اللافي يهاجم قرارات المنفي، ويعتبر نفسه المخول بأي قرار يخص غرب البلاد
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
أعرب نائب رئيس المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، عن “استغرابه” الشديد ورفضه لما وصفه بـ”الانفراد بالقرار” من قبل رئيس المجلس محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية بشأن تشكيل لجنتين أمنية وحقوقية في طرابلس.
واعتبر اللافي في بيان أن هذه الخطوات تخالف الاتفاق السياسي وتمس بصلاحيات المجلس الرئاسي ككل.
وانتقد اللافي توصيف المنفي لنفسه بصفته “القائد الأعلى للجيش الليبي”، مؤكدا أن هذه الصفة “تسند إلى المجلس الرئاسي مجتمعا، ولا يجوز لأي من أعضائه، بمن فيهم رئيس المجلس، أن ينفرد بادعائها أو التصرف بموجبها”.
وشدد اللافي على أن مهام رئيس المجلس تقتصر على تمثيل القرار السياسي المتفق عليه داخل المجلس، ولا تشمل اتخاذ قرارات أحادية، خاصة في الملفات الأمنية ذات الطابع السيادي أو تلك التي تمس الأمن الوطني أو إعادة تشكيل المشهد العسكري بالعاصمة.
وأكد اللافي، بصفته ممثلا للمنطقة الغربية، أن أي إجراء يخص هذه المنطقة الجغرافية “يجب أن يتم بالتنسيق معي”، رافضا أي “تشاور أو توافق” أحادي “شكلا ومضمونا”.
وأشار اللافي إلى أن هذه “الخطوات الأحادية” تأتي في وقت كانت تبذل فيه جهود لتطوير صلاحيات اللجنة المشتركة بهدف ضبط الأوضاع الأمنية وتأمين مسار التهدئة. وحذر من أن ما صدر “يقوض هذا التوجه، بل يعطي مؤشرات خاطئة قد تعقد ذريعة لإعادة الاصطفاف الميداني، أو توظف كغطاء سياسي لمواجهات جديدة”.
وحمل اللافي رئيس المجلس الرئاسي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية المسؤولية الكاملة عن التداعيات التي قد تترتب على هذه الخطوات، والتي “من شأنها أن تفاقم التوتر داخل المنطقة الغربية، وتقوض مساعي الاستقرار وبناء الثقة بين المؤسسات”.
وكان المنفي قد أعلن تشكيل لجنتين لتنفيذ الترتيبات الأمنية بشأن إخلاء العاصمة من المظاهر المسلحة ومتابعة أوضاع السجون.
المصدر: الحساب الشخصي لعبد الله اللافي
المجلس الرئاسيرئيسيعبد الله اللافيمحمد المنفي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0المصدر: ليبيا الأحرار
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف المجلس الرئاسي رئيسي عبد الله اللافي محمد المنفي
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرين
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن النفس البشرية ليست معصومة من الزلل، بل الخطأ من شيمها، ويستوي في ذلك بنو آدم جميعًا، إلا من اصطفاهم الله لرسالته، فطهَّر قلوبهم من المعاصي. وفي إدراك هذا المعنى طمأنةٌ للنفس، وتسامحٌ معها، وحسنُ ظنٍّ بخالقها إذا رجعت إليه وطلبت منه الصفح والغفران.
واستشهد بما جاء عن أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «كلُّ ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون» (رواه الترمذي).
وأوضح أن هذا العفو يُعين الإنسان على استدراك شؤون حياته بعد وقوعه في الذنب أو المعصية، ويمنعه من أن يتوقف عند شؤم الإحساس المفرط بالذنب فيجلد ذاته، فيتعطّل بذلك عن المسير في الحياة، ويُوقِع نفسه والناس في عنتٍ ومشقة.
وأشار إلى أن الاعتراف بالذنب والتوبة منه من أهم ما يعتمد عليه الدين في إصلاح النفس البشرية، إذ يُعيد إليها طمأنينتها وسكينتها المفقودة. ولأجل ذلك شرع الله الاستغفار من الذنوب، وحضّ عليه النبي ﷺ كوسيلة دائمة، تُساعد المرء على التسامح مع نفسه، والرضا عنها.
ولفت إلى أن السيرة النبوية تحكي العديد من القصص التي تؤكد هذا المعنى، ومثال على ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه -فيما أخرجه البخاري ومسلم- أنه قال: بينما نحن جلوس عند النبي ﷺ إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت!
قال: «مالك؟»
قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم.
فقال رسول الله ﷺ «هل تجد رقبة تعتقها؟» قال: لا، قال: «فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟» قال: لا،
فقال: «هل تجد إطعام ستين مسكينًا؟» قال: لا.
قال: «فمكث النبي ﷺ، فبينما نحن على ذلك، أتى النبي ﷺ بعرق فيها تمر . قال: «أين السائل؟» فقال: أنا. قال: «خذ هذا فتصدق به». فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟! فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي.
فضحك النبي ﷺ حتى بدت أنيابه، ثم قال: «أطعمه أهلك».
فهذا الصحابي جاء إلى النبي ﷺ وهو مرتجف، يشعر أنّه وقع في مصيبة مهلكة لا مخرج له منها.
فأخذ النبي ﷺ يُهدّئ من روعه، ويُعينه على الخلاص، فعدّد له مسالك التكفير عن الذنب واحدة تلو الأخرى، فلم يستطع أداء أيٍّ منها. حتى آل الأمر إلى أن أخذ كفارة ذنبه ليطعم بها أهله الفقراء، ممّا يُوضّح أن العقوبة أو الكفارة مقصودة لتصفية نفس المذنب، ومساعدته على العفو عن نفسه، وأنها شرعت لأجل الندم والرجوع عن الخطيئة، وقد تحقق هذان الأمران في نفس الصحابي، فضحك النبي ﷺ وأعطاه العرق وصرفه.
ويلاحظ في هذا الحديث أن مسالك التكفير عن الذنب تظهر في صورة أعمال تكافلية يعود نفعها على المجتمع كله، وأن النبي ﷺ ببساطته وسماحته، سهل على المؤمن سبيل السكينة والعفو عن ذاته، كي يُقبل على عمله وإعمار الحياة بقلبٍ منشرح، لا قلق فيه ولا توتر.
وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: « لَلَّهُ أفْرَحُ بتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وبِهِ مَهْلَكَةٌ، ومعهُ راحِلَتُهُ عليها طَعامُهُ وشَرابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنامَ نَوْمَةً، فاسْتَيْقَظَ وقدْ ذَهَبَتْ راحِلَتُهُ، حتَّى إذا اشْتَدَّ عليه الحَرُّ والعَطَشُ، أوْ ما شاءَ اللَّهُ، قالَ: أرْجِعُ إلى مَكانِي، فَرَجَعَ فَنامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فإذا راحِلَتُهُ عِنْدَهُ» (البخاري).
وفي هذا الحديث تربية على التسامح مع الآخرين، والفرح بعودتهم نادمين على خطئهم. فالله رب العالمين يفرح بتوبة عبده إذا شعر بضعفه، واستشعر عظيم جرمه في حق خالقه، الذي لا يضره ذنب، ولا تنفعه طاعة، وإنما فرحه وشكره ورضاه راجع للعبد فضلا وإحسانا. وقد استخدم النبي ﷺ ضرب المثل البليغ وسيلة تربوية، وضمنه معنى التسامح مع النفس ومع الآخرين، وحث فيه المسلم على التوبة والرجوع عن الخطيئة.