تشكيل الحكومة.. وصفات جاهزة لقتل الكفاءة
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
تشكيل الحكومة.. وصفات جاهزة لقتل الكفاءة
محمد الحسن محمد نور
نحن نعيش حرباً قذرة وواقعاً مريراً ومحزناً، لا يحتاج إلى توصيف بقدر ما يحتاج إلى التركيز الجاد على البحث عن مخرج. لا خيارات حقيقية أمام الشعب السوداني سوى اغتنام الفرصة التي برزت، ودعم مسار ملء الفراغ السياسي بتشكيل حكومة مدنية من ذوي الكفاءات، قادرة على التفكير والتخطيط بهدوء، وبمنأى عن ميادين القتال.
الطرح الذي أُعلن مؤخرًا، بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا للوزراء ومنحه كامل الصلاحيات لتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، يمثل بارقة أمل وسط هذه العتمة، ويُعد في جوهره خطوة موضوعية ومبشّرة. لكن بما أنه تعيين فوقي لا يستند إلى عملية انتخابية، فإنه يظل عرضة لمخاطر كبيرة يجب التحسب لها، خاصة في ظل واقع سياسي هش ومنقسم.
ومن منطلق واقعنا المفعم بالانقسامات والخطاب المتشظي، وتحسباً لتحوُّل الفراغ السياسي إلى صراع نفوذ وتقاسم غنائم، علينا أن نعمل بهمة وصبر على ترسيخ وعي جماهيري ونخبوي يدفع باتجاه التنافس على الأفكار والبناء، لا على التكالب على المناصب والمحاصصة. فغياب الوعي يفسح المجال لتسيد وصفات جاهزة، غامضة المنشأ، لكنها أصبحت راسخة في وعينا وكأنها من المسلمات.
تأتي هذه الوصفات في قوالب براقة تُقدَّم بأشكال ومسميات مختلفة مثل: “تمثيل الشباب بنسب مقدرة لأنهم هم المستقبل”، أو “تمكين المرأة لأنها نصف المجتمع”، أو “العدالة الجغرافية والارتقاء بالهامش”، وغيرها. ومع أنها تُطرح في شكل شعارات نبيلة، إلا أنها تُستخدم في كثير من الأحيان، عمداً أو جهلاً، كأدوات لاستبعاد المؤهلين وإحلال عناصر فقيرة مكانهم، عبر تعيينات تُبنى على الانتماء لا على الجدارة.
تتولى الترويج لهذه القوالب جهات محلية ذات مصالح ضيقة، غالباً ما تجد الدعم والتوجيه من قوى خارجية لها أجنداتها الخاصة.
فإذا كانت قوى الاستعمار والصهيونية، وعلى رأسها أمريكا والكيان الصهيوني، تمارس التصفية الجسدية للقادة الوطنيين – الذين يعارضونها – دون مواربة ودون أي قانون، فهل يصعب عليها استخدام التصفية المعنوية بإقصاء القيادات الكفؤة من المشهد عندنا في السودان؟
لا أحد يريد أن يرى مؤسسات الدولة تُقسم في شكل غنائم، أو تُوزع السلطة وكأنها أسهم في شركة مساهمة. فتتحول الحكومة إلى كيان عاجز تتنازعه الولاءات والانتماءات. إن مثل هذا الواقع لا يولّد سوى الفشل والاستقطاب، حيث يشعر كل كيان بأنه مظلوم، وكل مكسب يُرى ويُصوّر كانتصار لفئة دون الآخرين، وكل تنازل يُعد ضعفاً. ويتكرس الانقسام ويتناسل ليصبح بنية معقدة يصعب تفكيكها.
ومن خلف هذا المشهد، تقف أيادٍ خفية: محلية أنانية لا ترى أبعد من مصالحها الضيقة، وخارجية متحكمة بالخيوط ومتربصة تسعى للنفاذ من بوابات الفوضى. وهكذا تُسرق العدالة الحقيقية: عدالة الكفاءة، وتُستبدل بعدالة هدامة.
التاريخ يعلمنا أن المجتمعات التي نهضت لم تنهض إلا على أيدي الأكفأ، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب. فهل نغتنم الفرصة هذه المرة؟ أم نعيد إنتاج أخطائنا تحت مسميات جديدة؟
الوطن ليس غنيمةً توزّع، بل شجرةٌ تُروى، وتحميها الكفاءة لا الحصص.
الوسومأمريكا إسرائيل السودان الفراغ السياسي حكومة كفاءات رئيس الوزراء كامل إدريس محاصصةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل السودان الفراغ السياسي حكومة كفاءات رئيس الوزراء كامل إدريس محاصصة
إقرأ أيضاً:
صفقات محلية تشعل أجواء دوري نجوم بنك الدوحة
برغم أن الميركاتو الصيفي لموسم 2026 شهد نشاطا غير مسبوق بعد قرار اتحاد الكرة بإلغاء بند ضعف الراتب 40 مرة، إلا أن التوقعات تؤكد أن الصراع في موسم ودوري نجوم 2026 سوف يشهد صراعا ناريا من نوع خاص بعد أن شهد الميركاتو عددا من الصفقات الكبيرة التي ينتظر أن تخطف الأضواء، وان تشعل الأجواء في الموسم الجديد
لكن المثير في أمر الميركاتو الصيفي أن اثنين من اهم واقوى الأندية وهما السد حامل اللقب والدحيل الوصيف هما الوحيدان اللذان لم يعقدا أي صفقات محلية حتى هذه اللحظة.
الميركاتو الصيفي شهد انتقال نجوم لهم وزنهم وشعبيتهم إلى أندية أخرى بل إلى أندية منافسة، لاسيما الريان الذي خطف 4 من اهم لاعبي منافسه اللدود العربي وهم جاسم جابر ومحمود أبو ندى والهداف القطري احمد علاء، بالإضافة إلى نجم المستقبل عبد الله يوسف مدافع الغرافة.
في المقابل خطف العربي حارس مرمى الغرافة الكبير يوسف حسن الذي يعتبر من افضل حراس المرمى في الوقت الحالي . وضم الغرافة الحارس الصاعد احمد بشير حارس مرمى الخور الذي كان من افضل حراس المرمى الموسم الماضي.
ودعم قطر صفوفه بعدة صفقات من العيار الثقيل أهمهم محمد علاء ورامي سهيل لاعبا العربي، واحمد الراوي وعبد الله العلي نجما الريان.
وضم السيلية فهد يونس حارس مرمى وعلي حسين من حليفه الاستراتيجي الريان وعمر يحيى نجم أم صلال.
وحقق أم صلال 3 صفقات جيدة للغاية بالتعاقد مع عبد العزيز الهزاع (الريان) واحمد عبد المقصود (الدحيل) وناصر الأحرق (الغرافة).
وضم الشمال علي قادري (الأهلي) وخالد محمودي وإبراهيم ماجد (قطر) وعبد الرشيد امارو (الأهلي)، وضم الشحانية عبد العزيز علي (الدحيل).