قالت  صحيفة"الغارديان" البريطانية في افتتاحيتها إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اختار الحرب بناء على رغبة من الاحتلال الإسرائيلي. وربما اعتقد أنه حقق انتصارا سهلا، لكن العالم سيدفع الثمن الباهظ على الأرجح.

وقالت إن ترامب سارع كما كان متوقعا، إلى إعلان النصر في أعقاب الضربة الأمريكية غير القانونية على المنشآت النووية الإيرانية، معلنا "تدميرها بالكامل".

وسارع بنيامين نتنياهو في إسرائيل والمتملقون في الداخل إلى الإشادة بقراره "الشجاع" و"العبقري". 

أما دان كين، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة٬ المسؤول العسكري الأقدم، فقد قدم تقييما أكثر هدوءا: "من المبكر جدًا" معرفة النتيجة الكاملة رغم الأضرار الجسيمة. لا يمكننا حتى الآن الجزم بما إذا كانت الضربة قد أنهت طموحات إيران النووية، أم ستدفعها إلى السعي وراء القنبلة. قد تمر أسابيع أو أشهر أيضا قبل أن يبدأ الرد الإيراني، بكل تداعياته المحتملة. 

وقالت الصحيفة إن دولتين مسلحتين بالأسلحة النووية، خاضتا حربا بدون أدلة ضد دولة كانت على وشك الحصول على سلاح نووي. مع أن مديرة الإستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي غبارد، قالت في شهر آذار/مارس الماضي إن إيران لا تصنع أسلحة نووية (مع أنها سارعت الآن للتحالف مع ترامب). 

ولكن الاحتلال الإسرائيلي كان واضحا في أن هجماته ستستمر وتحدث بشكل متزايد عن تغيير النظام. مع أن الثمن لا يدفعه النظام المكروه فحسب، بل الشعب الإيراني أيضا. 

وأضافت الصحيفة أن شخصيات بارزة، أصرت على أن العملية الأمريكية ركزت على البرنامج النووي الإيراني، ذلك أن ترامب تعهد خلال فترة ترشحه، بـ"وقف الفوضى في الشرق الأوسط" و"منع نشوب حرب عالمية ثالثة". 

إلا أن خطر اندلاع حرب إقليمية يتزايد، وهو الآن يحذر من "إما السلام أو … مأساة لإيران" إذا لم توقف تخصيب اليورانيوم. وقد استدرجه  نتنياهو إلى هذا الهجوم، وقد يدفعه إلى المزيد، مشيدا برئيسٍ صنع التاريخ، وشكره باسم "قوى الحضارة". 


ووصف ترامب نتنياهو ومن معهم  بأنهم يعملون معا "بطريقة لم يسبق لأي فريق أن عمل بها من قبل". وقد اتسمت إيران بالحذر منذ بدء الهجوم الإسرائيلي،  فقد تلقت ركائز أمنها، شبكاتها الإقليمية وصواريخها وبرنامجها النووي، ضربات موجعة. 

وتتابع الصحيفة في افتتاحيتها٬ لكن التقاعس عن العمل يشجع على مزيد من الهجمات. أما الرد، لا سيما باستهداف أفراد أمريكيين في المنطقة، فسيؤدي إلى كارثة. وكذا إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، مما سيؤثر سلبا على صادرات إيران نفسها، وقد يهدد دول الخليج.  وقد أدانت روسيا والصين الضربة الأمريكية، لكنهما لم  تسارعا إلى تقديم المساعدة لطهران.

وقالت الصحيفة إن الهجوم الإسرائيلي والأمريكي لاحقا لا يمكن تبريرهما بموجب مبدأ الدفاع عن النفس في القانون الدولي. وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من كارثة في الشرق الأوسط، داعيا إلى الدبلوماسية كحل وحيد. 

ومع ذلك، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي أشرف عليه أوباما والذي أبطأ برنامج إيران النووي، ويضرب الآن إيران عندما سعت إلى التفاوض رغم الهجمات الإسرائيلية. 

كما دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى خفض التصعيد والتفاوض، مع أنه أيد الضربة الأمريكية. ولم تطلب الولايات المتحدة مساعدة بريطانية، لكن الخوف لا يزال قائما من أن القوى الأوروبية قد تنجر إلى حرب إجرامية وكارثية أخرى في الشرق الأوسط. 

