قبل الزلزال: مناقشة مكشوفة مع اصحاب (القرار )في العراق!
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
تمهيد : احد الاخوة الدبلوماسيين وهو من دول الخليج مازحني ضاحكاً قبل ثلاثة أيام قائلا( أستاذ أنت معارض وتناشد التغيير لو انت قس في كنيسة وتقتدي بتعاليم السيد المسيح ؟ ) فقلت له لماذا فقال ( نحن نتابع كل ما تنشر وتكتب ونقرأ أنا وجهات في بلدي فنصائحك للسياسيين واصحاب القرار في العراق وهم يفترض خصومك هي نصائح قس مسيحي يسير على خطى المسيح ، وهي نصائح انقرضت بعد المرحوم غاندي .
نعود لعنوان المقال :-
أولاً:-لدينا علم تام وبالتفاصيل تقريبا ان الطبقة السياسية الحاكمة في العراق وضعت خطط المواجهة والدفاع ، واستعدت منذ أواخر الشهر الرابع ” نيسان” لخوض المعركة ضد مشروع التغيير السياسي الجاهز بنسبة ٩٩٪ والذي ينتظر ساعة الصفر . وهذا القرار الذي على اثره وضعت خطط التصدي والدفاع هو قرار صبيّة السياسة الذين لديهم استعداد بالتضحية بالناس الآمنين وإقحام المدنيين بمعركتهم الخاسرة قبل ان تبدأ . فخططهم بهذا الاتجاه ولدت ميته، نعم ولدت ميته لان جميع تفاصيل الخطط والانتشار وصلت امريكا وحلفاءها .وان عيون الاستخبارات الدولية منتشرة في ادق التفاصيل والمكاتب داخل بغداد منذ اكثر من عام (وهذا ليس تهويل، وليس استهزاء بقدرات الطبقة الحاكمة، وليس مراهنة على قوى خارجية) ولكن من يضع هكذا خطط يكون ضامن ان لديه بيئة حاضنة تدعمه وتأويه وتوفر له اللوجست عند المحن ” ولا نعتقد ان هذه البيئة موجودة للطبقة السياسية داخل العراق لأن ٨٠٪ من الشعب العراقي يكره رموزها وقادتها ويبتهل لله ليل نهار ان يتخلص العراق منها . فلقد راهن صدام حسين على هكذا بيئة و الذي كان يحكم البشر والحجر والشجر وفي آخر المطاف لم يجد من يدافع عنه ( واين هؤلاء من صدام وقوة نظامه وأجهزته المتداخلة ) وبالمناسبة ان الرئيس اليوغسلافي كان يعتقد ذلك ايضا وفي آخر المطاف بقي وحيدا وقبض عليه وسيق إلى زنازين محاكم الجنايات الدولية ومات فيها !
ثانيا :- والذي يضع هكذا خطط صد ومقاومة للتغيير يفترض ” أمعيّش” شعبه في العز والرفاهية فيلتف حوله الشعب للدفاع عنه . ويفترض هو مثل نظام وشخص الرئيس الفنزويلي شافيز رحمه الله فعندما انقلبوا عليه وأسقطوه عاد للحكم بعد ثلاث اسابيع والسبب لأن الشعب الفنزويلي يحبه ولأنه عون الفقراء ولأنه بينهم ويتجول بين بيوتهم وحاراتهم ولم يكذب عليهم ولم يسرقهم . وعندما عاند وقاوم اميركا كان صادقا وليس مثل الجماعة في بغداد من الصبح حتى الظهر عنتريات وشعارات ومقاومة لفظية . ومن الظهر للمغرب غزل مع الغربيين والناتو. ومن المغرب للصبح علاقات وسهرات من الباب الخلفي للسفارة الاميركية والسفارة الإيرانية!
ثالثا:-وهنا نقول للطبقة السياسية في العراق التي وضعت خطط التصدي وخوض المعركة ضد مشروع التغيير ان (حسني مبارك كان أشطر، وبشار الاسد كان اشطر ، وبن علي بتونس كان اشطر ، والقذافي كان اشطر ، والشيخة حسينة ببنغلادش كانت اشطر ، وصدام حسين كان اشطر … الخ ) والنتيجة واحدة لجميع هؤلاء وهي الى مزبلة التاريخ !
