بعد القبض على هشام قاسم.. تحالف ليبرالي مصري يدرس تجميد نشاط أحزابه
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
أعلنت تحالف "التيار الحر" الليبرالي المصري، الإثنين، أنه يدرس تجميد نشاطه والانسحاب من المشاركة في آية استحقاقات انتخابية أو سياسية، على خلفية ما تشهده البلاد من انتهاكات للحقوق والحريات والتنكيل بالمعارضين، وبعد حبس رئيس مجلس أمناء التحالف، هشام قاسم.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته أحزاب التحالف، الإثنين، وهي الإصلاح والتنمية والمحافظين والدستور ومصر الحرية، بشأن استمرار حبس قاسم احتياطيا وإحالته للمحاكمة محبوسا أمام المحكمة الاقتصادية يوم 2 سبتمبر/أيلول المقبل.
وأحالت النيابة المصرية، الأربعاء الماضي قاسم، محبوسا، إلى المحاكمة بتهمة “سب وقذف” عضو لجنة العفو الرئاسي ووزير القوى العاملة الأسبق كمال أبو عيطة، و"الاعتداء بالقول على ضباط مباحث قسم السيدة زينب"، وفقا لما أوردته صحيفة "القدس العربي".
وقال التيار، في بيان، إن أحزابه السياسية وشخصياته العامة ترى أن تداعيات استمرار حبس قاسم تحت دعوى السب والقذف على خلاف السوابق القضائية المعتادة، يثير شكوك حول الأسباب الحقيقية لإحالته إلى المحكمة محبوسا على ذمتها،" خاصة مع عدم التحقيق في البلاغ المقابل الذي تقدم به قاسم عن التهم التي وجهت له ولأعضاء التيار ومن شأنها، لو صحت، أن تسبب له والأعضاء الازدراء فضلا عن الحط من قدرهم بين جماهيرهم، التي تم تمويل ترويجها في الصحف والمواقع، ما يؤكد سوء النية".
وأضاف بيان التيار الحر أن "السياسات التي تطلق يد موظفي الأجهزة الأمنية في ملاحقة السياسيين وشخصنة المواقف والمكايدة لهم ولأصحاب الرأي المعارض منهم تمثل خطورة شديدة على المستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد وتنذر بدخول البلاد في منعطف أخطر".
وواصل التيار: "صيانة الحقوق والحريات وعلى رأسها حرية الرأي والتعبير وممارسة العمل العام ليست محل مساومة، وصيانة الحقوق والحريات المنصوص عليها في الدستور هي المدخل القويم لإقالة مصر من عثراتها وإخراجها من الأزمة المركبة التي تعاني منها حاليا، وهي الأمل الوحيد لتحقيق الاستقرار".
اقرأ أيضاً
واشنطن بوست عن سجن هشام قاسم: دوامة القمع في مصر مستمرة
وأكد التحالف الليبرالي أن عدم الإفراج عن هشام قاسم يمثل مؤشرا واضحا على غلق الباب أمام أية تفاهمات مع المعارضة السياسية السلمية في البلاد، التي تعمل وفق الدستور والقانون، وأنه لم تعد هناك مساحة للحركة أمام أحزاب المعارضة، و"تكشف بوضوح عن توجهات السلطة بالتوسع في ملاحقة الأحزاب السياسية والشخصيات العامة المعارضة وهو الأمر الذي يلقي بظلال قاتمة على الاستحقاقات القادمة ويعيق قدرة السلطة على الخروج من الأزمة الاقتصادية الحادة التي باتت تطـحن كافة طبقات وفئات المجتمع المصري".
وبين التيار أنه تناول قضايا الحريات والحقوق، وبحث عن مخارج عملية من الأزمة الاقتصادية كان يعدها لإعلانها للشعب والرأي العام "تشمل حلول خلاقة لعبور هذه الأزمة، ومحاولة استباقية لوضع أصبح يهدد القدرة على سداد أقساط الديون وفوائدها حتى لا تصل البلاد إلى مرحلة العجز عن سداد أقساط الديون وفوائدها".
وكان هشام قاسم يسعى لإطلاق حزب النداء الحر قبل القبض عليه، بحسب جميلة إسماعيل، رئيسة حزب الدستور، التي قالت في كلمتها في المؤتمر، إن "السلطة تعود إلى نقطة الصفر وتستهدف قيادات التيار الحر وعناصره، بدلاً من محاولة إيجاد حلول اقتصادية، أصبحنا نعود إلى نقطة الصفر".
