آلية اليد الميتة.. هكذا تضمن روسيا ردا نوويا تلقائيا
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
قالت صحيفة لوباريزيان إن التوتر تصاعد بين واشنطن وموسكو عندما عاد ذكر النظام النووي الروسي "اليد الميتة" على لسان أحد المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين، وتساءلت عن ماهية آلية الرد هذه.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم لوكاس كروزيه- أن عبارة "اليد الميتة" التي نطق بها الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف زادت من حدة التوتر بين روسيا والولايات المتحدة، حتى إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن عن تقريب غواصتين نوويتين من الساحل الروسي.
وتشير هذه العبارة إلى نظام يفترض أن يضمن تشغيل الأسلحة النووية الروسية باستقلالية تامة، وحتى من دون قيادة تقريبا. وقال جان دي غلينياستي، السفير الفرنسي السابق لدى روسيا ومدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية، للصحيفة، إن هذا النظام يهدف إلى تحذير الأميركيين كأنه يقول: "احذروا. إذا هاجمتمونا على حين غرة فسنضمن لكم الرد على أي حال".
ويعتمد هذا النظام، الذي طوّر خلال الحقبة السوفياتية والمعروف أيضا باسم "بريميتر"، على شبكة من أجهزة الاستشعار المنتشرة عبر الأراضي الروسية، القادرة على رصد أي هجوم نووي ضخم. ويقول الباحث إتيان ماركوز في مؤسسة البحوث الإستراتيجية إن "هذه الأجهزة حساسة لكل من الانفجارات والومضات المميزة للانفجار النووي. وعند وقوع هجوم مفاجئ واسع النطاق، فإنه يسمح لروسيا بشن هجوم انتقامي بشكل مستقل ومن دون أي أوامر".
وكان الهدف من نظام "بريميتر" هذا في ظل النظام السوفياتي هو تهدئة المخاوف من ضربة أميركية قاضية، تهدف إلى تحييد جميع مراكز التفكير والقيادة السوفياتية لمنع أي رد نووي، لأن "السوفياتيين ومن بعدهم الروس -حسب إتيان ماركوز- كانوا يخشون هذا السيناريو منذ زمن، ولكن بفضل نظام بريميتر لن تفكر الولايات المتحدة ولا غيرها في توجيه ضربة أولى"، علما أن هذا النظام صمّم تاريخيا لضرب الولايات المتحدة.
خطر احتمال إنذار كاذبوقد تطور هذا النظام تطورا كبيرا منذ إنشائه، إذ كان يعمل في البداية بشكل شبه آلي ويشكل خطرا هائلا بسبب خطر احتمال وقوع إنذار كاذب، ففي عام 1983، على سبيل المثال، رفض ضابط سوفياتي تصديق نظام الكمبيوتر الذي تنبأ بهجوم صاروخي أميركي على الاتحاد السوفياتي، كان من الممكن أن يغير وجه العالم، ويقول جان دي غلينياستي "لقد خدعت انبعاثات الحرارة الطبيعية النظام".
ومنذ ذلك الحين، يبدو أن الروس أضافوا خطوة وسيطة للحد من هذا الخطر، إذ يقول جان دي غلينياستي إن القرار الآن بيد "مقر صغير محمي في ملجأ"، ومن ثم لا يزال التدخل البشري موجودا، وهو أمر "مطمئن نوعا ما"، حسب الدبلوماسي الفرنسي.
إعلانلكن أنظمة الاستجابة هذه التي تحافظ على الردع النووي لا تزال غامضة للغاية، لأن الدول لا ترغب في الكشف عن تفاصيلها، تماما كما لا تكشف عن مواقع غواصاتها، مع أن شن هجوم نووي يتطلب قرارا سياسيا.
وختمت الصحيفة بأن الولايات المتحدة -كما يقال- تمتلك أنظمة مماثلة، لكن طبيعتها الدقيقة غامضة، وفي فرنسا يوجد نظام لضمان إرسال أمر الإطلاق لدى وقوع ضربة نووية تودي بحياة رئيس الجمهورية وخليفته الدستوري المباشر، و"لكن القرار سيتخذه دائما شخص طبيعي"، كما يقول إتيان ماركوز، لأن الأسبقية للبشر دائما على الآلات في ما يتعلق بالشؤون النووية، حتى الآن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات هذا النظام
إقرأ أيضاً:
بعد اجتماع لافروف.. الشيباني سيلتقي الرئيس الروسي
يلتقي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الخميس، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة موسكو، وفق ما أفادت قناة "العربية/ الحدث" نقلاً عن مصادرها.
اقرأ ايضاًوقالت إن هذا اللقاء يأتي بعدما استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الشيباني لأول مرة منذ إسقاط نظام الرئيس السوري السابق، بشار الأسد.
كما أشار لافروف إلى تطلعات بلاده لاستقبال الرئيس السوري أحمد الشرع في موسكو لحضور قمة بين روسيا والدول العربية في أكتوبر/تشرين الأول، وأن هناك مساعٍ روسية لتقوية العلاقات والروابط مع سوريا، معلنا الاتفاق على إجراء مراجعة شاملة لجميع الاتفاقيات بين البلدين.
واتفق الطرفان على إنشاء مستشفى ميداني في السويداء، ومساعدة سوريا لتجاوز التحديات الراهنة.
كما عرض لافروف على الشيباني المساعدة في التوصل لاتفاق بين دمشق والأكراد.
بالمقابل، أكد الشيباني أن بلاده تريد فتح صفحة جديدة مع روسيا قائمة على التعاون مؤكداً أنه لن يقوم على "الإرث الماضي"، وسيكون احترام القوانين أساس العلاقات بين البلدين.
وأكد على أن التدخل الإسرائيلي المستمر يعقد المشهد في السويداء، وأن على إسرائيل عدم التدخل في شؤون سوريا أو استخدام ورقة الأقليات.
اقرأ ايضاًوتأتي هذه الزيارة بينما تسعى الإدارة السورية الجديدة إلى طمأنة الدول العربية والغربية بأن سوريا ستكون شاملة لكل الأطياف مع استعادة العلاقات الدبلوماسية، وأنها لن تكون مصدر إزعاج لأية جهة.
أما روسيا التي طالما عرفت بدعمها لنظام الرئيس السابق، بشار الأسد، فلها في سوريا مصالح عديدة بحاجة للنقاش، أهمها القواعد العسكرية.
المصدر: العربية
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن