في ظل الاضطرابات الاقتصادية العالمية والتقلبات المستمرة في الأسواق، أصبح الذهب مرة أخرى محور النقاش بين المستثمرين والخبراء، خاصة بعد أن اقترب سعر الأوقية من حاجز 3330 دولارًا في بداية يوليو الجاري. 

ويجمع المحللون على أن أسعار الذهب في المرحلة المقبلة ستكون مرهونة بشكل كبير بمسار أسعار الفائدة الأمريكية، باعتبارها أحد أبرز المحركات المؤثرة على اتجاهات الذهب صعودًا أو هبوطًا.

سعر الذهب المستعمل اليوم.. انخفاض ملحوظ في عيار 14 أين تقف أسعار الفائدة الآن؟

حتى يوليو 2025، حافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على الفائدة في نطاق يتراوح بين 4.25% و4.50%، وهو ما يعكس حالة ترقّب وتوازن في السياسات النقدية، رغم التحذيرات المتكررة من احتمالات الركود وضعف النمو، وهو ما قد يدفع لاحقًا نحو خفض تدريجي للفائدة.

كيف تؤثر أسعار الفائدة الأمريكية على أسعار الذهب في 2025؟.. علاقة معقدة ترسم مستقبل المعدن الأصفرلماذا تؤثر الفائدة على أسعار الذهب؟

تتأثر أسعار الذهب بعلاقة معقدة مع أسعار الفائدة للأسباب التالية:

1- فرصة العائد مقابل الذهب:
الذهب لا يمنح عوائد أو فوائد مباشرة، لذلك عندما ترتفع أسعار الفائدة تصبح أدوات الاستثمار الأخرى مثل السندات أكثر جذبًا.

2- تحركات الدولار:
ارتفاع الفائدة يدعم الدولار، مما يجعل الذهب (المسعر بالدولار) أغلى على حائزي العملات الأخرى، ويقلل الطلب عليه.

3- الطلب التحوطي:
في أوقات الفائدة المرتفعة، تقل شهية المستثمرين نحو الذهب كتحوّط، بينما تزداد هذه الشهية مع توقعات خفض الفائدة أو التباطؤ الاقتصادي.

ارتفاع طفيف في أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 في السوق المحلي السيناريوهات المتوقعة لتأثير الفائدة على الذهب في 2025السيناريوالتوقعات
تثبيت الفائدة لفترة طويلةاستمرار التداول في نطاق واسع بين 3100 و3500 دولار للأوقية، مع ميل بسيط للصعود.
خفض تدريجي للفائدةدعم قوي للذهب مع احتمالية الصعود إلى 3600 وربما 3800 دولار للأوقية.
رفع مفاجئ للفائدةضغط حاد على الأسعار قد يدفع الذهب مؤقتًا لما دون 3000 دولار قبل أن يتعافى مجددًا.
مشتريات البنوك المركزية: عامل دعم قوي

بعيدًا عن تأثيرات الفائدة والدولار، فإن مشتريات البنوك المركزية العالمية للذهب لعبت دورًا كبيرًا في دعم السوق. 

في الربع الأول من 2025 فقط سجلت هذه المشتريات أكثر من 240 طنًا وهي إشارة واضحة إلى الثقة المتزايدة بالمعدن كاحتياطي استراتيجي وسط تقلبات العملات.

توقعات السوق إلى أين يتجه الذهب؟

أغلب المؤسسات المالية الكبرى تتوقع أن الذهب سيواصل صعوده تدريجيًا في حال استمر الاتجاه نحو تخفيف السياسة النقدية. وتتراوح التوقعات ما بين 3700 إلى 4000 دولار للأوقية قبل منتصف 2026، مدعومة بتراجع العائد على الدولار واستمرار الطلب من البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد.

سعر الذهب المستعمل اليوم.. انخفاض ملحوظ في عيار 14 نصائح للمستثمرين في الذهبالهدفالأداة المناسبةالنسبة الموصى بها من المحفظة
تحوّط طويل الأجلشراء سبائك ذهب أو صناديق استثمار مدعومة بالذهبمن 10 إلى 15%
عائد متوسط مع تعرّض للذهبسندات شركات تعدين الذهب بعوائد تصل لـ6%من 5 إلى 8%
تداول قصير الأجلعقود آجلة وتحليل فني (مثل RSI وMACD)مخاطرة محسوبة بوقف خسائر سريع

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أسعار الذهب اسعار الفائدة الامريكية أسعار الفائدة أسعار الذهب الذهب فی

إقرأ أيضاً:

صفقة شاملة ترسم ملامح مستقبل غزة والمنطقة.. وخبير استراتيجي يعلق

في خضم التصريحات السياسية المتسارعة والمفاوضات الإقليمية والدولية، عادت الأنظار لتتجه نحو ملف غزة، مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استعداده لإنهاء الحرب خلال 60 يوماً من توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار. لكن ما بدا كخطوة نحو التهدئة، يحمل في طياته رسائل متضاربة وخطة أوسع لإعادة تشكيل واقع القطاع والمنطقة بأكملها.

تصريحات نتنياهو.. وعد بإنهاء الحرب وتحفظات سياسية

خلال لقاء جمعه مع عائلات المحتجزين في العاصمة الأمريكية واشنطن، أعلن نتنياهو أن حكومته "تسعى لإنهاء الحرب في غزة بعد 60 يوماً من وقف إطلاق النار". وشدد على أن أولوية إسرائيل هي استعادة المحتجزين، لكنه عاد ليؤكد رفضه القاطع لبقاء حركة "حماس" في غزة، قائلاً: "لن أسمح لحماس بالبقاء في القطاع... لن يحدث ذلك".

وأضاف: "سنحرص على خروج جميع المحتجزين، حتى آخر محتجز... لن يكون هناك اتفاق شامل، لكننا نعمل على خطة مدروسة لإنهاء الحرب خلال الفترة المحددة". 

ولفت إلى أن "بعض الأمور تتم بسرية ولا يمكن الحديث عنها الآن"، داعيًا إلى التحلي بالصبر.

تفاؤل أمريكي وتحركات على أعلى المستويات

بالتزامن مع تصريحات نتنياهو، أبدى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تفاؤله حيال التوصل إلى اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيقود جولة من المحادثات غير المباشرة خلال الأيام المقبلة.

وكشفت تقارير صحفية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرى مكالمات هاتفية مع نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بحث خلالها ترتيبات اتفاق يهدف إلى إنهاء الحرب "في غضون أسبوعين".

صفقة معقدة.. رهائن مقابل تهدئة وحلول سياسية

وذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن الاتفاق المنتظر يشمل الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين لدى "حماس"، مقابل إخراج بعض قيادات الحركة إلى دول أخرى، كجزء من تسوية أشمل تشمل تهدئة الأوضاع الأمنية.

كما تطرقت الصحيفة إلى بند يُعد مفاجئاً: استعداد إسرائيل لمناقشة حل سياسي للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس "حل الدولتين"، بشرط إجراء إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية.

وفي المقابل، تتعهد الولايات المتحدة بدعم جزئي للسيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة الغربية، في إطار تفاهمات موسعة قد تؤدي إلى توسيع نطاق "الاتفاقيات الإبراهيمية" لتشمل دولاً إضافية، مثل سوريا.

محادثات سرية وصفقة من "القمة"

مصادر مطلعة كشفت لصحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل لن ترسل وفدًا تفاوضيًا إلى القاهرة أو الدوحة هذه المرة، لأن نتنياهو يريد أن تتم الصفقة "من الأعلى"، أي عبر تفاهم مباشر بينه وبين ترامب والمبعوث الأمريكي ويتكوف، إضافة إلى الوزير الإسرائيلي ديرمر.

وقال مصدر للصحيفة: "هذه المرة، ليست مجرد صفقة رهائن. إنها اتفاق شامل يشمل وقف الحرب، وإعادة 50 رهينة، وتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية. هذه عناصر تهم الإدارة الأمريكية الحالية كثيرًا".

دور أوروبي في دعم البُعد الإنساني

من جانبها، صرّحت كايا كالاس، المسؤولة عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بأن إسرائيل وافقت على اتخاذ "خطوات مهمة" لتحسين الوضع الإنساني في غزة. وشملت هذه الخطوات فتح معابر جديدة في شمال وجنوب القطاع، وتسهيل وصول المساعدات الطبية والإنسانية، في محاولة لتخفيف حدة الأزمة المتفاقمة.

وأكدت كالاس أن التنسيق الدولي سيكون ضروريًا لضمان وصول المساعدات دون عوائق، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تمثل "بارقة أمل" في ظل الظروف الكارثية التي يعيشها المدنيون في غزة.