وأضافت: "أتمنى أن نرى الخير في بلد تستطيع أن تتجاوز ما فيه، وأن لا نخير بين الحرية من جانب وبين العيش من جانب آخر، وأن تتعطل مسيرتنا السياسية مقابل القبض على المعارض، وهشام قاسم يعاقب على معارضته".
وتابعت: "هذا الهجوم يدخلنا في متاهة الدفاع عن هشام قاسم، ونتشارك في هذه الرحلة الصعبة من أجل الإفراج عنه، وكلنا هنا مع التغيير وليس الاستمرار، لا ننتظر معجزة، نحاول فتح مسار جديد عن طريق فتح مجال سياسي ثم بعد ذلك المجال الاقتصادي".
اقرأ أيضاً
مصر تسجن المعارض هشام قاسم رهن المحاكمة بتهمتين
وفي السياق، قال المفكر السياسي، أسامة الغزالي حرب، خلال المؤتمر، إن قاسم يعاقب بسبب تصريحاته ضد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، وليس بسبب البلاغ الذي قدمه، كمال أبوعيطة، وزير القوى العاملة الأسبق وأحد قيادات الحركة المدنية المعارضة.
وأضاف: "قاسم يعاقب بسبب كلامه ضد السيسي، لأنه تخيل نفسه في أمريكا، ومصر لا يصح أن تكون دول دكتاتورية ويحكمها نظام ديكتاتوري وعندما أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أن السيسي هو ديكتاتوره المفضل اكتشفنا أن السيسي أحب اللقب وهذا شيء معيب في حق مصر ونحن نستحق أن نعيش في نظام ديمقراطي".
وزاد: "مصر بلد عظيمة وهي القومية الوحيدة في المنطقة ولها تراثها وآن الأوان أن نقف وقفة جادة لأجل إنشاء نظام ديمقراطي في مصر، ومصر الآن أصبحت مهمشة ولا وجود لها على الساحة الدولية أو العربية".
وأمرت النيابة العامة المصرية، مساء الأحد 20 أغسطس/ آب الجاري، بإخلاء سبيل قاسم بكفالة 5 آلاف جنيه على ذمة التحقيق معه في بلاغ سب وقذف أبو عيطة، غير أنه امتنع عن سداد الكفالة، وإثر ذلك احتجزته قوات قسم السيدة زينب لعرضه على النيابة صباح اليوم التالي لتقرر مصير حبسه في ضوء عدم سداده الكفالة.
وخلال تواجده في القسم كتب قاسم منشورا عبر فيسبوك هاجم فيه السيسي: النيابة أفرجت عني بكفالة 5 آلاف جنيه، أنا أنظف من عبدالفتاح السيسي، وكل رجاله وأجهزته وقررت عدم سداد الكفالة والبقاء محبوس".
وفي اليوم التالي، قضى قاسم وفريق دفاعه نحو 15 ساعة داخل سرايا النيابة العامة، التي وجهت له اتهامًا جديدًا بالاعتداء بالقول على ضباط مباحث القسم، وقررت إثر ذلك حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، قبل إحالته للمحاكمة.
وأعلنت أحزاب وشخصيات عامة ليبرالية تشكيل التيار الحر في يوليو/ تموز الماضي، وقالت إن قضيتها الرئيسية تقديم حلول وبدائل سياسية لوقف التدهور الاقتصادي في البلاد.
اقرأ أيضاً
مصر.. هشام قاسم يرفض دفع كفالة إخلاء سبيله بدعوى سب وقذف ويوجه رسالة للسيسي
المصدر | الخليج الجديد + القدس العربيالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر هشام قاسم كمال أبو عيطة عبدالفتاح السيسي التیار الحر هشام قاسم
إقرأ أيضاً:
ترامب قد يلجأ الجمعة للمحكمة العليا الأميركية لوقف حكم تجميد الرسوم الجمركية
الاقتصاد نيوز - متابعة
قالت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الخميس، إنها قد تطلب من المحكمة العليا الأميركية يوم الجمعة إيقاف قرار محكمة فدرالية بتجميد العديد من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب من قبل فورًا.
وستسعى الإدارة الأميركية للحصول على "إعفاء طارئ" من أعلى محكمة في البلاد إذا لم تُصدر محكمة الاستئناف الفدرالية قراراً بإيقاف مؤقت لحكم المحكمة الأدنى.
جاء هذا الطلب، في ملف قضائي، في الوقت الذي ينتقد فيه كبار مساعدي ترامب قضاة محكمة التجارة الفدرالية، بالتزامن مع مطالبة إدارته هؤلاء القضاة بإيقاف أي تنفيذ لحكمهم أثناء استئناف القضية.
