أثر المضادات الحيوية يظهر في كل أنهار العالم بمستويات مقلقة
تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT
حذرت دراسة أجرتها جامعة ماكجيل في كندا من أن ملايين الكيلومترات من الأنهار في العالم تحمل أثرا للمضادات الحيوية بمستويات مقلقة، إذ إن ما يقرب من ثلث ما يستهلكه الناس سنويا ينتهي به المطاف في أنظمة الأنهار بالعالم كل عام.
وقالت الدراسة إن الاستهلاك البشري للمضادات الحيوية قد ارتفع بنسبة 65% بين عامي 2000 و2015، وإن البشر في جميع أنحاء العالم يستهلكون حوالي 29,200 طن من 40 نوعا من أنواع المضادات الحيوية هي الأكثر استخداما.
وبعد معالجة مياه الصرف الصحي، يُقدر أن 8,500 طن (29% من الاستهلاك) قد تصل إلى أنظمة الأنهار العالمية، و3,300 طن (11%) قد تصل إلى محيطات العالم أو مجاري المياه الداخلية (مثل البحيرات أو الخزانات المائية).
وتعتبر هذه الدراسة التي نشرتها دورية "بي إن إيه إس نيكسوس" هي أول دراسة تُقدّر حجم تلوث الأنهار العالمي الناتج عن استخدام المضادات الحيوية البشرية.
استخدم فريق البحث نموذجًا عالميا مُعتمدا على بيانات الكيمياء التي تقيس تركيزات 21 مضادا حيويا، من خلال بيانات ميدانية من حوالي 900 موقع نهري ومائي في العالم.
إعلانوكشفت الدراسة عن التركيزات العالية لملوثات المضادات في المجاري المائية في جميع القارات، وتقع المناطق الأكثر تأثرًا في جنوب شرق آسيا، كما أن الأموكسيسيلين هو المضاد الحيوي الأكثر استخدامًا في العالم، وهو الأكثر احتمالًا للتواجد بمستويات خطرة، خاصة في جنوب شرق آسيا، حيث يُفاقم الاستخدام المتزايد ومحدودية معالجة مياه الصرف الصحي المشكلة.
وفي ما يتعلق بتلوث الأنهار، قال جيم نيسل أستاذ الهندسة البيئية في جامعة ماكجيل والمؤلف المشارك في الدراسة: "تُظهر نتائجنا أن تلوث الأنهار بالمضادات الحيوية الناتج عن الاستهلاك البشري وحده يُمثل مشكلة حرجة، ومن المرجح أن تتفاقم بسبب مصادر المركبات ذات الصلة من الأطباء البيطريين أو الشركات المصنعة".
وأضاف "لذلك، هناك حاجة إلى برامج رصد للكشف عن تلوث المجاري المائية بالمضادات الحيوية أو غيرها من المواد الكيميائية، لا سيما في المناطق التي يتوقع نموذجنا أن تكون معرضة للخطر".
ويشير الباحثون إلى أن هذه النسخة من نموذجهم لا تشمل المضادات الحيوية المُعطاة للماشية، والتي تتضمن العديد من الأدوية نفسها، أو نفايات تصنيع الأدوية. ومع ذلك، تظهر النتائج أن تلوث المضادات الحيوية في الأنهار الناتج عن الاستهلاك البشري وحده يمثل قضية حرجة، ومن المرجح أن تتفاقم بسبب المصادر البيطرية أو الصناعية للمركبات ذات الصلة.
في البيان الرسمي الصادرعن جامعة ماكجيل، قال برنهارد لينر أستاذ علم المياه العالمي في قسم الجغرافيا بالجامعة والمؤلف المشارك في الدراسة: "لا تهدف هذه الدراسة إلى التحذير من استخدام المضادات الحيوية. فنحن بحاجة إلى المضادات الحيوية لعلاجات الصحة العالمية، ولكن نتائجنا تشير إلى احتمال وجود آثار غير مقصودة على البيئات المائية ومقاومة المضادات الحيوية، تستدعي إستراتيجيات تخفيف وإدارة لتجنب آثارها أو الحد منها".
إعلانوقالت هيلويزا إيهالت ماسيدو باحثة ما بعد الدكتوراه في الجغرافيا بجامعة ماكجيل والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "في حين أن كميات بقايا المضادات الحيوية الفردية تُترجم إلى تركيزات ضئيلة جدا في معظم الأنهار، تجعل اكتشافها صعبًا للغاية، فإن التعرض البيئي المزمن والتراكمي لهذه المواد لا يزال يشكل خطرًا على صحة الإنسان والنظم البيئية المائية".
ويقول البيان إن المضادات الحيوية في الأنهار والبحيرات يمكن أن تقلل من التنوع الميكروبي، وتزيد من وجود الجينات المقاومة للمضادات الحيوية، وقد تؤثر على صحة الأسماك والطحالب.
ويقدر الباحثون أن مستويات المضادات الحيوية مرتفعة بما يكفي لخلق خطر محتمل على النظم البيئية المائية ومقاومة المضادات الحيوية خلال ظروف انخفاض التدفق (أي في أوقات انخفاض التخفيف) على 6 ملايين كيلومتر من الأنهار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج بالمضادات الحیویة المضادات الحیویة الناتج عن
إقرأ أيضاً:
وزير الري: العلم ضرورة حتمية لتحسين إدارة الموارد المائية وتعظيم كفاءة استخدامها
قال وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم إن المياه باتت من أكثر القضايا العالمية إلحاحًا، موضحا أن العلم ليس رفاهية، بل ضرورة حتمية لتحسين إدارة الموارد المائية وتعظيم كفاءة استخدامها.
جاء ذلك في كلمة الوزير خلال الاحتفال رفيع المستوى الذي عٌقد بالعاصمة الفرنسية باريس بمناسبة مرور 50 عامًاً على انطلاق البرنامج الهيدرولوجي الدولي، بحضور عدد من الوزراء البارزين حول العالم للمشاركة في هذه المناسبة المهمة.
وقدم الدكتور سويلم خلال كلمته بتحية خاصة إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونسكو على تنظيم هذا الحدث البارز والذي يأتي في وقت يشهد فيه العالم تصاعداً غير مسبوق في التحديات المائية.
وأضاف أن المرحلة التاسعة من البرنامج الهيدرولوجي الدولي لليونسكو تحت شعار (العلم من أجل عالم آمن مائياً في بيئة متغيرة) تمثل دعوة واضحة لتوظيف البحث العلمي والابتكار في خدمة الأمن المائي.
وتابع "أن أولويات هذه المرحلة تشمل (البحث العلمي والابتكار - التعليم في ظل الثورة الصناعية الرابعة - المعرفة القائمة على البيانات - الإدارة المتكاملة للموارد المائية - الحكم القائم على العلم)، وهي جميعها أدوات عملية لا غنى عنها لتحسين مستقبل المياه عالميًا".
وتناول أبرز التحديات التي تواجه قطاع المياه في مصر، مشيرا إلى أن البلاد تعتمد بشكل شبه كلي على نهر النيل لتلبية احتياجاتها المائية، ومع انخفاض نصيب الفرد إلى نحو نصف المعدل العالمي الآمن الذي يُعد مرجعًا دوليًا لقياس الندرة المائية الشديدة، أصبحت مصر من بين الدول الأشد ندرة في المياه، مما يستدعي تبنّي سياسات مائية تركز على الكفاءة والابتكار والاعتماد على الحلول العلمية.
وأشار إلى أن السياسة المصرية ثابتة في دعم التعاون والتكامل الإقليمي، سعيًا لتحقيق الازدهار لجميع دول حوض النيل، منوهًا بأن مصر تقدر وتدعم جهود منظمة يونسكو والبرنامج الهيدرولوجي في تنفيذ مشروع FRIEND-Nile الذي يعد منصة محورية للتعاون العلمي والبحث الهيدرولوجي وتبادل البيانات بين دول الحوض.
ولفت إلى مجالين محوريين يمكن أن يسهما في تعزيز التعاون الإقليمي وهما: التنبؤ الهيدرولوجي، والمياه الخضراء، موضحًا أن التباين المناخي الكبير بدول الحوض، بجانب الأنماط المطرية غير المنتظمة، وزيادة الطلب على المياه وغياب تبادل البيانات بين الدول، كلها عوامل تُحتّم الاعتماد على نمذجة هيدرولوجية متقدمة وتوقعات مناخية دقيقة، وهذه الأدوات العلمية توفر لغة مشتركة للحوار وأساسًا لفهم متبادل ومتوازن لاحتياجات دول المنبع والمصب، بما يدعم بناء الثقة وتنسيق تشغيل السدود وإعداد خطط للتعامل مع الجفاف.
وفيما يخص المياه الخضراء وهي مياه الأمطار التي تخزن في التربة والمستخدمة من قبل النباتات، قال وزير الري إنها المصدر الأساسي للرطوبة في 80% من الزراعة العالمية، كما أنها تدعم الأمن الغذائي لمليارات البشر.
وأكد أن غياب المياه الخضراء عن استراتيجيات المياه الوطنية والإقليمية يُعد ثغرة ينبغي تداركها عبر نهج شمولي على مستوى حوض النيل، يدمج المياه الخضراء في التخطيط الهيدرولوجي والسياسات الزراعية وجهود الحفاظ على النُظم البيئية واستراتيجيات بناء السلام.
اقرأ أيضاًوزير الري يبحث أعمال حماية الشواطئ بسواحل مصر الشمالية
وزير الري: توفير الاحتياجات المائية فور طلبها من المنتفعين خلال إجازة العيد
وزير الري يؤكد أهمية تعزيز مشاركة الأفراد والمنظمات في فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه