1.3 مليون نازح سوداني يعودون إلى ديارهم وسط دمار شامل ونداءات أممية للدعم العاجل
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
عاد آلاف النازحين إلى ديارهم المهدمة بعد حرب دامية، وسط انهيار تام للخدمات وانقطاع المساعدات. تُطلق نداءات أممية عاجلة للدعم لإنقاذ العائدين من مخاطر الألغام والعنف، بينما يواصل آخرون الفرار من مناطق النزاع، في كارثة إنسانية متصاعدة تتطلب تدخلاً فورياً ومستداماً. اعلان
مع استمرار تداعيات النزاع في أجزاء واسعة من السودان، بدأت أعداد كبيرة من النازحين العودة إلى مناطقهم الأصلية، فيما حذر مسؤولون دوليون من تردي الأوضاع الإنسانية وانهيار البنية التحتية.
وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) بأن أكثر من مليون نازح داخلياً عادوا إلى منازلهم، فيما عاد نحو 320 ألف آخرين من الدول المجاورة، خصوصاً من مصر وجنوب السودان، لاستطلاع الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة النهائي.
وتركزت العودة في ولايات الخرطوم وسنار والجزيرة، حيث تسببت الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين في دمار شامل للبنية التحتية، وانهيار كامل للخدمات الأساسية. وخلال زيارة حديثة، شهد مسؤولون من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة (IOM) الدمار الواسع في العاصمة الخرطوم، مشيرين إلى أن المباني العامة والخاصة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، دُمرت أو تحولت إلى ملاجئ جماعية.
وأكد مامادو ديان بالدي، المدير الإقليمي للمفوضية لمنطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، ومنسق اللاجئين الإقليمي لأزمة السودان، خلال زيارة إلى الخرطوم ووادي حلفا، أن "المستوى الذي بلغه الدمار مفجع، ليس فقط من الناحية الإنسانية، بل أيضاً من الناحية الشخصية"، مشيراً إلى تدمير مكتب المفوضية في الخرطوم بالكامل.
Related 30 قتيلاً بينهم نساء وأطفال.. اتهامات لقوات الدعم السريع بتنفيذ هجوم على مدنيين في السودانجنوب السودان على حافة المجاعة… برنامج الأغذية العالمي يبدأ بإسقاط مساعدات طارئة جواًعبر تذاكر مجانية.. مبادرة مصرية لإعادة اللاجئين السودانيين من القاهرة إلى الخرطوموأضاف بالدي: "الناس يعودون إلى منازل لا كهرباء فيها، ولا ماء، ولا خدمات صحية أو تعليمية. وفقدان الوثائق الرسمية يحرمهم من الوصول إلى المساعدات، في ظل تهديدات مستمرة من الألغام غير المنفجرة، والعنف الجنسي، وانتهاكات حقوق الأطفال".
وأشار إلى أن أكثر من 4 ملايين سوداني نزحوا داخلياً وخارجياً، بينهم أكثر من 3.3 مليون لاجئ في مصر وتشاد وإثيوبيا وجنوب السودان وليبيا ودول أخرى، مطالباً بدعم عاجل للمجتمعات المضيفة وتقديم المساعدات النقدية واللوجستية للنازحين.
ورغم تراجع القتال في بعض المناطق، يواصل مئات الأشخاص الفرار يومياً من مناطق النزاع، خصوصاً في دارفور وكردفان. وشدد بالدي على ضرورة "وضع سياسات ذكية" تجمع بين دعم إعادة الإعمار وتقديم الحماية للأشخاص الذين لا يزالون غير قادرين على العودة.
وحذرت المفوضية من أن العمليات الإنسانية داخل السودان وخارجه تعاني من نقص حاد في التمويل، داعية المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المالي بشكل عاجل لتمكين العائدين من إعادة بناء حياتهم، وضمان استقرار طويل الأمد.
يُذكر أن هذه الزيارة تأتي بعد بعثة سابقة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) إلى السودان في فبراير 2025، بهدف وضع حلول مستدامة للنازحين واللاجئين.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: فرنسا إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس بريطانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس بريطانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جمهورية السودان المساعدات الإنسانية ـ إغاثة نزوح فرنسا إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس بريطانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إيران روسيا قطاع غزة إيمانويل ماكرون سوريا أوكرانيا أکثر من
إقرأ أيضاً:
مشهد مزدوج: اللاجئين الصوماليين يغادرون اليمن وسط استمرار تدفق المهاجرين
اليمن يشهد في الوقت الراهن مشهداً مزدوجاً، بين عودة اللاجئين الطوعية إلى بلادهم وبين استمرار تدفق المهاجرين الأفارقة نحو أراضيه، وهو ما يعكس تعقيدات الوضع الإنساني والهجرات غير النظامية في منطقة القرن الأفريقي واليمن. فبينما يسعى برنامج العودة الطوعية للاجئين الصوماليين لتأمين العودة الآمنة لمئات العائدين، يواصل آلاف المهاجرين المغامرة بحياتهم في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر والبر للوصول إلى اليمن.
أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنها أعادت 957 لاجئاً صومالياً من اليمن إلى بلادهم خلال العام 2025، عبر رحلات بحرية إلى بربرة ورحلات جوية إلى مقديشو، ضمن برنامج العودة الطوعية للاجئين الصوماليين (ASR) الممول من الحكومة السويدية.
وأشارت المفوضية إلى أن العائدين سيحصلون على دعم إضافي عند وصولهم لتسهيل إعادة بناء حياتهم وبدء حياة جديدة. ومنذ انطلاق البرنامج في سبتمبر 2017 وحتى نهاية 2024، ساعد البرنامج 8,555 لاجئاً صومالياً على العودة الآمنة، بما في ذلك 1,115 لاجئاً خلال العام الماضي وحده. ويبلغ إجمالي اللاجئين وطالبي اللجوء المسجلين في اليمن أكثر من 62 ألف شخص، أغلبهم من الصومال وإثيوبيا.
في المقابل، كشف تقرير حديث لمنظمة الهجرة الدولية عن دخول أكثر من 17 ألف مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وهو ما يعكس استمرار التدفق الهجري من بلدان القرن الأفريقي إلى البلاد. ووفق مصفوفة النزوح (DTM)، بلغ عدد الوافدين 17,659 شخصاً، بانخفاض طفيف عن أكتوبر، وشكّل الإثيوبيون الغالبية العظمى بنسبة 95.8%، فيما بلغ عدد الصوماليين 552 مهاجراً، و110 آخرين من جنسيات مختلفة. وشكّل الرجال 84% من الوافدين، مقابل 11% نساء و5% أطفال.
وجاءت جيبوتي كنقطة الانطلاق الرئيسية للوافدين بنسبة 67%، تلتها الصومال بنسبة 31% وسلطنة عُمان بنسبة 2%. وتوزع وصولهم على مديريات مختلفة في الجنوب، حيث توجه أغلب القادم من جيبوتي إلى ذو باب في تعز وأحور في أبين، بينما استقر الوافدون من الصومال بشكل رئيسي في رضوم بمحافظة شبوة. من جانب آخر، أعادت سلطات عمان 402 مهاجراً إلى المهرة، فيما لم تسجل سواحل لحج أي وصولات جديدة نتيجة الإجراءات الحكومية المكثفة لمكافحة التهريب منذ أغسطس 2023.
وعلى صعيد المغادرة، رصدت المصفوفة خروج 1,580 مهاجراً إثيوبياً من اليمن خلال نوفمبر، أغلبهم عبر رحلات بحرية إلى جيبوتي، فيما توجّه 71 آخرون إلى سلطنة عُمان، في مؤشر على استمرار التنقلات الهجرية المعقدة والحرجة، والتي تتطلب تدخلاً عاجلاً لضمان الحماية الإنسانية وتقليل المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون على طرقهم نحو اليمن أو عند العودة إلى ديارهم.
هذا المشهد يعكس التحديات الإنسانية المتعددة في اليمن، بين توفير العودة الآمنة للاجئين وتخفيف المخاطر التي تواجه المهاجرين الأفارقة، إضافة إلى الحاجة المستمرة لتعزيز التدابير الأمنية والمساندة الإنسانية لضمان سلامة هذه الفئات الأكثر هشاشة.