محافظة حجة تشهد فعاليات حاشدة في 33 ساحة إحياءً لذكرى يوم الولاية
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
الثورة نت/.
أحيت محافظة حجة اليوم، ذكرى يوم ولاية الإمام علي عليه السلام بفعاليات احتفالية وخطابية في 33 ساحة بمركز المحافظة والمديريات.
واحتشد أبناء المحافظة في الساحات المخصصة بمركز المحافظة والمحابشة ومديريات أفلح الشام وأفلح اليمن والشاهل وكحلان الشرف والمفتاح والجميمة وقفل شمر وكشر وقارة ووشحة ومستبأ وبكيل المير وبني قيس والمغربة وكحلان عفار وبني العوام وشرس ووضرة واسلم وخيران المحرق وكعيدنة وعبس وريف حجة.
وردد المشاركون في الفعاليات التي تقدّمها نائب رئيس مجلس النواب عبدالرحمن الجماعي ووزراء المالية عبدالجبار أحمد والصحة الدكتور علي شيبان والزراعة الدكتور رضوان الرباعي والنقل والأشغال العامة محمد قحيم ومحافظا حجة هلال الصوفي والحديدة عبدالله عطيفي ومسؤول التعبئة حمود المغربي، هتافات تجسّد متانة العلاقة التي تربط أحفاد الأنصار بالإمام علي عليه السلام وشعارات معبرة عن أهمية الولاية والبراءة من أعداء الإسلام.
وأكدوا التمسك بمبدأ الولاية ومواجهة أعداء الوطن والأمة، معتبرين إحياء ذكرى يوم الولاية المتوارث منذ القدم تعزيزًا للارتباط والولاء لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
وجددّوا التأكيد سيرهم على نهج الإمام علي القويم في مواجهة قوى الاستكبار، وتجسيد مبدأ الولاية الذي يحفظ للأمة كيانها وعزتها واستقلالها ومواجهة أعدائها في الواقع العملي.
وفي الفعالية بمركز المحافظة، أكد نائب رئيس مجلس النواب الجماعي، أهمية هذه الذكرى التي تتزامن مع أحداث جسام تمر بها المنطقة والعالم العربي وفي مقدمتها استمرار العدوان الصهيوني على غزة.
وقال “نحن اليوم في مناسبة عظيمة تأتي وقد وصل الجميع إلى مرحلة فرز حقيقية بين الحق والباطل والإسلام ومن يدعون الإسلام بين من وصفهم الله بالصادقين في أفعالهم وأقوالهم وبين أولئك الذين رضوا أن يكونوا أدوات لقوى الهيمنة في هذا الزمن”.
وأشار الجماعي إلى أن عيد الغدير يأتي اليوم في منعطف ومرحلة ثبت ووضح فيها كل شيْ وأصبح الحق حقًا لكل من يريد أن يعرف الحق والباطل لكل من يحاول أن يخدع نفسه ولا يستطيع أن يفهم.
وأضاف “نحتفي بهذه الذكرى ونستذكر موقفًا عظيمًا وقفة خاتم الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليؤكد للأمة أن المسار الحقيقي هو مسار الولاية للإمام علي عليه السلام ومن سار على نهجه حتى تقوم الساعة”.
وأشار نائب رئيس مجلس النواب، إلى أنه وبعد مرور ألف و400 عام يتضح جليًّا أنه ليس للأمة مخرج إلا السير على الطريق الذي رسمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كطريق نجاة في هداية الأمة، لافتًا إلى أن من تولوا أمريكا لا يستطيعون الحديث بكلمة حق في القضية الفلسطينية أمام ترامب بل دفعوا له مليارات ومبالغ طائلة ليرضى عن موالاتهم له في حين وقف السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي والشعب اليمني لقول كلمة الحق والانتصار للأشقاء في غزة.
وأكد أن الحق أصبح بين والباطل بين وطريق الولاية، هي التي تؤدي للنجاة ومن فرط بها سيذهب إلى مزبلة التاريخ، مشيرًا إلى رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحاسم على غطرسة الكيان الصهيوني.
وفي المحابشة أشار وزير المالية إلى أن أبناء حجة والشرفين قمة الولاء للإمام علي عليه السلام والمحبة والكرم والشهامة والتضحية والجهاد، مستعرضاً مواقفهم في مواجهة العدوان ودحره ومنعه من تدنيس أرض اليمن.
وعبر عن الاعتزاز بالاحتفاء بيوم الولاية في الشرفين مسقط رأس الشيخ والأستاذ والمعلم شهيد المنبر الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري الذي قضى شهيدًا صادقًا مع الله، معتبرًا الاحتفاء بهذه الذكرى محطة لاستلهام حكم وصبر وشجاعة وزهد وتضحية وثبات الإمام علي عليه السلام على الحق مهما كانت التضحيات.
