بحسب بردية إدوين سميث التي تُعدّ أقدم أطروحة جراحية معروفة وأول وثيقة طبية، كان الفراعنة أول مَن وصفوا سرطان الثدي، وقدموا شرحاً تفصيلياً لأعراض أورامه. وعلى مدى القرون اللاحقة، طرح أبو قراط وجالينوس نظريتهم الخاصة حول الموضوع، ملقيَيْن لوم الإصابة بسرطان الثدي على «فائض المِرة السوداء»، ووصفوا الأفيون وزيت الخروع علاجاً له.

وفي القرن الثامن عشر، تم اعتماد الاستئصال الجراحي كبديل، لكن فعاليته العلاجية اقتصرت على الأورام السرطانية الصغيرة والموضعية التي يمكن إزالتها تماماً. وفي أوائل القرن العشرين، دفع التقدم العلمي مجال أبحاث السرطان قدماً، وحوّل العديد من تشخيصات السرطان الميؤوس منها إلى حالات قابلة للعلاج.

إلا أن سرطان الثدي الثلاثي السلبي، الذي يُعدّ نوعاً فرعياً من سرطان الثدي، لا يستجيب للأدوية وذلك بسبب انعدام وجود مستقبلات هرمون الإستروجين أو البروجسترون، وإنتاجها الضئيل أو المعدوم لمستقبلات عامل نمو البشرة البشري، مما ينتج عنه عدم استجابة جسم المريضة للأدوية.

أخبار قد تهمك دراسة: العلاج المبكر لسرطان الثدي يجنب الجراحة 8 أبريل 2025 - 1:53 صباحًا ‏”انتصار” ووالدتها ترويان قصة تعافيهما من ‎سرطان الثدي الذي أصاب الجدة والأم والحفيدة 21 أكتوبر 2024 - 1:00 مساءً

ويتميز سرطان الثدي الثلاثي السلبي بأنه سرطان عدواني ينتشر بسرعة، وغالباً ما يطور مقاومة لأدوية العلاج الكيميائي المتعددة. ويصعب علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي بشكل خاص، مع ارتفاع خطر تكرار الإصابة به، وانتشاره خلال 3 سنوات، وسوء تشخيصه. وتشمل العلاجات الحالية لسرطان الثدي الثلاثي السلبي العلاج الكيميائي المساعد قبل الجراحة، وحصار نقاط التفتيش المناعية. إلا أنها علاجات غير كافية للعديد من المريضات.

ومن أجل تطوير نماذج تنبئيّة أكثر فعالية في المرحلة ما قبل السريرية، واختيار مرشحين مناسبين من المرضى الذين يُحتمل أن يستفيدوا من العلاج المُقدم قبل جراحة السرطان الأولية، جمع باحثو هيوستن ميثوديست بين أبحاث السرطان، وهندسة البروتينات، وتوليد الجسيمات النانوية، وعلاجات الحمض النووي الريبوزي.

ويقود الفريق خبراء مرموقون في مجالهم، كالدكتورة فرانشيسكا تارابالي، مديرة مركز تجديد الجهاز العضلي الهيكلي، والدكتور جون كوك، مدير مركز تجديد القلب والأوعية الدموية، والدكتور جيمي جوليهار، المدير الطبي لمركز علاجات الحمض النووي الريبوزي رئيس مختبر اكتشاف الأجسام المضادة والعلاجات البروتينية المتسارعة، والدكتورة جيني تشانغ نائبة الرئيس التنفيذي المديرة الأكاديمية في مستشفى هيوستن ميثوديست الرئيسة التنفيذية للمعهد الأكاديمي رئيسة «كرسي إميلي هيرمان» المتميز في أبحاث السرطان.

كما كان للدكتورة ماريا شيرفو، زميلة ما بعد الدكتوراه، دورٌ محوري في إجراء الدراسات ما قبل السريرية في مختبر الدكتور تشان. وتقول الدكتورة شيرفو: «تستخدم أبحاثنا نماذج من الفئران شديدة الضعف المناعي، يتم تطعيمها أولاً بخلايا مناعية بشرية، ثم تطعيمها بورم بشري، كزرع غريب مشتق من المريضة، ونراقب ونلخص التفاعلات بين الخلايا المناعية البشرية والأورام، مما يسمح لنا بالتحقيق في فعالية المواد المساعدة المستهدفة القائمة على الحمض النووي الريبوزي في الجسم الحي».

