قانون التمرد بأميركا.. ولدته ضريبة على الخمور واستخدم لمواجهة العنصرية
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
قانون التمرد هو قانون أميركي يعرف أحيانا باسم "قانون التمرد لعام 1807″، في إشارة إلى سنة اعتماده. يتيح هذا القانون لرئيس الولايات المتحدة الأميركية صلاحية نشر قوات عسكرية داخل البلاد لقمع حالات التمرد أو العصيان، كما يمنحه سلطة استخدام القوات العسكرية لفرض قوانين الاتحاد عندما تتم عرقلتها بوسائل غير قانونية.
ويتضمن القانون بعض الشروط بشأن الصلاحيات المخولة للرئيس دون الحسم في أمرها بشكل واضح، وقد استخدمت أميركا هذا القانون 30 مرة منذ اعتماده، آخرها عام 1992 في عهد الرئيس جورج بوش الأب .
ويعود آخر تعديل لذلك القانون إلى نحو 150 عاما، وتُوجه له انتقادات كثيرة، خاصة فيما يتعلق بشروط ومعايير تطبيق بنوده.
السياق التاريخيوقع قانون التمرد الرئيس توماس جيفرسون في الثالث من مارس/آذار 1807، وتعود أصول هذا القانون إلى قانون المليشيات عام 1792، والذي خوّل الرئيس استدعاء المليشيات لقمع حالات التمرد.
وجاء هذا القانون للرد على ثورة اندلعت بين عامي 1791 و1794 احتجاجا على ضريبة فرضتها الحكومة على الخمور بهدف جمع الإيرادات لدفع الديون التي خلفتها حرب الاستقلال.
واستُخدم لاحقا لمعالجة انتهاكات قانون الحظر لعام 1807، الذي كان يهدف لتجنيب الولايات المتحدة الانجرار إلى الحروب النابليونية المستعرة في أوروبا، وذلك من خلال وقف التجارة مع بريطانيا وفرنسا للضغط عليها اقتصاديا من أجل احترام الحياد الأميركي.
ومهد القانون الطريق لاستخدام الرئيس القوة العسكرية في إنفاذ القانون المحلي، كما حصل للرئيس أبراهام لينكولن في الحرب الأهلية الأميركية (1861-1865).
ينص قانون التمرد في أحد بنوده على ما يلي "عندما يحدث تمرد في أي ولاية ضد حكومتها، يجوز للرئيس، بناء على طلب مجلسها التشريعي أو حاكمها، إذا لم يتمكن المجلس التشريعي من الانعقاد، استدعاء قوات من مليشيا الولايات الأخرى إلى الخدمة الفدرالية، بالعدد الذي تطلبه تلك الولاية، واستخدام القوات المسلحة التي تراها ضرورية لقمع التمرد".
إعلانوينص بند آخر من القانون على أنه يمكن استخدامه "كلما رأى الرئيس أن العراقيل أو التشكيلات أو التجمعات غير القانونية، أو التمرد على سلطة الولايات المتحدة، تجعل من غير العملي إنفاذ قوانين الولايات المتحدة في أي ولاية من خلال الإجراءات القضائية العادية".
ويشار إلى أنه في الظروف العادية، يحظر "قانون بوس كوميتاتوس" (1878) على الجيش الأميركي -بما في ذلك القوات المسلحة الفدرالية وقوات الحرس الوطني- المشاركة في إنفاذ القانون المدني، وذلك في إطار تقليد أميركي يعتبر التدخل العسكري في الحكومة المدنية خطرا على الحريات.
استعمالات القانونمنذ اعتماده عام 1807 عدلت السلطات الأميركية قانون التمرد مرات عدة، ولجأت إليه في التعامل مع 30 أزمة، وفقا لمركز برينان للعدالة (مؤسسة بحثية أميركية غير ربحية وغير حزبية).
وأشار المركز إلى أن معظم الاستخدامات كانت تتضمن نشر قوات فدرالية، على الرغم من أن بعض الأزمات تم حلها بعد إصدار الأوامر للقوات العسكرية بالتدخل، ولكن قبل وصولها إلى مكان الحادث.
وأبرز الحالات التي لجأت فيها الولايات المتحدة إلى قانون التمرد كانت في عهد الرئيس أبراهام لينكولن (1861-1865) لتمكينه من استخدام القوات الفدرالية لهزيمة انفصال الولايات الكونفدرالية في الحرب الأهلية الأميركية.
