توفّر رعاية صحية ودعوية متكاملة حتى انتهاء المناسك : «البعثة» ترافق حجاجنا في مزدلفة
تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT
في أجواء روحية وإيمانية يسودها التنظيم الدقيق والخدمة المتكاملة، رافقت الوحدات المساندة ببعثة الحج القطرية حجاج دولة قطر خلال نفرتهم من صعيد عرفات إلى مشعر مزدلفة مساء الخميس الموافق التاسع من شهر ذي الحجة 1446هـ، عبر قطار المشاعر ووفق خطة التفويج المعتمدة، التي نُفذت بسلاسة في زمن قياسي، موفرة لحجاج الدولة التنقل الآمن والمريح، إلى مشعر مزدلفة، ومن ثم أداء ما تبقى من مناسك الحج في يسر وطمأنينة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها بعثة الحج القطرية، بتوجيهات من القيادة الرشيدة لدولة قطر، من أجل تقديم تجربة حج نموذجية وآمنة، ترافق الحاج القطري في كل موقع وموقف خلال مسيرة مناسك الحج.
مشاركة ميدانية واسعة من وحدات البعثة
وقد شهد مشعر مزدلفة تواجدًا ميدانيًا فاعلًا من وحدات البعثة الخدمية والفنية، شملت: الوحدة الطبية، والوحدة الشرعية، ووحدة خدمات المشاعر، ووحدة الرقابة والتفتيش، ووحدة الاتصال والدعم، حيث عملت هذه الفرق بتناغم كامل وفق خطة موحدة، تركز على تأمين راحة الحجاج وتقديم الدعم اللوجستي والصحي والإيماني المباشر خلال وجودهم في المشعر، استعدادًا لرمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى وقضاء طواف الإفاضة وهو أحد أركان الحج.
رعاية طبية واستجابة ميدانية فورية
وكان للوحدة الطبية ببعثة الحج القطرية دور بارز في تأمين الدعم الصحي لحجاج الدولة في مزدلفة، فقد خصصت الوحدة فرقًا طبية ميدانية مترجلة تواجدت بين الحجاج، مع طواقم طبية وتمريضية نسائية لمرافقة حاجات الدولة والاطمئنان على سلامتهن.
كما تم إنشاء وحدة طبية ميدانية مصغرة في مزدلفة، مزودة بجميع التجهيزات والأدوية والمستلزمات الضرورية، لاستقبال الحالات الطارئة والحرجة، إلى جانب عيادة متنقلة مجهزة بالأدوية اللازمة، وأجهزة طبية متقدمة مثل أجهزة التنفس، وعدد من الكوادر الطبية في تخصصات مختلفة.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور محمد أبو خطاب، استشاري أول أمراض باطنة ومعدية وعضو وحدة الخدمات الطبية، بأن البعثة حرصت على إيفاد طواقم طبية لمرافقة الحجاج في مشعر مزدلفة، مع تواجد أحد المسعفين المزودين ببدلة الإسعاف المبتكرة (HT RESCUE JACKET)، والتي تُعد نموذجًا مصغرًا لسيارة الإسعاف المحمولة، تحتوي على جميع الأجهزة اللازمة للتدخل السريع في الحالات الطارئة، والتي نالت إعجاب واستحسان الجهات المسؤولة بالمملكة العربية السعودية، وتم العام الفائت تكريم الوحدة الطبية على مبادرتها لإدخال بدلة الإسعاف ضمن أعمالها كفكرة حصرية لبعثة الحج القطرية.
الوحدة الشرعية: دعم روحي وإرشاد بالمناسك الصحيحة
وعلى الصعيد الإيماني، كان للوحدة الشرعية ببعثة الحج القطرية دور حيوي في مرافقة الحجاج، من خلال تقديم الفتاوى والإرشادات الشرعية، وتعزيز الطمأنينة في نفوسهم.
وأوضح فضيلة الشيخ الدكتور محمد محمود المحمود، رئيس الوحدة الشرعية، أن تواجد أعضاء الوحدة الشرعية مع الحجاج في مزدلفة يهدف إلى توفير الدعم المعنوي والتأكد من أداء المناسك على الوجه الشرعي الصحيح، مضيفًا: إننا نرافق الحجاج منذ مغيب شمس عرفة، ونوجههم لإحياء المشاعر في مزدلفة بالذكر والدعاء، والاستعداد ليوم النحر بما يليق بهذه الأيام العظيمة.
ومن جانبه، أكد الشيخ فهد المحمد، عضو الوحدة، على أهمية استحضار روحانية النسك، قائلاً: ليست المناسك مجرد حركات، بل هي وفادة إلى الله عز وجل، واستحضار لعظمة نبي الله إبراهيم عليه السلام وهو يرمي الجمرات، فالحج مشهد إيماني تتجلى فيه المعاني الروحية بأسمى صورها.
وحدة الاتصال والدعم: استجابة فورية وتنسيق ميداني شامل
واستمرارًا لجهودها اليومية، واصلت وحدة الاتصال والدعم عملها على مدار الساعة، حيث تتلقى البلاغات والاستفسارات من الحجاج، وتنسق بشكل مباشر مع مختلف الوحدات، لضمان الاستجابة الفورية لأي طارئ.
وانتشرت فرق الدعم الميداني التابعة للوحدة في محيط المخيمات والمشاعر المقدسة، لرصد الحالات الطبية أو اللوجستية الطارئة، والتعامل معها بسرعة عبر تحديد الموقع بدقة، وتوجيه الحاج إلى المساعدة المناسبة.
