آداب زيارة المدينة المنورة ومسجد النبي.. نصائح مهمة لا تغفل عنها
تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن زيارة المدينة المنورة ومقام سيدنا النبي قُربةٌ من أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى، ومن أسباب استحقاق شفاعة الحبيب الأعظم، وهي بعض الوفاء لحقه علينا.
. تجهيز 941 جامعًا ومُصلّى لصلاة عيد الأضحىآداب زيارة المدينة المنورة
وأكد علي جمعة، في منشور عن آداب زيارة المدينة المنورة، أنه يستحب للزائر أن ينوي التقرب إلى الله بالصلاة في مسجد النبي لفضل ثواب الصلاة في مسجده.
كما يُستحب أن يُكثر في طريقه إلى طَيبة (المدينة المنورة) من الصلاة على الحبيب ولا سيما إذا بدت له معالم المدينة وأشجارها وأبنيتها، وأن يسأل الله تعالى أن ينفعه بزيارته ويتقبلها منه.
كما يستحب الاغتسال قبل الدخول إلى المسجد النبوي للسلام عليه وأن ينظف نفسه، ويلبس أحسن ثيابه ويتطَّيب، منوها أنه على المرء أن يستشعر في قلبه أنه في أشرف بقاع الأرض بعد مكة.
كما يُستحب أن يقول عند دخول المسجد النبوي الشريف كما عند دخول المسجد الحرام: "أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، بسم الله، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك".
وأضاف علي جمعة، أن من آداب زيارة المدينة المنورة، أن الزائر يصلي في الروضة سُنّة تحية المسجد، ويشكر الله تعالى على هذه النعمة ويسأله القبول، ثم يأتي المقام الشريف حيث جسد سيدنا وحبينا سيدنا محمد، فيقف مستقبلاً المقام والقبلةُ خلفه، ناظرًا إلى أسفل المواجهة الشريفة، غاضَّ الطرف، ممتلئَ القلب إجلالاً وتعظيمًا وتوقيرًا لمنزلة مَن هو في حضرته.
وتابع: يسلِّم بصوت معتدل قائلاً: (السلام عليك يا رسولَ الله، السلام عليك يا نبيَّ الله، السلام عليك يا خِيرةَ الله، السلام عليك يا خَيرَ خَلقِ الله، السلام عليك يا حبيبَ الله، السلام عليك يا نذيرُ، السلام عليك يا بشيرُ، السلام عليك يا طاهرُ، السلام عليك يا نبيَّ الرحمة، السلام عليك يا نبيَّ الأمة، السلام عليك يا أبا القاسم، السلام عليك يا رسولَ ربِّ العالمين، السلام عليك يا خيرَ الخلائق أجمعين، السلام عليك يا قائدَ الغُرِّ المُحَجَّلِين، السلام عليك وعلى آلِ بيتِك وأزواجِك وذريتِك وأصحابِك أجمعين، السلام عليك وعلى سائر الأنبياء وجميع عباد الله الصالحين، جزاك الله يا رسولَ الله عنا أفضل ما جزى نبيًّا عن أمته، وصلّى الله عليك وسلم كلما ذكرك ذاكر وغفل عن ذكرك غافل أفضلَ وأطيبَ وأكملَ ما صلّى على أحد من الخلق أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنك عبده ورسوله وخِيرته مِن خلقه، وأشهد أنك قد بلَّغتَ الرسالةَ، وأدَّيتَ الأمانةَ، ونَصَحتَ الأمةَ، وجاهدتَ في الله حق جهاده، اللهم آته الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وَعَدتَه، وآتِه نهايةَ ما ينبغي أن يسأله السائلون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد عبدِك ونبيِّك ورسولِك النبيِّ الأميِّ وعلى آل سيدنا محمد وأزواجه وذريته كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وأزواجه وذريته كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد).
وذكر أن هذه الصيغة مستحبة، وله الاقتصار على بعضها مما يحفظه، وحبَّذا لو حفظ ما يقدر على حفظه دون أن يقرأ من الورق كما يفعل بعض الناس.
ويبلِّغ سلامَ مَن أوصاه بالسلام على رسول الله فيقول: السلام عليك يا رسولَ اللهِ مِن فلان ابن فلان، وبعد السلام يتأخر إلى اليمين قدر نصف متر فيسلم على سيدنا أبي بكر الصدِّيق ويثني عليه بما هو أهله رضى الله عنه، ثم يتأخر إلى اليمين قدر ذراع فيسلِّم على سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ويثني عليه بما هو أهله.
فإذا انتهى تأخَّر فوقف مستقبلاً القبلة، حيث أمكنه من الروضة، والأفضل - إن تيسَّر - بين القبر والسارية، فيحمد الله تعالى ويمجده، ويدعو لنفسه ولوالديه ولإخوانه ولسائر المسلمين.
الصلاة في الروضةوليحرص على الصلاة في الروضة؛ فقد روى أبو هريرة أن رسول الله قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي». وينبغي أن يحرص على أن يصلي الصلوات كلَّها في مسجد رسول الله، وأن ينوي الاعتكاف فيه.
ويُسَنُّ الخروج إلى البقيع كل يوم، ولا سيما يوم الجمعة وذلك بعد أن يسلم على النبي، ويقول عندما يصل إلى البقيع: (السلام عليكم دارَ قومٍ مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيعِ الغَرقَدِ، اللهم اغفر لنا ولهم).
ويستحب زيارة قبور شهداء أُحُد، ويبدأ بسيدنا حمزة عم سيدنا رسول الله سيد الشهداء، ويستحب استحبابًا مؤكَّدًا أن يأتي مسجدَ قُباء، والأولى أن يأتيَه يومَ السبت؛ لِما صَحَّ أنَّ رسول الله ﷺ قال: «صلاةٌ في مَسجِدِ قُباءَ كعُمرةٍ».
وينبغي أن يكون وهو في مدينة النبي مستحضرًا شرف هذه المدينة، وأن يتحلّى فيها بالأدب والخُلُق المطلوبَين في ذلك المقام، ويسن أن يكثر من التصدُّقِ على فقرائها، وينبغي عدمُ رفعِ الصوتِ وتركُ المشاحنات في حضرة النبي ﷺ ، فلقد أدَّب اللهُ تعالى المسلمين في كتابه العزيز بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } [الحجرات: 2، 3].
رفع الصوت عند رسول اللهفقد نهت الآيتان الكريمتان عن رفع الصوت عند رسول الله ﷺ وأَوعَدَت مَن يرفع صوته عند رسول الله ﷺ بأن يُحبط اللهُ عملَه ويُذهِبَه ولا يُثِيبَه. وقد رُوِيَ أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه كان يقول: (لا ينبغي رَفعُ صوتٍ على نبي حيًّا ولا ميتًا)، وكانت عائشة - رضي الله عنها - إذا سمعت صوت وتد أو مسمار يُدَقّ في البيوت المجاورة ترسل إلى أهلها (لا تؤذوا رسول الله)، وكان سيدنا علي بن أبي طالب رضى الله عنه إذا أراد أن يصنع مِصراعَي بابِ بيتِه خرج إلى المناصع (أي الرومية) حتى لا يؤذي رسول الله ﷺ بما يحدث من صوت أو ضجيج.
وتابع: إذًا يجب على الزائر والجالس في الروضة الشريفة التأدب بآداب القرآن والتخلق بما ندب إليه حتى يسلم من إحباط العمل، فإن سوء الأدب ورفع الصوت والمجادلة والمشاحنات والمناقشات في هذا المكان منافية لما ورد في كتاب الله وسنة رسوله ﷺ ، فاحذر أيها الزائر، واحذر أيها الجالس من مخالفة كتاب الله؛ فإن ذلك يعرضك لسخط الله، أعاذنا اللهُ وجميعَ المسلمين من ذلك.
ويقول العلماء: إنّ هذا الأدب معه ﷺ كما كان واجبًا في حياته فهو واجب بجوار قبره الشريف في مسجده ﷺ ، وهكذا ينبغي التّأدب في مجالس الحديث الشريف وقراءته وسماعه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المدينة المنورة زيارة المدينة المنورة المسجد النبوي الحجاج مقام النبي السلام علیک سیدنا إبراهیم رضى الله عنه رسول الله ﷺ سیدنا محمد على سیدنا الصلاة فی فی الروضة
إقرأ أيضاً:
دعاء زيارة المسجد النبوي.. ما يستحب للزائر فعله وقوله عند قبر الرسول
دعاء زيارة المسجد النبوي ففيه يقف الحاج أمام قبر الرسول داخل المسجد النبوي وهو ثاني مسجد من المساجد التي تشد إليها الرحال خاصة بعد أداء مناسك الحج في مكة، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفن به يوم الإثنين في العام الحادي عشر للهجرة، عندما كان في بيت السيدة عائشة بنت أبي بكر في السطور التالية نتعرف على أفضل صيغ دعاء زيارة المسجد النبوي.
