تجارب عائشة المعمري ومريم الزرعوني تضيء "بحر الثقافة" في أبوظبي
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
بمناسبة يوم المرأة الإماراتية الذي يصادف 28 أغسطس (آب) من كلّ عام، نظمت مؤسسة "بحر الثقافة"، مساء الإثنين، جلسة حوارية بمقرها في أبوظبي، استضافت خلالها نماذج إماراتية مشرّفة، للإضاءة على مسيرتها، وهما، أول طبيبة إماراتية في تخصص الطوارئ الدكتورة عائشة مصبح المعمري، والكاتبة والعداءة والأديبة مريم الزرعوني.
حاورت تقية العامري الشاعرة الزرعوني، حول حضور المرأة في الحراك الثقافي في الإمارات، ومن أثرّوا في تجربتها الشعرية، وماهية شعورها عندما تلامس قصائدها إحساس القارئ، وأسباب توجهها للكتابة للطفل، ومدى الاهتمام بأدب اليافعين على الصعيد المحلي، ثم طقوس كتابتها للشعر، وأهم أهدافها المستقبلية.
دعم واهتماموأكدت الزرعوني أن حضور المرأة الإماراتية مميز في المشهد الثقافي، وأن فعاليات مؤسسة بحر الثقافة خير دليل على ذلك، وأن النظرة البعيدة لأصحاب القرار في الدولة تدفعنا للأمام، كما أن معارض الكتب الدولية التي تقام سنوياً، والدعم والاهتمام تجعل المشهد الثقافي في أوّج ازدهاره.
وأثنت على دور المؤسسات في ذلك، خاصة مركز أبوظبي للغة العربية، الذي يقدم جهوداً عظيمة في دعم وتنشيط الحركة الثقافية، مبينة أن معرفتها بالشعر بدأت عن طريق والدتها، التي عادت لإكمال دراستها بعد أن أنجبت الأبناء.
وقالت: "كنت أُسمٍع لأمي محفوظاتها من كتب اللغة العربية المدرسية وأنا بالصف الرابع، ولم أفهم معاني الشعر حينها، فكانت تشرحها لي، وعندما بدأت بكتابة التعبير المدرسي، كانت توجهني لاختيار المفردات الأجمل والأقوى لغوياً".
وعبّرت عن إعجابها بالشاعر بورخيس، وبأجمل ما قرأت له، أنه يكتب لنفسه ولأصدقائه المقربين، موضحة أنها تحرص على تطوير أدواتها، وتقرأ كثيراً، وتهتم بآراء أصدقاء مقربين يمارسون الكتابة ولهم نظرتهم، وأنها توجهت لكتابة الشعر الموزون باكراً لكثرة اللغط حول قصيدة النثر حين ذاك، وأنها تأثرت بالشعر المترجم، ووجدت حرية أكبر بكتابة قصيدة النثر.
ثم قرأت عدداً من القصائد الموزونة والنثرية، منها "صد" و"سباق" و" إلى أبي"، و"أمان واهمة".
التجربة
وحول توجهها للكتابة للطفل قالت: "نجحت في إنتاج رواية لليافعين "رسالة في هارفارد" بعد التحاقي بورشة لكتابة أدب الطفل، ثم كتبت قصة قصيرة للطفولة المبكرة "أبي الكناري الكبير"، ودخلت المجال بالتجربى، وليس بسابق إصرار"، موضحة أنها تفضل أن يقرأ الطفل قصصاً واقعية تعتمد على الخيال، كي نثري معرفته بالواقع وبما يحاكيه، ومشيدة باهتمام المؤسسات في أدب الطفل وعقد ورشات خاصة له.
وأضافت: "ليس لدي طقوس لكتابة الشعر، فقط يزعجني الصوت العالي وأفضل القراءة والكتابة بهدوء" موضحة أنها تعمل حالياً على كتابة رواية موجهة للكبار وتتمنى أن تنجزها قريباً بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية، وأن تحصل على الماجستير في الأدب.
وحاورت لميس بوحليقة، الكاتبة والطبيبة عائشة المعمري حول سبب اختيارها لتخصص طب الطوارئ، وكيفية توفيقها بين مهام العمل واهتماماتها كعداءة، ورؤيتها لدور المرأة الإماراتية ومشاركتها بصناعة مستقبل مشرق، والعلاقة بين الطب والكتابة بمسيرتها، وكيفية النجاح بمواجهة العقبات، ورأيها حول ارتباط السعادة بالإنجاز، وبمن تأثرت بمسيرتها، وأهم أهدافها المستقبلية.
شغفوأوضحت المعمري أن دراستها للطب جاءت صدفة، مبينة دعم والدها وتشجيعه لها، وأن ندرة تخصص طب الطوارئ في ذلك الوقت، شجعها على اختياره.
وبالنسبة لدخولها مجال الرياضة، ذكرت: "تعرضت أثناء العمل لشعور بالاحتراق الوظيفي، وعرفت أن الرياضة تساعد على مواجهة المشكلة والتخلص منها، فبدأت بممارسة الجري يوميا، مع زيادة المدة باستمرار حتى شاركت بمارثون للجري، وتكررت المشاركة عدة مرات حتى أصبحت شغفاً".
وأضافت: "لقد نشأنا على توجيهات نبيلة من الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، والشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، أم الإمارات، ومهما قدمنا للوطن لا نكفيه حقّه"، موضحة أن الحب والعطاء يجلبان السعادة للإنسان، فيشعر بالرضا عن النفس.
وعن رحلتها مع الكتابة والقراءة، قالت: "أثناء عملي كطبيبة مرّت عليّ عشرات القصص فيها دروس وعبر، فأردت كتابتها واشتركت بدورة لكتابة القصة القصيرة، ومن هنا بدأت الرحلة، فالأدب وليد الزخم الاجتماعي باللقاء مع المرضى، أما القراءة فهي تشبع الفضول وتثري الفكر، كما أن وجود كتاب بحقيبة يدي يشعرني بالأمان.
وأكدت: "في الإمارات الفرص متوفرة والدعم موجود، يجب أن نبحث ونسأل ونعمل ولا نتعجل النتائج"، وأوضحت أن السعادة مرتبطة بالعطاء، لا بالوصول للغاية، فالرحلة باتجاه تحقيق الهدف هي سعادة بحد ذاتها، وأن كل امرأة عرفتها تلهمها، والدتها ومعلماتها، لأنها تحب أن تتعلم من الجميع، وفي الاختلاف فائدة.
وبالنسبة لأهدافها المستقبلية ذكرت: "على المستوى الشخصي أطمح أن أتسلق قمة إفرست، أعلى قمة بالعالم قريباً، بعد أن نجحت بتسلق عدة قمم، وأتمنى أن أعيش لعام 2048 لأرى شكل الإمارات حينها والعالم أيضا".
وأوضحت أنها تعمل حالياً بالتعاون مع مصور لديه صور قديمة، لإصدار كتاب "أبوظبي كما أود أن أتذكرها عندما أبلغ التسعين"، وأنها تريد لهذه الصور أن تظل ذخراً للأجيال القادمة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني يوم المرأة الإماراتية عائشة المعمري
إقرأ أيضاً:
جامعة أبوظبي تختتم «المؤتمر الدولي لمستقبل أكثر استدامة»
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةاختتمت جامعة أبوظبي أعمال «المؤتمر الدولي الثالث لمستقبل أكثر استدامة 2025»، الذي انعقد بالتعاون مع المرصد الدولي لتصنيف الجامعات والتميّز الأكاديمي خلال الفترة من 10 إلى 11 ديسمبر 2025.
وانطلقت فعاليات المؤتمر بجلسة رائدة بعنوان: «رؤى رئاسية: إعادة تعريف القيادة العالمية في التعليم العالي لعالم مستدام ومجتمع شامل»، والتي سلطت الضوء على أولويات دولة الإمارات في مجالات الاستدامة والابتكار والتنمية الشاملة. وخلال نقاش جمع كلاً من البروفيسور غسان عواد، مدير جامعة أبوظبي، مع نخبة من القيادات الأكاديمية، من بينهم معالي الأستاذ الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، والبروفيسور إبراهيم الحجري، رئيس جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، والبروفيسور أحمد الرئيسي مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة، والدكتور أشوين فرنانديز، المدير التنفيذي لمؤسسة QS في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، والبروفيسورة ناتالي مارتيال-براز، مديرة جامعة السوربون أبوظبي، والبروفيسورة لولوة المرزوقي، نائب العميد المشارك لمكتب التعليم الجامعي بجامعة نيويورك أبوظبي، والبروفيسور محمد ضياف، رئيس جامعة ليوا، حيث تم التأكيد على أهمية دمج مفهوم الاستدامة في الأجندات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية.
كما انضم المهندس شريف العلماء وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، إلى البروفيسور غسان عواد في جلسة حوارية تناولت مسار دولة الإمارات نحو نظام طاقة آمن وميسور التكلفة ومنخفض الانبعاثات.
وقال المهندس شريف العلماء: «تعدّ الاستدامة مسألة ذات أولوية قصوى في دولة الإمارات. لذلك نبذل ما بوسعنا لصناعة مستقبل قائم على المرونة، تتوفر فيه الموارد بما يعزز ازدهار الاقتصادات، ويمكّن الابتكار من تحقيق تقدم ملموس تنعم به الأجيال القادمة.