الحرب والسلام.. رسائل متناقضة

وفي قراءة تحليلية للمشهد، يرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن تصريحات نتنياهو تعكس رسائل متداخلة.. من جهة، تعبير عن نية معلنة لإنهاء الحرب، ومن جهة أخرى، تأكيد على رفض إسرائيل القاطع لبقاء "حماس" في قطاع غزة. ووفقًا للسيد، فإن حديث نتنياهو عن أن الصفقة ستأتي من القمة، مما يكشف أن المفاوضات الحالية لا تقتصر على ملف الرهائن، بل تشمل ترتيبات سياسية وأمنية أوسع لإعادة تشكيل الواقع في غزة والمنطقة.

شروط إسرائيلية صارمة

اضاف السيد ان رغبة نتنياهو في إنهاء الحرب خلال 60 يوماً لا تعني نهاية حقيقية للصراع، بل ترتبط بتحقيق عدة شروط أساسية، على رأسها ضمان إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، وإقصاء "حماس" من أي دور مستقبلي في حكم القطاع. وهذا التوجه يثير تساؤلات عميقة حول طبيعة "الهدنة" المقترحة، وهل تمثل بداية سلام مستدام، أم مرحلة تمهيدية لمواجهة قادمة؟

ضغط دولي وتنازلات تكتيكية

أشار السيد إلى أن نتنياهو يحاول إظهار مرونة تكتيكية تحت وطأة الضغوط الأمريكية والدولية، خاصة في ضوء تفاهمات جديدة مع إدارة ترامب. هذه المرونة، كما يراها السيد، ليست سوى خطوة محسوبة لإرضاء الحلفاء دون التفريط بالمبادئ التي يقوم عليها التحالف اليميني المتشدد في الداخل الإسرائيلي.

صفقة إقليمية تتجاوز غزة

اكد السيد أن الولايات المتحدة تسعى لصياغة "صفقة تبادلية" تشمل الأمن مقابل السيادة، والتهدئة مقابل الدعم السياسي. واشنطن بحسب تحليله تريد تحقيق "نصر تفاوضي" يمنحها نفوذاً جديداً في الشرق الأوسط، ويعيد رسم دورها كوسيط فعّال في المنطقة.

مستقبل غزة على مفترق طرق

وفي ختام تحليله، يرى اللواء نبيل السيد أن نتنياهو لا يسعى فقط لوقف إطلاق النار، بل لإعادة تشكيل غزة سياسياً وأمنياً، عبر إخراج "حماس" من المعادلة. أما الحركة، فهي اليوم أمام خيارين حاسمين.. إما القبول بتسوية بشروط إسرائيلية وأمريكية، أو الاستمرار في حرب مفتوحة، بما تحمله من كلفة إنسانية وعسكرية باهظة.

 

تصريحات نتنياهو الأخيرة ليست مجرد وعود بوقف الحرب، بل تحمل في طياتها مشروعاً سياسياً وأمنياً أوسع. وبين الحسابات الإسرائيلية والطموحات الأمريكية والمواقف الفلسطينية، تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كانت غزة تتجه نحو هدنة شاملة أم نحو جولة جديدة من الصراع.

وبين التطلعات الإسرائيلية، والطموحات الأمريكية، والمواقف الفلسطينية، تقف غزة على مفترق طرق حساس. فإما أن تكتب هذه المرحلة نهاية لصراع دام عقودًا، أو تكون مجرد محطة في مسار طويل من جولات الحرب والتهدئة.
 

طباعة شارك غزة نتنياهو الحرب النار ترامب

مقالات مشابهة

  • عاجل.. ارتفاع جديد لأسعار الذهب في مصر بدعم من صعود المعدن عالميًا
  • الملاذ الآمن: الفضة تقفز بقوة وسط اضطرابات عالمية وآمال خفض الفائدة
  • بعد توسيع الرئيس الأمريكي نطاق الحرب التجارية العالمية .. اسعار الذهب تعلن ارتفاعها
  • صفقة شاملة ترسم ملامح مستقبل غزة والمنطقة.. وخبير استراتيجي يعلق
  • سعر الذهب مساء اليوم الجمعة 11-7-2025
  • «آي صاغة»: نقص السيولة يكبح صعود الذهب محليًا رغم دعم عالمي من ضعف الدولار وتفاقم العجز الأمريكي
  • ارتفاع أسعار الذهب
  • المعدن النفيس
  • جولد بيليون: تراجع عائدات السندات الأمريكية تدفع الذهب للارتفاع
  • تذبذب أسعار الذهب تحت ضغط الدولار