الصين: لا نريد حربا تجارية مع أميركا لكننا لسنا خائفين منها
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
انتقدت الصين اليوم الأحد بشدة خطة دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الصادرات الصينية، وهددت باتخاذ إجراءات مضادة جديدة، مُحمّلةً الولايات المتحدة مسؤولية التدهور السريع للعلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأفادت وزارة التجارة في بيان لها بأنه منذ عقد البلدين محادثات تجارية في مدريد الشهر الماضي، واصلت الولايات المتحدة فرض سلسلة من القيود الجديدة على الصين، بما في ذلك إدراج شركات صينية على قائمة تجارية سوداء.
هي قائمة تُصدرها وزارة التجارة الأميركية، ومن يُدرج في هذه القائمة يُصبح من الصعب عليه الحصول على تراخيص لاستيراد أو استلام تكنولوجيا أميركية أو منتجات تصدّر من الولايات المتحدة، لأن الشركات أو المؤسسات الأميركية المُصدّرة بحاجة إلى إذن خاص إذا أرادت التعامل مع هذه الكيانات.
السبب عادةً يتعلق بـ مخاوف تتعلق بالأمن القومي، المساعدة في القدرات العسكرية، استخدام التكنولوجيا في التجسس أو القمع، أو انتهاكات لحقوق الإنسان.
وقالت الوزارة يوم الأحد: "موقف الصين من حروب الرسوم الجمركية ثابت: لا نريد الحرب، لكننا لسنا خائفين منها".
وأثر التوتر التجاري الجديد على وول ستريت، مما أدى إلى انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأثار قلق الشركات الأجنبية المعتمدة على إنتاج الصين من العناصر الأرضية النادرة المعالجة والمعادن الأرضية النادرة، وربما يعرقل قمة مرتقبة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من هذا الشهر.
تخضع المنتجات الصينية حاليا لرسوم جمركية أميركية نسبتها 30% بناء على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب الذي اتّهم بكين بدعم تجارة الفنتانيل وبممارسات تجارية غير منصفة.
وتبلغ الرسوم الجمركية التي فرضتها الصين ردا على ذلك 10% حاليا.
ضوابط تصديروفي أحدث تصعيد في الحرب التجارية بين البلدين، صرّح الرئيس الأميركي الجمعة الماضية بأنه سيفرض ضوابط تصدير "واسعة النطاق" على كل منتج أميركي تقريبًا، بما في ذلك "جميع البرامج الأساسية"، إلى جانب رفع الرسوم الجمركية المفروضة على الصين إلى 100% اعتبار من مطلع الشهر القادم.
إعلانردت وزارة التجارة الصينية: "التهديد بفرض رسوم جمركية مرتفعة في كل منعطف ليس الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين.. إذا أصرت الولايات المتحدة على نهجها، فستتخذ الصين بحزم إجراءات مماثلة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة".
تهديد ترامب جاء في أعقاب سلسلة من الإجراءات التجارية التي اتخذتها الصين خلال اليومين الماضيين، والتي وسعت نطاق ضوابطها التصديرية على المعادن النادرة والتقنيات ذات الصلة، بالإضافة إلى المعدات والمواد اللازمة لصنع البطاريات.
وأطلقت بكين تحقيقًا لمكافحة الاحتكار ضد شركة كوالكوم الأميركية لتصنيع الرقائق، وفرضت رسومًا على السفن المملوكة للولايات المتحدة التي ترسو في الموانئ الصينية.
ضغط قبل الاجتماعوحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فإن إجراءات بكين هذا الأسبوع بدت بمثابة استراتيجية لممارسة الضغط قبل اجتماع متوقع بين ترامب وشي في كوريا الجنوبية، وشكك ترامب يوم الجمعة في إمكانية عقد الاجتماع، لكنه قال لاحقًا إنهما سيلتقيان على الأرجح.
أثارت ضوابط التصدير الجديدة التي فرضتها الصين مخاوف من اضطرابات واسعة النطاق في قطاع التصنيع العالمي.
وردت بكين اليوم بأن التأثير على سلاسل التوريد سيكون "محدودًا للغاية"، وأصرت على أنه لا داعي لقلق الشركات. وأضافت وزارة التجارة أن الجانب الأميركي لطالما "أساء استخدام ضوابط التصدير" وتجاوز مفهوم الأمن القومي.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن فنغ تشوتشنغ، الشريك المؤسس في شركة هوتونغ للأبحاث، وهي شركة استشارية مستقلة تتخذ من بكين مقرًا لها، قوله إن الجانبين بدا في أعقاب محادثات مدريد متفقين على تجنب التصعيد قبل اجتماع شي وترامب المقترح في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول.
مع ذلك، تغير الوضع بعد قرار الولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول بتشديد ضوابط التصدير على الشركات الصينية، مما يُصعّب التحايل على القواعد المُصممة لإبطاء قدرة الصين على تطوير أشباه الموصلات المتقدمة.
وعارضت بكين قرار واشنطن بزيادة رسوم السفن الصينية التي تزور الموانئ الأميركية.
نهج الصين في المواجهةوقال فنغ: "من وجهة نظر شي، لا تُمثّل هذه الإجراءات تصعيدًا جوهريًا فحسب، بل تُمثّل أيضًا تأكيدًا إضافيًا على ضعف مصداقية إدارة ترامب".
