دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إذا كنتَ تتصفح منصة "تيك توك" أو "إنستغرام" مؤخرًا، فمن المرجح أن يكون مشروب "كوكتيل الكورتيزول" رائجًا، مع ظهوره كأحدث حيلة صحية.

 يحتوي هذا المشروب الزاهي وغير الكحولي عادةً على مزيج من ماء جوز الهند، وعصير الحمضيات، وبعض الأملاح، كما يُطلق عليه أيضًا اسم "كوكتيل الغدة الكظرية".

وقد حصد المحتوى المنشور المتعلق به ملايين المشاهدات، فيزعم المؤثرون أنه قادر على خفض هرمونات التوتر، وتعزيز الطاقة، والمساهمة في توازن وظائف الغدة الكظرية في الجسم.

قد يبدو مشروب مخفِّف للتوتر كأمرٍ رائع، ولكن هل الادعاءات الصحية بشأنه حقيقية؟

تجيب على بعض الأسئلة الخبيرة الطبية لدى CNN، الدكتورة لينا وين. وتعمل وين كطبيبة طوارئ وأستاذة مساعدة في جامعة جورج واشنطن، وقد شغلت سابقًا منصب مفوضة الصحة في مدينة بالتيمور.

CNN: ما هو الكورتيزول وعلاقته بالتوتر؟

الدكتورة لينا وين: الكورتيزول هرمون ستيرويدي تُنتجه الغدد الكظرية، الواقعة فوق الكِلى. 

يلعب هذا الهرمون دورًا مهمًا في العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك تنظيم عملية الأيض، ومستوى السكر في الدم، وضغط الدم، ودورات النوم والاستيقاظ، والاستجابات المناعية. 

يُطلق على الكورتيزول أحيانًا اسم "هرمون التوتر" لأن مستوياته ترتفع بشكل طبيعي عندما تشعر أجسامنا بتهديد أو عند المرور بموقف مُرهق.

هذه الزيادات المؤقتة في الكورتيزول عبارة عن تكيف تطوري مفيد.

ولكن يمكن أن تنشأ المشاكل عندما تبقى مستويات الكورتيزول مرتفعة لفترات طويلة، وهو ما قد يحدث عندما يكون الشخص تحت ضغط مزمن. 

يرتبط ارتفاع الكورتيزول المستمر بمشاكل مثل قلة النوم، والقلق، وارتفاع ضغط الدم، وحتى ضعف المناعة، كما توجد عدد من الحالات الطبية التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض غير طبيعي في مستويات الكورتيزول.

CNN: ما الذي تحتويه مشروبات "كوكتيل الكورتيزول"، ولم يُزعم أنها تؤثر على الكورتيزول؟

الدكتورة لينا وين: تختلف الوصفات، ولكنها غالبًا ما تحتوي على مزيج من ماء جوز الهند، وعصير (عادةً ما يكون عصير البرتقال أو عصير أي نوع آخر من الحمضيات)، وبعض الأملاح (ملح البحر و/أو المغنيسيوم). 

يُفترض أن كل مكون من المكونات الرئيسية يلعب دورًا في دعم وظائف الغدة الكظرية وخفض التوتر، فماء جوز الهند غني بالبوتاسيوم، ما يساعد على الحفاظ على توازن السوائل والإلكتروليتات.

ويُوفر عصير الحمضيات فيتامين "سي" الذي يلعب دورًا في وظائف الغدة الكظرية، بينما يُفترض أن الملح والمغنيسيوم يُعيدان المعادن التي استُنفدت بسبب التوتر.

علاوةً على ذلك، يعتقد بعض الباحثين أن المغنيسيوم بحد ذاته قد يُساعد في تقليل مشاعر القلق أو التوتر. 

ولهذا السبب، تحتوي بعض أنواع  مشروب "كوكتيل الكورتيزول" على مسحوق المغنيسيوم و/أو كريم التارتار، الذي يحتوي على تركيز عالٍ من المغنيسيوم إلى جانب البوتاسيوم وأملاح أخرى.

CNN: هل هناك دليل على أن هذا المشروب يُخفض الكورتيزول ويُخفف التوتر بالفعل؟

الدكتورة لينا وين: لا يوجد دليل علمي على أن هذا المشروب يُحدث التأثيرات المزعومة. صحيح أن عناصر غذائية مثل البوتاسيوم، وفيتامين "سي"، والمغنيسيوم مهمة لوظائف الغدة الكظرية السليمة، إلا أنه يتم الحصول عليها عادةً بكميات كافية من خلال نظام غذائي متوازن.

