صحيفة صدى:
2025-08-03@14:17:31 GMT

يرقات من الريف

تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT

يرقات من الريف

في لحظة الإشراق تستنير الحياة بوجهها المضيء في الكون البديع كحديقة سماوية فيها تغاريد الطيور تتمايل عذوبة وإنشاد.

وصوت السماء يهمس للأرض لتهطل الأمطار وتجري الأنهار كأنها تروي لنا أسرار الحياة لتلتقي الأرواح بالخيال ويمتزج الإبداع بالجمال فتنبض القلوب رقة وصفاء وتختلط المشاعر بالشعاع ويشرق الابتسام فرحا في الآفاق .

إنها ثورة تحدثها المشاعر والغريزة بهجة لترتشف من نهرها الحاني لتسقي الأرواح في الأبدان وتنبت بذور الأمل في الأمنيات وتخضر الصحاري المجدبة في النفوس من جفاف الأحزان حياة الأرياف نكهة تروي إبداعها في مذاق الطبيعة .

خرجت هايدي مع كلبها الصغير مثل طفلة تطير مع فراشات الأنهار مفعم ومليء بالسعادة مع هذا الإشراق تريد أن تنعم بمذاق خاص من فراولة الحقل فالحصاد قادم بعد أيام . لكن الصدفة كانت بمثابة مسرحية أحد أبطالها عازف برائعة بيتهوفن يشدو بها في هذا الصباح من ناي مزج العذوبة بقطر الندى دواء ترتشفه القلوب حساء لتبرؤا منه العلل والإنصات يصغي نحو الهوى حتى جاذبت الأنفس فطرة واختلطت المشاعر بالأنفاس في شهيقها لتحدث رجفة ترتج لها القلوب وتنتفض منها الأبدان ، إنه ذاك الشاب الوسيم كاتب قصاصته بحروف الإثارة والإعجاب في ليلة عيد الميلاد ، إنها أحاسيس دغدغت مشاعرها المرهفة لتزيد حروف أوراقه الملقاة يقينا أن هذا الماهر الماكر عزفا بقراءة نغماته وألحانه من هذا النأي النحيل المظلم في دواخله المستنير في عذوبة ألحانه ليطرب الأشجان عنوة لها وقع ، يضمد جراحًا لم تندمل في نفسها ، إنه عازف يعد النغم بأنامله لمن يرعاه الهوى في مراعي الإعجاب ليقع صيدا ثمينا في شباك الغريزة لينتشل حبها الغريق في بحار وليم الذي رممت الأرض عظامه ولن يعود ، كان كاري يتفنن في الغوص بعذوبة الشدو ليغوص في أعماقها لينتزع من أصدافها لآلئ عقدها المتدلي في هواء قلبها ليقبله ويضعه تاجا على رأسه ، إنها لحظات صدود وهمي تراجعت إلى الوراء قليلًا ، فالغرباء نكرة يجعلون الحياء يستتر خلف الأهداب ، التفت إليها وقد احمرت وجنتاها وفضح هذا الاحمرار تساقط شيء مثل ماء النبيذ من خديها إنها سخونة الشعور تتصبب عرقا عندما تبدي الإعجاب لمن يوافق هواك بخجل .

شدها الارتباك بعد أن أمعن نظراته في عيونها إلى الوراء مسكت ثوبها المتلألئ وشدته حول خصرها فتناثرت الأرداف صارخة تستجدي الهروب ، ورفعت ثوبها فبان غصن البان يشدو ليسابق الريح ، لقد وضعها عازف الناي في خبث هوائه المرهف حتى تناثرت أشلاء لا تحسن التصرف .

إلى ،،، يرقة أخرى في ريف الأعمى الذي يحلم أن يرى السماء .

ابتسم أيها الأنيق

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

“رونالدو… نجم النصر الذي لا يبتسم للإعلام النصراوي”

“رونالدو… نجم النصر الذي لا يبتسم للإعلام النصراوي”

مقالات مشابهة

  • ظهرت في صور خطفت القلوب.. الحسين بن عبدالله الثاني يحتفل بعيد ميلاد ابنته الأميرة إيمان الأول
  • الحب والبغض: “مسافة الأمان بينهما”
  • هاريس: ولاية ترامب الثانية شهدت تخلي المسؤولين عن حماية الديمقراطية
  • رئيس احد الأحزاب اللبنانية: حزب الله أعاد لبنان فعلياً إلى الوراء مئة سنة!
  • جعجع: الحزب أعاد لبنان مئة سنة إلى الوراء
  • تعلن الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف فرع حجة عن رغبتها في إنزال مناقصتين عامة
  • جريمة تهز القلوب.. مقتل زوجين و3 من أبنائهما بواحة سيوة في مطروح
  • سلوفينيا تقول إنها أول دولة أوروبية تحظر تجارة الأسلحة مع "إسرائيل"
  • “رونالدو… نجم النصر الذي لا يبتسم للإعلام النصراوي”