???? تنظيم العطاوة كان الأكثر تنظيماً بعد سقوط البشير
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
بعد سقوط البشير، لم يبذل حميدتي جهدا في توظيف أبناء العطاوة داخل الأمن الشعبي لخدمة مشروعه التوسعي، ما احتاجه فقط كلمتان وجههما لأبناء المكونات العربية الدارفورية:
” نحن نريد أن نرث النظام ونرث موارده وإمكاناته، نحن نريد أن نحكم”
فقط بهذه الكلمات، استطاع حميدتي أن يبني منظومة أمنية داخل جهاز الحركة الإسلامية وداخل المؤسسات المدنية، منظومة ولاؤها الحقيقي للقبيلة، تتآمر وتسبح بحمد قريبها وابن عمها صباحا، وفي المساء تخرج في مظاهرات داعمة للتيار الإسلامي وتنشد “سليم القلب لا أحمل للناس سوى الحب ” .
هذه المجموعة حملت أسرار ومعلومات وقدمتها بالكامل للد-عم السريع، وكانت بمثابة جواسيس تنخر في عظم الحركة من الداخل.
هؤلاء الجواسيس هم من سلموا الدعم السريع خطط تأمين الخرطوم والمدن وشبكات الاتصال والمعلومات والمصادر والبيوت الآمنة والشركات والمنظمات..
كان تنظيم العطاوة هو التنظيم الأكثر تنظيماً بعد سقوط البشير، تنظيم يملك معلومات وموارد ورجال وعلاقات خارجية، ومخترق لأكبر مجموعة منظمة في السودان..
لكن رغم ذلك، استطاعت الحركة وعبر رجالاتها الذين يشتمهم حميدتي ليل نهار، والذين بددوا حلمه، أن تتدارك الأوضاع وتحتوي ذلك الاختراق وتوجهه، وتبني خلايا موازية أدارها فريق موثوق، تمكن من عكس مسار التهديد العطوي داخل الجهاز، ومن ثم تغذيته بمعلومات مضللة لتمريرها لقيادة الد-عم السريع وداعميه..
نجح هؤلاء القادة في احتواء الهيمنة العطوية مرحليا على أهم أجهزة الحركة، إلى درجة جعلت حميدتي يهلوس بهم ويذكرهم في كل خطاب.
صحيح أنه تم احتواء ذلك التهديد جزئياً قبل الحرب، لكن تغلغل ذلك الكيان داخل الحركة وأجهزتها يؤكد أن الاختراق القبلي هو أخطر أنواع الاختراق، ولا مجال لتحصين أفراد ينتمون لمجموعات بعينها بمناهج تدريبية وتزكية قائمة على وحدة الجماعة والمشروع، في ظل وجود مشروع قبلي موازي ينتمي إليه هؤلاء الأفراد، مشروع يوفر لهم احتياجاتهم ويحقق مصالحهم..
فكان من أولويات الإسلاميين حينها إما تفكيك ذلك الكيان الذي يسعى لابتلاع عضويتهم، أو التخلص من المجموعات التي تنتمي قبليا للد-عم السريع، وخصوصاً من داخل أجهزتهم الخاصة..
قد يكون الإسلاميين استفادوا من هذه الحرب وعرفوا أن البنية الحزبية والايدلوجية لن تصمد أمام بنية قبلية موازية تضمن مصالح مجموعات نشآت في كنف القبيلة والنظارة..
قد تخلق هذه الحرب مناعة كافية لدى مجموعة من الاسلاميين تمكنهم في المستقبل من إعادة هندسة طرق الاستقطاب عندهم، واختيار أفرادهم بطريقة مختلفة عما اعتادوا عليه سابقا، فقد عرف الكثيرون أنه لم يعد هناك متسع لاخونا في الله وكان يصوم الاثنين والخميس،بل هناك مزيد من التدقيق والتدقيق الدقيق .
