سوريا تعود لنظام سويفت للتحويلات خلال أسابيع
تاريخ النشر: 9th, June 2025 GMT
قال محافظ مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصرية إن بلاده ستعود إلى الربط الكامل بنظام سويفت للمدفوعات الدولية "في غضون أسابيع"، ما يُعيد ربط البلاد بالاقتصاد العالمي بعد 14 عامًا من الحرب والعقوبات التي جعلتها دولة منبوذة.
وتُعدّ عودة سويفت أول إنجاز رئيسي في الإصلاحات التحررية التي تُجريها الحكومة السورية الجديدة للاقتصاد السوري، ومؤشرًا على أن السلطات الجديدة تتحرك بسرعة لجذب التجارة والاستثمار الدوليين بعد رفع الولايات المتحدة العقوبات الشهر الماضي.
وقدّم حصرية، في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، خارطة طريق لإعادة هيكلة النظام المالي والسياسة النقدية في سوريا من أجل إعادة بناء الاقتصاد المُنهك، ويأمل في استعادة الاستثمار الأجنبي، وإزالة العوائق أمام التجارة وإصلاح القطاع المصرفي.
وقال حصرية: "نهدف إلى تعزيز صورة البلاد كمركز مالي بالنظر إلى الاستثمار الأجنبي المباشر المتوقع في إعادة الإعمار والبنية التحتية – وهذا أمر بالغ الأهمية.. لا يزال ثمة عمل كثير ينتظرنا".
وانقطعت سوريا عن الأسواق العالمية منذ عام 2011، عندما قمع الرئيس المخلوع بشار الأسد انتفاضة شعبية بعنف، ومع سقوط النظام في ديسمبر/ كانون الأول الماضي كان الاقتصاد في حالة انهيار، وخزائن الدولة مستنزفة.
إعلانوتلقت سوريا دعما قويا الشهر الماضي عندما رفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب العقوبات بشكل غير متوقع، وفي حين أن هذه الخطوة كانت موضع ترحيب، قال حصرية، الذي تولى منصبه الجديد في أبريل/ نيسان الماضي، "لا تزال ثمة حاجة إلى تغيير شامل في السياسات.. حتى الآن، لم نشهد سوى إصدار تراخيص ورفع عقوبات انتقائي. يجب أن يكون التنفيذ شاملاً، لا ارتجالياً".
ويعمل حصرية، وهو تكنوقراط ومستشار مخضرم ساهم في صياغة العديد من قوانين المالية السورية في عهد الأسد، مع وزارة المالية على "خطة استقرار مدتها من 6 إلى 12 شهراً"، وتتضمن الخطة إصلاح القوانين المصرفية والبنك المركزي، وإصلاح شامل للضمان الاجتماعي وتمويل الإسكان لتشجيع السوريين في الشتات على الاستثمار في البلاد، من بين مبادرات أخرى.
يُعد القطاع المصرفي أساسياً لإعادة الإعمار، بعد أن انهار على نطاق واسع بسبب الحرب، والأزمة المالية التي ضربت لبنان عام 2019، وسياسات عهد الأسد العقابية، ويريد حصرية إنهاء إرث نظام الأسد التدخلي، واستعادة قدرات الإقراض والشفافية والثقة.
قال: "كان البنك المركزي يُدير النظام المالي بدقة متناهية، ويُفرط في تنظيم الإقراض، ويُقيّد عمليات سحب الودائع.. نهدف إلى إصلاح القطاع من خلال إعادة الرسملة، وإلغاء القيود التنظيمية، وإعادة ترسيخ دوره كوسيط مالي بين الأسر والشركات".
التجارة الخارجيةوأضاف أن عودة نظام سويفت ستُسهم في تشجيع التجارة الخارجية، وخفض تكاليف الاستيراد، وتسهيل الصادرات. كما ستُسهم في جلب العملات الأجنبية التي تشتد الحاجة إليها إلى البلاد، وتعزيز جهود مكافحة غسل الأموال، وتخفيف الاعتماد على الشبكات المالية غير الرسمية في التجارة عبر الحدود.
وقال حصرية: "الخطة هي أن تُمرر جميع التجارة الخارجية الآن عبر القطاع المصرفي الرسمي"، مما يُلغي دور الصرافين الذين كانوا يتقاضون 40 سنتًا عن كل دولار يدخل إلى سوريا. وأوضح أن البنوك والبنك المركزي مُنحت رموز سويفت، وأن "الخطوة المتبقية هي استئناف البنوك المراسلة معالجة التحويلات".
إعلانوأضاف أن الاستثمار الأجنبي سيُدعم كذلك بالضمانات. وفي حين يحظى القطاع المصرفي العام بدعم كامل من الحكومة، يتطلع حصرية إلى إنشاء مؤسسة حكومية لضمان ودائع البنوك الخاصة.
وقبل سقوط نظام الأسد، فقدت الليرة السورية حوالي 90% من قيمتها مقابل الدولار، وقد ارتفعت قيمتها منذ ذلك الحين، لكنها لا تزال متقلبة، مع وجود فروق بين سعري السوق الرسمية والسوق الموازية، وصرح حصرية بأنه يهدف إلى توحيد أسعار الصرف، وأنه "ينتقل نحو تعويم مُدار" لليرة.