وأضاف أن بكين تُعيد تفعيل نهجها المُتبع بعد فرض ترامب تعريفات جمركية أولية في أبريل/نيسان الماضي، "إذ تُصعّد أولًا لفرض إعادة ضبط للمفاوضات، بدلًا من الانتظار السلبي للمحادثات التالية".
وقالت المشاركة في معهد ميركاتور لدراسات الصين، يانمي شيه إنه في حين أن للولايات المتحدة نفوذًا على التجارة، وأن كلا البلدين مُعرّضان لضوابط التصدير التي يفرضها الآخر، إلا أن الصين قد تكون لها "الغلبة" عندما يتعلق الأمر بنقاط الضعف في قطاع الشركات.
وقالت: "ثمة عدد أكبر بكثير من الشركات الأميركية التي تُنتج في الصين مقارنةً بالعكس، وبعضها، مثل آبل وتسلا، تُعدّ درة تاج الشركات الأميركية".
وقال كوري كومبس، المدير المساعد لشركة تريفيوم تشاينا الاستشارية ومقرها بكين، إن تصعيد ترامب الأخير، بما في ذلك التهديد بالانسحاب من المحادثات مع شي، قد يُحفّز بكين على إعادة تقييم موقفها.
إعلانوقال: "من الناحية الواقعية، أعتقد أن بكين تُعدّل نهجها بسرعة – وربما لا تعرف القيادة حتى ما هو التالي تحديدًا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة وزارة التجارة ضوابط التصدیر رسوم ا
إقرأ أيضاً:
ترامب: أميركا تريد مساعدة الصين وليس إلحاق الأذى بها تجاريا
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأحد إن الولايات المتحدة "تريد مساعدة الصين وليس إلحاق الأذى بها" في لهجة توفيقية، بعد أيام على تهديده بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على بكين.
وكان ترامب هدّد الجمعة بفرض رسوم جمركية إضافية على الصين، كما أشار إلى أنه قد يلغي لقاء مع الرئيس الصيني شي جينبينغ مقرّرا هذا الشهر، مما أدى إلى تراجع بورصة وول ستريت على خلفية مخاوف من تجدّد فصول الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" إن "الولايات المتحدة تريد مساعدة الصين وليس إلحاق الأذى بها"، مضيفا "أحترم الرئيس شي (جي بينغ).. لا أريد أن تعاني بلاده كسادا".
وقال ترامب الجمعة الماضي إنه قد يلجأ إلى فرض رسوم جمركية إضافية على ثاني اقتصاد عالمي اعتبارا من الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ردا على ما أسماه قيودا صينية جديدة "عدوانية للغاية" على الصادرات المتعلقة بالمعادن النادرة.
ازداوجية المعاييرفي المقابل، وصفت وزارة التجارة الصينية اليوم الأحد تهديد ترامب بفرض الرسوم الجمركية بأنه "مثال واضح على ازدواجية المعايير".
وقالت "إن التهديد بفرض رسوم جمركية مرتفعة عند كل منعطف ليس النهج الصحيح للتعامل مع الصين".
وأضافت وزارة التجارة أن ضوابط التصدير التي فرضتها على المعادن الأرضية النادرة جاءت بعد سلسلة من الإجراءات الأميركية منذ المحادثات التجارية الثنائية في مدريد الشهر الماضي.
وأشارت بكين إلى إدراج شركات صينية على قائمة سوداء تجارية أميركية وفرض واشنطن رسوم موانئ على السفن الصينية كأمثلة على ذلك.
وقالت الوزارة "أضرت هذه الإجراءات بشدة بمصالح الصين وقوضت أجواء المحادثات الاقتصادية والتجارية الثنائية. تعارض الصين بشدة هذه الإجراءات".
ورفضت وزارة التجارة الصينية رواية ترامب بأن الصين تستغل هيمنتها في مجال العناصر الأرضية النادرة المعالجة والمعادن النادرة لمهاجمة جميع الدول، وليس الولايات المتحدة فقط.
هيمنة صينية على المعادن النادرةوتخضع المنتجات الصينية حاليا لرسوم جمركية أميركية نسبتها 30% بناء على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب الذي اتّهم بكين بدعم تجارة الفنتانيل وبممارسات تجارية غير منصفة.
إعلانوتبلغ الرسوم الجمركية التي فرضتها الصين ردا على ذلك 10% حاليا.
كانت مسألة المعادن النادرة من بين النقاط الخلافية الرئيسية خلال المفاوضات التجارية الأخيرة بين القوتين.
وتعد هذه المعادن ضرورية في تصنيع منتجات مختلفة انطلاقا من الهواتف الذكية، مرورا بالمركبات الكهربائية والمعدات العسكرية، ووصولا إلى تكنولوجيا الطاقة المتجددة.
وتهيمن الصين على الإنتاج العالمي ومعالجة هذه المواد، وأعلنت الخميس الماضي عن ضوابط جديدة على تصدير التكنولوجيا المستخدمة في التعدين ومعالجة معادن حيوية.
في غضون ذلك قال الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير اليوم الأحد إن واشنطن تواصلت مع الصين لإجراء اتصال هاتفي بعد إعلان بكين عن التوسع في قائمة قيود تصدير المعادن النادرة، لكن الصين أرجأت الاتصال.
وأضاف جرير لبرنامج (صنداي بريفينغ) -الذي تبثه قناة فوكس نيوز- "يمكنني إخباركم بأننا لم نُخطر. وسرعان ما علمنا بذلك من مصادر عامة، تواصلنا مع الصينيين لإجراء اتصال هاتفي، لكنهم أرجأوا ذلك".