مآثر الأجداد المُلهمة
تاريخ النشر: 29th, July 2025 GMT
سعيد بن محمد الجحفلي
الذكرى نبأٌ بمحامد، أو عيبٌ بنقيصة، ولكل جيلٍ حكاياته التي تُروى في مواقف تُدوّنها سِجلات ذاكرته، لتبقى عِبرة وبصيرة لمن يتوارثها، توفيرًا لمسافاتٍ من الجهد والتفكّر في معترك كل جيل.
وهنا سوف أذكر بإيجازٍ، دون تحليل، مواقف مُلهمة لرجالٍ نذروا أنفسهم وأموالهم لخدمة بني جلدتهم، فدافعوا عمّا يرونه صوابًا، فنصروا، وأجاروا، وأطعموا دون شُح أو تطلّع، فمواقف المروءة لا يقوم بها إلا أفذاذ الرجال، الذين تجد في حضورهم أنسًا، وفي قدومهم بشرى، وفي غيابهم وحشة واستيحاشًا.
وتتبّع سير الأولين واقتفاء آثارهم فيه من العِبر والدروس، ما يهون كل شاق لمن يريد أن يخدم مجتمعه ووطنه وأمته، والزمن الذي نعيشه فيه الوفرة من كل شيء، وفيه من جوائح الأضرار ما يُنهك ويُعطل أجمل ما في الناس من محامد، ولنا أن نرى ما يسفّ بالأمة من خذلان وأنانية وقلة مروءة، وهذه المضار تُعجّل بنُذرها السيئة في مختلف جوانب حياة الإنسان العربي أينما كان.
وفي الوقت الذي أستدعي فيه بعُجالة أحداث هذه السطور لأُذكّر بصفات النخوة العربية، نرى أن أهل غزة قد خاب ظنّهم بأشقائهم العرب، في مأساةٍ لم يشهد التاريخ مثيلًا لها، لا قديمًا ولا حديثًا... فإخوة يوسف كانوا أرحم بأخيهم عندما ألقوه في الجُبّ، ولم يُغلقوا عليه فتحته، لينقذه "السَيَّارة" الذين استوصوا به خيرًا، أما إخوة أهل غزة فقد أغلقوا عليهم سُبل النجاة، حتى لا يُحمل إليهم الغذاء والدواء، فضاعت المروءة، وأُهينت الأخلاق... فاللهم عجل بفرجك لأهل غزة.
وهنا أذكرُ بما سمعناه من الرواة الثقات عن موقفين حدثا قبل أكثر من ثمانين عامًا تقريبًا في محافظة ظفار.
ففي مساء يوم خريفي مُثقلٍ بهموم الحياة وشظف العيش، خرج الشيخ مسلم من مدينة صلالة متوجهًا إلى قريته في أحد مضارب جبال ظفار، بعد أن قضى أسبوعًا كاملًا في ساحة برزة الحصن، التي يقصدها دائمًا مع عدد من كبار شيوخ وأعيان ظفار، للنظر في شكاوى المواطنين ومشاكل الرعية برئاسة السلطان سعيد بن تيمور أو والي ظفار.
وبعد انتهاء مهمته من جلسات البرزة، توجّه الشيخ مسلم إلى سوق الحافة، لعله يجد ما يتزود به من طعام لأسرته وجيرانه الذين ينتظرون قدومه بفارغ الصبر، ولكن ضعف حركة السوق وقلة المعروض من المؤن، كان أثره واضحًا في عدم حصوله على ما يكفي من مؤونة للذين ينتظرونه. وأثناء سيره نحو دياره، قابل رجلًا من منطقة أخرى، خرج للتو من المدينة خالي اليدين، مما يمكن أن يُقدّمه لأسرته من طعام، فسلّم عليه الشيخ مسلم وسأله عن حاله، فندب الرجل حظّه، وأخبره أنه نزل إلى المدينة ولم يجد طعامًا يشتريه لأسرته، وأن أولاده يتضورون جوعًا بعد أن جفّ الضرع، وانحسر الزرع، لتأخر أمطار الخريف عن موعدها.
وهنا دفع الشيخ كل ما عنده من طعام إلى الرجل، رغم حاجته الماسة إليه، وقال: هذا يسدّ رمق أطفالك عدة أيام، أما أنا فأسرتي كبيرة، ولا يكفيها ما عندي، فشكره الرجل على كرمه وسخائه المعهود، فهو معروف بعدم خذلانه من قصد داره لحاجة أبدًا، وكأن قوله تعالى ينطبق عليه: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة".
واصل كلٌّ منهما طريقه نحو دياره... وصل الشيخ مسلم إلى داره، واجتمع حوله الناس كالعادة منتظرين المؤونة التي يجلبها معه من المدينة، فأخبرهم أنه لم يجد طعامًا هذه المرة، ولهذا اشترى بقرة أحد جيرانه بالدَّين، وقال: اذبحوها وتقاسموها، وليكن لصاحب البقرة قسمته مثلكم.
هذه الخصال النبيلة، والمآثر الكريمة، من يتصف بها أيام القحط والجدب، ينطبق عليه قول الشاعر:
تأبى المروءةُ أن تُفارقَ أهلَها
إنّ المروءَةَ في الرجالِ خصالُ
أما في جبل القمر، الرابض على سلسلة جبال رخيوت العالية، فهناك حكاية أخرى، حيث وقف الشيخ أحمد ينادي ابنه أن يُهيئ المكان الذي ستبرك فيه إبلهُم بجانب الطريق الرئيسي، الذي يربط صلالة بالمناطق الغربية وببلاد المهرة في الجانب اليمني الشقيق. فمن خلاله يعبر الناس شرقًا وغربًا، كلٌّ في حاجته.
ردّ الابن لأبيه قائلًا: إن موسم القيظ قد بدأ، وإن المرعى شحيح هنا، ونريد أن نرحل بالإبل إلى المناطق الأكثر خُصبًا وأوفر كلأً على حواف الجبال مثل بقية ملاك الإبل. فرد عليه الوالد مستنكرًا: يا ولدي، إذا ضعنّا من هنا، فمن لهؤلاء الناس الذين يستغلون هذا الطريق المقطوع ذهابًا وإيابًا، ولا يجدون من يُطعمهم ولا يُسقيهم في هجير هذا القيظ الحار؟ وإن معظم الأسر كما تعرف قد نزحت بعيدًا، وتركت مضارب سكناها خالية.
وأردف حالفًا: لن نبرح هذا المكان الذي نحن فيه، مهما كان وجودنا شاقًا لنا ولحيواناتنا، لأننا نُحيي ببقائنا هنا من تقطعت بهم السُبل، يا ولدي، اسرح بالإبل حيثما شئت، وفي المساء عُد بهن إلى معطنهن هذا، ليشرب من حليبهن المسافر الجائع، ويستأمن عندنا الخائف الغريب.
نفذ الابن تعليمات والده، لأنه لا يقل كرمًا ولا مروءة عن والده، فقد تربى على ما يعزّه وينجيه من كريم الخصال، وعندما أشار إلى والده بما يراه ضرورة، فلأنه يرعى الإبل ويعرف أن المنطقة كلها أصبحت غير صالحة للرعي بسبب الجفاف الشديد الذي ضربها.
هذه المواقف مسؤولية مجتمعية مكتملة الأركان، ألزم الشيخ أحمد نفسه بها لرفد المحتاج، وإغاثة الملهوف، وإعانة الغريب، حيث تظهر معادن الناس وكرمهم الأصيل المتوارث أبًا عن جد. فعلى الرغم من ضيق الحال وعسر الحياة في تلك السنين الجديبة، إلا أن الكرم والإيثار هما الصفتان السائدتان في ذلك الزمن، فالناس في تعاون وتبادل للمنافع.
لذلك لم نسمع بأي أخبار تُروى أن المجاعة أهلكت جماعات من الناس في ظفار قديمًا مثل بعض البلدان، لأن التكافل هو السِمة العامة لدى المجتمع الظفاري، ولا تزال هذه ميزة موجودة إلى يومنا هذا، مثل الرفد في الأعراس والمآتم، ومساعدة المعسرين من أصحاب الديون والدّيات.
وإلى موعدٍ آخر مع مواقف أخرى من سير الأجداد.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الشیخ مسلم
إقرأ أيضاً:
ما الذي يُمكن تعلّمه من أحداث السويداء؟
الأحداث التي وقعت مؤخرًا في السويداء بسوريا لم تكن استثناء من العالم العربي، بل مرآة له. وعلى الرغم من أن جذور هذه الأزمة الطائفية لم تبدأ في الأحداث الأخيرة؛ إلا أن صدامات يمكن وصفها بالطائفية وقعت في شهر أبريل في جرمانا، وأشرفية صحنايا، ثم امتدت للسويداء، وتصاعدت الأحداث بعد ذلك إلى ما شاهده الجميع على الشاشات، ولا يعنينا هنا تسلسل الأحداث ذاتها بقدر ما يعنينا أن الحالة والخطاب الطائفي الذي وقع في السويداء ليس نشازًا في المنطقة العربية -كما هو معلوم-، بل نمط مأزوم من التسلسل التاريخي ليس حتميًّا بالطبع، لكنه متكرر بشكل كبير جدًّا، لا سيما مع سقوط دولة أو استبدالها بأخرى، ومثال عليه ما حدث عقب الإطاحة بنظام صدام حسين من حروب وقتالات طائفية، ما يصفه ستيفن سيدمان أنه «إرث استعماري بريطاني».
يتضح لنا أن المجتمعات العربية -أو كثير منها على الأقل- لا تزال حتى اليوم عاجزة عن تجاوز الطائفية، وكثير منها يعيش في الماضي على الرغم من تفاقم المشكلات التي نعانيها في هذه المنطقة، وتزايدها يوما بعد يوم، إلا أن كثيرًا من مجتمعاتنا لا تزال تستدعي الطائفة بل وتعيش في تاريخها محاولة أن تدافع عنها في كثير من الأحيان على أنها الحق الأوحد، «وكلٌّ يدّعي وصلًا بليلى/ وليلى لا تقرّ لهم بذاكا»؛ إذ الجميع يحاول باسم الحق والعدل والتوحيد والغيرة والتدين وغيرها أن يدافع عن الطائفة التي ينتمي إليها ناسيًا بذلك أن يعيش في عصره، ويطرح تساؤلات حول الوضع الذي يعيش فيه، أو عملية الإبادة الجماعية والتجويع التي يتعرض لها إخوته.
تبدأ الطائفية من الذات؛ لأن الحالة الجماعية للعيش داخل «الحظيرة» لا تتم إلا بإقناع الذات أولا بالتماهي مع الجماعة وإلا فلا قيمة لها؛ ولذلك تكثر عند الطائفيين الخطابات والشعارات التي تستدعي الماضي ورموزه دون باقي السياقات وتعقيداتها. لذلك فالذات هي المركز الأول للطائفية، وكلما كان الأمر منطلقا من الداخل أصبح أكثر استدامة؛ فالإرهابي الذي ينطلق إرهابه من الداخل لاعتقاده أنه بذلك يخدم فكرته أو دينه أو وطنه وغيره يكون أكثر تحمُّسًا وإقداما من الآخر الانتهازي؛ ولذلك يستغل هذا الصنف الأول لينفذ العمليات الانغماسية والانتحارية مقتنعين بذلك سيرهم إلى الجنة، أو خطوة في تحقيق الجنة على الأرض من خلال قتل المدنيين والأبرياء. والطائفيون كذلك؛ فكلما كان هذا الذي ينطلق في طائفيته مقتنعا من الداخل بالصحة المطلقة لفكرته والخطأ المطلق لأفكار الآخرين -وليتها بقيت عند الاعتقاد الداخلي فقط!-؛ فإن خطابه يتسم بالتشدد أكثر.
وهكذا يصنع منطق الانغلاق المذهبي دون محاولة النظر إلى الصورة الأكبر التي يُمكن للجميع العيش فيها في وطن واحد يكفيهم جميعًا. هذه الخطابات تصنع هويات طائفية لا هويات وطنية أو إنسانية -بعد أكثر من ربع قرن على كتاب أمين معلوف-، وهي المسيطرة على العقل، وليس أدل على ذلك من الأحداث المتكررة والمستمرة التي نراها؛ فالمشكلة أعمق من الخطاب الطائفي وحده، أو من عدم القدرة على الـ «عيش مع الآخر، لكنها تتعدى ذلك لتكون مشكلة عدم القدرة على بناء دولة، وعدم القدرة على بناء مجتمع من الأساس، ثم تصدير هذه الخطابات للأجيال التالية، وهكذا في دوامة مستمرة منذ ما قبل الحرب الأهلية اللبنانية حتى ما بعد أحداث السويداء.
تعاني كثير من الدول العربية من غياب واضح للعقد الاجتماعي بين السلطة السياسية والمجتمع، وبالتالي؛ فإن الأمر يتطور من عدم الاستقرار السياسي والقانوني حتى يصبح الوطن وما يتعلق به من مفاهيم أو ألفاظ لا يشكّل ملاذًا آمنًا للأفراد، فيضطرون حينها للبحث عن ملاجئ مختلفة، وهنا تظهر الطائفة باعتبارها الملجأ والملاذ لأفرادها؛ لأنها تشكلهم في مجتمعات مغلقة -غيتوهات- الكلمة العليا فيها للقيادات الدينية أو العرقية، حتى يتماهى الفرد مع الجماعة في حماية المفهوم الوهمي أو الذهني المسمى بالطائفة. ولذلك؛ فغياب هذا العقد الاجتماعي الواضح الذي يُمكّن الدولة والمجتمع من معرفة حقوق كل طرف وواجباته يقود لمثل هذا، وفي كثير من الأحيان يقود إلى الطغيان الذي يحاول أن يفرض عقدًا بالإجبار لا بالتشارك والرضى.
إن عدم تجاوز الطائفية حتى اليوم في المجتمعات العربية يشكّل فشلًا ذريعًا للنخب، سواء النخب السياسية أو الثقافية أو غيرها؛ لأنها لم تستطع حتى اليوم إيجاد مشروع حقيقي ينهي هذه الماضوية والسكن في التاريخ، بل ربما زاد بعضهم من حدتها والقطبية التي تحدث من خلالها. ويجب أن تتحمل هذه النخب مسؤوليتها في الوصول بالوعي الذاتي إلى الواقع -إذ سؤال المستقبل حتى اليوم مبكر للأسف-؛ لأن الوعي يجب أن يكون حاضرًا في الواقع اليومي، لا في مشكلات من مضى، فـ«تلك أمة قد خلت» وما على أهل هذا العصر من مشكلات أولئك أو صراعاتهم أو غيرها، وفي أحسن الأحوال يمكن فقط أخذ العبرة منهم، ودراستهم لإصلاح الواقع المعاصر، لا العيش معهم حتى يصبح الفرد أو المجتمع في زمنين لا يصلح لأي منهما، فلا هو القادر على العودة بالزمن للماضي، ولا هو قادر على العيش مع أهل هذا العصر.
