نفذت هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية مبادرات تسويقية لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في محافظة ظفار، بهدف دعم مشاريعهم والترويج لمنتجاتهم، وتمكينهم من عرض وتسويق منتجاتهم وتقديم خدماتهم للزوار، ومن هذه المبادرات "نوافذ بارك، و"روّادنا في ظفار".

حيث استهدفت مبادرة "نوافذ بارك" في سهل أتين التسويقية أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من مختلف محافظات سلطنة عُمان، لدعم مشاريع الشباب والترويج لمنتجاتهم، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في فعاليات موسم خريف ظفار 2023م.

وقد شارك في المبادرة أكثر من 50 مشروعا من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الأنشطة المختلفة للعربات المتنقلة، حيث تم تجهيز الموقع وتهيئته من خلال توفير جميع المتطلبات التشغيلية من قِبل بلدية ظفار بالتعاون مع إدارة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالمحافظة؛ لتمكين أصحاب وصاحبات الأعمال المسجلين في الهيئة، وعرض وتسويق منتجاتهم وتقديم خدماتهم للزوار.

كما أطلقت الهيئة حملة ترويجية بعنوان "روّادنا في ظفار"؛ لتسليط الضوء على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة النشطة والفاعلة في مختلف مواقع خريف ظفار، وتضمنت الحملة أنشطة إعلامية وتسويقية على منصات التواصل الاجتماعي عبر مقاطع مرئية ترويجية، إضافة إلى الاستعانة بالمؤثرين والفاعلين إعلاميا للترويج للمؤسسات والمشروعات ومواقع وجودها في مختلف المواقع السياحية، ودعوة الجمهور للاستفادة من خدماتها ومنتجاتها، كما تضمنت الحملة تسليط الضوء على 18 من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحاصلة على بطاقة ريادة الأعمال عبر اللوحات الإعلانية في مختلف المواقع بمحافظة ظفار، وتقديمها كقصص نجاح ملهمة في المحافظة. وشملت الحملة 10 مواقع مختلفة بالتعاون مع بلدية ظفار ووزارة التراث والسياحة؛ بهدف تعظيم الاستفادة من الفرص التي يتيحها خريف ظفار لهذا العام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المؤسسات الصغیرة والمتوسطة

إقرأ أيضاً:

“غزة الصغيرة”.. مشروع التصفية الكبرى؟

حين أطلق الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، ضمن ما سُمّي بـ”السيوف الحديدية”، لم يكن الهدف مجرد الرد على عملية عسكرية نفذتها المقاومة.

الأيام الأولى للعدوان، ثم ما تلاها من قصف وتجويع ونزوح، كشفت ملامح مشروع أكبر: خطة لتفكيك غزة وتصفية القضية الفلسطينية، بما بات يُعرف اليوم اختزالًا باسم “غزة الصغيرة”.
هذا المقال لا يتعامل مع “غزة الصغيرة” كمجرد سيناريو عسكري، بل كمخطط استراتيجي إحلالي، يُعيد إنتاج النكبة بشكل ممنهج. فما هي معالم هذا المشروع؟ وما أهدافه؟ وهل يمكن أن ينجح رغم كل التعقيدات؟

أولًا: ما هو مشروع “غزة الصغيرة”؟ “غزة الصغيرة” هو الاسم الرمزي لخطة تهدف إلى تقليص القطاع إلى شريط ضيق في أقصى الجنوب (رفح وخان يونس)، وتحويله إلى كتلة بشرية منهكة، مقطوعة عن الامتداد الفلسطيني الطبيعي، ومحاصَرة بجدران أمنية وأطواق تجويع. يقوم المشروع على خمس مراحل متداخلة:

1. تفريغ الشمال عبر القصف المستمر وتدمير البنية التحتية لتهجير السكان جنوبًا.
2. إنشاء منطقة عازلة بطول القطاع تُمنع العودة من خلالها ويُفرض واقع أمني دائم.
3. حصر السكان في جيب جنوبي مكتظ يُدار بغطاء إنساني أو دولي، دون سيادة وطنية.
4. فصل غزة عن الضفة الغربية سياسيًا وجغرافيًا، لنسف وحدة المشروع الوطني.
5. فرض واقع إنساني كارثي يدفع باتجاه قبول حلول مذلة: التهجير، التوطين، أو الحكم الذاتي المشوّه. ما نراه ليس فقط تدميرًا ماديًا، بل هندسة سكانية – جيوسياسية لإعادة تعريف غزة وظيفيًا وجغرافيًا.

ثانيًا: البعد السياسي – غزة الصغيرة كنواة لتصفية القضية منذ عام 1948، لم يجرؤ الاحتلال على تهجير جماعي بهذا الحجم وبهذا العلن. العدوان الحالي تجاوز منطق الحرب، ليتحول إلى معمل تفكيك سياسي للوجود الفلسطيني، حيث تُستبدل الهوية المقاومة بـ”النجاة” الفردية.

أهداف الخطة السياسية أعمق من ظاهرها: إخراج غزة من المعادلة الوطنية كمركز للمقاومة والتمثيل السياسي. فرض كيان فلسطيني هش تُشرف عليه جهة وظيفية لا تملك الأرض ولا القرار. تفكيك وحدة الجغرافيا الفلسطينية ومن ثم وحدة الذاكرة والهوية. تهيئة البيئة الإقليمية لشرق أوسط جديد، تُنفى منه فلسطين، وتُجرّم فيه المقاومة.

تسريبات من مراكز أبحاث إسرائيلية (مثل مركز “بيغن–السادات”) تؤكد أن خطة ما بعد الحرب تهدف إلى خلق “واقع دائم بلا حماس، وبلا تهديد استراتيجي”، ما يعني قضم غزة سياسيًا، لا فقط عسكريًا.

ثالثًا: الواقع الميداني – غزة تحت المقصلة حسب تقارير الأمم المتحدة: 1.9 مليون فلسطيني نزحوا قسرًا داخل قطاع غزة. 90% من البنية التحتية في الشمال والوسط مدمرة. 85% من المستشفيات خارج الخدمة. أكثر من مليون ونصف فلسطيني محاصرون في رفح، بلا مياه أو كهرباء أو دواء.
رفح لم تعد مدينة، بل تحولت إلى أكبر مخيم لاجئين على وجه الأرض. لكنها، رغم القهر، لم تتحول إلى قبر للهوية؛ بل إلى فضاء جديد للعناد الفلسطيني.

رابعًا: العوائق الكامنة – لماذا قد تفشل الخطة؟ رغم البطش الإسرائيلي، يواجه مشروع “غزة الصغيرة” خمسة عوائق استراتيجية:

1. بقاء المقاومة: فصائل المقاومة ما زالت تنشط من قلب مناطق يزعم الاحتلال أنه “طهّرها”.
2. الرفض الشعبي الفلسطيني: الناس، رغم النزوح، يصرّون على العودة ورفض أي حلول بديلة.
3. الانكشاف الدولي غير المسبوق: الاحتلال يُحاكم اليوم أخلاقيًا وقانونيًا بتهم الإبادة الجماعية.
4. الفيتو المصري: القاهرة ترفض التهجير إلى سيناء، لإدراكها خطورته على أمنها القومي.
5. اليقظة العربية المتصاعدة: رغم هشاشة الأنظمة، تعود الشعوب العربية لتبني فلسطين قضيةً أولى.

خامسًا: المأساة الإنسانية – غزة بلا قلب ولا مأوى “في النكبة مشينا حفاة من المجدل إلى غزة، واليوم نمشي حفاة من غزة إلى الموت”، تقول أم فادي، وهي عجوز هجّرتها الحرب.
ما يجري هو كارثة إنسانية كاملة الأركان: الطفل يفتش عن ماء في الركام، والأم تلد فوق التراب، والمُقاتل يدفن رفاقه ثم يعود لموقعه.
لكن ما لا يراه الاحتلال: أن هذا الألم لم يُنتج استسلامًا، بل عنادًا وجوديًا. فاللاجئ يكتب على خيمته: “سنعود، ولو من رمادنا”.

سادسًا: السيناريوهات المحتملة – ماذا بعد الدم؟
1. نجاح مؤقت للخطة: قد يُفرض واقع ميداني، لكنه هش، وسرعان ما ينهار بفعل المقاومة أو انفجار شعبي.
2. فشل تراكمي تدريجي: عودة السكان، وفشل الإدارة البديلة، يُعيد غزة إلى المعادلة الوطنية.
3. تفجير إقليمي واسع: أي تهجير نحو سيناء سيشعل المنطقة، ويغيّر قواعد الاشتباك الإقليمي.

ختامًا: غزة لا تُصغّر.. بل تتسع فينا يريدون حشر غزة في خيمة، لكنها تسكن قلب كل حرّ. يريدون اختزالها في أزمة إنسانية، لكنها تحيا كرمز للكرامة. يريدون تصغيرها، فكبُرت بدم شهدائها.

“غزة الصغيرة” ليست مجرد مشروع احتلالي، بل اختبار للضمير العالمي: هل يُسمح بإبادة مدينة على الهواء مباشرة، دون عقاب؟ وهل يبقى الحق حيًا في عصر الصمت المُصور؟ غزة تعيد تعريف النكبة كواقع مستمر، لكنها أيضًا تعيد تعريف الكرامة كمقاومة لا تموت.
إذا أرادوا تصغير فلسطين، فإن دماء غزة تُكبرها.. تُكبرها حتى تُعيد رسم خريطة الحرية. غزة لن تُهزم، لأنها تشبهنا في لحظتنا الأصدق: لحظة الصمود، مهما عظمت الكلفة.

الدستور الجزائرية

مقالات مشابهة

  • ظفار تستحق الأفضل
  • "لها" من بنك ظفار.. منتج تأميني لمركبات النساء بمزايا استثنائية
  • صلالة في سباق ماراثوني مع خريفها
  • جامعة قطر تواصل استقبال طلبات القبول الإلكترونية للفصل الدراسي خريف 2025
  • محافظ المنيا: توزيع لحوم 186 أضحية على 131 ألف أسرة بالتعاون مع “مصر الخير”
  • محافظ المنيا: توزيع لحوم 186 أضحية على 131 ألف أسرة بالتعاون مع مصر الخير
  • “غزة الصغيرة”.. مشروع التصفية الكبرى؟
  • “منشآت” تشارك في معرض باريس
  • «المرور»: ضبط 2790 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع
  • زيادة إنتاج ومبيعات الشركات الصغيرة والمتوسطة في الصين