المقبل على الحج.. خطيب المسجد النبوي: ينبغي معرفة 3 أمور ولا عذر لأحد
تعلموا مناسك الحج .. خطيب المسجد النبوي: الله لا يعبد بالهوى بل بالعلم
خطيب المسجد النبوي: أعظم ما يقرب العبد من ربه أداء الفرائض
الدكتور يسري جبر: الصلاة الواحدة في المسجد النبوي بـ مائتي ألف
ومن أفضل الأدعية التي يقولها الحاج بعد الانتهاء من مناسك الحج والذهاب إلى المسجد النبوي هو دعاء زيارة المسجد النبوي بأكثر من صيغة مستجابة ومنها:
السلاَمُ عليكَ يا رسولَ الله، السلاَم عليك يا نبيَّ الله، السلاَم عليكَ يا خِيرةَ الله، السلامُ عليكَ يا خَيْرَ خَلْقِ الله، السلاَمُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ الله، السلامُ عَلَيْكَ يا نذير، السلامَ عليك يا بشيرُ، السلامُ عليكَ يا طُهْرُ، السلامُ عليك يا طاهِرُ، السلامُ عليكَ يا نبيَّ الرحمةِ، السلامُ عليك يا نبي الأَمَّةِ.
السلامُ عليك يا أبا الْقَاسِمِ، السلاَمُ عليكَ يا رَسُولَ رب العالمينَ، السلامُ عليك يا سيدَ المُرْسَلينَ ويا خاتَم النَّبيين، السلامُ عليكَ يا خيرَ الخَلائِقِ أجْمَعينَ، السلامُ عليك يا قائد الغُر المُحَجَّلينَ، السَّلامُ عليكَ وَعَلى آلِكَ وأهْلِ بَيْتِكَ وأزواجِكَ وذُريتِكَ وأصحابِكَ أجمعين.
السلاَمُ عليكَ وَعَلى سائِرِ الأنبياءِ وجميع عِبادِ الله الصَالحينَ، جَزَاكَ الله يا رَسُولَ الله عَنَّا أَفضَل مَا جَزَى نَبيًا وَرَسُولًا عَنْ أُمَتِهِ، وصلى الله عليك كُلَّمَا ذَكَرَكَ ذاكر وغفل عَنْ ذكرِكَ غَافِل، أفْضَلَ وَأكْمَلَ وأطْيَبَ مَا صَلَّى على أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ أجْمَعِينَ.
أشْهَدُ أنْ لاَ إِلهَ إِلا الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّكَ عَبْدُهُ ورسوله وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، وأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرسَالة وَأدّيْتَ الأمَانَةَ وَنَصْحَتَ الأَمةَ وَجَاهَدْت في الله حَقَّ جهَادِهِ، اللَّهُمَّ وآتِهِ الوَسيلَةَ والفضيلَة وابعثهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وَعَدْتَهُ، وآتَهِ نِهَايةَ ما ينبغي أَنْ يَسْأَلهُ السَّائِلُونَ.
دعاء زيارة المسجد النبوي مكتوبوأفضل ما يقوله الإنسان عند زيارة المسجد النبوي هو الأدعية المأثورة عن الصالحين عند زيارتهم للمسجد النبوي ومنها ما يلي:
اللَّهُمَّ صلِّ على محمد عَبْدِكَ وَرَسُولكَ النَّبيّ الأُمّي وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذريته كما صَلّيت على إبْرَاهِيِمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيم وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد النَّبِيّ الأمَّي وعَلَى آل مُحَمَّدٍ وَأزْوَاجِهِ وذُرِّيَتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلى آلِ إبراهيم فِي الْعَالِمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مجِيد.
السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم.
ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب رب اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب و سبحان ربك رب العزة عما يصفون، الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله.
دعاء دخول المسجد النبوييستحب للمسلم إذا أراد الحضور المسجد النبوي أن يفعل ما يأتي: أن يتنظف ويتطهر ويتطيب ويتجنب الحضور بروائح كريهة، وأن يقدم رجله اليمنى عند الدخول ويقول «بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك».
ويشرع للمسلم أن يصلي ركعتين تحية المسجد النبوي ، وإن صلاهما في الروضة الشريفة فهو أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» متفق عليه .
آداب زيارة قبر الرسولإذا أراد المسلم أن يزور قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد قدومه إلى المدينة المنورة بنية زيارة المسجد النبوي، فعليه أن يلتزم بالآداب الآتية:
يُستَحَب للمتوجه لزيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنْ يُكْثِرَ من الصلاةِ والسلام عليه في الطريق، ويسأل الله أن ينفعه بزيارته ويتقبلها منه. ينبغي على الزائر لقبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يُفَرِّغ قلبه من أمور الدنيا ويستشعر عَظَمة من هو في حضرته وزيارته، ثم يُسلم عليه، ولا يرفع صوته.
يُستَحَب للزائر لقبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يستقبل القبر ويبتعد عنه قليلًا، ويستدبر القِبلة. لا يجوز لزائر القبر أن يتمسّح بالمنبر ولا بالحجرة النبوية التي فيها قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أن يطوف بها أو يُقبِّلها، لأن هذا عمل منكر وبدعة.
لا يجوز لزائر القبر أن يطلب من الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا من غيره أن يُفَرِّج عنه كُرَبَهُ، أو أن يقضي له حوائجه، أو يشفي مريضه، أو يُشفعه في الآخرة، أو نحو ذلك، لأن طلب ذلك من الأموات من الشرك الأكبر المُخْرِج من الملة، فلا يُسأَل ولا يُطلَب ذلك إلا من الله سبحانه.
لا يجوز لزائر قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُطيل القيام عنده، ولا أن يتحرى الدعاء عنده، وإذا دعا فعليه أن يستقبل القبلة وليس القبر.
لا ينبغي للمسلم زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- كلما دخل إلى المسجد وخرج منه، أو بعد كل صلاة، لأن ذلك يعتبر من البدع المحدثة التي لم يكن عليها عمل السلف الصالح.
لا ينبغي لزائر القبر النبوي أن يذهب فقط لأجل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الصلاة والسلام عليه تصله من البعيد كما تصله من القريب كما ثبت في الأحاديث الصحيحة، وهي مشروعة في كثير من المواضع؛ كالدخول والخروج من المسجد، وعند سماع الأذان، وفي كل صلاة، وذلك دلالة على عظيم شأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وارتفاع منزلته عند ربه، حتى إنه جعل كل صلاة عليه بأجر عشر صلوات.
حكم زيارة النساء لقبر الرسولثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه حث على زيارة القبور في قوله: (زوروا القبورَ فإنها تُذكِّرُكم الآخرةَ)، وأنه كان يُعَلِّم أصحابه -رضوان الله عليهم- دعاء زيارة القبور وهو: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين"، و هذا الحث على زيارة القبور خاص بالرجال.
أما النساء فجمهور العلماء يقولون بكراهية زيارتهن للقبور، وذلك لأن النساء قد لا يتحمّلن المصائب لرقة قلوبهنّ، وهذا مظنّة جزعهنّ ورفع أصواتهنّ بالبكاء، يقول الحنابلة: "تُكْرَهُ زِيَارَةُ الْقُبُورِ لِلنِّسَاءِ.. فَإِنْ عَلِمَ أَنَّهُ يَقَعُ مِنْهُنَّ مُحَرَّمٌ، حَرُمَتْ زِيَارَتُهُنَّ الْقُبُورَ"، وقد ندَب الحنفية للمرأة أن تزور القبور للترحّم والعظة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّي كنتُ نهيتكم عنْ زيارة القبور، فزوروها، لُتذكّركم زيارتُها خيرًا)، ومن الجدير بالذكر أنالعلماء استثنوا من الكراهة أن تزور المرأة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقبور الأنبياء، لأن الأدلة من السنة على عموم ذلك.