والمتتبع لجميع حالات الانقسام الطائفي في المنطقة يجد أنها استغلت من قِبل طرف خارجي لتنفيذ أجندته السياسية أو العسكرية. فالطائفية فرصة المتربص الخارجي الذي يستغلها ليطبق المقولة القديمة «فرّق تسد»، وكثيرًا ما استغلت الصراعات الطائفية وضخمت الخلافات التفصيلية العلمية التي كان ينبغي أن تناقش في أروقة العلم، ثم يغلق عليها الباب ولا تخرج للشارع، فجُعلت قضايا ذات أهمية كبرى ينهدم بها الدين أو المذهب أو الطائفة.
وقد استعملت هذه الطريقة القوى الاستعمارية لقرون، بل حاولت صنع خلافات جديدة لم تكن موجودة سواء طبقية أو فكرية أو غيرها، وبقيت جميع هذه الخلافات حتى اليوم، فانظر إلى مقولة سيدمان التي جاءت في بداية المقال «إرث استعماري بريطاني» تشَكّل وظهر واضحًا في ما بعد 2003، فقد كان يتراكم تحت التجربة التاريخية والسياسية، ولما تسنّت له الفرصة ظهر على شكل صراعات أهلية. وهكذا اليوم تستغل إسرائيل هذه الصراعات الطائفية لتتغلغل في الداخل العربي، ليس سرّا كما كان في السابق، بل أمام شاشات الإعلام والهواتف التي تُصوّر. فقد استغلت الصراع في السويداء لتضرب القصر الرئاسي في دمشق؛ إذ أعطت الصراعات الطائفية الدافع لإسرائيل من أجل الدخول، ولا أود أن أقول «الشرعية» بالطبع؛ فوجود إسرائيل بأكمله ليس شرعيًّا، لكن ما الشرعية في عالم الغابات الذي نعيش فيه اليوم؟
لا بد أن يبدأ الإصلاح المجتمعي في الوطن العربي من الذات الفردية أولًا أن ينشأ الفرد متصالحًا مع ذاته ومتقبّلا للآخر، فلا يشعر منه بالخوف، بل بالألفة، وأن ينظر إلى ما هو أبعد من طائفته أو مذهبه، وأن تكون هويته الأولى هي الهوية الوطنية أو المدنية التي يتشاركها مع غيره في إطار الدولة، لا هوية الطائفة والمذهب؛ لأن الهوية كلما ضاقت وأصبحت أكثر حدية أبرزت السمات المتطرفة والسلوكيات العنيفة في الإنسان على عكس إذا ما اتسعت؛ فإنها تتقبل الآخر المختلف ليس بالضرورة أن تؤمن بما يؤمن به، لكنها تؤمن بأن له الحق في الحياة بحرية أيضًا دون اعتداء عليه أو الإضرار به لمجرد مذهبه أو طائفته. ولذا فالتغيير يبدأ من مراجعة الذات والخطاب الموجّه إليها سواء من الداخل أو من الخارج، خطاب الأسرة والمدرسة والمجتمع، وأن تحاول الذات طرح أسئلة متعلقة بمدى تعددية الخطاب الموجه إليها في المقام الأول.
إذا بقينا على هذا الحال دون تجاوز الطائفية وخطاباتها المقيتة فإن كل حديث حول النهضة أو الديمقراطية أو الحرية هو ترف؛ فالمجتمع يقتل بعضه بعضا، لكن -ولأن الكتابة وسيلة مقاومة وإصلاح- أقول: إن علينا أن نعي أن عدونا واحد، وسبله في قتلنا واحدة، وأننا في مقتلة واحدة، ومصير واحد، فإن بقينا نقتل بعضنا بعضا لم نخدم إلا هذا العدو بأن أرحناه من عمله، فإن لم نستطع الآن في هذه اللحظة التي ربما لم ولن نمر بحالة أكثر انحطاطا منها أن نفكر في مصيرنا المشترك بدل التفكير في الانقسامات الصغيرة فمتى نقدر على ذلك؟