ولفت الوزير عبدالجبار إلى ارتباط اليمنيين أحفاد الأنصار بالمسيرة والمشروع القرآني الذي انطلق الناس فيه أفواجاً وكان حماية لليمن من الغزو والاحتلال وحماية من الثقافات الدخيلة والصالة المنحرفة والمغلوطة، داعيًا إلى أن يتعلم الجميع من الإمام علي عليه السلام الثبات في الموقف والمبدأ في مختلف الظروف والأحوال.
وأكد اهتمام الحكومة بالجانب التنموي والحرص على استكمال الطريق ومحاولة سفلتة طرق ومساحات جديدة بحسب الإمكانات المتاحة والعمل على استكمال مشاريع المياه.
فيما ثمن أمين عام محلي المحافظة إسماعيل المهيم، تفاعل أبناء المحافظة مع إحياء يوم الولاية الذي تجدّد فيه الأمة الولاء لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وللإمام علي عليه السلام.
وتطرق إلى دلالة الاحتفاء بعيد الولاية للإمام علي عليه السلام التي تحمي الأمة من الاختراق وتعيد ضبط المسار في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني واللبناني والعراقي وآخرها الإيراني من أعداء الإسلام.
وأكد المهيم حاجة الأمة للعودة إلى الله والقرآن الكريم والتمسك بالمنهج المحمدي ونهج الإمام علي عليه السلام وآل البيت وأعلام الهدى والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الكيان الصهيوني.
فيما أكدت كلمات المناسبة أن غياب فهم الأمة لولاية الأمر في الاسلام جعلها فريسة لحكام الجور وسلاطين التسلط وحين تنكرت الأمة لولاية الله وقعت في ولاية اليهود والنصارى ومن لا يقبل بولاية الله ورسوله والأمام عليه وأعلام الهدى سيقبل حتماً بولاية الطاغوت والطغيان.
وأشارت إلى “أن التولي ليس شعاراَ مذهبياً وإنما هو التزام عملي يجسّد الولاء في القول والفعل والتولي الحقيقي هو ترجمة لمبادئ الرسالة الإلهية في الواقع العملي والسلوك القيمي وولايتنا لله تعني الانقياد التام له كما أن التولي ليس مجرد شعارات أو مواقف عاطفية ولا يعني الجمود والتخاذل وإنما هو حالة من الوعي والتفاعل مع كل قضايا الأمة من منطلق قرآني”.
كما أكدت الكلمات أهمية إعادة بناء الهوية الجماعية للأمة على أساس الولاء لله ورسوله والإمام عليه وأعلام الهدى لا على القومية أو المذهبية أو الحزبية أو المناطقية، لافتة إلى أن القرآن الكريم يربط مصير الأمة بتمسكها بولاية الله وأن الأمة تفقد فاعلية الرسالة وتدخل في الظلمات متى ما غابت عنها الولاية الصحيحة وفق مفهومها القرآني الذي يُعد المصدر الأول لمعرفة مفهوم الولاية وليس المفاهيم الموروثة أو المشوهة أو الناقصة أو المزورة.
وطالبت بدراسة شخصية الإمام علي عليه السلام كمنهج حياة لا كمجرد شخصية تأريخية وتربية الأجيال وتعريفهم بأن الأمام علي بن أبي طالب يعتبر النموذج الإسلامي الكامل للعدالة والإيمان والقيادة.
تخللت الفعاليات التي شارك فيها عدد من مسؤولي الدولة وأعضاء من مجلس النواب ووكلاء المحافظة وشخصيات اجتماعية وقيادات تنفيذية ومحلية وتعبوية قصائد شعرية وفقرات متنوعة معبرة عن المناسبة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الإمام علی علیه السلام مجلس النواب یوم الولایة إلى أن
إقرأ أيضاً:
نظرة بعين أخرى.. الإنسان قبل الاسم والقبيلة
إسماعيل بن شهاب البلوشي
منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وجعله خليفة في الأرض، ارتبطت هويته الأولى بكونه "إنسانًا" قبل أن تُلصق به أسماء أو تُرسم حوله حدود أو تُنزل عليه أديان ومذاهب وجنسيات. وحين نجرّد البشر جميعًا من هذه التصنيفات، يبقى الأصل واحدًا: بشرية مشتركة تبدأ من آدم وتتفرع إلى أمم وشعوب وقبائل، لكن حقيقتها أنها تعود إلى جوهر واحد.
هذا الإدراك البسيط -أن الإنسان هو أولًا إنسان- كفيل بأن يغيّر الكثير من مفاهيمنا الراسخة. لكن، ما إن يبدأ الفرد أو الأمة بالاعتقاد بأنهم مختلفون عن غيرهم أو متميزون بامتياز إلهي مطلق، حتى تبدأ العثرات التاريخية وتتوالى الانكسارات.
