لجريدة عمان:
2025-12-13@01:43:36 GMT

هل تقف أرقام الطريس أمام صاحب الأرض؟

تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT

هل تقف أرقام الطريس أمام صاحب الأرض؟

سيقود المباراة طاقم تحكيم سعودي بقيادة الدولي خالد الطريس ويساعده هشام الرفاعي وعبدالرحيم الشمري والرابع فيصل الحربي، بينما سيكون في غرفة تقنية الفيديو مواطنهم سلطان الحربي ويساعده إبراهيم الدخيل. الطريس اسم تكرر عدة مرات أمام منتخبنا الوطني في أقل من عام؛ حيث أدار لمنتخبنا ثلاث مباريات في آخر 8 أشهر على الصعيد القاري والإقليمي، وأدار هذا الموسم في الدوري السعودي الممتاز "دوري روشن" 17 مباراة آخرها الخليج والأخدود 26 مايو الماضي.

هذه الزيارة الثانية للطريس صاحب 38 عاما إلى مسقط، حيث أدار في هذه التصفيات مواجهة العراق ومنتخبنا 5 سبتمبر الماضي في استاد البصرة الدولي وطرد أرشد العلوي في اللقاء بالبطاقة الصفراء الثانية وانتهت بفوز العراق برأسية أيمن حسين، ثم ظهرت صافرته مُجددا في مواجهة ذهاب الأردن ومنتخبنا 15 أكتوبر في استاد عمّان وشهدت المباراة خسارة قاسية لمنتخبنا برباعية نظيفة واحتسب الطريس ركلة جزاء للمنتخب المضيف في الشوط الثاني، ثم ظهرت صافرته في افتتاح خليجي 26 مجددا بين منتخبنا الوطني والكويت باستاد جابر الدولي 21 ديسمبر الماضي وانتهت تلك المباراة بهدف لكلا الجانبين حيث تقدمت الكويت برأسية يوسف ناصر قبل أن يُسجل عصام الصبحي هدف التعادل، بينما أول مباراة أدارها الطريس لمنتخبنا الوطني كانت أمام فلسطين في سبتمبر من عام 2023 بمسقط وانتهت بفوز منتخبنا بهدفين لهـدف. في آخر 5 مباريات أدارها الطريس بتصفيات كأس العالم تمكن من خلالها أصحاب الأرض من تحقيق الفوز حيث شهدت صافرته فوز أستراليا على فلسطين 5-0 والعراق على منتخبنا بهدف ثم الأردن على منتخبنا برباعية، وفي نوفمبر شهدت صافرته تحقيق الإمارات فوزا تاريخيا عريضا بخماسية نظيفة على قطر وفي الجولة الماضية أيضا حضرت صافرته في الانتصار التاريخي الذي حققه منتخب فلسطين على العراق بهدفين لهدف.

اسم الطريس تكرّر كثيرًا مع منتخبنا الوطني في الفترة الماضية، حيث ستكون مباراة الغد هي الثالثة التي يديرها للأحمر في التصفيات الحالية، والرابعة في آخر 8 أشهر، والطريس من مواليد منطقة القصيم في 30 أبريل 1987، وبدأ مشواره في التحكيم في 2008، وحصل على الشارة الدولية في عام 2016، وفي هذه التصفيات أدار 6 مباريات، آخرها مواجهة العراق وفلسطين المثيرة في استاد عمّان الدولي 25 مارس الماضي، التي انتهت بفوز فلسطيني مثير بهدفين لهدف، هو الأول في تاريخ منتخب فلسطين على العراق.

وخلال هذه التصفيات، أدار مواجهة العراق ومنتخبنا 5 سبتمبر الماضي في استاد البصرة الدولي، وطرد أرشد العلوي في اللقاء بالبطاقة الصفراء الثانية، وانتهت بفوز العراق برأسية أيمن حسين، ثم ظهرت صافرته مُجددًا في مواجهة ذهاب الأردن ومنتخبنا 15 أكتوبر في استاد عمّان، وشهدت المباراة خسارة قاسية لمنتخبنا برباعية نظيفة، واحتسب الطريس ضربة جزاء للمنتخب المضيف في الشوط الثاني، ثم ظهرت صافرته في افتتاح خليجي 26 مجددًا بين منتخبنا الوطني والكويت باستاد جابر الدولي 21 ديسمبر الماضي، وانتهت تلك المباراة بهدف لكلا الجانبين، حيث تقدمت الكويت برأسية يوسف ناصر قبل أن يُسجل عصام الصبحي هدف التعادل، بينما أول مباراة أدارها الطريس لمنتخبنا الوطني كانت أمام فلسطين في سبتمبر من عام 2023 بمسقط، وانتهت بفوز منتخبنا بهدفين لهدف.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: منتخبنا الوطنی وانتهت بفوز فی استاد

إقرأ أيضاً:

المنتخب الوطني كـ"مشروع دولة"

 

 

 

معاذ الصالحي

ما شأن باحث في علم النفس والمجتمع بتحليل مباراة كرة قدم؟ ولماذا أخوضُ اليوم في مساحة مخصصة عادةً للمحللين الفنيين ونقاد الرياضة؟

الإجابة نلتمسها في التحول الجذري لهوية اللعبة؛ فكرة القدم غادرت مربع التنافس الرياضي البحت منذ عقود، لتستقر في صلب "العلوم الاجتماعية". لقد أصبحت كرة القدم اليوم هي أكبر "مختبر حي" لدراسة سلوك الشعوب، وانفعالات الجماهير، وتشكُّل الهوية الوطنية.

