صحيفة التغيير السودانية:
2025-07-05@11:16:52 GMT

البتراء.. ومس الواقعية السحرية

تاريخ النشر: 4th, July 2025 GMT

البتراء.. ومس الواقعية السحرية

عبدالله رزق أبو سيمازه

تنتمي رواية ( البتراء )  إلى ما يمكن تسميته بأدب ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ، لكن قد ينهض احتجاج ، بما مفاده أن الوقت لازال باكرا ، لتمثل هذه الثورة ، التي لا تزال تعتمل في الصدور ، في شكل ما من الأدب ، خاصة الرواية . غير أن صلاحا ، القويضي ، يلوح بهذا المستند ، بادعاء أوان الاوان . للأستاذ صلاح القويضي ، رؤية بشأن الثورة ، وشبابيتها ،على نحو خاص ، ظل يدافع عنها بعناد وتصميم ، لابد أن تجد التعبير عنها في الرواية ، بتمجيد شبابها ، وشهدائها ، وبما يمكن أن يحيل الرواية ، نفسها ، مفردة من مفردات الثورة : ترسا ، فعلا  ، اوعيا …

وقد استهدف المؤلف بنيانا غير تقليدي بروايته الاولى ، بإضفاء الكثير من الواقعية ، على  تفاصيلها ، من أمكنة وأشخاص واحداث .

ويلاحظ ، منذ البدء ، تناوب عدة رواة ، بمن فيهم المؤلف نفسه ، على سرد  وقائعها : نجمة ، بطلة الرواية ، فادية صديقتها ، عادل  حبيبها ، زهراء امها ، عادل الوان ، التشكيلي الصحفي ، …الخ.

ومع أن للكاتب خبرة في التعامل مع الشعر : كتابة  وترجمة ونقدا ، الا أنه تفادى ، بشكل ملحوظ ، استحضار اللغة الشعرية ، في متن الرواية ، كأداة للسرد .

مؤلف الرواية صلاح القويضي

ترصد الرواية ، تطور حياة  ” نجمة ”  ، على خلفية من الأحداث الدموية الكبرى ، التي شغلت قرابة العقدين من عمر البلاد ، بدء من حرب التورابورا والجنجويد ، في دارفور، حيث فقدت ، في سياقها ، على أطراف معسكر كلمه للنازحين ، كفها وعذريتها ، معا ، مرورا ، بفض اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة ، شرقي الخرطوم  ، حتى ( حرب الجنرالات مع دعمهم السريع – جنجويدهم السابق – الذي اسسوه  ودربوه وسلحوه  ومكنوه في الارض ، ليعينهم في حرب دارفور وكردفان ، فانقلب عليهم . ص ٥٦(  ، والتي اشتعلت في العاصمة ، قبل أن تعم أقاليم البلاد الاخرى .

يشكل حضور “نجمة “، حفيدة السلطان سليمان صولون ، سليل النبي سليمان بن النبي داود ، في ساحة الاعتصام ، ليس مجرد  حضور للتاريخ ، أو للماضي القريب ، حسب ، وانما حضور الراهن الدارفوري ، الغارق في الدم المسفوك ، ودالة حضور المستقبل ، الموعود بالدم ، ايضا ، وشكل نبوءته . تتردد “البتراء”، وهي ترسم عالمها الخاص ، بين الواقعي وفوق الواقعي ، وبين الحقيقي والمتخيل ، ومن ثم لا تخلو الرواية – وان اقتربت من واقعية يوسف القعيد – من مس من الواقعية السحرية .

لنجمة – البتراء حياتان : حياة قبل تفعيل الاسورة السحرية ، وهي تشغل الفصول الأولى من الرواية ، وثانية ، بعدها ، تختزل فصل الختام ، منذ تفعيل القوى الخارقة  الكامنة ، في الاسورة . ومن ثم يمكن تمييز نوعين من أحداث الرواية .  ما حدث بالفعل ، وهو الواقعي من الأحداث . وما لم يحدث ، بعد ، المرتجى ، وهو ليس تطورا في سياق التسلسل المنطقي للوقائع ، بقدر ما هو انعطاف ، وهو غير الواقعي ، الذروة المؤجلة  ، حتى الآن .

