كرّمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، اسم الشاعر الراحل علي نظير هويدي، ضمن فعاليات برنامج "عطر الأحباب" الذي استضافه قصر ثقافة الإسماعيلية، في إطار خطط وزارة الثقافة للاحتفاء برموز الإبداع وتقدير عطائهم الأدبي.

استُهلت فعاليات اللقاء، الذي أداره الشاعر جمال حراجي، بعرض فيلم تسجيلي قصير عن الشاعر الراحل، بحضور شيرين عبد الرحمن مدير عام ثقافة الإسماعيلية، والشاعر عبده الزراع مدير عام الثقافة العامة، إلى جانب نخبة من الأدباء والشعراء والمثقفين.

أشار "حراجي" في كلمته إلى أن علي نظير هويدي من مواليد 1944 بمحافظة الإسماعيلية، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة الزقازيق، وبدأ رحلته الأدبية مطلع السبعينيات حين التقى الأديب الكبير يحيى حقي، الذي كان له بالغ الأثر في تشكيل تجربته الشعرية.

وأضاف أن "نظير" خدم في القوات المسلحة قرابة أربعين عاما، وكان أحد عشرة أدباء أسسوا بابا جديدا في الأدب المصري عرف بـ"أدب الحروب الحديثة"، وقد أطلق عليه الفريق الراحل سعد الدين الشاذلي لقب "العم نظير". كما حصل على جائزة زكريا الحجاوي في الأدب، وكرمته وزارتا الثقافة والإعلام عام 2002، وصدرت له عدة دواوين شعرية، من أبرزها "أكتوبر والسنين" و"غناوي في الهوا"، وقد وافته المنية في مايو الماضي.

من جهته، أكد الشاعر عبده الزراع أن الشاعر علي نظير كانت له مسيرة شعرية حافلة بالإبداع والجوائز، لافتا إلى أن برنامج "عطر الأحباب" يهدف إلى تسليط الضوء على مسيرات الكبار من الأدباء، وتقديم شهادات حول تجاربهم الإبداعية في مسقط رؤوسهم.

كما قدم الشاعر أحمد إسماعيل شهادة أكد خلالها أن للراحل العديد من الأعمال تحت الطبع، تتراوح بين الفصحى والعامية، وتتنوع بين الرواية والمجموعة القصصية.

بدوره، أشار الشاعر د. حمدي سليمان إلى أن أول دواوين الراحل صدر عام 1979 بعنوان "أكتوبر والسنين"، وتلاه ديوان "أنا غبي" عام 1985، و"غناوي في الهوا" عام 1993، ثم "أوعاكي يامه" عام 2000، و"هلهلة" عام 2007، وكان آخر دواوينه "حصاد الشرذمة" عام 2018.

وشهد اللقاء مشاركة الشاعر عبد الله علي نظير، نجل الراحل، الذي ألقى عددا من القصائد التي كتبها والده في مناسبات وطنية وشخصية، كما أعلن خلال كلمته عن إطلاق مسابقة سنوية في شعر العامية تحمل اسم "علي نظير هويدي"، تقام في يونيو من كل عام، وهو موعد ميلاد الشاعر، وتستهدف الشعراء الشباب من الإسماعيلية والمحافظات المجاورة، وتمنح جوائز نقدية وشهادات تقدير، وتختتم بحفل فني.

وقد عرض "حراجي" ملخص دراسة نقدية أعدها الشاعر د. مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، بعنوان "علي نظير هويدي.. الغارق في القضايا الاجتماعية وأمير الحس الزجلي الساخر".

جاء في الدراسة أن ديوان "أوعاكي يامه" يضم إحدى عشرة قصيدة تدور حول قضايا اجتماعية في قوالب زجلية وتفعيلية، وتغلب عليها نبرة ساخرة تجمع بين المباشرة والحكمة.

 ومن خلال عناوين مثل "طنش"، "بيع الضمير"، "الشباب"، و"استيراد الفساد"، تبرز رؤية نقدية للواقع، تعتمد على بنى موالية رباعية الشكل، كما تعكس القصائد حنينا وقلقا من تحكم الأغراب في خيرات الوطن، وتختتم بتحذير من تكرار مشاهد الظلم والفساد في حال تجاهل صوت الشعر والضمير.

أُقيم اللقاء تحت إشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ضمن برنامج "عطر الأحباب" الذي أطلقته الإدارة المركزية للشئون الثقافية، ونفذ من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة بالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي بإدارة د. شعيب خلف، وفرع ثقافة الإسماعيلية.

وشهد اللقاء مشاركة من شعراء الإسماعيلية، والتل الكبير، والقنطرة غرب وشرق، إضافة إلى ضيوف من بورسعيد والعاشر من رمضان وكفر الشيخ، والذين ألقوا قصائدهم في تأبين الشاعر الكبير.

طباعة شارك الهيئة العامة لقصور الثقافة اللواء خالد اللبان الشاعر الراحل علي نظير هويدي عطر الأحباب قصر ثقافة الإسماعيلية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة عطر الأحباب قصر ثقافة الإسماعيلية ثقافة الإسماعیلیة عطر الأحباب

إقرأ أيضاً:

القصيدة..لغة الموت والحياة

(1)

أحلام الشاعر كثيرة، لا تنتهي، يتمنى كل شيء، مدينة فاضلة، مليئة بالشِعر، مكتنزة بالوفاء، عصيّة على السارقين، وفيّةً لأولئك الذين يكتبون قصائدهم بماء عيونهم، يحلمون بالبياض، ويسعون وراء غابات اللغة، ويرسلون آهاتهم الحزينة لأحبتهم، وعشيقاتهم، ولعصافير فرّت ذات حنين إلى غصن شجرة يابس، يكاد يسقط من أمّه، ولكنهم يتمسكون بالحلم، دون أن ييأسوا، إنهم يحلمون ليل نهار، ولا يكاد يجف حبر قصيدة، حتى تخضّر قصيدة أخرى، يحرثون في أراضي السيرة العبثية، ويسرحون خلف غيمات الجمال، ويرفضون الصمت، لأنهم صوت الخيال الذي لا يذبل.

(2)

هكذا هم يحلمون دون توقف، يزهرون كوردة جبل، مترامي الصخور، يحمل صلابته، ويرحل إلى الوادي الهادر، يباغت البحر، ويسقي تلك الأرواح الظمأى للشعر، وترفض الاستسلام، ولا تجد سوى بعض الماء الذي يروي عطش القصيدة، يسافر معها إلى آخر تخوم الكون، ويشرع في تشكيل خارطتها الزرقاء، ويجلس على دكة الموت، خائفا من الهبوط إلى واديها السحيق، ممتشقا فأسا نسيه حطاب عابر، رحل الجميع، وبقي الفأس معلّقا على شجرة زيتون عتيقة.

(3)

ليس للكلمات صدى، ليس لها حياة، إذا ماتت القصيدة، حتى وإن بقي الشاعر، الكلمات بنت العاطفة، وليدة اللحظة، الهاربة بين المسافات، والعاشقة دون عشيق، المكتنزة بالدلالات، والإيماءات، والبوح، والسؤال، الغاضبة حد القتل، المسالمة حد البياض، الشاعرة دون قلب، والسائرة دون هدى، تنسكب من ماء السماء إلى جوف الشاعر، ومن جوف الشاعر إلى لسانه، ومن لسانه إلى الكون.

(4)

هنا تنبعث اللغة من عقالها، تسرج خيالها، وتنعتق من عبودية الاعتيادي، والمألوف، وتتشكل ولادات أخرى، ودلالات جديدة، وشارات تدل السائرين دروب القصيدة، ترسل لهم بعض مفاتنها، وترهن لهم بعض محاسنها، وتسقيهم من ماء الروح، شعرا يعيد لهم نبضهم الذي مات ذات تبلّد، وتسفر لهم سراجا من الضوء الشفيف الذي يرون منه، وفيه صورتهم المنسية منذ زمن سحيق.

(5)

فليكن للقصيدة معنى، وليكن للشاعر ألف حياة يعيشها، ليشعر أن النص ما هو إلا ولادة شمس جديدة، تعيد كتابة ذاتها، وأن الموت لا يخيفها، ولا يخفيها، لأنها الخالدة دون قبر، والمغادرة دون دليل، لذلك يبقى للكلمات ملكوتها، وعنفها، وعالمها، وسواحلها القصيّة التي لا يمكن أن نقصيها، ولا أن نتخيّل مدّها، وجزرها.

مقالات مشابهة

  • قصور الثقافة تنشط بالمسرح والملتقيات والندوات العلمية في القاهرة وجنوب سيناء
  • القصيدة..لغة الموت والحياة
  • بحضور وزير الثقافة… حمص تحتفي بتاريخها وعراقتها في فعالية ثقافية منوعة
  • قطر الندى تحتفي بالنيل السعيد في عدد أغسطس 2025
  • نظير عياد: المفتي الذي لا يتقن التكنولوجيا يواجه صعوبة في عمله مستقبلا
  • أجندة قصور الثقافة في الأسبوع.. احتفالات عيد وفاء النيل تطوف المحافظات
  • الرابطة اليمنية "طيف" تُنظّم ندوة حول تجربة فؤاد الحميري الأدبية والنضالية
  • قرار وزاري بشأن قضايا الأموال العامة في الإسماعيلية
  • الثقافة تطلق المرحلة الثانية من مبادرة المليون كتاب
  • بقرار وزير العدل.. إنشاء نيابة استئناف الإسماعيلية للأموال العامة