مراجعة: كمال فتاح حيدر ..
يجمع هذا الكتاب بين علم الإدارة، وبين أدب الرحلات، ويتزامن مع التوجهات الإدارية المناوئة للفساد، لكنه يتحدث احياناً بأسلوب الخيال العلمي المستمد من واقع الحياة البحرية، وهو من تأليف الدكتور حسن احمد عنبر، الذي استعان بخبرته الميدانية الطويلة في عالم البحار والمحيطات لكي يرسم لنا لوحته الجديدة.
يقع الكتاب في 297 صفحة في ثمانية أبواب منفصلة. وهو من إصدارات مكتبة الملك فهد الوطنية. ويمكن تصنيفه ضمن الأعمال الرمزية الناقدة والساخرة، التي توظف الكائنات البحرية مثل: القروش والحيتان والدلافين والأسماك والأخاطب (جمع أخطبوط) في تجسيد شخصيات الكتاب، تفضح ملفات الفساد والتهريب والقرصنة، ترصد الانتهاكات البيئية وتراقبها. وتفتح لنا نافذة عن دور العدالة الإنسانية في التصدي لكل الممارسات الخاطئة والقضاء عليها. .
صدرت للكاتب نفسه ( 8 ) كتب علمية في المجالات البحرية والملاحية والمينائية والساحلية، وفي تخصصات مختلفة، ثم جاء هذا الكتاب بعنوان: (الحوت والأخطبوط) ليحتل المرتبة التاسعة في نتاجه الغزير، وبالتالي فإنه يمثل خلاصة تجاربه في عرض البحر على مدى اكثر من ثلاثة عقود متعاقبة، أمضاها متنقلا بين العمل على متن السفن، والتجوال في المسطحات المائية، ورائداً خليجياً في مكافحة التلوث النفطي، حتى أصبح منسقاً دولياً، ومدرباً للتمارين التعبوية المختلفة في مسرح الحوادث البيئية (المحلية والإقليمية والدولية)، ثم اصبح إدارياً متنقلاً في تنفيذ المهام البحرية، وفي إدارة السفن بمختلف أنواعها. ترأس بعد ذلك المنظمة الإقليمية للمحافظة على نظافة البحار (ريكسو) الخليجية في دولة الإمارت العربية المتحدة بدبي، ومنسقاً في تنفيذ السباقات والنشاطات البحرية، ومؤلفاً للكتب البحرية المتنوعة، ومحاضراً وعضواً في معظم المؤتمرات والورش والفعاليات، ثم اصبح استشارياً وخبيراً ومديراً تنفيذياً. .
لا شك ان تراكم هذه الخبرات والمواهب المصقولة بالعمل الميداني والإداري والفني الدؤوب لابد ان تنتج لنا هذا السفر الأدبي والنقدي الجميل المنبثق من عالم البحار الزاخرة بمختلف الكائنات الحية، والتي حملت عنوان الكتاب ومضمونه. .
لقد أستبق المؤلف كل باب من أبواب الكتاب بفقرة قصيرة عن محتواه، وذلك في ضوء أحدث المعلومات الشائعة في هذا المضمار، ثم دعم تلك الفقرة بحكمة أو مقولة قصيرة لبعض المشاهير والعلماء. .
يقدم لنا الكتاب صورة تخيلية لكائنات نقية شفافة هبطت من الفضاء الخارجي، وحطت رحالها في جزر متنوعة ومتفرقة حول بحارنا وشواطئنا. ثم سبرت أغوارها، وفكت شفرات اسرارها، لكي تمنح القاريء فرص التعرف على الأحجيات والخبايا المسكوت عنها بمفهوم علمي رائع، دلالة على عبقرية الكاتب واهتمامه بكشف الحقائق، وطرح الحلول الناجعة للقضاء على بؤر الفساد المتناثرة هنا او هناك. .
