في خطوة مفاجئة أعادت الأمل للأسواق العالمية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الصين يتضمن بنوداً تجارية واقتصادية هامة من شأنها تخفيف حدة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم.

اتفاق يشمل المعادن النادرة والتعليم

بحسب ما صرّح به الرئيس ترامب، فإن أحد أهم محاور الاتفاق يتمثل في استيراد الولايات المتحدة للمعادن النادرة من الصين، وهي مواد حيوية تدخل في صناعة الإلكترونيات المتقدمة، والسيارات الكهربائية، وحتى المعدات العسكرية، ما يعطي هذه الخطوة بعداً استراتيجياً لا يستهان به.

ولم يتوقف الاتفاق عند الجوانب الاقتصادية فقط، بل امتد ليشمل الجانب التعليمي، حيث أكد ترامب أن الاتفاق سيتضمن أيضاً تسهيلات لوضع الطلاب الصينيين في الجامعات الأمريكية، في إشارة إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والانفتاح الثقافي بين البلدين بعد أشهر من القيود المتبادلة.

إعفاءات جمركية مؤقتة.. وفترة سماح حاسمة

وفي تحول لافت، اتفقت واشنطن وبكين على خفض الرسوم الجمركية بشكل جذري ولمدة أولية تمتد لـ90 يوماً. وبموجب هذا الاتفاق، ستخفض الولايات المتحدة تعريفاتها الجمركية على السلع الصينية من 145% إلى 30% فقط، في حين ستقوم الصين بتخفيض رسومها الجمركية على السلع الأمريكية من 125% إلى 10%، وفقاً لما جاء في البيان المشترك بين الطرفين.

ووصف مراقبون هذه الخطوة بأنها هدنة تجارية ضرورية تمهد الطريق نحو مفاوضات أكثر عمقاً وربما اتفاق دائم، في وقت باتت فيه الأسواق العالمية أكثر حاجة إلى الاستقرار بعد موجات من القلق نتيجة الحرب التجارية المستعرة منذ سنوات.

عائدات ضخمة لواشنطن

من اللافت أن ترامب أعلن أن بلاده ستحصل على رسوم جمركية إجمالية تصل إلى 55% بموجب الاتفاق، بينما ستكتفي الصين بنسبة 10%، ما قد يُعد مكسباً تفاوضياً كبيراً للولايات المتحدة في الوقت الحالي، على الأقل من وجهة نظر الإدارة الأمريكية.

خطوة أولى نحو مستقبل أكثر توازنًا

ورغم أن الاتفاق ما يزال في مراحله الأولى، إلا أنه يفتح الباب أمام مزيد من التفاهمات بين واشنطن وبكين، ويبعث برسالة طمأنينة إلى المستثمرين والعالم بأن لغة الحوار ما زالت ممكنة بين العملاقين الاقتصاديين.

طباعة شارك ترامب العالم الصين الرسوم الجمركية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب العالم الصين الرسوم الجمركية

إقرأ أيضاً:

مظلوم عبدي: اتفاق مبدئي على دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن وزارة الدفاع

أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع السلطات الانتقالية في دمشق بشأن آلية دمج قواته ضمن مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية، في خطوة وُصفت بأنها الأكثر تقدماً منذ بدء الحوار بين الجانبين حول مستقبل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

وفي تصريحات صحفية له اليوم، أوضح عبدي أن المحادثات الجارية حالياً في دمشق تهدف إلى وضع إطار تنفيذي لدمج قوات "قسد" ضمن وزارتي الدفاع والداخلية، مشيراً إلى أن التفاهم الجديد "يؤسس لشراكة رسمية بين مؤسسات الدولة السورية والقوى العسكرية التي حاربت تنظيم الدولة بدعم من التحالف الدولي".

وقال عبدي إن التوصل إلى هذا الاتفاق يأتي استكمالاً للتفاهم الموقع في 10 آذار/مارس الماضي بينه وبين الرئيس أحمد الشرع، والذي نصّ على إدماج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية ضمن المؤسسات الوطنية السورية قبل نهاية العام الحالي. لكنه أقرّ بوجود خلافات مستمرة حول آليات التنفيذ وتوزيع الصلاحيات، لافتاً إلى أن "بعض القضايا ما زالت عالقة، خاصة ما يتعلق بقيادة القوات وانتشارها في المناطق الكردية".

وأضاف القائد الكردي أن التفاهم الجديد "يفتح الباب أمام مرحلة سياسية وأمنية جديدة"، لكنه شدد على أن الضمانات المتعلقة بحقوق المقاتلين والإدارة المحلية ستكون شرطاً أساسياً للمضي في أي خطوة عملية، قائلاً:"نحن جزء من النسيج السوري، ومستعدون للانخراط في مؤسسات الدولة، لكن على أساس الشراكة والاعتراف بالتضحيات التي قدمناها في الحرب ضد الإرهاب".

ويُنظر إلى أن هذا الاتفاق المبدئي قد يشكل نقطة تحول في العلاقة المعقدة بين دمشق والإدارة الذاتية، خاصة مع اشتداد الضغوط الإقليمية والدولية على الطرفين لإيجاد تسوية داخلية تقلل من احتمالات التصعيد في الشمال الشرقي للبلاد.

ويأتي الإعلان في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات سياسية مكثفة، تزامناً مع تراجع الحضور الأمريكي التدريجي، ومحاولات روسية لإعادة هيكلة المشهد العسكري والأمني تحت مظلة الدولة السورية.

ورغم أن مصادر في الإدارة الذاتية أكدت أن "الاتفاق لا يزال في مرحلة التفاهمات الأولية"، فإنها أشارت إلى أن التقدم في ملف الدمج العسكري قد يفتح الباب أمام مفاوضات سياسية أوسع تشمل مستقبل الإدارة الذاتية وملف اللامركزية، الذي يمثل أحد أكثر الملفات حساسية في الحوار مع دمشق.

وبينما لم تصدر الحكومة السورية تعليقاً رسمياً بعد على تصريحات عبدي، يراقب الشارع الكردي والعربي في شمال سوريا بحذر مسار المحادثات الجارية، وسط تساؤلات حول مدى استعداد دمشق لتقديم تنازلات حقيقية تضمن بقاء بعض مظاهر الحكم الذاتي ضمن إطار الدولة المركزية.


مقالات مشابهة

  • بايدن يعلّق على "اتفاق غزة" للسلام ودور ترامب في التوصل إليه
  • الصين تتعهد برد حازم على الرسوم الجمركية الأمريكية
  • فائز بنوبل: على أوروبا كسر احتكار واشنطن وبكين للتكنولوجيا
  • عبدي يعلن عن اتفاق مبدئي لدمج قسد بوزارتي الدفاع والداخلية السوريتين
  • مظلوم عبدي: اتفاق مبدئي على دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن وزارة الدفاع
  • الصين تطالب الولايات المتحدة بالكف عن التهديد بالرسوم الجمركية
  • إيران تشكك في اتفاق غزة وتتهم واشنطن بالانحياز لـإسرائيل
  • الصين: لا نريد حربا تجارية مع أميركا لكننا لسنا خائفين منها
  • الصين تفرض رسومًا "خاصة" على السفن الأمريكية ردًا على واشنطن
  • "ترامب" يعلن أنه سيفرض رسومًا إضافية بنسبة 100% على الصين