جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-30@05:57:54 GMT

رحل زياد.. رحل المتمرّد الأخير

تاريخ النشر: 29th, July 2025 GMT

رحل زياد.. رحل المتمرّد الأخير

أحمد بن محمد العامري

[email protected]

انطفأ أحد ألمع الأصوات في ذاكرة الفن العربي يوم 26 يوليو 2025، غاب زياد الرحباني الفنان الإنسان الذي لم يكن يشبه أحدًا ولا يشبهه أحد، رحل الرجل الذي جعلنا نضحك من الألم ونفكّر من خلال نكتة، ونتأمل مصيرنا على أنغام الجاز وهدير السياسة، لم يكن زياد مجرّد ملحن أو كاتب مسرحي أو عازف عبقري، بل كان حالة فنية وفكرية مركّبة تنبض بالصدق وتتماوج بين السخرية القاتلة والجدية المؤلمة، بين العبث الظاهري والوعي العميق.

في يناير عام 1956 وُلد زياد في بيت لا يُنتج إلا الفن، ابن السيدة فيروز وعاصي الرحباني ووريث عبقري لمدرسة الرحابنة، لكنه ما لبث أن تمرّد على تلك المدرسة لا نكرانًا لها، بل بحثًا عن صوته الخاص المختلف، المتفلّت من الإطار، لم يتكئ على مجد العائلة، بل خاض معركته الفنية والفكرية بأسلحته الذاتية: قلمه، وموسيقاه، وصوته الساخر الحزين، كانت بداياته مع والدته في أغنيات لا تُنسى، كتب ولحّن لها أعمالًا حملت توقيعه الخاص، مثل "كيفك إنت؟" و"بكتب اسمك يا حبيبي" و"عودك رنان". لكنه لم يكتفِ بالموسيقى وحدها، بل كانت روحه قلقة تبحث عن مساحات أوسع، فذهب إلى المسرح وهناك خلق لنا عالمًا كاملًا من الشخصيات والمواقف والحوارات التي تُشبهنا تمامًا، وتعرينا أمام التاريخ بلا رحمة، مسرحياته، كـ "بالنسبة لبكرا شو؟"، و"فيلم أمريكي طويل"، و"نزل السرور"، لم تكن مجرد عروض فنية، بل كانت مرآة للشارع اللبناني والعربي، حيث الطائفية، والانهيار السياسي، والحرب، والفقر، والفساد، وكل ذلك مغلف بسخرية مؤلمة.

كان زياد يكتب بالعامية لكنه يُفكر بلغة عالية لا تصطدم بالنخبة فحسب، بل تُخاطب العامة أيضًا بلغة تضحكهم وتؤلمهم في آن.

عبقرية زياد الرحباني لم تكن فقط في قدرته على التأليف الموسيقي أو المزج بين الجاز والمقام الشرقي، بل في جرأته على قول ما لا يُقال، كان لسان حال الناس البسطاء وهو يتحدث عن الجوع والخذلان واليأس والموت دون تجميل ودون خطب رنانة، بل كان يقولها بصوتٍ عادي كأنه يتحدث عن الطقس، لكنها كلمات تغوص فينا كأنها حقيقة قيلت لأول مرة.

من دون ضجيج عاش زياد كما أراد.

كتب، لحّن، عزف، سخِر، وعاش وحيدًا في كثير من الأحيان لكنه لم يتوقف عن التأثير في وجدان أجيال متتالية، لم يكن محبوبًا من الجميع لأنه لم يرد ذلك أصلًا. كان صعبًا، لاذعًا، معقدًا، ساخرًا، حزينًا... لكنه كان صادقًا، وهي العملة الأندر في هذا الزمن.

ورغم قسوة مواقفه السياسية ووضوح انحيازاته الفكرية الناضجة، لم يتحوّل زياد إلى مجرد "ناشط"، بل ظل فنانًا أولًا وأخيرًا، يعرف أن الفن حين يكون صادقًا يكون هو الأبلغ تأثيرًا، كان يحلم بوطن لا يُشبه الخرائط، وطن داخلي يُبنى على العقل والعدل والحرية، لا على الطائفة والسلاح.

 

رحل زياد، لكنه ترك خلفه مكتبة من الأصوات التي تتحدث عنا، وأرشيفًا من الضحكات التي تخفي دمعًا، ونصوصًا ستُقرأ لأجيال قادمة كلما أرادوا أن يفهموا ما الذي كان يحدث لنا وكيف استطاع فنان واحد أن يُلخّص كل هذا الخراب من دون أن يرفع صوته.

في موته، لا نبكي فقط فنانًا مبدعًا، بل نودّع زمنًا بأكمله، زمن السخرية الشفافة والفن الهادف، والكلمة الثقيلة التي تخرج من فمٍ ساخر، نودّع رجلًا لم يُجامل، لم يُهادن ولم يعش على هوامش الآخرين، زياد لم يكن جزءًا من المشهد، بل كان المشهد كله حين يعتلي المسرح أو يعزف خلف البيانو.

وداعًا يا زياد... صوتك ما زال يضحك ويبكي فينا وألحانك تمشي بيننا خفيفة وثقيلة، جارحة وشافية.. لن ننساك يا زياد... "عودك رنان"، لروحك السلام والرحمة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: التی ت بل کان لم یکن

إقرأ أيضاً:

فنان مصري سبعيني يعلن طلاقه بعد عام ونصف من الزواج

#سواليف

حل #المخرج #عمر_عبد العزيز، ضيفًا على برنامج “ست ستات” الذي يذاع على قناة dmc، حيث كشف للمرة الأولى انفصاله عن زوجته التي تزوجها في شباط (فبراير) 2024، موضحًا أنه اعتاد على الوحدة بعد وفاة زوجته الأولى، التي ظل عازبًا بعدها لمدة عشرين عاما، متمنيًا السعادة لطليقته الأخيرة.

عمر عبد العزيز: معرفتش أفك شفرة الستات

وقال عبد العزيز (72 عاماً): “انفصلت عن زوجتي الأخيرة، لأن أنا اتجوزت وسني فوق السبعين واتعودت على الوحدة، وكانت إنسانة عظيمة جدًا وربنا لم يرد، والراجل بلا امرأة وبها عيشته سودة، ومراتي الأولى الله يرحمها قعدت عازب بعد وفاتها عشرين سنة ولكن ربنا لم يرد إني أكمل في جوازتي، والست لازم تعرف طبيعة مهنة زوجها إيه”.

مقالات ذات صلة الكشف عن سبب وفاة زياد الرحباني واللحظات الأخيرة في حياته 2025/07/28

كان المخرج عمر عبد العزيز، قد أعلن زواجه العام الماضي قائلاً: “كتبنا الكتاب، وأنا راجل كبير وبمضي تجربة وكنت أعرفها من سنين وربنا جمعنا”.

ونشرت الإعلامية بوسي شلبي صورًا من عقد قران عمر عبد العزيز على العروس أماني صفوت، وذلك عبر حسابها بموقع إنستجرام، وظهر فيها شقيقه المخرج الكبير محمد عبد العزيز الذي شهد على عقد القران، ونجل شقيقه الفنان كريم عبد العزيز وميرفت أمين مع تعليق: “مبروووك زواج المخرج الكبير عمر عبد العزيز”.

عمر عبد العزيز: عاتبت بوسي شلبي على نشر صور الزواج

كان عمر عبد العزيز، قد أعرب عن استيائه من انتشار خبر زواجه على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، مؤكدًا أنه عاتب الإعلامية بوسي شلبي بعدما أعلنت الخبر.

وقال عمر: “أنا إنسان بحب الانطواء وبعدين في سني وفرحي ألبس بدلة وأمسك ورد؟ لأ يا حبيبي كده حلو أوي، ده أنا زعلان إن الخبر انتشر بالشكل ده كان كتير، أنا بحب الخصوصية في حياتي”.

وتابع: “أنا عاتبت بوسي شلبي لأننا عارفينها كويس، واللي عزمتهم أقرب الناس ليا زي ميرفت أمين ولبلبة وعماد رشاد، وكريم والمخرج محمد ياسين ابن أختي”.

مقالات مشابهة

  • حزب بارز يبدّل قواعد العلاقة مع الإعلام
  • محللون: لبنان يريد نزع سلاح حزب الله لكنه لا يضمن إسرائيل
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: الضغط العسكري على حماس فعال لكنه ليس الخيار الوحيد
  • فنان مصري سبعيني يعلن طلاقه بعد عام ونصف من الزواج
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • استشاري: الأرق قد يكون وراثيًا لكنه ليس قدرًا محتومًا.. فيديو
  • لأول مرة بعد البخت.. هدى المفتي تكشف علاقتها بـ ويجز
  • روبيو: هذه ليست حرب ترامب، لكنه يريد لها أن تنتهي
  • زياد الرحباني.. الوداع الأخير الاثنين في المحيدثة