واستطاع فريق الأبحاث من توليد المادة المساعدة «نيو 20» عن طريق تصنيع حمض نووي ريبوزي لـ20 مستضداً جديداً، تم اختيارها وتقييدها بخلايا «إتش إل إي – إي 2 (HLA – A2)» المستضدة من الكريات البيضاء البشرية.

ويوضح الدكتور جوليهار أن الفريق حدد المستضدات الجديدة للأورام لهذا النموذج، باستخدام خوارزمية خاصة تُعطي الأولوية للمستضدات المرشحة بناءً على احتمالية تحفيزها لاستجابات الخلايا التائية الخاصة بالمستضد الجديد.

وشرحت الدكتورة تارابالي كيف قام فريق الأبحاث بتغليف الحمض النووي الريبوزي المرسال المُصنّع حديثاً في جسيمات نانوية دهنية، وتقييمه في الجسم الحي باستخدام فئران تجارب. وبعد تحديد الأورام، تمّت معالجة الفئران بالمستضد الجديد، وتمّت متابعة مناعتهم ومدى نمو الأورام خلال فترة العلاج.

وأظهرت نتائج الفريق أن 40 في المائة من الفئران المعالجة بمستضد «نيو 20»، أنتجت مجموعات فرعية من الخلايا التائية البشرية الوظيفية، مع استجابات مناعية مقيدة بـ«إتش إل إي – إي 2 (HLA – A2)» ضد ببتيدات مستضد متعددة. كما أكدوا قدرة الخلايا التائية على إنتاج إنترفيرون غاما (IFN – γ)، وعامل نخر الورم ألفا (TNFα)، والجرانزيمات ألف وباء، وأظهروا زيادة في إفراز السيتوكينات المؤيدة للالتهابات وعلامات تنشيط الخلايا التائية في المجموعة المعالجة بمستضد «نيو 20»، مما يعني أنها قد تُحفز استجابات فعالة مضادة للأورام.

 

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: أعراض سرطان الثدي الثلاثي السلبي سرطان الثدي سرطان الثدی الثلاثی السلبی الحمض النووی الریبوزی الخلایا التائیة

إقرأ أيضاً:

«أصدقاء مرضى السرطان» تدعو المؤسسات والشركات لدعم «أكتوبر الوردي»

الشارقة (وام)

أخبار ذات صلة حجاج «برنامج زايد من خارج الدولة» يختتمون المناسك لا شكاوى من امتحان «الإنجليزية» في لجان العين