قد يُسبب النقص الحقيقي في هذه العناصر الغذائية مشاكل صحية، ولكن هذا النقص نادر لدى الأشخاص الأصحاء. 

والأهم من ذلك، لا يوجد دليل على أن استهلاك كميات تفوق احتياجات الجسم سيُوفر فوائد إضافية أو يُخفض مستويات الكورتيزول بشكل ملحوظ.

CNN: ماذا عن الادعاء بأن هذا المشروب يُمكن أن يُعالج حالة يُطلق عليها المؤثرون "إرهاق الغدة الكظرية"؟

الدكتورة لينا وين: الادعاء الذي روّج له بعض المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو وجود حالة تُدعى "إرهاق الغدة الكظرية"، حيث يُرهق التوتر الغدد الكظرية، وينتهي المطاف بالشخص وهو يشعر بالتعب، والقلق، وعدم القدرة على مُمارسة الحياة اليومية.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الإنترنت وسائل التواصل وسائل التواصل الاجتماعي هذا المشروب

إقرأ أيضاً:

4 أسئلة تشرح سبب الأزمة الحدودية بين أوغندا وجنوب السودان

كدولتين متجاورتين، تجمع بينهما قواسم الجغرافيا والتحديات المشتركة، تشهد أوغندا وجنوب السودان نزاعا حدوديا منذ سنوات، لكنّ القتال بين البلدين بسبب تلك النزاعات يُعد أمرا نادرا وقليل الحدوث.

ومنذ بداية الأسبوع الماضي، اندلع قتال بين جيشي أوغندا وجنوب السودان بسبب ترسيم الحدود في بعض المناطق المتنازع عليها، الأمر الذي تسبب في مقتل ما لا يقل عن 4 جنود وفقا لتقارير رسمية صادرة من الطرفين.

وتزامنا مع هذه الأحداث، نزح آلاف المدنيين من المناطق المتأثرة بالعنف وفرّوا طلبا للأمان في مناطق أخرى من الدولتين.

وجاءت هذه الأزمة في وقت تعاني فيه دولة جنوب السودان من تصاعد أعمال العنف بسبب الانقسامات داخل حكومة الرئيس سلفا كير، ونائبه ريك مشار.

وحتى وقت قريب كانت أوغندا تلعب دورا رئيسيا في احتواء الأزمات في دولة جنوب السودان وترعى المبادرات الداعمة لاستقرارها، لكنّ الصراع الأخير وضع بعض نقاط الاستفهام حول متانة العلاقة بين تحالف البلدين وتقاربهما السياسي.

ما الذي حدث؟

تضاربت الروايات حول البدايات الأولى لاندلاع الأحداث يوم الاثنين الماضي، ما يجعل من الصعب تحديد الطرف الذي استخدم السلاح وفتح باب الاشتباك.

ورغم أن الطرفين يتفقان على مكان وقوع الاشتباك، فإنهما يختلفان في ملكيته، إذ يزعم كل واحد منهما أن المنطقة تابعة لحوزته الترابية، ويفترض أن تكون خاضعة لسيادته وقوانينه.

ووفقا للمتحدث باسم الجيش الأوغندي، اللواء فيليكس كولايغيي، فإن القتال اندلع عندما عبر جنود من جنوب السودان إلى منطقة غرب النيل الأوغندية وأقاموا معسكرا هناك، وعندما أُعطيت لهم الأوامر بالمغادرة رفضوا، وهو ما اضطر الجيش الأوغندي إلى استخدام القوة.

خريطة جنوب السودان (الجزيرة)

وأضاف كولايغيي أن أحد الجنود الأوغنديين قُتل في الاشتباك، فردت القوات الأوغندية بإطلاق النار، ما أدى إلى مقتل 3 جنود من جنوب السودان.

إعلان

من جانبه، قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان، اللواء لول رواي كوانغ، عبر منشور على صفحته في فيسبوك إن تبادلا لإطلاق النار وقع في الجانب الجنوبي السوداني، في مقاطعة كاجو كيجي وإن الطرفين تكبدا خسائر مشتركة.

وذكر قائد الجيش المحلي في كاجو كيجي، العميد هنري بوري، أن القوات الأوغندية استخدمت دبابات ومدفعية ثقيلة، واستهدفت وحدة أمنية مشتركة كانت تحمي المدنيين من هجمات العصابات المسلحة.

ما سبب النزاع الحدودي؟

ليست هذه المرة الأولى التي تقع فيها نزاعات حدودية بين جنوب السودان وأوغندا، إذ غالبا ما تقع اشتباكات أو مناوشات في المناطق المشتركة، لكنّ استخدام المدفعية الثقيلة وتبادل القصف بين الجيشين أمر نادر الحدوث.

وتعود جذور المشكلة إلى فترة الحكم الاستعماري البريطاني، حين رُسمت الحدود بين السودان الذي كان جنوب السودان جزءا منه وأوغندا، ولم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأنها رغم تشكيل لجنة مشتركة لذلك الغرض.

وبعد انفصال جنوب السودان، اجتمع الرئيس سلفاكير ميارديت ونظيره الأوغندي يوري موسيفيني، وتعهدا بحل النزاع الحدودي العالق منذ فترة الاستعمار، لكن ذلك لم يتحقق.

وإثر اشتباكات قُتل فيها جنود من الطرفين سنة 2024، طالب البرلمان الأوغندي بتسريع عملية الترسيم في سنة 2024، وحذر من استمرار غياب الحدود الواضحة مشيرا إلى أن ذلك يسهم في انتشار العصابات المسلحة ويفاقم من مشاكل انعدام الأمن.

وعقب الاشتباكات الأخيرة، أعلنت الدولتان تشكيل لجنة مشتركة جديدة للتحقيق في الأحداث وحل القضايا العالقة، وفقا لبيان صادر من المتحدث باسم جيش جنوب السودان.

لماذا تدعم أوغندا سلفاكير؟

يُعد الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني من أبرز الداعمين لرئيس جنوب السودان سلفاكير وحزبه الحركة الشعبية لتحرير السودان، وحتى قبل الانفصال كانت أوغندا تدعم تلك الحركة.

وبعد الانفصال عام 2011، دخل جنوب السودان في حرب أهلية سنة 2013، استمرت 5 سنوات وفقدت فيها البلاد أكثر من 400 ألف قتيل.

وطيلة تلك الحرب كانت أوغندا تدعم الرئيس سلفاكير والقوات الموالية له على حساب نائبه ريك مشار.

وفي عام 2018 تم توقيع اتفاق السلام لإنها الحرب في جنوب السودان وبدأت مرحلة جديدة من التعايش السلمي بين الأطراف المسيطرة على المشهد العسكري والسياسي في الدولة الناشئة.

ومع بداية العام الجاري، بدأ اتفاق السلام ينهار وسط تحذيرات من الأمم المتحدة من مخاوف دخول البلاد في مرحلة جديدة من النزاع المسلح.

ومع وقوع اشتباكات بين القوات الحكومية ومليشيا الجيش الأبيض المحسوب على مشار، سارعت أوغندا لنشر قواتها إلى جانب الجيش الحكومي الموالي للرئيس سلفاكير.

هل هناك قلق من نفوذ أوغندا في جنوب السودان؟

يعارض مؤيدو ريك مشار، الذي يوجد رهن الإقامة الجبرية بأمر من الرئيس سلفاكير، نشر القوات الأوغندية، ويعتبرون أن كمبالا تتدخل في شؤون بلادهم.

وعقب الاشتباك الأخير، عبّر عدد من المواطنين في جنوب السودان عن غضبهم عبر فيسبوك، منتقدين صمت الجيش حيال ما سموه بانتهاك القوات الأوغندية لأراضي بلادهم.

وفي مايو/أيار الماضي، قالت منظمة العفو الدولية إن نشر أوغندا لقواتها وتزويد جنوب السودان بالأسلحة يمثل انتهاكا لحظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن في اتفاق 2018، ودعت الأمم المتحدة إلى تنفيذه بشكل صارم.

إعلان

مقالات مشابهة

  • ألبوم لينا ميعاد لـ تامر حسني يتصدر قائمة الأكثر استماعًا على منصة أنغامي
  • 4 أسئلة تشرح سبب الأزمة الحدودية بين أوغندا وجنوب السودان
  • نشرة المرأة والمنوعات.. أسباب الصلع بعد إصابة رحمة حسن به.. ما لا يعرفه الكثير عن سوزي الأردنية
  • من المطرية وجابت 50% بالثانوية.. ما لا يعرفه الكثير عن سوزي الأردنية
  • نموذج ذكاء اصطناعي يعزز دقة تشخيص سرطان الغدة الدرقية
  • مجلة أمريكية تشرح مخاطر منح ترامب شيكا مفتوحا لـإسرائيل؟
  • الفاشينيستا الدكتورة خلود تشارك متابعيها تحدي اللهجات بين الجداوية والكويتية ..فيديو
  • طبيبة تحذر من الإفراط في تناول الماتشا.. فيديو
  • المعلمون في خطر.. خاصية جديدة في "تشات جي بي تي" تشرح الدروس