ضمٌ بلا تفاوض: الثمن الخفي لوقف الحرب على غزة
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
في الظاهر، تبدو الحرب على غزة مجرّد فصلٍ آخر في الصراع الطويل. لكن خلف الدخان الكثيف والمساعدات المقطّرة، يجري ترتيب جديد للواقع الفلسطيني، عنوانه الصريح: وقف إطلاق النار مقابل الصمت السياسي، والضفة ثمنا لتهدئة مدفوعة بالدم.
تتوالى الإشارات، فكلما اقترب الوسطاء من هندسة "تهدئة طويلة الأمد" في القطاع، تُفتح شهية الحكومة الإسرائيلية على الأرض في الضفة.
الظروف لم تكن يوما أكثر مواتاة للضم: النظام السياسي الفلسطيني مفكك، البيئة الإقليمية منهكة ومُطبِّعة، والمجتمع الدولي غارق في قضايا الطاقة والردع. أما أميركا، بقيادة ترامب في ولايته الثانية، فقد رفعت الغطاء عن كل التزاماتها السابقة، وأعادت تعريف ما تسمّيه "السلام" وفق معادلة: لا دولة، لا تفاوض، لا مقاومة شرعية.
وفي حين تُقدَّم غزة كمشكلة إنسانية معزولة، يجري تصوير الضفة كفراغ سيادي قابل للملء الإسرائيلي. هذا التحوّل ليس صدفة، إنه جزء من خطة أكبر لإعادة تشكيل المشهد الفلسطيني: غزة كإقليم مَكسور الإرادة يُدار إنسانيا، والضفة كأرض تُدار أمنيا وتُضم بالتقسيط، وبينهما، تُفكك منظمة التحرير وتُعاقب السلطة إذا ما حاولت التوجّه نحو المحاكم الدولية أو حتى التلويح بخيارات سياسية مستقلة.
الضم اليوم لا يُنفَّذ عبر صفقة تفاوضية، بل عبر واقع ميداني تُكرّسه القوة، ويُغطّيه الصمت الدولي، وتُباركه واشنطن بتجاهل متعمّد. ليس ثمّة حاجة إلى اتفاقيات أو صور توقيع في البيت الأبيض؛ ما يجري الآن هو ضمٌ بلا توقيع، بلا شريك، وبلا شروط، ضمٌ يقدَّم كـ"خيار واقعي" مقابل وقف العدوان على غزة، وبصفته الطريق الوحيد لـ"حسم" الصراع، بعد فشل كل مشاريع الحلول المرحلية.
في هذه المعادلة الجديدة، لا صوت يُسمع للفلسطينيين. فـ"التمثيل السياسي" يُختزل في إدارة خدمات، و"الحقوق الوطنية" تتحول إلى مناشدات إنسانية، أما الحضور الفلسطيني على المسرح الدولي، فيُقابل بالعقوبات، كما حصل مؤخرا مع مسؤولي السلطة الذين تم منعهم من دخول الأراضي الأمريكية بسبب توجههم إلى المحكمة الجنائية الدولية.
يبقى السؤال: هل الضفة الغربية على عتبة الضم الشامل؟ وهل سيكون هذا الضم هو الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون، مرّة أخرى، باسم "التهدئة"؟ وإذا كانت إسرائيل قد اختارت الحسم الميداني، وواشنطن قد منحت الغطاء، فمن تبقّى ليقول "لا"؟
ربما وحدهم الفلسطينيون، إن أعادوا تعريف أدواتهم وموقعهم، يستطيعون إعادة ترتيب المعادلة. لكن إلى أن يحدث ذلك، يبدو أن العدوان على غزة لا ينتهي عند حدودها، بل يمتد إلى عمق المشروع الوطني نفسه، حيث تُباع الجغرافيا بالصمت، ويُرهن المستقبل بحسابات اللحظة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الفلسطيني الإسرائيلية الضفة إسرائيل فلسطين الضفة قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على غزة
إقرأ أيضاً:
ثمانية تفاوض ثلاثة من كبار المعلقين الرياضيين
نواف السالم
كشفت مصادر عن دخول قناة “ثمانية” في مفاوضات متقدمة مع ثلاثة من أشهر المعلقين الرياضيين في المنطقة، هم: عيسى الحربين، عبدالله الحربي، وفارس عوض .
وأوضح الصحافي الرياضي أحمد العجلان أنه لا توجد تفاصيل إضافية حول طبيعة هذه المفاوضات أو المرحلة التي وصلت إليها، فيما لم تصدر القناة أو المعلقون أي تعليق رسمي حتى الآن.