أعلنت «جمعية أصدقاء مرضى السرطان» أن حملة «أكتوبر الوردي» التي تنظمها «القافلة الوردية» سنوياً طوال شهر أكتوبر في جميع أنحاء دولة الإمارات ستواصل رحلتها في تمكين المجتمع، من خلال تقديم الفحوص الطبية المجانية للكشف المبكر عن سرطان الثدي.
وتركز الحملة على نشر الوعي ومضاعفة العمل الجماعي، وحشد الجهود الرامية إلى ضمان حصول جميع أفراد المجتمع على المعرفة والموارد والأدوات اللازمة للعناية بصحتهم.
وتجسيداً لالتزامها بتعزيز الوعي حول سرطان الثدي وتقديم الدعم المتخصص للقوى العاملة في دولة الإمارات، وجهت الجمعية الدعوة لجميع المؤسسات والشركات في جميع أرجاء الدولة للمشاركة في الجهود الرامية إلى مكافحة السرطان، والحد من انتشاره، خلال حملة «أكتوبر الوردي» التي تتضمن تقديم خدماتها الأساسية للموظفات والموظفين.
ويمكن للشركات والمؤسسات حجز خدمات القافلة الوردية في حملة أكتوبر المقبل التي تتضمن العيادة المتنقلة و«اليوم الصحي» و«المحاضرات التوعوية» من خلال التواصل على الإيميل: info@pinkcaravan.ae.
وتلعب المشاركة المؤسسية دوراً أساسياً في تعزيز جهود التوعية بسرطان الثدي، وتوسيع نطاقها، وترسيخ أثرها الإيجابي، حيث يتيح التعاون مع حملة «أكتوبر الوردي» للشركات فرصة إثبات التزامها بالمسؤولية المجتمعية والمساهمة الفعالة في تحسين صحة النساء والرجال في المؤسسات والشركات، وتعزيز جودة حياتهم.
وقالت عائشة الملا، مديرة جمعية أصدقاء مرضى السرطان: «إن الكشف المبكر عن سرطان الثدي عامل رئيسي في إنقاذ حياة المصابين ومسؤولية نتشاركها جميعنا، ففي دولة الإمارات تشكل الشركات والمؤسسات ركائز أساسية لمجتمعنا، ولهذا تسهم منصاتها وشبكاتها وتأثيرها في إحداث التحول الإيجابي المنشود في مجال نشر الوعي، وتشجيع المواطنين والمقيمين على إجراء فحص الكشف المبكر، وتعزيز ثقافة الصحة الوقائية، ومن خلال حملة أكتوبر الوردي ندعو قادة الأعمال وصناع القرار لمضاعفة جهودهم والانضمام إلينا في دعم الكشف المبكر عن سرطان الثدي ومعاً سنبني مجتمعاً أكثر صحة ومرونة وقوة».
وتتضمن حملة «أكتوبر الوردي» هذا العام مجموعة من الحلول المخصصة لتشجيع المشاركة المؤسسية التي صُممت لتعزيز تأثير وفاعلية وكفاءة المشاركة، حيث يمكن لأي شركة حجز «عيادة متنقلة» من عيادات «القافلة الوردية»، التي ستزور مقرها وتقدم فحوصات الـ«ماموغرام» للموظفات اللواتي تتجاوز أعمارهن 40 عاماً، إلى جانب تقديم الفحوص الطبية السريرية للموظفات والعاملات اللواتي تتجاوز أعمارهن 20 سنة، وتقدم هذه الخدمات بأعلى درجات الاحترافية والخصوصية، بما يضمن تجربة مريحة لجميع المشاركات والمشاركين.
كما يشكل «اليوم الصحي» مبادرة مثلى للمؤسسات الساعية إلى تبني نهج شامل لصحة الموظفين، حيث تجمع هذه المبادرة بين الفحوص الطبية السريرية وقسائم إجراء فحوص الـ«ماموغرام» ومحاضرات توعية تفاعلية تسهم في تمكين كوادر المؤسسات بالمعرفة المتخصصة.
وإلى جانب هذه الخدمات الأساسية، يمكن للشركات الاستفادة من «العيادات المصغّرة» التي تركز على تقديم خدمات الفحوص الطبية السريرية للقوى العاملة.
كما يمكنها حجز برنامج «المحاضرات التوعوية» و«ورش العمل» التي تتوفر عن بُعد وعلى أرض الواقع، حيث صُممت هذه الجلسات التعليمية للنساء والرجال لتغطية أساسيات الفحص الذاتي للكشف المبكر عن سرطان الثدي، والتأكيد على أهمية فحوص الكشف المبكر، وتتضمن توزيع قسائم توعوية على جميع الحاضرين.
ويتجلى تأثير حملة «أكتوبر الوردي» التي تنظمها «القافلة الوردية» التابعة لـ«جمعية أصدقاء مرضى السرطان» في كل عام من خلال وصول آلاف النساء والرجال في جميع أنحاء دولة الإمارات إلى الفحوص الطبية والموارد التعليمية والتوعوية المجانية للكشف المبكر عن السرطان؛ بفضل دعم المؤسسات الشريكة.

مقالات مشابهة

  • نتائج واعدة لـ لقاح يحمي النساء من سرطان الثدي.. يحارب أخطر السلالات
  • «صحة دبي».. تأسيس أول مركز لعلاج مرضى السرطان بالبروتون على مستوى الدولة
  • «صحة دبي»: إنشاء أول مركز لعلاج السرطان بالبروتون في الإمارات
  • ورم خطير يهدد الشباب ينتشر أسرع من سرطان القولون
  • «أصدقاء مرضى السرطان» تدعو المؤسسات والشركات لدعم «أكتوبر الوردي»
  • مستشفى أن أم سي رويال – مجمع دبي للاستثمار يحدث ثورة في جراحة سرطان الثدي في الإمارات باستخدام نظام سينتيماغ
  • مستشفى أن أم سي رويال – مجمع دبي للاستثمار يحدث ثورة في جراحة سرطان الثدي في دولة الإمارات باستخدام نظام “سينتيماغ”
  • أعراض بسيطة قد تكون علامة مبكرة على سرطان الرئة
  • علاج يستخدم مرة واحدة يساعد مرضى سرطان الجلد على العيش مدة أطول