العرب بين الشعور بالخصوصية والوقوع في المطبات التاريخية
الأمة العربية، ومن بعدها الأمة الإسلامية، وقعت منذ قرون في مطبات متكررة جعلت تاريخها أشبه بسلسلة من النهوض والانكسار. والسبب -في رأيي- هو تضخيم الفكرة القائلة بأنها "الأمة المختارة"، أو أن الله عز وجل خصّها دون غيرها بالتكريم والجنة والخطاب المباشر.
هذا الاستحسان الذاتي ولّد شعورًا خطيرًا: أن العمل لم يعد ضروريًا، وأن مجرد الانتماء يكفي. فتحولت الرسالة السماوية من دين عمل وجهد وإعمار للأرض إلى دين شعارات وقشور. وغاب عن الأذهان أن الإسلام -كما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم- كان دين حركة وعمل وفعل، لا دين جدل وفرقة وتشدد.
ومن هنا تبنّى المتعصبون والمتشددون فكرة أن هذه الأمة في تقاطع دائم مع البشرية، وأنها معزولة عن العالم، بينما الحقيقة أنها جزء أصيل من هذا العالم، تشعر كما يشعر الآخرون، وتنجح وتفشل كما ينجح الآخرون ويفشلون.
القراءة الكاملة للإنسانية في القرآن
من يقرأ القرآن الكريم قراءة شمولية، سيجد أن الخطاب موجّه للبشرية جمعاء. وخير شاهد على ذلك سورة الزلزلة التي هي بهذا الوضوح: {إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان ما لها * يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها * يومئذ يصدر الناس أشتاتًا ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره} صدق الله العلي العظيم.
هذه السورة وحدها تكفي كدراسة متكاملة لبيان أن الحساب والثواب والعقاب مرتبط بالإنسان -أي إنسان- وليس بفئة أو عرق أو مذهب. الجميع مخاطب، والجميع محاسب، والجميع مشمول برحمة الله وعدله.
القبول قبل الاختلاف
لذلك، على الأمة العربية والإسلامية أن تعيد التفكير في موقعها بين الأمم، وألا تظن أنها مختلفة عن البشر اختلافًا جوهريًا. الاختلاف الحقيقي هو في مقدار العمل، في الإبداع، في الصدق، في الإخلاص، وفي إعمار الأرض.
علينا أن نقبل أنفسنا أولًا: ألواننا، أشكالنا، أعمارنا، تنوعنا، قبل أن نتحدث عن قبول الآخرين. فالبشرية ليست نسخًا متطابقة، وإنما لوحة ملونة عظيمة أرادها الله كذلك لحكمة.
كما أن كثرة الممنوعات والتحريمات الشكلية لن تصنع إنسانًا كاملًا، بل ستقوده إلى وهم الكمال دون جوهره. الكمال يتحقق بالعمل، بالصدق، بالعدل، وبالمشاركة الإنسانية لا بالانعزال أو بادعاء الأفضلية.
العودة إلى الجوهر الإنساني
إن إعادة القراءة التاريخية، وإعادة التفسير الإنساني للرسالات السماوية، ليست ترفًا فكريًا، بل ضرورة وجودية. فالبشرية اليوم تواجه تحديات مشتركة: الفقر، الحروب، التغير المناخي، الظلم الاجتماعي، وكلها لا تفرق بين عربي وأعجمي، بين مسلم وغير مسلم.
إذا كان الإسلام قد جاء ليكون رحمة للعالمين، فإن أعظم خيانة لهذه الرسالة أن نحصرها في جماعة ضيقة أو مذهب أو جنسية. ولو أدرك المسلمون هذه الحقيقة، لما كانوا في عزلة فكرية، ولما ظلوا يتنازعون على الفروع وينسون الأصول.
وأخيرًا.. إن المطلوب اليوم أن نعيد ترتيب أولوياتنا: أن نفكر كجزء من البشرية، لا كأمة متفردة. أن نقرأ القرآن بعيون الإنسانية لا بعيون العصبية. أن نفهم أن "من يعمل مثقال ذرة خيرًا يره" تعني كل إنسان، أيًا كان لونه أو لغته أو دينه.
حينها فقط يمكن أن ينهض العرب والمسلمون من مطبات التاريخ المتكررة، ويتحولوا من أمة شعارات إلى أمة عمل، ومن أمة ترفع الأصوات إلى أمة تصنع الأفعال. فالله سبحانه وتعالى لا يميز إلا بالعمل، ولا يكافئ إلا بما قدمت الأيدي، أما الأسماء والشعارات والقبائل فهي تفاصيل عابرة أمام عدل الخالق عز وجل.
رابط مختصر