ثالثا:-فنصيحة لكم ياطبقة سياسية حاكمة لا يتوفر بين صفوفها ٣٠٪ من الانسجام والثقة، ولا يتوفر لديها ٢٠٪ من ولاء الشعب العراقي اتركوا هذه العنتريات والعضلات ولا تضيفوا مصائب جديدة للمصائب التي برقابكم وسجلاتكم من ( فساد، وسوء استخدام السلطة ، والقمع ، وانتهاك حقوق الإنسان ، وخطف وسجن وتعذيب الصحفيين والناشطين وقتل المتظاهرين مرارا ، وهدر وسرقة أصول الدولة ، وتدمير الطبقة الوسطى في المجتمع العراقي ، وتدمير الزراعة والصناعة والصحة والكهرباء والتعليم والأسرة … الخ ) . فلا نكونوا سببا في ابادة عائلاتكم ومحبيكم وشركائكم بسبب سوء تصرفاتكم وردات فعلكم لانه عندما ترفعون السلاح والمواجهة سيكون الرد تكنلوجيا وسيبرانيا وخلال اقل من الثانية من السماء والارض ومن تحتها لنسف الاماكن التي انتم فيها وبعمق ٢٠٠ متر .فاتركوا المراجل الفارغة والعنتريات على صفحة وصيروا عقّال واتركوا خططكم الامنية والعسكرية والمليشياتية البائسة . فالقادم هو زلزال ومن يقاوم الزلزال هو مجنون .فالعيون مزروعة داخل بيوتكم ومقراتهم ومكاتبكم وفي الاماكن التي تعتقدونها انتم هي سرية ( كل شيء عائد لكم مكشوف بنسبة ١٠٠٪ وعلى مدار الساعة ٢٤/٢٤) .. فلا تكونوا سببا بترويع السكان المدنيين في بغداد والمدن الاخرى لانه هنا سيكون سوقكم للجنايات الدولية جماعياً و بنسبة ٩٩,٩٩٪ وستقضون حياتكم في زنازينها مثلما حصل مع الرئيس اليوغسلافي ورفاقه ومثلما حصل مع الجنرالات الصرب ! وختاما هو قول الله تعالى :-
((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً))
سمير عبيد
٣ حزيران ٢٠٢٥
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی العراق کان اشطر
إقرأ أيضاً:
???? تنظيم العطاوة كان الأكثر تنظيماً بعد سقوط البشير
بعد سقوط البشير، لم يبذل حميدتي جهدا في توظيف أبناء العطاوة داخل الأمن الشعبي لخدمة مشروعه التوسعي، ما احتاجه فقط كلمتان وجههما لأبناء المكونات العربية الدارفورية:
” نحن نريد أن نرث النظام ونرث موارده وإمكاناته، نحن نريد أن نحكم”
فقط بهذه الكلمات، استطاع حميدتي أن يبني منظومة أمنية داخل جهاز الحركة الإسلامية وداخل المؤسسات المدنية، منظومة ولاؤها الحقيقي للقبيلة، تتآمر وتسبح بحمد قريبها وابن عمها صباحا، وفي المساء تخرج في مظاهرات داعمة للتيار الإسلامي وتنشد “سليم القلب لا أحمل للناس سوى الحب ” ..
هذه المجموعة حملت أسرار ومعلومات وقدمتها بالكامل للد-عم السريع، وكانت بمثابة جواسيس تنخر في عظم الحركة من الداخل.
هؤلاء الجواسيس هم من سلموا الدعم السريع خطط تأمين الخرطوم والمدن وشبكات الاتصال والمعلومات والمصادر والبيوت الآمنة والشركات والمنظمات..
كان تنظيم العطاوة هو التنظيم الأكثر تنظيماً بعد سقوط البشير، تنظيم يملك معلومات وموارد ورجال وعلاقات خارجية، ومخترق لأكبر مجموعة منظمة في السودان..
لكن رغم ذلك، استطاعت الحركة وعبر رجالاتها الذين يشتمهم حميدتي ليل نهار، والذين بددوا حلمه، أن تتدارك الأوضاع وتحتوي ذلك الاختراق وتوجهه، وتبني خلايا موازية أدارها فريق موثوق، تمكن من عكس مسار التهديد العطوي داخل الجهاز، ومن ثم تغذيته بمعلومات مضللة لتمريرها لقيادة الد-عم السريع وداعميه..
نجح هؤلاء القادة في احتواء الهيمنة العطوية مرحليا على أهم أجهزة الحركة، إلى درجة جعلت حميدتي يهلوس بهم ويذكرهم في كل خطاب.
صحيح أنه تم احتواء ذلك التهديد جزئياً قبل الحرب، لكن تغلغل ذلك الكيان داخل الحركة وأجهزتها يؤكد أن الاختراق القبلي هو أخطر أنواع الاختراق، ولا مجال لتحصين أفراد ينتمون لمجموعات بعينها بمناهج تدريبية وتزكية قائمة على وحدة الجماعة والمشروع، في ظل وجود مشروع قبلي موازي ينتمي إليه هؤلاء الأفراد، مشروع يوفر لهم احتياجاتهم ويحقق مصالحهم..
فكان من أولويات الإسلاميين حينها إما تفكيك ذلك الكيان الذي يسعى لابتلاع عضويتهم، أو التخلص من المجموعات التي تنتمي قبليا للد-عم السريع، وخصوصاً من داخل أجهزتهم الخاصة..
قد يكون الإسلاميين استفادوا من هذه الحرب وعرفوا أن البنية الحزبية والايدلوجية لن تصمد أمام بنية قبلية موازية تضمن مصالح مجموعات نشآت في كنف القبيلة والنظارة..
قد تخلق هذه الحرب مناعة كافية لدى مجموعة من الاسلاميين تمكنهم في المستقبل من إعادة هندسة طرق الاستقطاب عندهم، واختيار أفرادهم بطريقة مختلفة عما اعتادوا عليه سابقا، فقد عرف الكثيرون أنه لم يعد هناك متسع لاخونا في الله وكان يصوم الاثنين والخميس،بل هناك مزيد من التدقيق والتدقيق الدقيق .
حسبو البيلي