كما استعمله الرئيس دوايت آيزنهاور (1953-1961) للمساعدة في الجهود المبذولة لإلغاء الفصل العنصري في المدارس العامة في الجنوب، وذلك في أوج مظاهرات الحقوق المدنية المطالبة بإلغاء سياسات الفصل العنصري. وقد أرسل آيزنهاور قوة محمولة جوا إلى مدينة ليتل روك بولاية أركنساس لحماية الطلاب السود.
بيد أن الحالة الأبرز لتفعيل قانون التمرد في القرن العشرين تعود إلى عام 1965، عندما استدعى الرئيس ليندون جونسون قوات الحرس الوطني لحماية نشطاء الحقوق المدنية المشاركين في مسيرة في ولاية ألاباما من العنف، وذلك رغم معارضة حاكم الولاية وعدم وجود طلب منها.
إعلانوقد برر الرئيس جونسون قراره بضرورة ضمان سلامة المشاركين في المسيرة، الذين كانوا يواجهون عنفا من مسؤولي الولاية والمسؤولين المحليين.
وتعود آخر مرة تم فيها اللجوء إلى قانون التمرد إلى عام 1992 في عهد الرئيس جورج بوش الأب، الذي طبق هذا القانون لقمع أعمال الشغب في مدينة لوس أنجلوس بعد تبرئة ضباط الشرطة المتورطين في ضرب سائق أسود اسمه رودني كينغ.
وأقدم الرئيس بوش على تلك الخطوة بناء على طلب تقدم به حاكم ولاية كاليفورنيا آنذاك بيت ويلسون لتوفير المساعدة الفدرالية.
ترامب وقانون التمردفي عام 2020، لوح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الأولى باستعمال ذلك القانون لاحتواء المظاهرات العنيفة التي اندلعت احتجاجا على تعامل أفراد الشرطة وعلى العنصرية ضد الأميركيين من أصل أفريقي (السود) في العديد من المدن الأميركية، وذلك بعد مقتل الناشط جورج فلويد على أيدي الشرطة في 25 مايو/أيار 2020 في مدينة منيابولس بولاية مينيسوتا.
ولم يلجأ ترامب إلى قانون التمرد عندما أمر يوم 7 يونيو/حزيران 2025 بنشر ألفيْ عنصر من الحرس الوطني في لوس أنجلوس لاحتواء الأزمة الناجمة عن احتجاجات المهاجرين، لكنه استند للباب العاشر من قانون فدرالي يتضمن بندا يسمح للرئيس باستدعاء أفراد الخدمة الفدرالية عند "وجود تمرد أو خطر تمرد ضد سلطة حكومة الولايات المتحدة" أو عندما "يعجز الرئيس، باستخدام القوات النظامية، عن تنفيذ قوانين الولايات المتحدة".
وجاء في مذكرة رئاسية أن الرئيس ترامب اتخذ ذلك القرار "لحماية موظفي دائرة الهجرة والجمارك وغيرهم من موظفي حكومة الولايات المتحدة الذين يؤدون وظائف فدرالية بشكل مؤقت، بما في ذلك إنفاذ القانون الفدرالي، وحماية الممتلكات الفدرالية، في المواقع التي تحدث فيها احتجاجات ضد هذه الوظائف أو من المحتمل أن تحدث فيها بناء على تقييمات التهديدات الحالية والعمليات المخطط لها".
إعلانوأشارت تقارير إخبارية كثيرة إلى أن ترامب يدرس إمكانية تفعيل قانون التمرد، ردا على الاحتجاجات وأعمال العنف التي اندلعت في أوساط المهاجرين يوم السادس من يونيو/حزيران 2025 في مدينة لوس أنجلوس جنوب كاليفورنيا.
وقال ترامب إن "نشر الجيش كان ضروريا لحماية الممتلكات والأفراد الفدراليين"، وذلك في أعقاب قراره بنشر 700 عنصر من سلاح مشاة البحرية الأميركية (المارينز) و4 آلاف جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس.
يؤكد مركر برينان للعدالة أن قانون التمرد لا يجيز حالة الأحكام العرفية التي تعني عموما تمكين الجيش من تولي دور الحكومة المدنية في حالات الطوارئ. في المقابل يُجيز قانون التمرد للجيش عموما مساعدة السلطات المدنية "سواء على مستوى الولايات أو على مستوى الحكومة الفدرالية"، وليس الحلول محلها.
ويرى كثير من الخبراء أن صياغة قانون التمرد واسعة وفضفاضة، مما يمنح الرئيس سلطة تقديرية واسعة في تحديد متى وكيف يستخدم القوات العسكرية في عمليات إنفاذ القانون في الأزمات الداخلية.
