البلاد (غزة)

تشهد الساحة الإقليمية والدولية تحركات دبلوماسية مكثفة؛ تهدف إلى التوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية التي خلّفت خسائر بشرية ومأساة إنسانية غير مسبوقة.
وأبلغت الولايات المتحدة، وفق مصادر مصرية مطّلعة، الوسطاء بأنها تمارس ضغوطاً مباشرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدفعه نحو قبول هدنة طويلة الأمد في غزة.

هذه الجهود تأتي في وقت أكدت فيه المصادر نفسها أن الوسطاء طالبوا بضرورة تحديد جدول زمني واضح لوقف العمليات العسكرية، مشددين على ضرورة البدء في إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع خلال شهر يوليو المقبل.
وأشارت المصادر إلى أن مفاوضات جديدة ستُستأنف قريباً بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن وقف إطلاق النار، مع توقعات بحسم الأمور خلال الأسبوع الثاني من يوليو.
وتواصل مصر جهودها المكثفة بالتنسيق مع قطر في محاولة للوصول إلى اتفاق متكامل يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس. وفي هذا السياق، تعمل القاهرة حالياً على صياغة مقترح جديد سيتم عرضه على الأطراف المعنية، يتضمن تثبيت وقف إطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى سكان غزة، بالإضافة إلى وضع إطار محتمل لصفقة تبادل أسرى.
في سياق متصل، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن وقف إطلاق النار قد يتم خلال أسبوع، كاشفاً أنه أجرى محادثات مع شخصيات معنية بالملف، وأن هناك تفاهمات مع إسرائيل لتحقيق تسوية خلال أسبوعين تشمل وقف الحرب، وإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس، وترحيل بعض قيادات الحركة إلى دول أخرى.
كما كشفت مصادر عن أن الاتفاق المحتمل يتضمن استعداد إسرائيل لمناقشة حل مستقبلي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قد يستند إلى مبدأ حل الدولتين، بشرط إجراء إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية.
وفي تطور مأساوي آخر، نشرت صحيفة “هآرتس” تقريراً يؤكد أن عدد القتلى الفلسطينيين في غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 تجاوز 100 ألف شخص، أي ما يعادل نحو 4% من سكان القطاع، وهو ما يجعل هذه الحرب الأكثر دموية في القرن الحالي وفقاً للصحيفة.
التقرير استند إلى دراسة ميدانية أجراها فريق دولي بقيادة البروفيسور مايكل سباغات، الذي أشار إلى أن عدد الضحايا قد يفوق الأرقام المعلنة من وزارة الصحة الفلسطينية بنسبة تصل إلى 40%. وبيّنت الدراسة أن أكثر من نصف الضحايا هم من النساء والأطفال، وهي نسبة تفوق بكثير ما تم تسجيله في معظم النزاعات المسلحة حول العالم.
في الوقت الذي يتحدث فيه شهود عيان فلسطينيون عن قيام القوات الإسرائيلية بإطلاق النار على المدنيين أثناء محاولاتهم الحصول على مساعدات غذائية، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع هذه المزاعم ووصفاها بأنها “أكاذيب خبيثة تهدف إلى تشويه صورة الجيش”.
الجيش الإسرائيلي أعلن أنه فتح تحقيقات في الحوادث التي أُبلغ عنها لكنه نفى بشكل قاطع وجود أوامر بإطلاق النار المتعمد على المدنيين.
ومنذ بدء الحرب، يعاني سكان غزة من نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية، مع تعطل كامل للبنية التحتية. مؤسسة إنسانية حديثة مدعومة من شركة أمريكية خاصة تقوم بتوزيع مساعدات غذائية في مناطق محدودة، لكن الطريق إليها محفوف بالمخاطر في ظل استمرار القتال وتكرار حوادث إطلاق النار.
وفي ظل هذه المعطيات، تترقب الأوساط السياسية والإنسانية نتائج الجهود الجارية لمعرفة ما إذا كانت الأطراف ستنجح في التوصل إلى هدنة تنهي واحدة من أكثر الحروب دموية في العصر الحديث.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

