قال الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية، إن زيارة البرهان قاعدة فلامنجو البحرية تحمل الكثير من الدلالات، وتعطي دفعة كبيرة للجنود السودانيين، وتبعد خيار التفاوض.

وأضاف عبر مداخلة هاتفية على فضائية "إكسترا نيوز"، أن الزيارة تعطي ثقة كبيرة في الجيش السوداني بأنه قادر على دحر قوات الدعم السريع، وتؤدي إلى تطور لافت في الداخل السوداني، وتشير إلى استقرار في العمل الميداني بعد 5 أشهر من الحرب.

ولفت إلى أن الأوضاع الأمنية في السودان تسير بشكل كبير نحو التحسن، وأيضًا هناك دعم شعبي حقيقي وكبير يقف خلف الجيش السوداني، وهذه النقطة تحديدًا هي التي تعطي دفعة كبيرة للجيش واستمراره في القتال.

وأوضح أن تصريحات البرهان أكدت أنه لا تفاوض أو اتفاق أو صفقة مع قوات الدعم السريع، وأن الأعمال العسكرية مستمرة للقضاء على التمرد في السودان، والعمل بشكل كبير على إنهاء حالة اللاحرب واللاسلم، وعودة الاستقرار إلى الداخل السوداني الشقيق.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البرهان الأوضاع الأمنية الجيش السوداني التفاوض الدعم السريع

إقرأ أيضاً:

تقدم الجيش ومعاناة المواطنين.. آخر تطورات الأوضاع في السودان

 

في ظل تعثر مساعي التهدئة واستمرار النزاع المسلح، يدخل السودان مرحلة جديدة من الانهيار الميداني والإنساني، حيث تتسع رقعة الحرب بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، ويتفاقم معها الوضع الإنساني ليبلغ مستويات غير مسبوقة. وبينما يحاول المجتمع الدولي إطلاق مبادرات سلام متعثرة، تزداد معاناة المدنيين في ولايات دارفور وكردفان، وسط نزوح جماعي وانهيار للخدمات الأساسية.
هذا المشهد المعقّد يضع البلاد أمام مفترق طرق خطير، يعكس فشلًا سياسيًا وإقليميًا في احتواء الأزمة، ويهدد بجعل السودان نموذجًا لكارثة ممتدة في قلب القارة.

 

التصعيد الميداني: معارك شرسة وتقدم محدود للجيش

رغم مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، لا تزال المعارك مستمرة، خاصة في ولايات دارفور وكردفان، وسط تدهور أمني متصاعد.
وقد أعلن الجيش السوداني تحقيق تقدم استراتيجي في ولاية شمال كردفان بسيطرته على منطقة كازجيل، التي تمثل نقطة وصل حيوية بين شمال وجنوب البلاد. في المقابل، كثفت قوات الدعم السريع هجماتها على مناطق مدنية في دارفور، حيث تعرض مخيما زمزم وأبو شوك خلال الأشهر الماضية لهجمات دامية، أسفرت عن سقوط مئات القتلى من المدنيين، بينهم نساء وأطفال وعمال إغاثة.

وفي مدينة الفاشر، لا يزال القصف العشوائي يلقي بظلاله على الأحياء السكنية والمنشآت الطبية والتعليمية، رغم إعلان الجيش قبوله بهدنة مؤقتة لمدة أسبوع، بوساطة من الأمم المتحدة، لتأمين وصول المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، يبقى الوضع الأمني هشًا للغاية، ما يهدد بانهيار الهدنة في أي لحظة.

 

كارثة إنسانية غير مسبوقة: أرقام صادمة ونداءات استغاثة

تصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في السودان بأنها "الأسوأ في العالم حاليًا"، مع وجود أكثر من 30 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدات.
وتشير التقارير إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص داخل السودان، بالإضافة إلى 3.5 ملايين لاجئ عبروا الحدود إلى دول الجوار، في أكبر موجة لجوء ونزوح يشهدها العالم في عام 2025.

في دارفور، تتفاقم أزمة الغذاء بشكل خطير، حيث يعاني 40% من الأطفال دون سن الخامسة في مدينة الفاشر من سوء تغذية حاد، وتصل نسبة الحالات الشديدة إلى 11%، وفق تقارير أممية.
كما أكدت منظمات إغاثة دولية مثل "أطباء بلا حدود" و"إنقاذ الطفولة" توقف 70% من المرافق الطبية عن العمل، وسجلت 933 حالة وفاة داخل المستشفيات خلال النصف الأول من هذا العام نتيجة انعدام الرعاية الصحية.

وفي تطور مقلق، حذّر برنامج الغذاء العالمي من توقف وشيك لمساعداته المقدمة للاجئين السودانيين في تشاد ومصر بسبب نقص التمويل، مما ينذر بأزمة إنسانية إقليمية متصاعدة.


 

جمود سياسي ومبادرات وطنية في ظل الغياب الدولي

رغم النداءات الدولية المتكررة لوقف إطلاق النار، لا تزال مساعي الوساطة تصطدم بتباعد المواقف بين طرفي النزاع، وغياب الإرادة السياسية الحقيقية للتوصل إلى تسوية شاملة. وقد وصفت الأمم المتحدة الوضع السياسي في السودان بـ "المنهار"، داعية المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود لإنهاء الحرب وإنقاذ المدنيين.

في السياق السياسي الداخلي، التقى رئيس الوزراء د. كامل إدريس بوفد من حزب الأمة القومي، داعيًا إلى إطلاق عملية تشاور وطني موسّعة مع القوى السياسية والمدنية، للبحث عن مخرج سياسي شامل يضع حدًا لحالة الانهيار ويؤسس لمرحلة انتقالية مستقرة.

 

عوائق إضافية: العواصف الترابية تعطل الإغاثة والطيران

في خضم هذه الأزمات، ضربت عاصفة ترابية كثيفة مدينة بورتسودان، ما أدى إلى تعطيل عدد من الرحلات الجوية من وإلى مطار بورتسودان الدولي، وهو ما زاد من تعقيد حركة الإغاثة والطيران المدني، في وقت تُعد فيه المدينة نقطة الارتكاز الوحيدة المتبقية للتواصل مع الخارج.

 


المشهد العام: أزمة مركبة واستقرار مؤجل

يقف السودان اليوم على حافة الانهيار التام، إذ تتداخل المعاناة الإنسانية مع الانسداد السياسي، وتغيب حلول السلام الشامل وسط استمرار القتال وتراجع الدعم الدولي. ورغم وجود مبادرات داخلية محدودة للتهدئة، فإن غياب الثقة والإرادة السياسية، واستمرار الأعمال العسكرية، يجعل الوصول إلى تسوية شاملة أمرًا بعيد المنال في الوقت الراهن.

مقالات مشابهة

  • المبعوث الأمريكي إلى سوريا يوضح موقف إدارة ترامب من مطالب قسد
  • رئيس الوزراء السوداني: الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الجريمة البشعة في مدينة الفاشر
  • الجيش السوداني يصد هجوما على الفاشر.. وتفاقم أزمة النازحين غرب البلاد
  • الجيش السوداني يصدر بيانا عن الفاشر
  • بريطانيا: عمليات قوات صنعاء الأخيرة تطور استثنائي في تاريخ الحروب البحرية الحديثة
  • أنباء عن سقوط طائرة للجيش السوداني
  • خبير سياسي: الجيش السوداني يستعيد منطقتين في شمال كردفان.. وميليشيا الدعم تهدد
  • تقدم الجيش ومعاناة المواطنين.. آخر تطورات الأوضاع في السودان
  • طيران الجيش السوداني يتسيد سماء نيالا.. والغارات تستهدف تمركزات “الدعم السريع
  • صندوق النقد الدولي: الاقتصاد العراقي يواجه تحديات كبيرة في ظل حكومة السوداني