ومن داخل هذا المختبر، حين تأملت المشهد الأخير، استوقفني ذلك السكون الثقيل الذي خيّم على منصات التواصل والمجالس، معلنًا عن وصول الجماهير إلى مرحلة من الزهد التام في إبداء أي رد فعل. هذه المرة، بدا وكأنَّ الجمهور قد فقد شهية الكلام، وانسحب إلى حالة من الهدوء اليائس. لم نرَ تلك الحشود الغاضبة، ولا ذلك النقد اللاذع، بل رأينا جمهورًا يتعامل مع الخسارة وكأنها "تحصيل حاصل". وهذا "التبلد الشعوري" هو المؤشر الأكثر فزعًا؛ فهو يعني أنَّ الرابط العاطفي بين المشجع والمنتخب قد بدأ يتآكل، وأن الأمل قد حلَّ محله التسليم بالواقع.

ولكي ندرك فداحة هذا الانسحاب النفسي، علينا أن نفهم أولًا ماذا يمثل المنتخب في الوعي الجمعي؟ فبالنسبة للمواطن العُماني، لم تكن الـ90 دقيقة يومًا مجرد نزال رياضي ينتهي بصافرة الحكم، بل هي امتدادٌ للهوية، وتجسيدٌ للثقافة، واستدعاءٌ حي لذكريات الطفولة البريئة. حين يقف اللاعبون لترديد النشيد، يرى المشجع فيهم "الوطن" بكل ثقله وتاريخه؛ يرى انتصارهم انتصارًا لقيمه، ويرى في انكسارهم خدشًا لصورة "الذات الوطنية" التي يريدها دائمًا في القمة.

هذا التلاحم الوجداني يعيدنا إلى نظرية عالم الاجتماع بنيديكت أندرسون حول "المجتمعات المتخيَّلة"؛ فالوطن في الأوقات العادية قد يكون مفهومًا مجردًا، لكن "الملعب" هو المكان الذي تتحول فيه هذه الصورة الذهنية إلى واقع ملموس.

في عُمان، نحن نسيج غني من مناطق وقبائل وثقافات متعددة؛ ولكن في اللحظة التي تهتز فيها الشباك بهدف للمنتخب، تتلاشى كل هذه الفوارق؛ حيث يذوب الظفاري، والباطني، والشرقي، والداخلي، والمسندمي تحت مظلة شعورية واحدة، ليتحول ملايين العُمانيين إلى "جسد واحد" بذاكرة جمعية مشتركة، محققين بذلك أقصى درجات الاصطفاف الوطني التي تعجز المناسبات الأخرى غالبًا عن صناعتها.

وعلميًا، يمثل ما يحدث تطبيقًا دقيقًا لما يعرف بتأثير "الالتفاف حول العلم" (Rally Round the Flag). تاريخيًا، كانت الأمم تحتاج إلى تهديد خارجي أو حرب لتوحيد صفوفها الداخلية، لكن كرة القدم قدمت للبشرية بديلًا سلميًا يُحقق نفس النتيجة.

فقد كشفت دراسة تحليلية دقيقة (نُشرت في NBER) شملت بيانات من عدة دول أفريقية، أن الـ90 دقيقة قادرة على إعادة هندسة الولاءات. فقد وجد الباحثون أن انتصار المنتخب يقلل بشكل ملموس من احتمالية حدوث النزاعات العرقية والقبلية خلال الأشهر التي تلي المباراة، عندها ينجح الفوز في توسيع أفق الانتماء لدى المواطن، لينتقل من ضيق الحيز القبلي أو المناطقي إلى رحابة الفضاء الوطني، في عملية توحيد طوعية مذهلة، تحركها نشوة الإنجاز.

وإذا اتجهنا شمالًا، سنجد أن الكرة أعادت هندسة الهوية الألمانية بشكل مذهل. فبعد عقود من "الخجل الوطني" ومحاولة تواري العلم الألماني خجلًا من إرث الحرب العالمية الثانية، جاءت استضافة كأس العالم 2006 لتكسر هذا الطوق.

ورغم أن المنتخب لم يحقق اللقب حينها واكتفى بالمركز الثالث، إلّا أن أداءه البطولي كان كافيًا لإحداث التحول الجذري. وفي هذا السياق، تصف الباحثة كيرستين واغنر ما حدث بظاهرة "الوطنية الاحتفالية"؛ حيث نجح المنتخب في ترميم الكبرياء المجروح، وتحول التشجيع في المدرجات إلى فعل من أفعال 'التصالح مع الذات'، ليعود العلم الألماني للرفرفة بفخر في الشوارع.