كما وفرت الوحدة خدمة الاتصال المجاني عبر الرقم (132) من داخل دولة قطر، و(8003040444) من داخل المملكة لحاملي الخط القطري أو السعودي، إضافة إلى خدمات الإرشاد والبلاغات الطارئة عبر تطبيق «مرشد الحج»، الذي يمثل منصة رقمية حديثة تُسهّل على الحاج القطري التنقل والتفاعل والتوجيه اللحظي.
خدمات ميدانية راقية من وحدة خدمات المشاعر
في السياق ذاته، أنجزت وحدة خدمات المشاعر تهيئة وتجهيز مخيمات حجاج قطر في مزدلفة، حيث تم فرش المخيم بالسجاد، والكراسي المتعددة الاستخدامات التي تتحول إلى أسرة حسب حاجة الحاج، إلى جانب المراوح المزودة بالرذاذ لتلطيف الأجواء، فضلاً عن وجبات غذائية متكاملة، ومشروبات باردة متوفرة لجميع الحجاج.
وقد أكدت الوحدة أن جميع هذه الخدمات تهدف إلى توفير بيئة هادئة وآمنة لحجاج الدولة خلال تواجدهم في مزدلفة، استعدادًا لاستكمال مناسكهم بدءًا من رمي الجمرة الكبرى، وطواف الإفاضة، ثم العودة إلى منى لقضاء أيام التشريق.
من جهتهم، أعرب عدد من حجاج دولة قطر من مختلف الحملات عن رضاهم الكبير عن الخدمات المقدمة من قبل بعثة الحج القطرية في مشعر مزدلفة، مشيرين إلى توفر الإرشاد الديني، والرعاية الصحية، والإعاشة، ودورات المياه، والإشراف الإداري المستمر.
وأشادوا بجهود البعثة منذ لحظة وصولهم إلى مطار جدة، وحتى انتقالهم بين المشاعر المقدسة، كما نوّهوا بجودة المخيمات، خاصة في مشعر عرفة الذي شهد تطويرًا شاملاً هذا العام، مؤكدين أن مستوى التنظيم الميداني في مشعر مزدلفة كان على مستوى عالٍ.
كما أثنى الحجاج على تعاون بعثة الحج القطرية المثمر مع السلطات المختصة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، التي وفرت عبر وزارة الحج والعمرة وكل الجهات المعنية، كافة التسهيلات الأمنية والخدمية، بما مكّن الحجيج من تأدية المناسك بسلاسة وأمان.
وتؤكد بعثة الحج القطرية أن ما تحقق من نجاح في تفويج الحجاج من مقار سكنهم في مكة المكرمة إلى مشعري منى وعرفة ثم إلى مزدلفة ومتابعتهم الميدانية، يندرج ضمن خطة شاملة وضعتها بعثة الحج القطرية، وبمتابعة حثيثة من سعادة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ورئيس البعثة القطرية، حيث تتكامل جهود كل الوحدات المساندة لتوفير أفضل تجربة حج ممكنة لحجاج قطر.
وتواصل البعثة القطرية أداء مهامها حتى انتهاء مناسك الحج، مرورًا بأيام التشريق في منى، وحتى أداء الحجاج لطواف الوداع والعودة إلى أرض الوطن سالمين، بعد تأديتهم لفريضة الركن الخامس في أجواء إيمانية ميسّرة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة الوحدة الشرعیة مشعر مزدلفة فی مزدلفة فی مشعر
إقرأ أيضاً:
بث مباشر.. الحجاج ينفرون من صعيد عرفات لـ مزدلفة بأكبر ممشى عالميا
ودّع منذ قليل حجاج بيت الله الحرام بعد غروب شمس اليوم الخميس، مشعر عرفات الطاهر، ليكملوا رحلتهم الإيمانية إلى مشعر الله الحرام "مزدلفة"، ليتجسد مشهد النفرة والجموع المليونية تسلك مسارات المشاة التي اكتست ببياض الإحرامات في ثالث محطة في رحلة الحج.
نفرة الحجاج لمزدلفةوتعد طرق المشاة في المشاعر المقدسة الممتدة من منطقة جبل الرحمة بمشعر عرفات وحتى مشعر منى مرورًا بمزدلفة بطول 25 كلم، أطول ممر مشاة في العالم، ويشهد سنوياً في موسم الحج أكبر حركة سير بشرية في العالم، وعلى امتداد الممر تتوزع نقاط ضخ رذاذ الماء تلطيفاً للأجواء، وتخفيفاً للحرارة.
وتعتبر "مزدلفة" ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج في رحلة إيمانية يؤدون فيها مناسك الحج، حيث تقع بين مشعري منى وعرفات، ويبيت الحجاج بها بعد نفرتهم من عرفات، ثم يقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، ويجمعون فيها الحصى لرمي الجمرات في منى، ويمكث فيها الحجاج حتى صباح اليوم التالي يوم عيد الأضحى ليفيضوا بعد ذلك إلى منى.
ويقع المسجد في مشعر مزدلفة في منتصف المسافة الواقعة بين مسجد نمرة بعرفات ومسجد الخيف في منى، وهو المسجد الذي نزل النبي عند قبلته في حجة الوداع، وكان على جبل يقال له قزح، ويفيض إليه الحجيج بعد غروب يوم عرفة.