ويعتبر مركز برينان أن القانون لا يضع معايير واضحة لاستخدام القوات العسكرية، وهو ما يخلق وضعا يتمتع فيه الرئيس بسلطة تقديرية شبه مطلقة لنشر القوات الفدرالية في حالات الاضطرابات المدنية. ويحذر المركز من أن هذه السلطة غير المحدودة لاستخدام الجيش محليا تعتبر أمرا خطيرا.
ويقدّر المركز أن تلك السلطة الواسعة أصبحت غير ضرورية وغير مقبولة في ظل التغييرات الجذرية التي شهدتها الولايات المتحدة طيلة 150 عاما منذ آخر تعديل لقانون التمرد، إذ تغيرت قدرات السلطات المدنية للولايات والسلطات الفدرالية وتوقعات الشعب الأميركي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج الولایات المتحدة قانون التمرد فی إنفاذ القانون الحرس الوطنی هذا القانون لوس أنجلوس إلى قانون
إقرأ أيضاً:
كيف ضمن المشرع حقوق المستمثر في القانون ؟
يحرص قانون الاستثمار على توفير بيئة آمنة وجاذبة لرؤوس الأموال، من خلال منح المستثمرين مجموعة من الحقوق والضمانات التي تكفل لهم الاستقرار والشفافية والعدالة في تعاملاتهم.
ويأتي ذلك في إطار سعي الدولة لدعم مناخ الأعمال، وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي على حد سواء، بما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتوفير فرص العمل.
ضمن قانون الاستثمار حقوق المستمر بشكل كامل ضمانا لتوفير بيئة آمنة ومناسبة وجاذبة لرؤوس الأموال
ووفقا للمادة(١٥) يحوز للمستثمر تحقيقا لأهداف التنمية الشاملة والمستدامة تخصيص نسبة من أرباحه السنوية لاستخدامها فى إنشاء نظام للتنمية المجتمعية، خارج مشروعه الاستثمارى، من خلال مشاركته فى كل المجالات الآتية أو بعضها:
١-اتخاذ التدابير اللازمة لحماية البيئة وتحسينها.
٢-تقديم خدمات أو برامج فى مجالات الرعاية الصحية أو الاجتماعية أو الثقافية أو فى إحدى مجالات التنمية الأخرى.
٣-دعم التعليم الفنى أو تمويل البحوث والدراسات وحملات التوعية التى تستهدف تطوير الإنتاج وتحسينه بالاتفاق مع إحدى الجامعات أو مؤسسات البحث العلمى.
٤-التدريب والبحث العلمى.
ويعد ما ينفقه المستثمر من مبالغ فى إحدى المجالات المنصوص عليها فى الفقرة السابقة بما لا يجاوز نسبة ١٠% من أرباحه السنوية الصافية من التكاليف والمصروفات واجبة الخصم وفقا لنص المادة ٢٣ بند ٨ من قانون الضريبة على الدخل الصادر بالقانون رقم ٩١ لسنة ٢٠٠٥
ويجوز للوزير المختص بالتنسيق مع الوزارات المعنية إنشاء قائمة لأفضل المشروعات الاستثمارية التى تقوم بأنشطة تنمية مجتمعية سواء من الناحية الجغرافية أو القطاعية أو غيرها ويعلن عنه للرأى العام.
وفى جميع الأحوال يحظر استخدام المشروعات أو البرامج أو الخدمات المقدمة بنظام المسئولية المجتمعية لتحقيق أغراض سياسية أو حزبية أو دينية أو تنطوى على تمييز بين المواطنين.
وتبين اللائحة التنفيذية للقانون ما يلزم من ضوابط وقواعد أخرى لتطبيق نظام المسئولية المجتمعية.
شروط تمتع المشروعات الاستثمارية بالحوافز الخاصةووفقا للمادة 12 يشترط لتمتع المشروعات الاستثمارية بالحوافز الخاصة المنصوص عليها في المادة (11) من هذا القانون، توافر الشروط الآتية:
أن يتم تأسيس شركة أو منشأة جديدة لإقامة المشروع الاستثماري.
أن تؤسس الشركة أو المنشأة خلال مدة أقصاها ثلاث سنوات من تاريخ العمل باللائحة التنفيذية لهذا القانون، ويجوز بقرار من مجلس الوزراء وبناء على عرض الوزير المختص مد هذه المدة لمرة واحدة.
أن تمسك الشركة أو المنشأة حسابات منتظمة، وإذا كانت الشركة أو المنشأة تعمل في أكثر من منطقة فلها أن تستفيد بالنسبة المقررة لكل منطقة بشرط أن يكون لكل منطقة حسابات مستقلة.
ألا يكون أي من المساهمين أو الشركاء أو أصحاب المنشآت قد قدم أو ساهم أو استخدم في إنشاء أو تأسيس أو إقامة المشروع الاستثماري المتمتع بالحافز أيا من الأصول المادية لشركة أو منشأة قائمة وقت العمل بأحكام هذا القانون أو قام بتصفية تلك الشركة أو المنشأة خلال المدة المبينة بالبند (2) من هذه المادة بغرض إنشاء مشروع استثماري جديد يتمتع بالحوافز الخاصة المشار إليها، ويترتب على مخالفة ذلك سقوط التمتع بالحافز المشار إليه والتزام الشركة أو المنشأة بسداد جميع المستحقات الضريبية.
ويجوز أن تتمتع توسعات المشروعات الاستثمارية القائمة بالفعل بالحوافز المنصوص عليها فى المادتين (11)، (13) من هذا القانون، ويقصد بالتوسعات في حكم هذه المادة زيادة رأس المال المستخدم بإضافة أصول جديدة تؤدى إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للمشروع، وذلك كله طبقا للقواعد والشروط التى يصدر بتحديدها قرار من مجلس الوزراء.
وتنص المادة 11 على أن تمنح المشروعات الاستثمارية التي تقام بعد العمل بهذا القانون وفقا للخريطة الاستثمارية، حافزا استثماريا خصما من صافي الأرباح الخاضعة للضريبة، على النحو الآتي:
نسبة (50%) خصما من التكاليف الاستثمارية للقطاع (أ):
ويشمل المناطق الجغرافية الأكثر احتياجا للتنمية طبقا للخريطة الاستثمارية وبناء على البيانات والإحصاءات الصادرة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ووفقا لتوزيع أنشطة الاستثمار بها على النحو الذي تبينه اللائحة التنفيذية لهذا القانون.
نسبة (30%) خصما من التكاليف الاستثمارية للقطاع (ب):
ويشمل باقي أنحاء الجمهورية وفقا لتوزيع أنشطة الاستثمار، وذلك للمشروعات الاستثماري الآتية:
المشروعات كثيفة الاستخدام للعمالة وفقا للضوابط المنصوص عليها في اللائحة التنفيذية لهذا القانون.
المشروعات المتوسطة والصغيرة.
المشروعات التي تعتمد على الطاقة الجديدة والمتجددة أو تنتجها.
المشروعات القومية والإستراتيجية التي يصدر بتحديدها قرار من المجلس الأعلى.
المشروعات السياحية التي يصدر بتحديدها قرار من المجلس الأعلى.
مشروعات إنتاج الكهرباء وتوزيعها التي يصدر بتحديدها قرار من رئيس مجلس الوزراء بناء على عرض مشترك من الوزير المختص والوزير المعني بشئون الكهرباء ووزير المالية.
مشروعات التي يصدر إنتاجها إلى خارج الإقليم الجغرافي لجمهورية مصر العربية.
صناعة السيارات والصناعات المغذية لها.
الصناعات الخشبية والأثاث وال والتغليف والصناعات الكيماوية.
صناعة المضادات الحيوية وأدوية الأورام ومستحضرات التجميل.
الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية وتدوير المخلفات الزراعية.
الصناعات الهندسية والمعدنية والنسيجية والجلود.
وفي جميع الأحوال يجب ألا يجاوز الحافز الاستثماري (80%) من رأس المال المدفوع حتى تاريخ بدء مزاولة النشاط، وذلك وفقا لأحكام قانون الضريبة على الدخل الصادر بالقانون رقم 91 لسنة 2005 كما يجب ألا تزيد مدة الخصم على سبع سنوات من تاريخ بدء مزاولة النشاط.
ويصدر رئيس مجلس الوزراء قرارا بناء على عرض مشترك من الوزير المختص ووزير المالية والوزير المعني، بتحديد توزيع القطاعات الفرعية لأنشطة الاستثمار بالقطاعين (أ)، و(ب) المشار إليهما.
وتبين اللائحة التنفيذية لهذا القانون مفهوم التكلفة الاستثمارية، والنطاق الجغرافي للقطاعين (أ) و(ب)، وشروط منح الحوافز الخاصة وضوابطه، وتدرج بها أنشطة الاستثمار الفرعية التي يتضمنها قرار رئيس مجلس الوزراء المشار إليه فور صدوره.
وتجوز إضافة أنشطة جديدة للتمتع بالحوافز الخاصة بقرار من المجلس الأعلى.