ولا داعي للذهاب بعيدًا بحثًا عن الإلهام، ففي محيطنا العربي كان الدرس أكثر وضوحًا. ولعلنا نتذكر جميعًا ما فعله "أسود الأطلس" في مونديال 2022؛ إذ تشير دراسات المركز العربي في واشنطن (ACW) إلى أن ذلك الإنجاز تجاوز حدود الرياضة ليصبح أعظم حملة "قوة ناعمة" للثقافة العربية. لقد نجح المغرب في تصدير "القيم العائلية" ومشاهد بِر الوالدين للعالم، معززًا شعور "الندية" الحضارية مع الغرب، ومرممًا العلاقة بين المهاجرين ووطنهم الأم.

وفي المقابل، قدم لنا العراق في 2007 درسًا في الترميم الداخلي. ففي ذروة الاقتتال الطائفي، وحين عجزت السياسة عن رتق الفتوق الاجتماعية، كان المنتخب هو المؤسسة الوحيدة الفعالة في دولة منهكة. لقد كان الفوز بكأس آسيا حينها لحظة "تعافٍ جماعي"؛ توحدت الطوائف المتناحرة تحت راية واحدة، وتوقفت أصوات الرصاص في الشوارع لتعلو أصوات الاحتفال، مثبتة أن الكرة قادرة على فرض السلم الأهلي حين تفشل البنادق.

أمام هذه النماذج الملهمة، نجد أنفسنا في عُمان أمام مفارقة مؤلمة تستدعي المكاشفة؛ فنحن نملك "المادة الخام" للنجاح؛ لدينا تاريخ عريق، وشغف جماهيري متأصل، ومواهب فطرية تنبت في الحواري. ولكننا، وللأسف، ندير هذه الثروة الوطنية بعقلية 'الهواية' في زمن تحولت فيه الرياضة إلى "صناعة" ثقيلة ومعقدة.

تصريح المدرب الأخير حول الفوارق في البنية الأساسية بيننا وبين دول أخرى، كان تشخيصًا طبيًا دقيقًا لجسدٍ رياضي متهالك. نحن نحاول مناطحة "مشاريع دول" و"صناعات مليارية" بجهود فردية واجتهادات تعتمد على "البركة". إننا باختصار، كمن يدخل سباق "الفورمولا 1" بسيارة دفع رباعي قديمة؛ قد نملك شجاعة السائق، لكننا حتمًا سنخسر السباق أمام التكنولوجيا والتخطيط.

وهنا، نضع الورقة الأخيرة على الطاولة أمام المعنيين بالتخطيط الاستراتيجي. ففي صلب رؤية "عُمان 2040"، وتحديدًا في أولوية "المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية"، نجد تركيزًا شديدًا على خلق جيل معتز بهويته ومسؤول عن وطنه.

والمفارقة الكبرى تكمن هنا: قد تُنفق المؤسسات الملايين على إقامة ندوات ومحاضرات نظرية لتعزيز هذه الهوية، بينما يثبت الواقع والعلم أن مباراة واحدة لمنتخب وطني قوي ومنافس، قادرة على غرس قيم الولاء والفخر في نفوس المواطنين، بفاعلية وعمق يتجاوزان تأثير 1000 محاضرة.

إنَّ الاستثمار في تحويل كرة القدم العُمانية من "هواية" إلى "صناعة محترفة" عبر الخصخصة الحقيقية وتطوير البنية التحتية، ليس ترفًا، ولا هدرًا للمال العام. إنه استثمار مباشر في الإنسان العُماني، واختصار ذكي للطريق نحو تحقيق أهداف الرؤية في بناء مجتمع متماسك ومعتز بذاته.

مقالات مشابهة

  • المجلس الوطني: المصادقة على 19 مستوطنة انتهاك مضاعف للقانون الدولي
  • نصف النهائي يا «الأبيض».. منتخبنا يسعى لترويض «محاربو الصحراء» في كأس العرب
  • مرافعة النيابة فى جريمة المنشار: بدأت بحقد وسرقة وانتهت بتمثيل بالجثة
  • رغم خروج مصر المبكر.. أكرم توفيق يخطف الأنظار بأرقام مميزة في كأس العرب
  • أرقام واحصائيات مباراة ريال مدريد مع مانشيستر سيتي في دوري الابطال
  • أكثر من (7)ملايين برميل نفط الصادرات العراقية لأمريكا خلال الشهر الماضي
  • منتخبنا الوطني العاشر في ترتيب بطولة كأس العرب!
  • الاتحاد: تذاكر مباراة منتخبنا الوطني والأردن في ربع نهائي كأس العرب متاحة مجانًا
  • المنتخب الوطني كـ"مشروع دولة"
  • أرقام كارثية لمنتخب مصر في بطولة كأس العرب بعد الوداع المبكر