ضغوط أمريكية لتنفيذ المرحلة الثانية.. واشنطن تلزم تل أبيب بالتقدم في اتفاق غزة

البلاد (واشنطن)
تكثّفت الضغوط الأمريكية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ لدفعه نحو الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وذلك قبيل زيارة مرتقبة لنتنياهو إلى واشنطن أواخر الشهر الجاري، في وقت تتزايد التعقيدات الميدانية والسياسية المحيطة بتنفيذ الاتفاق الذي ترعاه الولايات المتحدة.
وكشف مصدر مطّلع؛ وفقاً لصحيفة يسرائيل هيوم، أن الإدارة الأمريكية مارست ضغوطاً كبيرة خلال الساعات الـ12 الأخيرة على نتنياهو للموافقة على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بدء المرحلة الثانية. وأكد الأمريكيون- وفق المصدر- أن اتفاق إنهاء الحرب حقق نتائج أكبر مما توقّعته إسرائيل نفسها، من حيث استعادة عدد أكبر من الأسرى الأحياء والجثامين.
وكانت التقديرات الإسرائيلية الأولية تشير إلى أن حركة حماس ستحتفظ بعدد من جثث الجنود الأسرى، لكن تسليم الفصائل الفلسطينية آخر جثة يوم الثلاثاء غيّر حسابات تل أبيب وأحرج القيادة الإسرائيلية داخلياً.
وأوضح المصدر أن نتنياهو يخشى من الانتقادات الشعبية في الداخل الإسرائيلي، في حال أُعلنت المرحلة الثانية قبل التأكد من استعادة كل الجثامين. ويواجه رئيس الوزراء ضغوطاً متزايدة من عائلات الأسرى ومن المعارضة، فيما تتصاعد الخلافات داخل المؤسسة الأمنية حول مستقبل الوضع في غزة.
وأكد مسؤولون أمريكيون خلال نقاشات داخلية أن خطتهم للمرحلة الثانية، تضمن نزع سلاح حركة حماس، في محاولة لطمأنة الجانب الإسرائيلي، الذي يبدي شكوكاً واسعة في قدرة أي قوة دولية مستقبلية على تنفيذ هذه المهمة. وتشمل الخطة انتشار قوة استقرار دولية، وتشكيل سلطة انتقالية تدير القطاع بعد انسحاب إسرائيل من مواقعها الحالية ضمن ما يُعرف بالخط الأصفر، الذي يشمل أكثر من نصف مساحة غزة.
على الجانب الفلسطيني، شدد عضو المكتب السياسي في حماس حسام بدران على أن الحركة لن توافق على بدء المرحلة الثانية ما لم تُوقف إسرائيل”الخروقات والانتهاكات” المنصوص عليها في المرحلة الأولى. وطالبت الحركة الوسطاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، بالضغط على تل أبيب لضمان التزامها الكامل ببنود الاتفاق.
وبيّن بدران أن المرحلة الأولى نصت على إدخال ما بين 400 و600 شاحنة مساعدات يومياً وفتح معبر رفح للأفراد والبضائع، وهو ما تقول الحركة إن إسرائيل لم تلتزم به، رغم إعلان الأمم المتحدة وصول مناطق واسعة في شمال غزة إلى مرحلة المجاعة خلال الأشهر الأخيرة.
وكانت المرحلة الأولى قد شملت تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، ووقف الأعمال القتالية، وتسهيل دخول المساعدات. وقد أطلقت حماس جميع الأسرى الأحياء، وسلمت جثامين الباقين، بينما أفرجت إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين. إلا أن تل أبيب تواصل تقييد دخول المساعدات، وأعلنت مؤخراً فتح معبر رفح باتجاه واحد لخروج الغزيين، وهو ما رفضته القاهرة.

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلن توسطه في اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا
  • أردوغان يدعو بوتين لوقف إطلاق النار على المرافئ ومنشآت الطاقة
  • زيلينسكي: إجراء انتخابات في أوكرانيا يتطلب وقف إطلاق النار
  • روبيو يبحث مع وزير الخارجية الإسرائيلي تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة
  • أسفرت عن استشهاد 386 فلسطينيًا.. 738 خرقاً لوقف النار من قوات الاحتلال
  • ضغوط أمريكية لتنفيذ المرحلة الثانية.. واشنطن تلزم تل أبيب بالتقدم في اتفاق غزة
  • خروقات إسرائيل لوقف إطلاق النار بعد شهرين من سريانه
  • شهيدان في غزة وإسرائيل تشترط لبدء المرحلة الثانية بخطة ترامب
  • على وقع ضغوط ترامب.. زيلينسكي يبدي استعدادا لإجراء انتخابات خلال 60 إلى 90 يوما
  • مصر : القاهرة كثفت جهودها لوقف النار في غزة وإيصال المساعدات