ناقوس الخطر يدق: الأرض بلا زراعة.. والماء للشرب فقط
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
10 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: فتحت وزارة الموارد المائية في العراق، صفحة جديدة من القلق الزراعي بإعلانها إلغاء الخطة الصيفية للزراعة في جميع المحافظات، مستندة إلى شح المخزون المائي وتراجع مناسيب نهر دجلة إلى مستويات وصفت بـ”الحرجة”.
وأكدت الوزارة عبر مديرها في محافظة صلاح الدين، بسام عبد الواحد، أن الموسم الشتوي الماضي كان فقيراً بالأمطار، ما أدى إلى تدني الخزين المائي، لكن رغم ذلك، تمكنت الوزارة من تنفيذ الخطة الشتوية وزراعة محاصيل الحنطة والشعير، في وقت بدا فيه أن الأمل بموسم صيفي قد تلاشى تماماً.
وأوضحت الوزارة أن تقنين المياه بات أولوية خلال الأشهر المقبلة، حتى حلول موسم الأمطار المتوقع في تشرين الثاني، مشيرة إلى أن كميات المياه المتاحة ستخصص لأغراض الشرب فقط، وهو ما يعني غياباً تاماً لأي نشاط زراعي صيفي يعتمد على السقي، لاسيما في المناطق المعتمدة على الزراعة السطحية والري النهري.
واعتبر خبراء ومراقبون هذا القرار بمثابة إعلان أزمة قد تنعكس على الأمن الغذائي والاقتصاد الريفي، إذ يعتمد ملايين العراقيين، خاصة في وسط البلاد وجنوبها، على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل.
واستحضر ناشطون عبر منصات التواصل مشاهد الأراضي المتيبسة والجداول التي جفت خلال السنوات الماضية، فيما غرّد أحد الفلاحين من بابل قائلاً: “نحن منسيون، لا ماء ولا دعم ولا بدائل، وكأن الأرض لم تعد لنا”.
وارتفعت وتيرة الانتقادات لحكومة بغداد، بسبب ما وصفه البعض بـ”القصور المزمن” في إدارة ملف المياه، وسط مطالبات بإعادة النظر في الاتفاقات المائية مع دول الجوار، وتطوير البنى التحتية للإرواء، وتبني خطط زراعية أكثر مرونة تتناسب مع الواقع المناخي القاسي.
وترافق هذا الإعلان مع انخفاض واضح في مناسيب الأنهر داخل محافظة صلاح الدين، حيث أكد الأهالي في تكريت والمناطق المجاورة أن الجداول الفرعية جفت تماماً، بينما بات الحصول على مياه كافية للشرب يتطلب تنسيقاً يومياً مع جهات الخدمة البلدية.
وتحدثت مصادر في الجمعيات الزراعية عن احتمال امتناع آلاف الفلاحين عن تجهيز أراضيهم للموسم القادم، ما قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية مباشرة، وهجرة متوقعة من الريف إلى المدينة، وسط تضاؤل الدعم الحكومي وارتفاع تكاليف المعيشة.
وحذرت تقارير دولية سابقة، بينها تقرير للبنك الدولي من أن العراق قد يكون من أكثر الدول تأثراً بندرة المياه مستقبلاً، داعياً إلى اعتماد استراتيجية وطنية شاملة لإدارة الموارد المائية ومواجهة التغير المناخي.
واستعادت أصوات محلية النداءات المتكررة بشأن إنشاء خزانات جديدة وصيانة القديمة منها، وتحديث نظم الري والتحول إلى تقنيات الزراعة الذكية، غير أن التنفيذ لا يزال بطيئاً ومرتبطاً بموافقات وموازنات تعيق الحلول الجذرية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
رئيس بحوث الصحراء يفتتح ورشة عمل وطنية لدعم الزراعة الذكية باستخدام بيانات رصد الأرض
افتتح الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، فعاليات ورشة العمل الرابعة لمشروع "چيمس وأفريقيا"، في مرحلته الثانية بمدينة شرم الشيخ تحت عنوان: "استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد (رصد الأرض) في دعم اتخاذ القرار لإدارة الموارد الطبيعية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة".
ونظم ورشة العمل مركز بحوث الصحراء بالتعاون مع مرصد الصحراء والساحل، وبمشاركة نخبة من الخبراء وممثلي الوزارات والهيئات الوطنية والجامعات وشركات القطاع الخاص العاملة في مجالي الزراعة والبيئة، وتحت رعاية علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.
وفي كلمته الافتتاحية، أعرب شوقي عن تقديره للمشاركين من مختلف الجهات الوطنية والدولية، كما نقل إليهم تحيات وزير الزراعة، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي، تأكيدًا على حرص الوزارة على دعم الابتكار واستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة.
وأشار رئيس المركز إلى أهمية، ورش العمل في تعزيز تبادل المعرفة وتطوير أدوات دعم القرار في مجالات الزراعة والموارد الطبيعية، لافتا إلى أن هذه الورشة تأتي في سياق التوجه العالمي المتسارع نحو استخدام التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي، لما لها من دور محوري في تحقيق التنمية المستدامة، حيث أكد أن هذه التقنيات لم تعد رفاهية، بل ضرورة استراتيجية لإدارة الموارد بكفاءة وفاعلية.
واستعرض شوقي في كلمته مجموعة من الخدمات الرقمية المتقدمة التي يقدمها المشروع، والتي تعتمد على بيانات رصد الأرض وتستهدف دعم متخذي القرار، ومن أبرزها: منصة رصد وتقييم الموارد المائية، ومنصة مراقبة تدهور الأراضي والحد من مخاطره، فضلا عن منصة رصد الزراعة الموسمية والإنذار المبكر بالمشكلات البيئية، وتطبيق محمول لتحسين نظم الري الذكي والمصمم خصيصًا لمصر، فضلا عن أداة تشخيص أمراض النبات ومساعدة المزارعين.
وأكد رئيس المركز في ختام كلمته على الالتزام بدعم جهود التعاون الإقليمي والدولي في مجال الإدارة الذكية للموارد الطبيعية، موجّهًا الشكر لجميع المشاركين، متمنيًا أن تسهم مخرجاتها في دعم مسيرة التنمية الزراعية المستدامة في مصر والمنطقة.
دعم الإنتاج الزراعيومن المقرر أن تختتم الورشة غدا الخميس، بزيارة ميدانية إلى مدينة رأس سدر بجنوب سيناء، بهدف متابعة تطبيق الأدوات الرقمية ميدانياً، والتفاعل مع المستخدمين المحليين، وبحث سبل دعم الإنتاج الزراعي والإدارة الذكية للموارد في البيئات الصحراوية.