وعلقت الصحيفة أن الولايات المتحدة رفضت الدبلوماسية واختارت الحرب،  وهذا لا يعد فقط انتهاكا للقانون الدولي، بل وجاء بناء على طلب دولة تسعى إلى الإبادة في غزة،  فقد وجهت الولايات المتحدة ضربة قاصمة لهيكل النظام الدولي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب النووية الإيرانية نتنياهو إيران نتنياهو النووي ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

خطأ استراتيجي.. رئيس الأركان الإسرائيلي يعارض خطة نتنياهو لاحتلال غزة

قالت دانا أبو شمسية، مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية» من القدس المحتلة، إن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زمير، هاجم بشكل غير مباشر خطة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الرامية إلى احتلال قطاع غزة بالكامل، معتبرًا أنها قد تنطوي على خطأ استراتيجي يهدد أرواح الجنود دون أن يخدم الأهداف المعلنة للحرب.

نتنياهو يتعهد بتهجير آلاف الفلسطينيين من غزة لإرضاء بن غفير والحفاظ على تماسك حكومتهنائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: نتنياهو يقود حملة تدميرية ضد شعبناأستاذ علوم سياسية: نتنياهو يسعى لاستمرار الحرب في غزة للسيطرة على القطاعشاهدت «الأسير الهزيل».. أول رد من ترامب على خطة نتنياهو لاحتلال غزة

وأشارت أبو شمسية، إلى أن تصريحات زمير جاءت خلال اجتماع هيئة الأركان العامة، حيث شدد على أن موقفه سيبقى موضوعيًا ومستقلًا ومهنيًا، مؤكدًا أن ثقافة الاختلاف في الرأي داخل الجيش جزء أساسي من التقاليد الإسرائيلية، ولافتًا إلى أن مسؤولية الجيش تتمثل في حماية أمن إسرائيل بواقعية وليس بناءً على نظريات أو مؤامرات.

وتابعت: «أشار زمير إلى أن عملية عربات جدعون اقتربت من نهايتها، مؤكدًا أنها حققت أهدافًا رغم الانتقادات الداخلية، معتبرًا أن المهم حاليًا هو ضمان أمن طويل المدى خاصة في بلدات غلاف غزة والمناطق الحدودية، وأن الجيش لن يكتفي بالاحتواء بل سيعتمد نهجًا هجوميًا واضحًا».

وأوضحت أن زمير أشار إلى أن الأهداف الأساسية ما زالت قائمة وعلى رأسها هزيمة حركة حماس وانهيار حكمها في القطاع، إلى جانب إعادة المحتجزين الإسرائيليين، وتأتي هذه التصريحات قبل اجتماع مصيري للكابينت الإسرائيلي يتوقع أن يستمر خمس ساعات، بحضور نتنياهو ووزراء بارزين، وسط انقسام واضح في صفوف الحكومة بين مؤيدين ومعارضين للخطة.

طباعة شارك نتنياهو اسرائيل رئيس الاركان الاسرائيلي غزة اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • جماعة الضغط اليهودية الأمريكية: إنهاء الحرب وإعادة المحتجزين لن يتم إلا بالضغط على نتنياهو
  • الكابينت الإسرائيلي يقر خطة نتنياهو لاحتلال غزة بالكامل
  • الكابينت الإسرائيلي يقر خطة نتنياهو لاحتلال مدينة غزة
  • حكومة الاحتلال الإسرائيلي تقر خطة نتنياهو للسيطرة على قطاع غزة
  • أميركا تريد بناء مركز كبير لاحتجاز المهاجرين
  • خطأ استراتيجي.. رئيس الأركان الإسرائيلي يعارض خطة نتنياهو لاحتلال غزة
  • الزمالك يُعلن إطلاق «راديو أونلاين» في تجربة إعلامية جديدة
  • في مواجهة محتملة .. ترامب يهدد بضربة عسكرية جديدة لإيران حال مواصلة برنامجها النووي
  • ترامب يصدر تصريحاً ساخراً من سطح البيت الأبيض: أريد بناء صواريخ نووية (فيديو)
  • هكذا وصف رئيس الأركان الإسرائيلي خطة نتنياهو لاحتلال غزة