التحدي الأكبرمع الدمار الذي لحق بمعظم أنحاء البلاد، وتكاليف إعادة الإعمار التي تُقدر بمئات المليارات من الدولارات، يُمثل إصلاح الاقتصاد التحدي الأكبر الذي يواجهه الرئيس السوري أحمد الشرع، وقد بدأت سوريا محادثات مع صندوق النقد الدولي، الذي أرسل وفدًا إلى سوريا الأسبوع الماضي، والبنك الدولي، وتسعى للحصول على مساعدة من دول المنطقة.
سوّت السعودية وقطر ديون سوريا المستحقة للبنك الدولي والبالغة 15.5 مليون دولار الشهر الماضي، والتزمتا بدفع رواتب القطاع العام لثلاثة أشهر على الأقل، كما وقّعت سوريا اتفاقيات أولية مع شركات إماراتية وسعودية وقطرية لمشاريع كبرى في البنية التحتية والطاقة.
وأضاف حصرية أن قادة البلاد قرروا عدم الاقتراض، لكن البنك المركزي ووزارة المالية يبحثان إمكانية إصدار سوريا، ولأول مرة، صكوكًا.
كما حصلت سوريا على منح، منها 146 مليون دولار من البنك الدولي لقطاع الكهرباء في البلاد، و80 مليون دولار من السويد لإعادة تأهيل مدارسها ومستشفياتها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات القطاع المصرفی
إقرأ أيضاً:
بشرى اقتصادية.. سوريا تستعد للعودة إلى نظام «سويفت»
أعلن محافظ المصرف المركزي السوري، عبد القادر الحصرية، أن سوريا ستُعاد ربطها بشبكة “سويفت” الدولية للمدفوعات خلال أسابيع قليلة، في خطوة وصفت بالمفصلية لإعادة إدماج البلاد في الاقتصاد العالمي بعد أكثر من 14 عاماً من الفصل بسبب العقوبات الغربية والحرب المستمرة.
وجاء ذلك في تصريحات للحصرية لصحيفة فاينانشال تايمز، حيث أكد أن هذا الربط يُعد علامة فارقة على طريق تحرير الاقتصاد السوري، وجذب الاستثمار والتجارة الدولية بعد رفع الولايات المتحدة جزءاً من العقوبات الشهر الماضي.
وكشف الحصرية عن خطة إصلاحية تمتد بين 6 إلى 12 شهراً تشمل: إعادة هيكلة النظام المالي والسياسة النقدية، إصلاح القطاع المصرفي وتعزيز دوره كوسيط مالي بين الأسر والشركات، تشجيع الاستثمار الأجنبي، لا سيما من المغتربين، إزالة العوائق أمام التجارة وتحقيق الاستقرار للعملة المحلية، تخفيف القيود التنظيمية على البنوك، واستعادة القدرة على الإقراض.
وأشار إلى أن المصرف المركزي يسعى للتحول من تدخل مفرط في النظام المالي إلى تعزيز الشفافية وبناء الثقة مجدداً، وأكد الحصرية أن جميع العمليات التجارية الخارجية ستتم عبر القطاع المصرفي الرسمي، مما سيقضي على دور صرافين يستفيدون من التحويلات غير النظامية.
وتعني عودة سوريا إلى نظام “سويفت” تمكين البنوك المحلية من إرسال واستقبال الأموال عبر القنوات الرسمية، ما يسهل التجارة ويخفض تكاليف الاستيراد والتصدير، ويقلل الاعتماد على الشبكات المالية غير الرسمية.
الجهات الأمنية تطلق سراح عشرات الموقوفين في اللاذقية
أعلنت قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية إطلاق سراح عشرات الموقوفين الذين اعتقلوا خلال “معارك التحرير” ولم تثبت إدانتهم، وذلك بالتنسيق مع لجنة السلم الأهلي. جاء ذلك في بيان رسمي نشرته وزارة الداخلية السورية عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي
وشهدت مناطق عدة في اللاذقية وطرطوس مواجهات دامية بين مجموعات مسلحة وقوات الأمن، أسفرت عن سقوط قتلى وإصابات عديدة، وتزامن ذلك مع قرار أصدره الرئيس السوري أحمد الشرع في 9 مارس الماضي بتشكيل لجنة للحفاظ على السلم الأهلي، مكلفة بالاستماع لأهالي الساحل وتقديم الدعم لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
فنان سوري يثير جدلاً واسعاً بتعليقه الساخر على لقاء وزير الثقافة مع طفل
أثار الفنان السوري عدنان أبو الشامات موجة جدل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي بعد تعليقه الساخر على فيديو لوزير الثقافة محمد صالح خلال لقاءه طفلًا، حيث سأل الوزير الطفل عن الشاعر العباسي أبو العلاء المعري.
وجاء تعليق أبو الشامات عبر حسابه على موقع “فيسبوك” ردا على سؤال الوزير للطفل عن الشاعر العباسي أبو العلاء المعري، حيث كتب: “بدل ما يسأله عن المعري، كان لازم يسأله: بتعرف اللحمة؟ بتعرف الشاورما؟ أي نوع فواكه شفت آخر مرة؟”.
هذا التعليق أثار انقساماً في الآراء بين مؤيدين رأوا فيه تعبيراً صادقاً عن واقع السوريين في ظل ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية، ومعارضين اعتبروا السخرية إساءة لجهود وزارة الثقافة وأكدوا على أهمية الحفاظ على الاهتمام بالأدب رغم الظروف الصعبة.