تبدو غامضة ،  تلك الذروة المرتجاة ، وغائمة ، بين الصحوة والغفوة ، وبين الحلم واليقظة ، حيث ينتظر ان تقوم ” نجمة ” ، كأحدى  حفيدات الملك سليمان ،  بفك الطلاسم ، المكتوبة  بلغة الجن ، على اسورتها ، وقراءة التعويذة عليها ، لتنشيط  قدرات الاسطورة الخارقة الكامنة ، لتكون أداة حمايتها ، ولتصبح ، هي ، كنداكة في بلدها (ص ٥٦)، وفق ما أفادت به عرافة غجرية ، اطلعت على خفايا الاسورة ، التي تتزين بها . لكنها ، قبيل الانتصار للأسطورة  ، خلال طقس تفعيل قدراتها ، تنسرب ، نجمة وامها ، في ” حلم جميل ” ، كما عاشه المؤلف ، حيث ( يحل الجيل الجديد الراكب الرأس ، محل القادة الذين  ساروا بالبلاد من فشل إلى فشل ، منذ خروج المستعمر – ص ١٦١ )، وذلك قبل أن يصحو ( مذعورا  على صوت انفجار مروع بقذيفة ضخمة  ص ١٦٦) .

تقترب ” البتراء ” من أن تكون رؤية  ، او إطارا للخلاص الذي تكونه ، أو تكون مرموزه ، وفق نبوءة العرافة الغجرية . غير ان الرواية ، وهي تبلغ – في الحلم – ختامها ، تكف عن ملاحقة مصائر بقية  شخوصها ، ومنهم ، “عادل الوان” ، و”فادية ” صديقة نجمة ، والاهم ، انها تغفل مصير “الفاضل” ، ولد  “نجمة ” ، الذي ثأر لوالدته ، وحقق لها ، ولأسرتها  ما كانت ترجوه من انتقام  ، بان قتل أباه ، القائد الجنجويدي  حماد الاشيقر ، حماد  الأعرج سابقا ، دون أن يعرف حقيقته  ، في اكثر الأحداث تراجيدية ، بعد اغتصاب نجمة وبتر كفها .

الوسومعبدالله رزق أبو سيمازه

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

سليمان عطيوي أول المرشحين للشيوخ بجنوب سيناء

 
 فتحت اللجنة العليا للانتخابات بمحافظة جنوب سيناء، اليوم السبت، أبوابها لتلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لعام 2025، بمقر محكمة جنوب سيناء الإبتدائية بمدينة الطور، وسط تشديدات أمنية في محيط المحكمة، إضافة إلى استعدادات مكثفة لتسهيل الإجراءات للمترشحين.

وتقدم النائب  سليمان عطيوي، عضو مجلس النواب ، بأوراقه اليوم للترشح على المقعد الفردي لحزب مستقبل وطن، وحصل على رمز "القلم" رمز الحزب وهو اول المرشحين لمجلس الشيوخ بجنوب سيناء


وقامت لجنة تلقي طلبات الترشح برئاسة المستشار عبد الله عبد العزيز، رئيس الاستئناف ورئيس محكمة جنوب سيناء الابتدائية ورئيس لجنة متابعة انتخابات مجلس الشيوخ لعام 2025، بالفحص المبدئي للمستندات وفقا للضوابط المعنية بذلك.
كما تضم لجنة الفحص المستشار محمد كمال عبد العزيز، رئيس اللجنة، والمستشار محمد إبراهيم، عضو، والمستشار محمد البحيري، عضو، واللواء أحمد عادل، عضو وزارة الداخلية.
وتخوض محافظة جنوب سيناء انتخابات مجلس الشيوخ هذا العام  بمقعد فردي واحد فقط، إلى جانب تمثيلها في القائمة الوطنية الموحدة ويمثلها صلاح ربيع، عن حزب حماة الوطن.
تتواصل أعمال اللجنة يوميًا لتلقي أوراق المرشحين وفق الجدول الزمني المقرر من الهيئة للانتخابات، وسط متابعة من الأحزاب والمرشحين المحتملين.

طباعة شارك جنوب سيناء الترشح مجلس الشيوخ سليمان عطيوي أول المرشحين

مقالات مشابهة

  • سليمان عطيوي أول المرشحين للشيوخ بجنوب سيناء
  • مصري أم تركي؟.. «طبق عاشوراء» في الرواية التاريخية
  • حراك إسقاط الحكومة: الرواية الرسمية حول سقوط المريمي لا تتماشى مع التقرير الطبي
  • سليمان: إعلان بعبدا لم يمت
  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني: خلال الأشهر الماضية لم تقبل الدبلوماسية السورية بالواقع المتهالك الذي ورثناه، وكانت في حركة دؤوبة لاستعادة حضور سوريا الدولي
  • كارمن سليمان تطرح “حب إيه يا حسرة”.. أولى أغاني ألبومها الجديد “أصح غلطة”
  • وثائقي غزة: أطباء تحت النار.. القناة 4 تكسر احتكار الرواية الإسرائيلية ببريطانيا
  • زيزي مصطفى.. نجمة "البوسطجي" التي أسرَت القلوب ورحلت في صمت
  • جينيفر أنيستون نجمة مسلسل مقتبس عن مذكرات جينيت مكيردي “I’m Glad My Mom Died”