مواطنون يتساءلون: حظر مكالمات "واتساب" إلى متى؟!
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
◄ القرني: رفع الحظر ضروري في ظل التطور التقني السريع
◄ الخوالدي: حظر بعض الخدمات يعطي انطباعا سلبيا حول مواكبة التطوّر الرقمي
◄ المربوعي: تنظيم الاتصالات خيار أفضل من الحظر الكامل
◄ المقبالي: رفع الحظر يُعزز حرية المستخدم في التواصل
◄ العجمي: هيئة تنظيم الاتصالات تشجع البدائل التي تمتثل للقوانين المحلية
◄ البروانية: استمرار الحظر يزيد من التحديات أمام الأفراد وفي قطاع التعليم
الرؤية- فاطمة البادية- أسرار الزكوانية
عبَّر عدد من المواطنين عن استيائهم من تطبيق هيئة تنظيم الاتصالات نظام الحظر على خدمة المُكالمات في تطبيق الواتساب، موضحين أنه لم ينجح فعلياً في القيام بدوره إذ إن أغلب المستخدمين يتجاوزون الحظر باستخدام أدوات VPN، والتي بدورها تشكل خطرا على الخصوصية وأمن المعلومات.
وأشاروا- في تصريحات لـ"الرؤية"- إلى أن موضوع حظر مكالمات الواتساب في سلطنة عمان من القضايا التقنية التي لا تزال تثير الجدل، خصوصًا في ظل الطفرات المتسارعة في عالم الاتصال الرقمي، والاعتماد المتزايد على تطبيقات الإنترنت، كوسيلة أساسية للتواصل الشخصي والمهني على حد سواء.
ويرى محمد القرني أن هذا الحظر لم يعد يوجد له مبرر منطقي في السياق الحالي، موضحًا أن العذر السابق لتطبيق الحظر والمتمثل في تأثير المكالمات عبر الإنترنت على الإيرادات الناتجة عن المكالمات الدولية قد تجاوزه الزمن؛ إذ إن معظم شركات الاتصالات في السلطنة أصبحت تروّج بشكل كبير لباقات الإنترنت، وتعزّز من خدمات البيانات أكثر من خدمات الاتصال التقليدية.
ويضيف: "المستخدمون حالياً استبدلوا خدمة الاتصال الدولي بالاتصال عبر التطبيقات، ويعود ذلك إلى التكلفة المنخفضة وسهولة الاستخدام وجودة الصوت".
ويوضح: "أي حظر تقني يطبق على شبكة الإنترنت لا يمر دون تبعات، ويكون بعض المستخدمين مجبورين على استخدام تطبيقات بديلة وتطبيقات كسر الحظر، مما يؤثر سلباً على أداء الشبكة العامة".
ويؤكد القرني: "فتح باب المكالمات عبر الواتساب لا يُعد خسارة بقدر ما هو بوابة لفرص اقتصادية جديدة، مثل دعم الشركات المتوسطة والصغيرة، وتسهيل تواصل العملاء، دون الحاجة إلى الوسائل التقليدية، ونحن الآن في عصر التحول الرقمي، ورفع الحظر عن وسائل الاتصال الحديثة يجب أن يُنظر إليه كخطوة طبيعية في مسار التقدّم، لا كخطر يهدد المصالح الاقتصادية"، مضيفاً أن التقدم الحقيقي هو توازن المصالح الاقتصادية مع احتياجات الناس وحقوقهم في مواكبة التطور، وقد حان الوقت لإعادة النظر في هذا الحظر، ومواكبة الانفتاح الرقمي مع الالتزام بضوابط تحفظ التوازن دون تقييد حق الإنسان في التواصل.
من جانبه، يؤيد أحمد الخوالدي رفع الحظر عن مكالمات الواتساب، مشيراً إلى أن الإنترنت اليوم أصبح وسيلة اتصال أساسية، إذ إن معظم الباقات تعتمد على الإنترنت.
ويؤكد الخوالدي أن الواتساب لم يعد وسيلة للترفيه فحسب، إنما هو وسيلة للاتصال الدولي، وخاصة لشريحة كبيرة من المجتمع، لافتاً إلى أن حظر مثل هذه الخدمات يعكس انطباعاً سلبياً عن مواكبة الدولة للتحول الرقمي، بالإضافة إلى أن أي تقييد في الوصول للإنترنت يقلل من ثقة المستخدم.
ومن الناحية التعليمية والأكاديمية، يوضح الخوالدي فعالية مكالمات الواتساب في التواصل بين الطلبة والأكاديميين والمرونة الرقمية مطلوبة في البيئة التعليمية، إذ يعتمد الطلبة على المكالمات الصوتية ومكالمات الفيديو لمناقشة المشاريع، والاستفسارات الأكاديمية، والإشراف على الأبحاث، خصوصاً طلبة الدراسات العليا أو الدارسين في الخارج.
ويلفت الخوالدي إلى أن خدمة المكالمات عبر الواتساب توفر تواصلاً لحظياً يساعد على حل المشكلات بشكل فوري، بدلاً من انتظار رسائل البريد الإلكتروني أو المواعيد الرسمية، إضافة إلى التعلم عن بعد أو تعذر الحضور، وذلك لضمان استمرارية العملية التعليمية، مضيفا: "الانفتاح التقني والتواصل السلس يعكس صورة حديثة عن سلطنة عمان ورفع الحظر يعد خطوة ذكية لتعزيز بيئة التعلم الرقمية وما دام لا يوجد ضرر واضح، والناس يحتاجون إلى هذه الخدمة، فمن الأفضل رفع الحظر وإتاحة المجال لاستخدام خدمة الاتصال عبر الواتس".
وفي السياق، يبيّن محمد المربوعي أن حظر مكالمات الواتساب وغيره من البرامج لم يعد منطقياً، موضحاً أن رفع الحظر يخدم المواطن والمقيم وقطاع الأعمال والاقتصاد الرقمي، إذ إن التحول الرقمي يتطلب حرية الوصول للتقنيات.
ويكشف المربوعي عن بعض الأسباب التي تدعم رأيه برفع الحظر، قائلاً "أصبح العالم يتجه نحو الاتصال الرقمي، ومن المهم أن نواكب هذا التوجه لنحقق التحول الرقمي الذي تطمح له سلطنة عمان في رؤية "عمان 2040"، وفي رأيي أن تنظيم الاتصالات أفضل من الحظر، لأن الدول التي رفعت الحظر قادرة على مراقبة وتنظيم الاتصالات، بدلاً من اضطرار الناس لاستخدام أدوات غير رسمية".
أما إسماعيل بن راشد المقبالي فيقول: "العالم اليوم يتجه نحو الانفتاح الرقمي، حيث إن وسائل الاتصال أصبحت ضرورة، والمستخدم العماني يعتمد على هذه الوسائل في مجالات العمل، والتعليم، والتواصل".
ويضيف المقبالي أن الحظر لم ينجح في منع المكالمات فعلياً، إذ إن أغلب المستخدمين تجاوزوه باستخدام التطبيقات البديلة، ولذلك فإنَّ رفع الحظر يسهم في تعزيز حرية المستخدم، وتحسين صورة سلطنة عمان في ملف التحول الرقمي، إضافة إلى دعم البنية الاقتصادية المبنية على الشفافية والانفتاح.
من جهة أخرى، يؤكد حسن العجمي مؤسس "إسناد"، أن هيئة تنظيم الاتصالات تقوم بدورها التنظيمي من خلال تنظيم خدمات الاتصال عبر الإنترنت (VoIP)، مثل مكالمات الواتساب وغيره، من خلال فرض ترخيص رسمي للشركات التي تقدّم هذه الخدمات داخل سلطنة عُمان.
ويبيّن أنه من واجب الهيئة أن تقوم بحماية مصالح الشركات المرخصة، والتي تلتزم بالسياسات والأطر التنظيمية والتشغيلية والإجراءات، إضافة إلى ضبط المحتوى الإلكتروني وضمان امتثال جهات أجنبية للقوانين، كالحصول على ترخيص كمشغل حسب الفئة، والالتزام بالقوانين المحلية، والتوافق مع متطلبات حماية البيانات وأمن المعلومات، والهيئة أن الهيئة تشجع البدائل المحلية التي تمتثل لهذه القوانين، والذي بدوره يعد أكثر تنظيماً.
ومن ناحية الأمن والسيادة الرقمية، ذكر العجمي أن الجانب الرقابي مهم جداً في ظل نمو الاعتماد على التكنولوجيا في الاتصالات ونقل البيانات، إلى جانب أهمية خضوع جميع وسائل الاتصال للرقابة، محذرا من استخدام بعض تطبيقات الاتصال في أعمال تعقب البيانات أو الاختراق، أو استخدامها في الأعمال الإرهابية والتخريبية، ولذلك يُطلب من هذه التطبيقات الحصول على تراخيص وضمانات أمنية.
ويوضح العجمي: "الأمر ليس حظر دائم لمكالمات الواتساب، إنما ينفّذ بشكل تدريجي حسب مدى التزام الشركات الخارجية بالترخيص، ومزود خدمات الإنترنت والاتصالات المحلية، أو عبر الإنترنت في سلطنة عمان يجب عليهم الالتزام بالقوانين المحلية في إطار تنظيمي شامل. ومسألة رفع الحظر عن الاتصالات عبر الواتساب وغيره دون الحصول على ترخيص رسمي، أو دون الالتزام بالقوانين المحلية قد يكون له عواقب أمنية وخيمة".
وترى أسماء بنت عبدالله البروانية أن حظر الاتصال عبر الواتساب في السلطنة قد يعود إلى عدة أسباب محتملة، منها ما يتعلق بالجوانب الأمنية والاقتصادية، فمن الناحية الأمنية، تشير إلى أن التشفير الكامل لمكالمات واتساب قد يصعّب من مهمة الجهات المختصة في مراقبة الاتصالات وتتبعها، أما من الناحية الاقتصادية، فتعتقد أن شركات الاتصالات تعتمد على عائدات المكالمات المحلية والدولية، والتي تساهم بشكل مباشر في دعم الاقتصاد، وأن السماح بالمكالمات المجانية قد يؤثر سلباً على أرباح هذه الشركات وبالتالي على الاقتصاد الوطني.
وأضافت البروانية أن هذا الحظر يؤثر أيضاً على جودة الإنترنت، إذ إن حظر بعض الخدمات يؤدي إلى الضغط على الشبكة ويؤثر على كفاءتها وسرعتها. وختمت برأيها المؤيد لرفع الحظر، مؤكدة أن استمرار الحظر لا يخدم المصلحة العامة في العصر الرقمي، بل يضيف تحديات جديدة أمام الأفراد وقطاع الأعمال ومجال التعليم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: مکالمات الواتساب تنظیم الاتصالات التحول الرقمی عبر الواتساب الاتصال عبر رفع الحظر ی سلطنة عمان إلى أن
إقرأ أيضاً:
حظر مفاجئ لوسائل التواصل الاجتماعي للقاصرين في أستراليا
أعلنت الحكومة الأسترالية حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الكبرى مثل تيك توك، إكس، فيسبوك، إنستجرام، يوتيوب، سناب شات، وثريدز، على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما، حيث لا يسمح لهم بإنشاء حسابات جديدة، في حين تم تعطيل الحسابات الموجودة.
وتعد هذه الحظر الأول من نوعه في العالم، مما يجعلها محط أنظار العديد من الدول الأخرى التي تراقب عن كثب تطورات هذه الخطوة.
أرجعت الحكومة الأسترالية الحظر إلى هدف تقليل التأثيرات السلبية لتصاميم وسائل التواصل الاجتماعي التي تشجع الشباب على قضاء المزيد من الوقت على شاشاتهم، وتعرضهم لمحتوى قد يؤثر سلبا على صحتهم النفسية والجسدية.
وقد أظهرت دراسة أجرتها الحكومة في أوائل 2025 أن 96% من الأطفال بين 10 و15 عاما يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، وأن 7 من كل 10 منهم تعرضوا لمحتوى ضار يشمل مواد عنف وتحريض على الانتحار، بالإضافة إلى سلوكيات تحرش من بالغين أو أطفال أكبر سنا.
يشمل الحظر عشرة منصات رئيسية فيسبوك، إنستجرام، سناب شات، ثريدز، تيك توك، إكس، يوتيوب، ريديت، إلى جانب منصات البث مثل Kick وTwitch.
تقيم الحكومة المنصات بنء على ثلاثة معايير أساسية:
- إذا كانت المنصة تهدف بشكل رئيسي إلى تمكين التفاعل الاجتماعي بين المستخدمين.
- إذا كانت تسمح للمستخدمين بالتفاعل مع الآخرين.
- إذا كانت تسمح للمستخدمين بنشر محتوى.
وبذلك، تم استبعاد خدمات مثل يوتيوب كيدز، جوجل كلاس روم، وواتساب من الحظر لعدم استيفائها هذه المعايير.
كيف سيتم تنفيذ الحظر؟لن يتعرض الأطفال أو أولياء أمورهم لعقوبات على انتهاك الحظر، بل سيتحمل شركات وسائل التواصل الاجتماعي المسؤولية، حيث تواجه غرامات تصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي (حوالي 32 مليون دولار أمريكي) في حال حدوث مخالفات جسيمة أو متكررة.
الشركات مطالبة باتخاذ "خطوات معقولة" للحفاظ على الأطفال بعيدا عن منصاتها، باستخدام تقنيات متعددة للتأكد من الأعمار مثل بطاقات الهوية الحكومية، أو تقنيات التعرف على الوجه والصوت.
هل ستحقق الحظر نجاحا؟يثار القلق حول تقنيات التحقق من العمر، إذ قد تؤدي إلى حظر بالغين بشكل غير دقيق أو فشل في كشف القاصرين، كما أن هناك تساؤلات حول فعالية الغرامات الكبيرة في تحفيز الشركات على الامتثال.
وعلى الرغم من أن الحظر قد يخلق بيئة غير متسقة على منصات متعددة، إلا أن بعض النقاد يرون أن الحظر لا يشمل مواقع الألعاب أو الدردشة التي يمكن أن تشكل تهديدات مماثلة للأطفال.
ردود فعل منصات التواصل الاجتماعيشركات مثل “ميتا” (التي تمتلك فيسبوك وإنستجرام وثريدز) بدأت بالفعل بإغلاق حسابات القاصرين منذ 4 ديسمبر. كما أعلنت سناب شات ويوتيوب أنهما سيعتمدان تقنيات تحقق من الهوية مثل الحسابات البنكية أو الصور الشخصية.
لكن تيك توك وسناب قد أعلنا عن معارضتهم للقرار، مع تعبير بعض الشركات عن قلقها من تأثير الحظر على خصوصية الأطفال وقدرتهم على التواصل الاجتماعي.
كيف تعاملت الدول الأخرى مع تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال؟بدأت دول أخرى تتبنى خطوات مشابهة، حيث أعلنت الدنمارك عن خطط لحظر وسائل التواصل الاجتماعي للقاصرين تحت 15 عاما، بينما تقوم النرويج بدراسة اقتراح مماثل.
وفي فرنسا، أوصت لجنة برلمانية بحظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 15 عاما.
وفي المملكة المتحدة، تم تطبيق قوانين أمان جديدة في يوليو 2025 لفرض غرامات على الشركات التي تفشل في حماية الأطفال من المحتوى الضار.
في حين يتابع العالم عن كثب نتائج هذه التجربة في أستراليا، يتوقع أن يتزايد استخدام شبكات VPN لتجاوز القيود، وهو ما حدث في المملكة المتحدة بعد فرض قواعد مشابهة.