حقيقة الأمر: ان هذا الكتاب يفترض ان يدخل ضمن المقررات الدراسية لطلبة الكليات والجامعات ذات الاختصاص. لأنه يقدم لنا معلومات عالية القيمة، ويستعرض لنا التجارب التي شهدها المؤلف بنفسه، وخاض غمارها منذ 35 عاما. آملين ان يتكرم علينا ويسمح لنا بنشر الكتاب بصيغة PDF لكي يكون في متناول الجميع. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
كتابٌ حول التشكّلات الفنيّة والموضوعيّة في شعر يحيى بن هذيل القرطبي
الجزائر "العُمانية": يُركّز كتاب "التشكلات الفنية والموضوعية في شعر يحيى بن هذيل القرطبي"، الصّادر عن دار ألفا دوك للنشر والتوزيع بالجزائر، للباحث الدكتور حاتم أحمد محمد الحمد على شاعر عاش في القرن الرابع الهجري في البيئة الأندلسية، وهو الشاعر يحيى بن هذيل القرطبي الأندلسي، وقد كان له أثر كبير في الشعر الأندلسي، ومكانة كبيرة بين شعراء عصره.
ويقول الباحث والدكتور في مقدمة الكتاب الذي يقع في 304 صفحات، "تتمثل المشكلة الرئيسة لهذه الدراسة في ضياع مجموعة كبيرة من أشعاره، ولم يصل إلينا إلا القليل، وهو ما قام بجمعه الباحث محمد علي الشوابكة، كما يمكن أن نضيف في المشكلة إنه لم يوف حقه من الدراسة والبحث، ولعله السبب في ضياع أشعاره، وبحدود اطلاع الباحث لا توجد دراسة شاملة وافية لجميع الجوانب الموضوعية والفنية والبلاغية والأسلوبية".
وحول الهدف من الدراسة، قال المؤلف: "لقد هدفت الدراسة إلى التعريف بابن هذيل وإبراز الدور الذي لعبه في منظومة الشعر العربي، كما هدفت إلى تقديم عرض للموضوعات الشعرية بالشرح والتحليل، كما قدمت جانب البلاغة بعناصرها المختلفة (علم البيان، علم المعاني، علم البديع) في إعطاء أشعاره قيمة عظيمة، كما بينت الدراسة الخصائص الأسلوبية ودورها في الجانب الدلالي، وأنها اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي والمنهج الأسلوبي لتحقيق أهداف الدراسة، وسيكون تطبيق هذا المنهج حسب خطوات البحث العلمي من خلال جمع المعلومات وترتيبها وتصنيفها، ثم تحليلها وتعميمها؛ حيث اعتمدت على كتاب الباحث محمد علي الشوابكة جمع وتحقيق لأشعار ابن هذيل".
وقسّم الباحث الكتاب إلى أبواب تناولت جوانب كثيرة من حياة الشاعر ابن هذيل على غرار مولده، وظروف نشأته، والموضوعات الشعرية التي تناولها في شعره، والخصائص الفنية والأسلوبية في شعره.
وقد خلصت هذه الدراسة العلمية إلى أنّ النتائج أظهرت أن الشاعر يحيى بن هذيل، كغيره من الشعراء لم يأخذ حقه من الدراسة والبحث الكافي، كما بينت مدى تميزه بخصائص حميدة وشخصية فريدة كونه عالمًا وفقيهًا وشاعرًا، وكان الشاعر مكثرا من أشعار الوصف، ولعل ذلك يعود لجمال الطبيعة الأندلسية التي عاش في ظلها، بالإضافة إلى إظهار مدى براعته في رسم الصورة الفنية المستوحاة من البيئة التي عاشها، واستخدامه الألفاظ والتراكيب والخيال.
ووصّت الدراسة بإفراد بحث خاص عن الصورة الشعرية في شعر ابن هذيل، وآخر عن المكان، وثالث عن التشبيه وما يندرج تحته، ورابع عن حضور المرأة في شعره، إذ إنها دراسات تثري المكتبات ويرجع إليها المهتمون بالأدب العربي، والأفراد الذين يعتنون بالمضمون الشعري ويلاحقون كل ما هو جديد.