ليبيراسيون: ضرب إيران.. هل أتى عصر الافتراس؟
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
قالت صحيفة ليبيراسيون إن دخول الولايات المتحدة في حرب مع إيران نهاية الأسبوع، أعطى الصراع بين تل أبيب وطهران بعدا جديدا، وزعزع التوازن الجيوسياسي في المنطقة بأسرها.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحية بقلم دوف ألفون وحمدان مصطفوي- أن الشرق الأوسط الجديد بدأ الآن يتبلور أمام أعيننا المذهولة، منذ أن أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسم خريطته بإرسال قاذفاته المخيفة مساء السبت لتدمير المواقع النووية الإيرانية، في هجوم مفاجئ، يبدو مخالفا للقانون الدولي، وربما يتعارض مع الدستور الأميركي، وهو بالتأكيد مناقض لوعوده الانتخابية.
ورأت الافتتاحية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الرابح الأكبر حاليا، بعد أن أصبح مجددا الحليف القوي الذي يحتاجه الغرب، في حين ظهر ضعف النظام الإيراني، الذي بذل قصارى جهده على مدار 46 عاما لتجنب هذه المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، ودمر برنامجه النووي الذي كان مصدر فخره في مواجهة القوى الإقليمية.
نُسي مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" الذي صاغه مهندس اتفاقيات أوسلو التعيسة شمعون بيريز وتبناه نتنياهو كشعار لإبادة الفلسطينيين، لفترة وجيزة بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعشرات الآلاف من ضحايا الانتقام الإسرائيلي الدموي في قطاع غزة، ولكنه عاد بنسخة ترامبية جديدة، تقوم على إخفاء نياتها المسيحانية تحت ذرائع جيوسياسية وأمنية إقليمية عقلانية.
مواجهة ذات إيحاءات دينيةوأشارت الصحيفة إلى رسالة من مايك هاكابي، حاكم أركنساس السابق والقس المعمداني المعين سفيرا في القدس، التي نشرها البيت الأبيض قبل 4 أيام من قرار ترامب، يقول فيها القس، وبالفعل صدق ترامب ذلك حسب خطابه مساء السبت.
إن الله لم يبق على حياة ترامب إلا ليتمكن من قصف إيران
بواسطة مايك هاكابي
وفي مقارنة ضمنية، ألمحت الصحيفة إلى عملية ترامب العسكرية المستوحاة من آية توراتية، مقابل أيديولوجية المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي التي تستبعد براغماتية الجانب الإيراني وصبره للحفاظ على نظامه، لتجر إيران إلى تصعيد انتحاري، في مواجهة أعداء أفضل تسليحا وأكثر عزما بشكل واضح.
إعلانوخلصت الصحيفة إلى أن خيارات القائد الإيراني تتضاءل سواء قبل ذلك أم لا، وأشارت إلى أن الإيمان الأعمى هو ما يفسر رفضه تهدئة الأمور، مذكرة بأن سلفه آية الله الخميني أخذ 8 سنوات من الحرب وأكثر من مليون قتيل قبل أن يوافق على "تجرع كأس السم" -على حد تعبيره- بعقد السلام مع العراق.
وفي مواجهة "الشياطين الصغار والكبار"، كما يسميهم خامنئي باستمرار، يبدو التحول أكثر استبعادا -كما ترى الصحيفة- مشبهة نهجه المشبع بالدلالات الدينية، بنهج الزعيم الأميركي والحكومة الإسرائيلية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الإيراني: تصرفات إدارة ترامب خيانة للدبلوماسية
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مساء أمس الجمعة، إن تصرفات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خيانة للدبلوماسية.
وأضاف عراقجي في تصريحات لشبكة "سي.إن.إن" الأمريكية: "إيران لا تعلم إن كان بإمكانها الوثوق بأمريكا بعد الآن، حيث إن واشنطن ربما استخدمت المحادثات الدبلوماسية كغطاء للهجوم الإسرائيلي علينا".
وحث وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، المعروفة باسم الترويكا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، إيران على التواصل مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي المثير للجدل لكن طهران شددت مرارا على أنها لن تفتح نقاشات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل وقف الهجمات الإسرائيلية عليها.
اختبار إيرانوقال دبلوماسيون إن المحادثات كانت تهدف إلى اختبار مدى استعداد طهران للتفاوض على اتفاق نووي جديد رغم عدم وجود أي احتمال واضح لوقف إسرائيل هجماتها قريبا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو "عبر وزير الخارجية الإيراني عن استعداده لمواصلة النقاشات حول البرنامج النووي، وعلى نطاق أوسع حول جميع القضايا. نتوقع من إيران الالتزام بالنقاش، بما في ذلك مع الولايات المتحدة، للتوصل إلى تسوية تفاوضية".
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن إيران مستعدة للنظر في الحلول الدبلوماسية بعد أن توقف إسرائيل هجماتها وتحاسب على أفعالها.
وأضاف عقب المحادثات التي استمرت قرابة ثلاث ساعات في جنيف "في هذا الصدد، أوضحتُ بجلاء أن القدرات الدفاعية الإيرانية غير قابلة للتفاوض".
ولم يتم الإعلان عن موعد لعقد اجتماع مقبل لمواصلة المحادثات رغم تأكيد الأوروبيين على محدودية الفرصة المتاحة للدبلوماسية.
وقال ترامب إنه سيقرر في غضون أسبوعين ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في الهجمات على إيران.
التواصل مع طهرانوقالت مصادر دبلوماسية لوكالة "رويترز" إن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تحدث إلى عدد من نظرائه في الغرب قبل اجتماع جنيف وأشار إلى استعداد واشنطن للتواصل المباشر مع طهران حتى في الوقت الذي تدرس فيه المشاركة في الضربات.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن الدول الأوروبية حريصة على استئناف المحادثات مع إيران، مضيفًا أن "هذه لحظة حرجة، ومن المهم جدا ألا نشهد تصعيدا لهذا الصراع في منطقة (الشرق الأوسط)".
وقال دبلوماسيان أوروبيان إن الترويكا الأوروبية لا تعتقد أن إسرائيل ستقبل بوقف إطلاق النار على الأمد القريب، وإنه سيكون من الصعب على إيران والولايات المتحدة استئناف المفاوضات.
وأضافا أن الفكرة كانت البدء في مسار تفاوضي مواز، في البداية بدون الولايات المتحدة، حول اتفاق جديد من شأنه أن يتضمن عمليات تفتيش أكثر صرامة وربما تشمل برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، مع السماح لطهران ببعض القدرة النظرية على تخصيب اليورانيوم.