انتقادات من الإدارة للمحكمة
قال نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، ستيفن ميلر، يوم الخميس: "نعيش في ظل استبداد قضائي"، وذلك بعد أن أصدر ثلاثة قضاة في محكمة التجارة الدولية الأميركية الحكم مساء الأربعاء.
وكتب ميلر، فور صدور قرار تجميد الرسوم الجمركية: "الانقلاب القضائي خارج عن السيطرة"، بحسب شبكة CNBC.
وقال مستشار ترامب، جيسون ميلر، خلال مقابلة مع قناة Fox Business صباح الخميس: "لدينا هؤلاء القضاة غير المنتخبين الذين يحاولون فرض إرادتهم عندما يتعلق الأمر بالسياسة الضريبية والتجارية وجميع شؤون الاقتصاد".
تفاصيل القرار
عُيّن هؤلاء القضاة الثلاثة - جين ريستاني، وتيموثي ريف، وغاري كاتزمان - في المحكمة الفدرالية من الرئيسين الجمهوريين رونالد ريغان وترامب، والديمقراطي باراك أوباما، على التوالي.
وأبطل حكمهم الصادر يوم الأربعاء عشرات التعرفات الجمركية الخاصة بكل دولة، والتي فرضها ترامب في وقت سابق من هذا العام بموجب السلطة المزعومة لقانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية.
وخلص القضاة إلى أن القانون لا "يمنح مثل هذه السلطة المطلقة" للرؤساء.
ويشمل الحظر الذي فرضته المحكمة جميع التعرفات الجمركية الانتقامية التي فرضها ترامب في أوائل أبريل/ نيسان، كجزء من خطته الشاملة "يوم التحرير" لإعادة تشكيل التجارة الدولية مع بقية العالم.
كما يمنع الحكم الإدارة الأميركية من إجراء أي تعديلات مستقبلية على التعرفات المعنية. ومنحت المحكمة الإدارة مهلة 10 أيام لإجراء التغييرات اللازمة لتنفيذ الأوامر.
طلب استئناف
من جانبها، قدمت إدارة ترامب إشعاراً بالاستئناف بعد صدور الحكم بوقت قصير.
كما طلب ترامب والمدعى عليهم الآخرون في القضية من المحكمة التجارية تعليق تنفيذ حكمها ريثما تنتهي إجراءات الاستئناف.
وكتبت محامية وزارة العدل، سوسون باي: "من الأهمية بمكان، من أجل الأمن القومي للبلاد وسير الرئيس في جهوده الدبلوماسية الدقيقة والمستمرة، أن تُعلق المحكمة حكمها".
وأشارت باي إلى تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو، والممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، الذين حذّروا جميعاً من أن الحكم "سيُدمّر" اتفاقية تجارية أولية تم التوصل إليها مع الصين في وقت سابق من هذا الشهر، ويُثير الشكوك حول المفاوضات المستقبلية.
وإذا صمد حكم المحكمة التجارية أمام الطعون القادمة، فقد يُوجّه ضربة قاصمة لأجندة ترامب الاقتصادية.
وتُعد الرسوم الجمركية والحمائية التجارية ركيزةً أساسيةً في رؤية الرئيس الأميركي للعلاقات التجارية مع العالم. ومؤخراً، اعتمد بشدة على وعده بفرض رسوم جمركية لتوليد الإيرادات الفدرالية في سعيه لخفض الضرائب وزيادة الإنفاق العسكري.
وسائل أخرى لفرض الرسوم الجمركية
في غضون ذلك، يمتلك ترامب وسائل أخرى لفرض رسوم جمركية بشكل أحادي.
وأشار اقتصاديو غولدمان ساكس Goldman Sachs إلى ثلاثة أجزاء غامضة نسبياً من قانون التجارة الأميركي قد تُطبّق قريباً: المادتان 122 و301 من قانون التجارة لعام 1974، والمادة 338 من قانون التجارة لعام 1930.
وعبر المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، عن ثقته في إلغاء حكم المحكمة في نهاية المطاف. وذكر أن الحكم لن يعطل توقيع اتفاقيات تجارية جديدة، بحسا ما قاله في مقابلة مع Fox Business يوم الخميس.
وقال كيفن هاسيت: "إذا كان هناك عراقيل صغيرة هنا أو هناك بسبب قرارات يتخذها قضاة يتصرفون مثل النشطاء السياسيين، فالأمر غير مقلق على الإطلاق، وبالتأكيد لن يؤثر ذلك على المفاوضات".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام