اعتقالات وإعدامات.. إيران تفكك شبكات تجسس إسرائيلية
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
طهران- أعلنت الأجهزة الأمنية الإيرانية، مطلع الأسبوع الماضي، ومع بدء العدوان الإسرائيلي على إيران، تنفيذ سلسلة من العمليات الأمنية والاستخباراتية الواسعة التي استهدفت ما وصفته بـ"شبكات تجسس تابعة للموساد الإسرائيلي"، في ظل الحرب غير المعلنة المتصاعدة بين طهران وتل أبيب.
وبحسب تقارير صادرة عن الوكالات الرسمية في طهران، فقد شنَّت قوات الأمن الإيرانية بالتنسيق مع وزارة الاستخبارات والحرس الثوري، عمليات أمنية متزامنة في محافظات متفرقة، شملت مازندران (في الشمال) وكردستان ولورستان (في الغرب) والضواحي الغربية لطهران، والمناطق الحدودية مع إقليم كردستان العراق وغيرها من المناطق.
ويشير تنوّع الجغرافيا التي شملتها الاعتقالات إلى "وجود بنية شبكية موزعة للعملاء"، وليست حالات فردية منعزلة، وفق ما نقلته وكالة نورنیوز.
معدَّات متطورةكما ضبطت القوات الأمنية، وفق وكالة تسنيم، معدات متطورة بحوزة المتهمين، منها طائرات مسيّرة، وأنظمة إطلاق، وأجهزة تشويش، واتصالات مشفّرة، كانت معدّة -حسب الرواية الرسمية- لتنفيذ عمليات "تخريبية ومنسقة".
وأفادت وكالة مهر للأنباء أن أحد المعتقلين في محافظة مازندران كان "عنصرا ميدانيا"، وتلقى تدريبات عسكرية في الخارج، وعُثر في مخبئه على متفجرات وأجهزة اتصال مربوطة بنظام تحكم عن بُعد.
وفي محافظة كردستان، ذكرت "تسنيم" أن أحد الموقوفين أقرّ خلال التحقيق بتهريب معلومات حساسة عن منشآت دفاعية مقابل مبالغ مالية بالدولار واليورو.
وصرّح مصدر أمني لوكالة نور نیوز، أن "طبيعة الأدوات المضبوطة تشير إلى أن الشبكات التي تم تفكيكها لم تكن في طور التجميع، بل كانت في مرحلة التنفيذ المتقدم، وبتوجيه مباشر من الخارج".
وفي لقاء مع التلفزيون الرسمي، قال العميد المتقاعد محمد رضا نقدي إن "الحرب الاستخباراتية باتت الوجه الحقيقي للمواجهة الحالية مع الكيان الصهيوني، ونحن نتعامل مع خلايا نائمة ومأجورين محليين تم تجنيدهم عبر الفضاء الإلكتروني".
إعلانونقلت وكالة فارس عن تحقيقات وزارة الاستخبارات أن بعض العملاء استخدموا تطبيق "واتساب" كوسيلة اتصال مباشرة مع مشغّليهم، لإرسال صور ومواقع مستهدفة تتعلق برادارات ومنشآت عسكرية.
كما ضبطت قوات الأمن أجهزة تشويش لاسلكي ونُظم إرسال كانت موضوعة في مناطق يصعب كشفها، بعضها داخل معدات منزلية معدّلة.
وأعلنت وكالة میزان (التابعة للسلطة القضائية) تنفيذ حكم الإعدام بحق شخصين أدينا بالتجسس لصالح جهاز الموساد، بعد محاكمات جرت "وفق الضوابط القانونية الكاملة" وهما:
إسماعيل فكري؛ أُعدم في 16 يونيو/حزيران الجاري، بعد إدانته بجمع معلومات أمنية لصالح إسرائيل، وقد اعتقل في محافظة أصفهان، حيث كان محل مراقبة استخباراتية منذ أشهر. مجید مسیبی؛ ونُفّذ الإعدام بحقه في 22 يونيو/حزيران الجاري، بتهم "المحاربة" و"الإفساد في الأرض"، وذكرت وكالة مهر أنه أقرّ بتلقيه تدريبا في إحدى دول الجوار، ونقل معلومات عبر أجهزة تشفير متقدمة.وأكدت تقارير التلفزيون الرسمي أن المعتقلين ليسوا أفرادا منفصلين، بل يشكلون خلايا ضمن شبكات استخباراتية أوسع.
كما تم توقيف 8 أشخاص أثناء محاولتهم الفرار من الحدود الغربية، في خطوة وُصفت بأنها "تعبير عن انهيار ثقة العملاء بمشغّليهم بعد فشل العمليات الأخيرة".
وسبق لإيران أن أعلنت في أعوام 2021 و2022 و2023 تفكيك خلايا مماثلة مرتبطة بالموساد، تورطت في اغتيالات طالت علماء في المجال النووي والدفاعي، أبرزهم العالم محسن فخري زاده.
مواجهة علنيةوترسم المعطيات المنشورة في الوكالات الإيرانية الرسمية ملامح مرحلة جديدة في المواجهة بين طهران وتل أبيب، يتصدرها:
إيران تواجه حربا استخباراتية نشطة لا تقلّ أهمية عن التهديدات العسكرية. شبكات التجسس الإسرائيلية اخترقت نسيجا محليا في عدد من المحافظات. الرد الإيراني بات أسرع وأكثر حسما، عبر الدمج بين العمل الأمني والمحاسبة القضائية، وتنفيذ الأحكام خلال أيام قليلة من النطق بها.وفي ظل التصعيد المتزايد، يبدو أن إيران تتجه إلى تصفية حاسمة لكل وجود استخباراتي أجنبي على أراضيها، إذ عبَّرت الإعدامات والاعتقالات الأخيرة عن انتقال من سياسة "الاحتواء الصامت" إلى مواجهة معلنة ومباشرة، حيث أصبح الرد الأمني يوازي بل يتقدّم على الرد العسكري أو الدبلوماسي.
ملفات وتحديات تفجيرات نطنز (2020–2021): شهدت منشأة نطنز تفجيرات متعاقبة، آخرها في أبريل/نيسان 2021، واعترفت وكالة الطاقة الذرية والمصادر الأمنية أنها "عمليات تخريب إسرائيلية". اغتيال محسن فخري زاده (نوفمبر/تشرين الثاني 2020): حيث اغتيل العالم النووي البارز في طهران بواسطة بندقية مثبتة على شاحنة بيك آب، بتخطيط مباشر من الموساد. تسلل طائرات مسيرة (2023): إذ حدث هجوم بطائرات مُسيرة في يناير/كانون الثاني 2023 استهدف مصنع ذخيرة عسكريا في أصفهان، وأُلقي باللائمة على الموساد. اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران (يوليو/تموز 2024)، حيث استهدف غداة حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الحالي مسعود بزشكيان. إعلان
وتكشف التحقيقات والأدلة المصادرة أن بعض خلايا التجسس تجاوزت مرحلة الرصد والمراقبة إلى طور التخطيط التنفيذي، ما يدل على تعقيد الاختراق الإسرائيلي وتشعّبه في الجغرافيا الإيرانية.
ومع أن إيران أظهرت قدرة على تفكيك خلايا متقدمة ومنع هجمات وشيكة، إلا أن سجل العمليات السابقة، من تفجيرات لمنشآت نووية إلى اغتيالات نوعية، يؤكد أن التحدي لا يزال قائما في جانب الوقاية الاستخباراتية وبناء الحصانة الأمنية الداخلية.
وفي السياق، تبدو التحركات الأخيرة جزءا من مواجهة طويلة الأمد تدور في الظل، حيث تتقاطع أدوات الحرب الحديثة مع شبكات التجسس والاختراق السيبراني، في صراع مفتوح لم يعد مقتصرا على الجبهات العسكرية، بل بات يدور في عمق الداخل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
قتلى بغارات إسرائيلية على لبنان.. إيران تدخل على خط الأزمة
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الخميس، مقتل شخص سوري الجنسية متأثرًا بجروح بالغة أصيب بها نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت بلدة دير سريان في قضاء مرجعيون، جنوب لبنان، مساء الأربعاء، كما أسفرت الغارات عن إصابة شخصين آخرين بجروح.
وبحسب “الوكالة الوطنية للإعلام”، فقد طالت الغارات الإسرائيلية مرآبًا للآليات قرب منازل مأهولة في البلدة، ما أدى إلى أضرار بشرية ومادية. كما سجلت غارة أخرى على بلدة تولين أوقعت شهيدًا وجريحًا، بحسب بيانات مركز عمليات طوارئ الصحة العامة.
يأتي هذا التصعيد في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، المبرم في نوفمبر 2024، حيث تجاوزت الخروقات الإسرائيلية 3000 خرق حتى الآن، وفق بيانات رسمية لبنانية.
من جانبه، أعلن “حزب الله” التزامه الكامل بالاتفاق، رافضًا في الوقت ذاته قرارات الحكومة اللبنانية التي تهدف إلى نزع سلاح المقاومة. وأكد نائب الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، أن “العدوان الإسرائيلي هو المشكلة وليس السلاح”، مشددًا على أن “قوة لبنان تكمن في مقاومته”.
وتشهد الساحة اللبنانية توتراً متصاعداً، خاصة بعد إعلان رئيس الحكومة نواف سلام عن خطة لحصر السلاح بيد الدولة نهاية العام الجاري، وهو ما اعتبره “حزب الله” مخالفة ميثاقية، مؤكدًا أنه “سيتعامل معها كأنها غير موجودة”.
عباس عراقجي: محاولات نزع سلاح “حزب الله” متجددة والحزب في ذروة قوته رغم الضغوط
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن محاولات نزع سلاح “حزب الله” اللبناني ليست جديدة، مؤكداً أن فعالية سلاح المقاومة أثبتت نفسها في ساحات المعارك. وأضاف أن هذه المحاولات تجددت مؤخراً وسط اعتقاد البعض بضعف الحزب، لكن موقف قيادته الحاسم أكد صموده أمام الضغوط.
وأشار عراقجي، في تصريح نقلته وكالة “تسنيم”، إلى أن شخصيات بارزة مثل الشيخ نعيم قاسم ونبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، جددوا دعمهم القوي لـ”حزب الله”، معتبراً أن الحزب يعيش اليوم في ذروة قوته.
وكشف أن الأضرار التي لحقت بالحزب خلال الحرب الأخيرة تم إصلاحها، مع إعادة تنظيمه وتعيين قادة جدد، مما يعزز قدرته على الدفاع عن نفسه بفعالية.
وشدد الوزير الإيراني على أن قرارات الحزب المستقبلية تُتخذ بشكل مستقل، في حين تقتصر إيران على تقديم الدعم دون التدخل في هذه القرارات، مؤكداً استمرار موقف طهران الداعم للمقاومة.
في المقابل، أعلن “حزب الله” اليوم في بيان رسمي رفضه لقرار الحكومة اللبنانية بسحب سلاح الحزب، واصفاً القرار بـ”الخطيئة الكبرى” ومشدداً على أن هذا القرار يشكل مخالفة واضحة للبيان الوزاري للحكومة ويُضعف قدرة لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأميركي.
وأكد الحزب أن قرار حصر السلاح بيد الدولة سيفتح المجال لإسرائيل للعبث بأمن لبنان ومستقبله.
ودعا “حزب الله” إلى الحوار وإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان، بالإضافة إلى تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة والإفراج عن الأسرى، مشدداً على ضرورة أن تعمل الحكومة على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف.
يذكر أن الحكومة اللبنانية، في جلسة وزارية عقدتها الثلاثاء واستمرت ست ساعات، كلفت الجيش بوضع خطة تطبيقية لحصر السلاح بيد القوى الشرعية قبل نهاية العام الجاري، على أن تعرض الخطة على مجلس الوزراء قبل 31 أغسطس الجاري، وفق ما أعلن رئيس الحكومة نواف سلام.
وأكد سلام أن البيان الوزاري للحكومة وقراراتها تؤكد على واجب الدولة في احتكار السلاح، مشيراً إلى أن المناقشات ستستكمل في جلسة حكومية قادمة.