المقاومة الفلسطينية في الضفة تنفذ 14 عملاً مقاوماً للعدو الصهيوني
تاريخ النشر: 4th, July 2025 GMT
الثورة نت/..
رصد مركز معلومات فلسطين (معطى)، 14 عملاً للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية خلال الـ48 ساعة الأخيرة.
وأوضح، في تقرير إحصائي، أن هذه الأعمال توزعت بين تفجيرين لعبوات ناسفة وعملية تصدي للمستوطنين وعشر عمليات اندلاع مواجهات وإلقاء حجارة، ومظاهرة.
وقال إن هذه العمليات توزعت جغرافيا بين القدس ورام الله وجنين وطوباس ونابلس وقلقيلية والخليل.
وذكر أن العمليات النوعية تمثلت في استهداف قوات العدو الاسرائيلي بعبوة ناسفة في بلدة عرّابة، جنوب غرب جنين، واستهداف قوات العدو بعبوة ناسفة خلال اقتحامهم المساكن الشعبية شرق نابلس.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
المقاومة الفلسطينية والشرق الأوسط الجديد
إن ترامب ونتنياهو على توافق تام حول التخطيط للمنطقة العربية خاصة مسار التطبيع في المرحلة القادمة، ومن هنا ينبغي على الدول العربية أن تكون حذرة فيما يخطط له من مشروع صهيوني بدأت ملامحه في الظهور، وتشكل خطرا على وعي الأجيال ومستقبل الأمة العربية.
يحلم الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو بالشرق الأوسط الجديد وانتهاء الصراع في فلسطين المحتلة، خاصة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الغاصب، ورسم خريطة جديدة في المنطقة قوامها الازدهار الاقتصادي، وطرق السلام المزعوم، وأن تكون إسرائيل هي الكيان الذي يهيمن على المنطقة من خلال السيطرة على المقدرات، ودمج المجتمعات، وقيام التعاون العربي الصهيوني الغربي؛ لمقاومة أي تحد استراتيجي محتمل من خلال إنهاء محور المقاومة بشكل كامل.
وهناك تصور في واشنطن وأيضا داخل دوائر الكيان الصهيوني بأن الوقت الحالي هو أنسب مرحلة لتطبيع صفقة القرن أو المشروع الصهيوني العالمي من خلال إطلاق المرحلة الثانية من اتفاقات (أبراهام)، وأيضا إدخال المنطقة العربية أو الجزء الأكبر منها في قطار التطبيع، وإقامة ترتيبات محددة للفلسطينيين بعيدا عن الدولة الفلسطينية، أو إقامة دولة شكلية لا تتمتع بأي سيادة، ويتم السيطرة عليها من خلال قوة المراقبة العسكرية. ولعل من الخطوات الأساسية لهذا المخطط هو إنهاء الحرب في قطاع غزة وفق اتفاق بين المقاومة الفلسطينية وحكومة نتنياهو برعاية الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة مصر وقطر كوسطاء.
الرئيس الأمريكي ترامب بدأ الترويج لمسار المرحلة الثانية من التطبيع بين عدد من الدول العربية والكيان الصهيوني من خلال تصريحات مستشار ترامب للشرق الأوسط ويتكوف، ومن خلال التسريبات والمعلومات. والتطبيع مع الكيان الصهيوني هو من الأمور الخطيرة على أمن واستقرار المجتمعات، وعلى نسيج الشعوب؛ لأن دخول الصهاينة إلى أي مجتمع عربي أو إسلامي بكل أدوات التقنية والذكاء الاصطناعي التي يملكها الصهاينة فإن ذلك سوف يشكل مشهدا استراتيجيا في غاية الخطورة، والتجارب التي حدثت خلال الحرب العالمية الأولى والثانية من خلال سيطرة اليهود على مقدرات عدد من الدول الغربية لا يزال في الذاكرة. ولعل الولايات المتحدة الأمريكية هي نموذج صارخ على تغلغل الصهيونية العالمية في مفاصل الدولة الأمريكية، وهذا ليس كلامنا، ولكن هناك عشرات المؤلفات والدراسات التي تتحدث عن ذلك التغلغل المثير في المجتمع الأمريكي المتعدد الأعراق.
نحن هنا لا نتحدث عن الانفتاح الاقتصادي، والحوار، والمعرفة، وتبادل الثقافات، فهذا موضوع مختلف. نحن نتحدث عن مشروع صهيوني خطير يعد من أساسيات الفكر الصهيوني تحت شعار الشرق الأوسط الجديد الذي تحدث عنه رئيس الكيان الصهيوني الأسبق ووزير الخارجية شيمون بيريز في كتابه. كما أن هناك أدبيات بني صهيون، وعلى رأسهم أول رئيس حكومة وهو بن جوريون وأحلام شق القناة البحرية؛ لتكون بديلة عن قناة السويس.
وعلى ضوء ذلك؛ فإن مشروع التطبيع -وهو لا يزال في محطته الأولى- يعد من أخطر المشاريع الاستراتيجية على الدول العربية حكومات وشعوبا، وقد يبدأ التطبيع بلمسات ناعمة، وحديث عن التعاون الاقتصادي، وإنهاء الكراهية، وتبادل الثقافات، ولكن الهدف الاستراتيجي يظل موجودا في أذهان المخططين للمشروع؛ حيث إن تلك المشاريع الاستراتيجية تأخذ عقودا من التخطيط والمتابعة. ولعل مشروع إقامة كيان صهيوني في فلسطين أخذ عقودا منذ مؤتمر بازل عام ١٨٩٨ وما تبعه من وعد بلفور المشؤوم حتى قيام الكيان الصهيوني، ونكبة فلسطين في الخامس عشر من مايو ١٩٤٨. ومن هنا فإن المرحلة الحالية تعد من المراحل الصعبة التي تحتاج إلى مراجعات سياسية.
إن الكيان الصهيوني -في ظل حكومة نتنياهو المتطرفة- لن يوافق على شكل ما لقيام الدولة الفلسطينية، وهو يبحث عن تطبيع كامل مع بقية الدول العربية وفق مفهوم السلام مقابل السلام؛ حيث يروج لمنشورات وصور في المدن الصهيونية، وهي صور دعاية لا تعبر عن الموقف العربي الذي يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وفق المبادرة العربية التي أقرتها قمة بيروت عام ٢٠٠٢.
إن الدعاية الصهيونية هي جزء من الحرب النفسية على العرب قيادات وشعوب عبر غرس شعور الشك، وإيجاد هالة من الأكاذيب، والدعاية الصفراء في ظل الإبادة الجماعية التي يرتكبها نتنياهو وحكومته المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين، وفي ظل عجز المجتمع الدولي -وفي مقدمتها الأمم المتحدة-، والانحياز الأمريكي المعروف، وغياب الإرادة السياسية العربية. وعلى ضوء ذلك؛ فإن هناك مخاطر كبيرة تحيط بالأمن القومي العربي، وهو نفس الكلام الذي حدث قبل احتلال فلسطين؛ حيث لم يتصور أحد أن يكون المشروع الصهيوني هو السيطرة على فلسطين، وعلى أجزاء من الوطن العربي كما هو الآن في الجولان السوري المحتل، وجزء من جنوب لبنان.
كما أن خريطة الكيان الصهيوني تتحدث عن طموحات الكيان الصهيوني في التمدد نحو الجغرافيا العربية وتحديدا من الفرات إلى النيل. وحتى يمكن الوصول إلى تلك الامتدادات الجغرافية؛ يظل التطبيع والدخول إلى المجتمعات تحت دعاوى الاقتصاد والتعاون جزءا أصيلا من المشروع الصهيوني الذي ينفذ على مراحل وعلى مدى عقود. ولعل كتب الدكتور عبد الوهاب المسيري ـ رحمه الله ـ تعطي فكرة شاملة وعميقة عن الفكر الصهيوني وأطماعه في العالمين العربي والإسلامي.
إذن المقاومة الفلسطينية هي الشوكة التي تقف ضد المشروع الصهيوني علاوة على حركات المقاومة وإيران التي دخلت في صراع مسلح مع الكيان الصهيوني، وتحتاج مشاهد تلك الحرب الخاطفة إلى مقال مستقل للحديث عن دروسها العميقة. وعلى ضوء ذلك؛ فإن ترامب ونتنياهو على توافق تام حول التخطيط للمنطقة العربية خاصة مسار التطبيع في المرحلة القادمة، ومن هنا ينبغي للدول العربية أن تكون حذرة فيما يخطط له من مشروع صهيوني بدأت ملامحه في الظهور، وتشكل خطرا على وعي الأجيال ومستقبل الأمة العربية.