العُمانية: احتفلت سلطنة عُمان اليوم بأوّل أيام عيد الأضحى المبارك، وقد أدّى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- صلاة العيد بجامع السُّلطان قابوس بولاية نزوى بمحافظة الدّاخلية.

وقد أمَّ المُصلّين معالي الدّكتور محمد بن سعيد المعمري وزيرُ الأوقاف والشؤون الدينيّة الذي ألقى خطبةَ العيد واستهلّها بالتّكبير والحمد لله على نعمهِ والصّلاة والسّلام على الرسولِ صلى الله عليه وسلم.

وقد أكّدت الخُطبة على أن الحجّ طهرُ القلوب، وأن بناء الوطنِ يكون بالعهد والتمكين، وأن الأمان أوّل البناء وأصل التنمية، وأن العمران يبدأ بالنّية قبل الحجَر وبالقصْد قبل الزّرع، وأن الارتباط بالأرض ليس في غناها بل في مَنْ يسكنها بولاءٍ وإيمانٍ، وأن الحياة لا تُمنح لمن ينتظر بل لمنْ يسعى، وأن بركة الأرض تبدأ حين تتحرّك النيّةُ في قلبٍ يؤمن ثم يعملُ.

كما أكّدت الخُطبة على أنّ الأوطان يبدؤها قائدٌ يُخلص في توجيه البُوصلة ثم تتبعه أجيالٌ تُؤمّن خلف دعائه، وتُقيم صلاة الولاء، وتؤدّي طواف الشّكر، وتشرب زمزم القيم، وتقف على صدق العمل، وتبيتُ على ثرى الانتماء، فيأتي الرزقُ ويستوجب الشكرَ.

وتطرّقت الخُطبة إلى نهي الله تعالى عن الْجِدَالِ، لأنه يثير الكراهية ويسبّب الفتنة بين الناس، والابتعادُ عنه وعيٌ في بناء الوطن وإحياءٌ للحكمة، فكما "لا جدال في الحج"، لا جدال في ثوابت الوطن، ولكلّ فكرة توقيتُها، ولكلّ نقدٍ حدودُه، وأن يحرس العقل الحروف قبل أن تخرج، وأن تُحفظ المقاماتُ والحرماتُ.

ولفتت إلى أنه مع الوطن وفاءٌ لا يفنى، ونماءٌ لا يغيب، وفي القلوب ميثاقُ ولاءٍ يشدّ بعضنا إلى بعض، ويصون ما بني بالعقل والعزم، ونسير معا على إخلاص القصد ووضوح الطريق، نحاور بحكمةٍ، وننقُدُ بمسؤوليةٍ، ونتقدّم بثقةٍ.

وفيما يأتي نصُّ الخُطبة:

« اللهُ أَكْبَــــــرُ.. اللهُ أَكْبَــــــرُ اللَّهُ أَكْبَرُ؛ مَا كَانَ الْحَجُّ طُهْرَ الْقُلُوبِ وَسِرَّ الْيَقِينِ. اللَّهُ أَكْبَرُ؛ مَا عَلَّمَنَا الْحَجُّ بِنَاءَ الْوَطَنِ بِالْعَهْدِ وَالتَّمْكِينِ.

اللهُ أَكْبَــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ

لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ:

أيُّهَا المُؤْمِنُونَ:

أُوصِيكُمْ بِاللَّهِ وَذِكْرِهِ:﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.

أَمَّا بَعْدُ؛

فِي عِيدِ الأَضْحَى يَحِقُّ لِلنُّفُوسِ أَنْ تَفْرَحَ، لِأَنَّ كُلَّ فَرَحٍ هُنَا هُوَ صَدًى لِفَرَحٍ يَتَجَدَّدُ كُلَّ عَامٍ؛ فِي نَبِيٍّ صَدَّقَ الرُّؤْيَا وَصَدَقَ الرُّؤْيَةَ وَفَدَى وَلَدَهُ بِالتَّسْلِيمِ، فَرَدَّهُ اللَّهُ أَنْقَى وَأَعْلَى وَأَبْقَى.

هُوَ النَّبِيُّ نَفْسُهُ الَّذِي دَعَا: ﴿رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا﴾، لِتُعَلِّمَهُ السَّمَاءُ أَنَّ الْأَمَانَ أَوَّلُ الْبِنَاءِ، وَأَصْلُ التَّنْمِيَةِ، وَأَصْدَقُ وُجُوهِ النُّبُوَّةِ. هُوَ إِبْرَاهِيمُ الَّذِي آمَنَ بِالْحَقِيقَةِ، وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَرَى، الَّذِي دَعَا: ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ﴾، لِيَفْهَمَ الْعَارِفُونَ أَنَّ الْعُمْرَانَ يَبْدَأُ بِالنِّيَّةِ قَبْلَ الْحَجَرِ، وَبِالْقَصْدِ قَبْلَ الزَّرْعِ، وَأَنَّ الِارْتِبَاطَ الْأَوَّلَ بِالْأَرْضِ لَيْسَ فِي غِنَاهَا بَلْ فِي مَنْ يَسْكُنُهَا بِوَلَاءٍ وَإِيمَانٍ.

ثُمَّ يَتَجَلَّى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾؛ تَحَوَّلَ سَعْيُ هَاجَرَ مِنْ نِدَاءِ أُمٍّ فِي وَادٍ مُقْفِرٍ إِلَى شَعِيرَةٍ تُتْلَى، وَخُطُوَاتٍ تُرْوَى، وَسِفْرٍ يَحْفَظُهُ الْحُجَّاجُ، وَيَقْرَؤُهُ الْعَارِفُونَ؛ بِأَنَّ زَمْزَمَ الْحَيَاةِ لَمْ يَنْزِلْ مِنَ السَّمَاءِ بَلْ نَبَعَ مِنْ قَدَمِ أُمٍّ صَدَقَتِ الدُّعَاءَ، وَسَعَتْ بَيْنَ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ، وَصَلَّتْ صَلَاةَ الْيَقِينِ.

فَسَعْيُ الْأَمْسِ بَين جَبَلَيْنِ صَارَ فَرِيضَةَ الْيَوْمِ بَين الْأَجْيَالِ، وَمِنْ بَعْدِهَا رِسَالَةٌ: أَنَّ الْحَيَاةَ لَا تُـمْنَـــــحُ لِمَنْ يَنْتَظِـــــــرُ بَلْ لِمَــــــــــنْ يَسْعَى، وَأَنَّ بَــــــــــــرَكَةَ الْأَرْضِ تَبْدَأُ حِينَ تَتَحَرَّكُ النِّيَّةُ فِي قَلْبٍ يُؤْمِنُ ثُمَّ يَعْمَلُ؛ ﴿وَمَـــنْ يَأْتِـــــــهِ مُؤْمِنًــــا قَــــــدْ عَمِـــــلَ الصَّالِحَــــــاتِ فَأُولئِـــــــــكَ لَهُــــمُ الدَّرَجَــــــــاتُ الْعُلَى﴾ فَتُصْبِحُ الْقِفَارُ بِالْعَمَلِ مَهْبِطًا لِلْأَفْئِدَةِ وَمَوْطِنًا لِلثَّمَرَاتِ وَالْعُمْرَانِ: ﴿رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾؛ فَالْأَوْطَانُ؛ يَبْدَؤُهَا قَائِدٌ يُخْلِصُ فِي تَوْجِيهِ الْبُوصَلَةِ؛ ثُمَّ تَتْبَعُهُ أَجْيَالٌ تُؤَمِّنُ خَلْفَ دُعَائِهِ، وَتُقِيمُ صَلَاةَ الْوَلَاءِ، وَتُؤَدِّي طَوَافَ الشُّكْرِ، وَتَشْرَبُ زَمْزَمَ الْقِيَمِ، وَتَقِفُ عَلَى صِدْقِ الْعَمَلِ، وَتَبِيتُ عَلَى ثَرَى الْانْتِمَاءِ، فَيَأْتِي الرِّزْقُ وَيَسْتَوْجِبُ الشُّكْرَ: ﴿وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾.

اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ

لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:

﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِــــــدَالَ فِي الْحَــــــجِّ﴾؛

نَهَى اللَّهُ تعالى عَنِ الْجِدَالِ فِي الْحَجِّ، وَنَهَانَا عَنْهُ كُلّ حِينٍ؛ لِأَنَّ الْجِدَالَ لَا يُنْهِي خِلَافًا بَلْ يُثِيرُ كَرَاهِيَّةً، وَلَا يُقَرِّبُ النَّاسَ بَلْ يَفْتِــنُ بَيْنَهُمْ.

﴿لَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ هُوَ وَعْيُنَا فِي بِنَاءِ الْوَطَنِ كَيْ لَا يَتَسَلَّلَ الْجِدَالُ إِلَيْهِ، فَيَكْسِرَ هَيْبَتَهُ وَيُطْفِئَ نُورَهُ وَيُشَوِّشَ نِدَاءَهُ. فِي حُبِّ الْوَطَنِ نُـــــطْفِئُ الْجِــــــــــدَالَ بِإِحْـــيَاءِ الْحِكْمَـــــــــةِ؛ فَكَمَـــــا ﴿لَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ لَا جِدَالَ فِي ثَوَابِتِ الْوَطَنِ، وَلِكُلِّ فِكْرَةٍ تَوْقِيتُهَا، وَلِكُلِّ نَقْدٍ حُدُودُهُ، وَأَنْ يَحْرسَ الْعَقْلُ الْحُرُوفَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ، وَأَنْ تُحْفَظَ الْمَقَامَاتُ وَالْحُرُمَاتُ.

مَعَ الوَطَنِ وَفَاءٌ لَا يَفْنَى، ونَمَاءٌ لَا يَغِيبُ، وَفِي القُلُوبِ مِيثَاقُ وَلَاءٍ يَشُدُّ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، وَيَصُونُ مَا بُنِيَ بِالعَقْلِ وَالْعَزْمِ. نَسِيرُ مَعًا عَلَى إِخْلَاصِ القَصْدِ وَوُضُوحِ الطَّرِيقِ، نُحَاوِرُ بِحِكْمَةٍ، وَنَنْقُدُ بِمَسْؤُولِيَّةٍ، ونتقدّم بِثِقَةٍ ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ﴾.

اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ

لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ

﴿إنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَعْمَالَنَا صَاعِدَةً فِي مِيزَانِ الْقَبُولِ، وَأَعْمَارَنَا مُمتَدَّةً فِي خِدْمَةِ الْحَقِّ وَالْخَيْرِ، وَاجْعَلْ لَنَا فِي كُلِّ قَرَارٍ بَصِيرَةً، وَفِي كُلِّ طَرِيقٍ عَفْوًا وَتَيْسِيرًا.

اللَّهُمَّ احْفَظْ عُمَانَ بِعِزِّكَ، وَأَلْهِمْ أَهْلَهَا حِكْمَةَ الْعُمْرَانِ، وَزَيِّنْهُمْ بِثَبَاتِ الْوَلَاءِ.

اللَّهُمَّ أَيِّدْ سُلْطَانَنَا هَيْثَمَ بِنُورٍ مِنْ حِكْمَتِكَ، وأحِطْهُ بِسِيَاجٍ مِنْ عِنَايَتِكَ.

اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي عُمرِهِ وَعَافِيَتِهِ، وَاكْتُبْ لَهُ مِنِ اسْمِكَ الْحَفِيظِ عَهْدًا مِنْ حِفْظِكَ، وَمِنِ اسْمِكَ اللَّطِيفِ مَدَدًا مِنْ لُطْفِكَ، وَمِنِ اسْمِكَ الْوَلِيِّ رِعَايَةً مِّنْ لَدُنْكَ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قُلُوبِ شَعْبِهِ صَفَاءً وَمَوَدَّةً، وَاجْعَلِ الْبَرَكَةَ فِي أَعْمَالِهِمْ وَأَعْمَارِهِمْ، وَأَدِمْ فِيهِمُ الْعَزْمَ وَالثَّبَاتَ.

اللَّهُمَّ يَا مَنْ بِيَدِهِ الْأَمْرُ كُلُّهُ: كُنْ لِلْمَظْلُومِينَ فِي فِلَسْطِين وَغَيْرِهَا نَصْرًا يَلِيقُ بِجَلَالِ عَدْلِكَ، وَطَهِّرْ أَرْضَهُمْ، وَاجْعَلْ دُعَاءَهُمْ وَصَبْرَهُمْ طَرِيقًا إِلَى وَعْدٍ لَا يُخْلَفُ.

اللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، يَا رَحِيمُ ارْحَمْ مَنْ مَضَى إِلَيْكَ، وَأَكْرِمْ مَنْ بَقِيَ بِلُطْفِكَ: ﴿وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ، وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾ ».

وبعد الانتهاء من الصّلاة تقبَّل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- التّهانيَ والتّبريكات بهذه المناسبة المباركة من عددٍ من أصحاب السُّمو والمعالي الوزراء والمستشارين والقادة العسكريين، وعددٍ من المسؤولين وجمعٍ من المواطنين، متمنّيًا جلالتُه لهم عيدًا طيّبًا مباركًا، شاكرًا ومقدّرًا لهم تهانيهم وتبريكاتهم ودعواتهم الطيّبة الصّادقة.

ولدى خروجِ جلالةِ عاهل البلاد المُفدّى من الجامع، أطلقت المدفعيّة إحدى وعشرين طلقةً تحيّةً لجلالتِه -أيّدهُ اللهُ وسدّد خُطاهُ-.

بعد ذلك غادر الموكبُ السّامي لجلالةِ السُّلطان المعظّم في حفظِ اللهِ ورعايتهِ.

أدّى الصّلاةَ بمعيّةِ جلالةِ السُّلطان المعظّم عددٌ من أصحاب السُّمو أفراد الأسرة المالكة الكريمة وجناب السّادة البوسعيد، والسّادة البوسعيد، وأصحاب المعالي الوزراء والمستشارين، وقادة قوات السُّلطان المسلّحة وشرطة عُمان السُّلطانية والأجهزة الأمنيّة الأخرى، وأعضاء مجلسي الدّولة والشّورى من محافظة الدّاخلية، وأصحاب السّعادة الوكلاء والولاة، وجمع من الشّيوخ والأعيان والمواطنين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ال ج د ال الخ طبة ال و ط ن المعظ م ف ی ال ح

إقرأ أيضاً:

أخطاء المصلين يوم الجمعة .. احذر من 11 خطأ تضيع ثواب الصلاة

ما هي أخطاء المصلين يوم الجمعة؟ هناك أخطاء في يوم الجمعة يقع فيها بعض المصلين، ويوم الجمعة هو خير يوم طلعت فيه الشمس، وعلينا ألا نقع في أخطاء المصلين يوم الجمعة، ويجب علينا أن نقتدي بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، في طريقة صلاته حتى ننال ثواب صلاة الجمعة، ونرصد أهم أخطاء المصلين يوم الجمعة وأكد الفقهاء أن صلاة الجمعة التي هي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل غير مُسافر، وثبتت فرضيّة صلاة الجمعة بالكتاب والسُّنة، أما في الكتاب فقد قال تعالى: «فَاسْعَوا إلى ذِكْر الله»، والأمر بالسّعي إلى الشيء لا يكون إلا لوجوبه، والأمر بترك البيع المُباح لأجله دليل على وجوبه أيضًا.


أخطاء المصلين يوم الجمعة

ومن أخطاء المصلين يوم الجمعة :أولاً:عدم التبكير قبل دخول الإمام بل ربما تأخر بعضهم حتى تقام الصلاة، وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على التبكير فعنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا» رواه الترمذي، وفي حديث آخر، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَفَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ، َيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ».

ومن أخطاء المصلين يوم الجمعة ، ثانيًا:الكلام أثناء الخطبة وهذا ربما لا يحصل إلا من بعض الصغار، والإنصات للخطبة أمر واجب، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ؛ فَقَدْ لَغَوْتَ»، فالواجب هو الجلوس والإنصات وعدم الكلام أو العبث بأي شيء.

من أخطاء المصلين يوم الجمعة ، ثالثًا: تخطي الرقاب خاصة بعد دخول الخطيب، فقد روي عن أبي الزَّاهريَّة، قال: كنتُ جالسًا مع عبدِ اللهِ بنِ بُسرٍ يومَ الجُمُعةِ، فما زال يُحدِّثُنا حتى خرَجَ الإمامُ، فجاءَ رجلٌ يَتخطَّى رِقابَ الناسِ، فقال لي: جاءَ رجلٌ يَتخطَّى رِقابَ النَّاسِ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخطُب, فقال له: «اجلسْ؛ فقدْ آذيتَ وآنيتَ».

من أخطاء المصلين يوم الجمعة ، رابعًا: إن كثيرًا لا يصلون تحية المسجد يوم الجمعة، والصحيح أن تحية المسجد سُنَّة مستحبَّة مؤكَّدة في قول أكثر أهل العِلْم، وقد حكى بعضُ أهل العِلْم الإجماعَ على ذلك: قال النووي رحمه الله: «أجمع العلماء على استحباب تحية المسجد، ويُكرَه أن يجلس من غير تحية بلا عذر».

والدليل على ذلك أمرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم للرجل الذي دخلَ المسجدَ وهو يخطب الجمعة بصلاة الركعتين، فيه دليلٌ على تأكُّد التحية في وقت الخطبة، ولذا أمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بها، وليس فيه دليلٌ على وجوبها؛ بدليل حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه: «جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اجْلِسْ؛ فَقَدْ آذَيْتَ» رواه أبو داود (1118)، والنسائي (1399).

ومن أخطاء المصلين يوم الجمعة ، خامسًا: ترك التطيب والتزيّن والاغتسال واللباس الحسن في هذا اليوم، فبعض الناس يحضر إلى الجمعة بلباس رثّ، أو بملابس غير لائقة، وبرائحة كريهة، فيؤذي غيره من المصلّين.
 

من أخطاء المصلين يوم الجمعة، سادسًا:الجلوس في الخلف لمن جاء مبكّرًا مع وجود مكان في الأمام، إلا لعذر، سابعًا:رفع الصوت بقراءة القرآن قبل الخطبة، ممّا يسبّب إزعاجًا للآخرين.
 

من أخطاء المصلين يوم الجمعة، ثامنًا:الهجوم على الصفوف الأولى عند إقامة الصلاة، والتضييق على المصلين المتقدّمين، إلا إذا وُجد مكان، تاسعًا:الصلاة خارج المسجد مع وجود فراغ في الداخل، والواجب اتصال الصفوف، عاشرًا:إتمام ركعتين لمن فاته الركوع الثاني من الجمعة، والواجب أن يتمّ أربعًا ظهرًا، لأنّ الجمعة تفوت بفوات الركوع الثاني منها.

من أخطاء المصلين يوم الجمعة، الحادي عشر:سرعة الخروج من المسجد بعد الصلاة وما يتبع ذلك من تضييع الأذكار البعدية والسنّة الراتبة، والتزاحم الشديد عند الأبواب.

دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وراحة البال.. يا مجيب دعوة المضطريندعاء يوم الجمعة المستجاب .. ردده حتى الغروب يُريح الصدر ويزيد الرزق
متى تسقط صلاة الجمعة

رغم أنّ صلاة الجمعة واجبةٌ في الكتاب والسُنّة وإجماع الفقهاء، هناك بعض الحالات أو أعذار تبيح ترك صلاة الجمعة ومنها:

تسقط صلاة الجمعة فلا تجب على المُسافر: وإن صَلاَّها صحّت منه.

تسقط صلاة الجمعة على المريض الذي لا يستطيع شهودها: لخوفٍ من تأخير برءٍ، أو زيادةٍ في المرض، أو عجزٍ عن الإتيان بأركانها، أو لتعذّر القيام بها مع الجماعة لأي سببٍ كان.

تسقط صلاة الجمعة إن خَشِيَ المُصلِّي على نفسه من عدوٍ أو سيلٍ أو حريقٍ:

تسقط صلاة الجمعة إذا خَشِيَ على ماله أو أهل بيته سقطت عنه صلاة الجمعة؛ لأنّه من ذوي الأعذار.

حكم صلاة الجمعة

صلاة الجمعة فرض عين على كلِّ مسلم بالغ عاقل قادر، وأنه لا يصح لمسلم ترك صلاة الجمعة إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، كما قال الله تعالى «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» (الجمعة:9).

وروى الإمام النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»، متابعًا قوله صلى الله عليه وسلم: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ». (رواه: أبو داود).

وترك المسلم لصلاة الجمعة، إثم كبير ما دام بغير عذرٍ يمنعه من أدائها، وأنه قد ورد في تركها وعيد شديد كما في الحديث الشريف: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ» (رواه: النسائي).

والنبي صلى الله عليه وسلم قال أيضًا: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» [رواه: مسلم].

لماذا سمي يوم الجمعة بهذا الاسم؟

ذكر العلماء أن الجمعة مشتقة من الجَمْع، فإن أهل الاسلام يجتمعون فيه في كل أسبوع مرة بالمعاهد الكبار، وأمر الله المؤمنين بالاجتماع لعبادته في يوم الجمعة لأداء الصلاة في جماعة فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ» (سورة الجمعة: 9) أي اقصدوا واعمدوا واهتموا في سيركم إليها.

وقال ابن حجر: إن أصح الأقوال في سبب تسميته بيوم الجمعة أن خلق آدم وجُمِع فيه.

فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: «أَضَلَّ الله عَنِ الْجُمُعَةَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا. فَكَانَ للْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ. وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ. فَجَاءَ الله بِنَا. فَهَدَانَا اللّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ. فَجَعَلَ الْجُمُعَةِ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ. وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهِلِ الدُّنْيَا. وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلائِقِ» رواه مسلم.
 

سبب تسمية يوم الجمعة بهذا الاسم

ويوم الجمُعة يُذكر بضمّ الميم وهو المشهور، وقيل بتسكين الميم أو فتحها. قيل في مختار الصحاح: «ويوم الجُمُعَة بسكون الميم وضمها يوم العروبة، ويُجمع على جُمُعات وجُمَع، والمسجد الجامع، وإن شئت قلتَ مسجد الجامع بالإضافة، كقولك: حق اليقين، والحق اليقين، بمعنى مسجد اليوم الجامع، وحق الشيء اليقين، لأن إضافة الشيء إلى نفسه لا تجوز إلا على هذا التقدير»
 

بحسب هذا الكلام وغيره فإنّ يوم الجمعة كان اسمه في الجاهليّة يوم العروبة، ولم يسمّى باسمه الجمعة إلا في الإسلام، وقيل إنّه سمّي يوم الجمعة في الجاهلية، وقد أسماه بذلك كعب بن لؤيّ، وكانت قريش تجتمع فيخطبهم فيه وأمّا سبب تسمية يوم الجمعة بهذا الاسم في الإسلام فقيل لأنّ الله -سبحانه- جمع خلق آدم -عليه السلام- في ذلك اليوم، وقيل لاجتماع الناس للصلاة فيه في المسجد، فهو يومٌ جامعٌ لهم، وورد سوى ذلك فقيل لأنّ يوم الجمعة جُمعت فيه فضائل كثيرة، وقيل أيضًا أنّ الله جمع بين آدم وحوّاء في يوم الجمعة بعد ما نزلا إلى الأرض

طباعة شارك أخطاء المصلين يوم الجمعة ما هي أخطاء المصلين يوم الجمعة مخالفات يوم الجمعة أخطاء المصلين في الجمعة منهيات يوم الجمعة خطبة عن أخطاء يوم الجمعة مبطلات صلاة الجمعة عند المالكية بدع يوم الجمعة ثلاثون خطأ من أخطاء المصلين حكم الحركة في خطبة الجمعة ما هي الحركات التي تبطل صلاة الجمعة ما هي الأعذار التي تسقط صلاة الجمعة ما الذي لا يجب عليك شراؤه يوم الجمعة ما هي الأخطاء التي يقع فيها المصلون حكم صلاة الجمعة صلاة الجمعة أعذار تبيح ترك صلاة الجمعة الجمعة

مقالات مشابهة

  • أخطاء المصلين يوم الجمعة .. احذر من 11 خطأ تضيع ثواب الصلاة
  • جلالةُ السُّلطان المُعظم يلتقي بدولة رئيس وزراء المملكة المتحدة
  • بالصور.. جلالة السلطان يناقش مع رئيس وزراء المملكة المتحدة عدة قضايا إقليمية ودولية
  • الإفتاء توضح حكم سنة صلاة العصر وعدد ركعاتها
  • هل يجوز الاستخارة بالدعاء فقط دون صلاة؟.. الإفتاء توضح
  • سنة الفجر قبل أم بعد؟ .. اعرف فضلها ووقتها
  • هل يجوز قضاء صلاة الوتر نهارا لمن نسيها؟.. اعرف رأي الشرع
  • حكم صلاة الفجر لمن يسافر قبلها.. دار الإفتاء تجيب
  • جلالةُ السُّلطان المعظم يهنّئ ملك المغرب
  • دعاء بعد صلاة الوتر .. كان يردده النبي ثلاث مرات