: اللجنة على استعداد تام لمواصلة العمل للتخفيف من تبعات الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء على المجتمعات المتأثرة، حيث انضم فريق منها الإثنين الفائت إلى القوافل الإنسانية التابعة للهلال الأحمر العربي السوري التي دخلت محافظة السويداء، ضمن ا
  • أمانة جدة تتلف 3.9 طن من اللحوم الفاسدة في موقع عشوائي
  • البصرة.. أخ يحرق منزل عائلة أخيه ويحول أم وطفلتيها لجثث متفحمة
  • غزة مرآة الأمة.. وفضيحتها