أثار منشورٌ للإعلامية الجزائرية البارزة في قناة "الجزيرة"، خديجة بن ڤنة، موجةً من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تعليق أرفقته بمقطع فيديو يُظهر لقاءً لها مع شقيقة الشهيد الرمز العربي بن مهيدي، المجاهدة ظريفة بن مهيدي.

المنشور، الذي نُشر يوم السبت 6 تموز/يوليو 2025 على صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، أرفقته بن ڤنة بجملة وصفت فيها العربي بن مهيدي بأنه "سنوار الجزائر"، في إشارة إلى القائد العسكري الفلسطيني يحيى السنوار، الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة في 17 أكتوبر 2024.



هذا التشبيه، الذي قصدت منه غالبًا الربط في صفات الجَلَد والصيام والمقاومة تحت الحصار، فُسّر من قبل عدد من المتابعين على أنه مقارنة غير موفقة بين شخصيتين رمزيتين، الأولى تمثل أيقونة الثورة الجزائرية، والثانية أحد رموز المقاومة الفلسطينية المعاصرة.

محتوى الفيديو

يظهر في الفيديو، الذي أثار الجدل، حوارٌ وجداني جمع بن ڤنة بشقيقة العربي بن مهيدي، تحدثت فيه الأخيرة عن ورع شقيقها وكثرة صيامه أثناء فترة نضاله في صفوف جبهة التحرير الوطني ضد الاستعمار الفرنسي.

وعلّقت خديجة بن ڤنة خلال اللقاء: "مثل يحيى السنوار.. العربي بن مهيدي كان يقاتل وهو صائم".

العبارة أثارت ردودًا واسعة، بين من رأى فيها تشريفًا للسنوار من خلال تشبيهه بمهيدي، ومن اعتبر أنها إعلاء ضمني للسنوار فوق الشهيد الجزائري، دون قصد واضح من الإعلامية.

في التعليقات، كتب أحدهم: "العربي بن مهيدي هو الأصل، والسنوار امتداد لقيمه لا العكس"، في حين تساءل آخر: "هل بدأت خديجة بن ڤنة تميل للمشرقيين على حساب رموزنا الوطنيين؟"

مصطلح "تمشرقت"، الذي استخدمه بعض المنتقدين، يُستعمل في السياق المغاربي عادةً للدلالة على نوع من الانحياز العاطفي أو الثقافي المفرط للمشرق العربي على حساب الهوية الوطنية أو الرموز المحلية.

من جانب آخر، دافع بعض المعلقين عن خديجة بن ڤنة، معتبرين أن النية كانت واضحة في ربط سلوك المقاومين على مرّ العصور، لا في عقد مقارنات "تراتبية" بين الشهداء.

كما اعتبر بعضهم أن الجدل مفتعل ومبني على سوء فهم أو قراءة سطحية لعبارات وردت في سياق وجداني.

أمام هذا التفاعل الواسع، سارعت بن ڤنة إلى تعديل المنشور الأصلي، من دون أن تُصدر توضيحًا تفصيليًا، مكتفية بصياغة أقل حساسية لغويًا.

لكن التفاعل لم يخفت، وامتد إلى نقاشات أوسع حول التوازن في الخطاب الإعلامي الجزائري تجاه رموز المقاومة الفلسطينية ورموز الثورة الجزائرية.



بين الرمزين.. مسارات متقاربة في قيم مختلفة

الجدير بالذكر أن الشهيد العربي بن مهيدي يعد أحد أبرز قادة الثورة الجزائرية، وقد قُتل تحت التعذيب على يد القوات الفرنسية عام 1957، بعد أن أصبح أحد رموز النضال المسلح والتنظيم الثوري.

أما الشهيد يحيى السنوار، فكان القائد العام لحركة "حماس" في قطاع غزة، وسُجل له صمود استثنائي في وجه الحصار والحرب الإسرائيلية، حتى اغتياله أواخر 2024، بعد شهور من اندلاع معركة "طوفان الأقصى".

رغم أن التعليق لم يكن مقصده إثارة جدل أو مقارنة بين الشهيدين، فإن حساسية الرمز الجزائري العربي بن مهيدي، وارتباطه الوثيق بالذاكرة الوطنية، جعلت حتى التلميح لأي مقاربة معه، أمرًا يخضع لتأويلات متعددة، تؤكد في مجملها أن الرموز الوطنية لا تزال حيّة في الوجدان الشعبي، عصية على التنميط أو التبسيط.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الجزائرية الجدل الفلسطيني فلسطين الجزائر مقاومون جدل المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العربی بن مهیدی

إقرأ أيضاً:

إعلان نتائج القبول والمفاضلة بثانوية الشهيد طه المداني للمتفوقين في حجة

الثورة نت /..

عقد اليوم بمحافظة حجة مؤتمر صحفي لإعلان نتيجة اختبارات القبول والمفاضلة بثانوية الشهيد طه المداني للمتفوقين للعام الدراسي 1447 هـ.

وفي المؤتمر أشاد وكيل المحافظة محمد القاضي، بجهود وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي في تبني المدارس النموذجية التي تهتم بالمتفوقين بما يسهم في تحسين مخرجات التعليم.

وبارك للطلاب النجاح في اختبارات القبول وانتسابهم لمدرسة الشهيد المداني للمتفوقين.. حاثاً على الاجتهاد والسعي لتحقيق التميز.

بدوره هنأ مسئول القطاع التربوي في المحافظة علي القطيب الطلاب المقبولين في مدرسة المداني للمتفوقين.. حاثاً إياهم على شحذ الهمم باعتبارهم قادة المستقبل.
وأشاد بجهود إدارة المدرسة والمعلمين في سبيل الارتقاء بالعملية التعليمية.. متمنياً أن يكون العام الدراسي الجديد حافلاً بالتميز العلمي والمعرفي.

فيما ثمن مدير فرع هيئة رفع المظالم بالمحافظة القاضي عبد المجيد شرف الدين، الجهود التي تسهم في الاهتمام بالعملية التعليمية في مختلف مراحلها باعتبار التعليم الركيزة الأساسية للنهوض بالأوطان.. مشيرا إلى أن جبهة العلم والمعرفة والوعي جبهة محورية لا تقل شأناً عن الجبهات الأخرى.

وفي المؤتمر الذي حضره مدير مديرية مركز المحافظة عصام الوزان، ونواب مسئول القطاع التربوي في المحافظة جمال الغشيمي ومحسن جهلان وأحمد الجبر، وعميد المعهد العالي عبد الغني شرف الدين، أوضح مدير ثانوية المداني نبيل الحجاجي، أن عدد المتقدمين لاختبارات القبول والمفاضلة بلغ (142) طالبا فيما بلغ عدد المقبولين (108) طلاب.

مقالات مشابهة

  • “يبلغ عددهم 1200 شخص”.. تنفيذي الدامر يقف علي ترحيل الوافدين من مستشفى الشهيد عمر الشيخ
  • إعلان نتائج القبول والمفاضلة بثانوية الشهيد طه المداني للمتفوقين في حجة
  • نادي واست هام يهنئ لاعبته الجزائرية ايناس بلومو
  • تشييع جثمان الشهيد العقيد يحيى عسكر قائد الأمن المركزي في الجوف
  • القصة الكاملة وأسرار حرق الشهيد الطيار معاذ الكساسبة
  • السلام على الحسين المظلوم الشهيد…
  • رقصة محمد إمام مع ابنته خديجة فى حفل زفاف حفيد عادل إمام.. فيديو
  • رئيس الجمهورية يترحم على أرواح الشهداء بمقام الشهيد
  • NYT: عز الدين الحداد يقود جناح حماس العسكري في غزة بعد اغتيال السنوار