حسبو البيلي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
بين التصعيد الأوكراني والصمت الروسي| هل اقترب شبح الحرب العالمية الثالثة؟ خبير يوضح السيناريوهات المحتملة
ما بين دخان الطائرات المسيّرة وأصوات الانفجارات القادمة من العمق الروسي، بدأت تتضح ملامح فصل جديد في الصراع بين أوكرانيا وروسيا. الضربة العسكرية الأخيرة التي نفذتها كييف داخل الأراضي الروسية لم تكن مجرد هجوم عابر، بل مثّلت تحوّلًا استراتيجيًا عميقًا، يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، ويثير قلق العواصم الكبرى.
ضربة موجعة لقلب القوة الجوية الروسيةاستهدفت أوكرانيا، في عملية نوعية وغير مسبوقة، خمس قواعد جوية روسية رئيسية، بعضها في سيبيريا، عبر استخدام 117 طائرة مسيّرة من نوع FPV، تم تهريبها داخل شاحنات بسقوف قابلة للسحب، وأُطلقت من داخل الأراضي الروسية نفسها. العملية أسفرت عن تدمير أو إعطاب أكثر من 40 قاذفة استراتيجية ونووية روسية، ما يعادل نحو 34% من أسطول روسيا الجوي بعيد المدى.
المتابعون يرون في هذا الهجوم ليس فقط ضربة عسكرية، بل فضيحة أمنية كبرى تكشف هشاشة الدفاعات الروسية، إذ تمكنت أوكرانيا من تنفيذ الهجوم من داخل الأراضي الروسية دون أن تُكتشف الطائرات المسيّرة حتى لحظة تنفيذ الهجوم.
خسائر اقتصادية ضخمةالضربة لم تكن عسكرية فقط، بل كانت اقتصادية كذلك. التقديرات الأولية تشير إلى أن حجم الأضرار بلغ نحو 7 مليارات دولار، في وقت تشهد فيه روسيا ضغوطات اقتصادية هائلة بسبب العقوبات الغربية وتكاليف الحرب المستمرة.
تلك الخسارة تؤثر بشكل مباشر على قدرة روسيا على شنّ أو دعم عمليات جوية واسعة في أوكرانيا أو في أي ساحة أخرى، ما قد يعيد حسابات موسكو الاستراتيجية.
هل اقترب شبح الحرب العالمية الثالثة؟الخبير الاستراتيجي اللواء نبيل السيد يرى أن التصعيد الأوكراني الأخير، رغم خطورته، لا يعني بالضرورة اقتراب نشوب حرب عالمية ثالثة.
وأكد في تصريحاته أن الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية الحالية لا تتيح مجالًا لمثل هذا السيناريو الكارثي، مشيرًا إلى أن الضربات الأخيرة تُعد تصعيدًا محسوبًا ومدروسًا.
وأضاف السيد أن أوكرانيا أصبحت أكثر جرأة في استهداف مناطق داخل العمق الروسي، مستعملةً طائرات بدون طيار وصواريخ دقيقة بعيدة المدى، ما يشير إلى تطور كبير في قدراتها الهجومية.
سباق التسلح النووي.. توازن الرعب مستمرفي خضم التصعيد العسكري، يبقى الملف النووي حاضرًا بقوة. أشار السيد إلى أن روسيا تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم، بعدد يصل إلى 5580 رأسًا نوويًا، تليها الولايات المتحدة بـ5044 رأسًا، ثم الصين بـ500 رأس. هذا التوازن المرعب يظل عامل ردع رئيسي يمنع انزلاق الأمور نحو حرب نووية، رغم التوترات المتصاعدة.
حذر دولي ومراقبة مستمرةالعملية الأوكرانية داخل العمق الروسي شكّلت ضربة موجعة وغير مسبوقة في سياق الصراع المستمر، لكنها في الوقت ذاته تطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل الحرب وحدود التصعيد. وبينما يتجنب المجتمع الدولي الحديث عن حرب عالمية، فإن التحركات الأخيرة تستدعي مراقبة دقيقة، فكل خطوة خاطئة قد تؤدي إلى انفجار لا تحمد عقباه.